ستيف جوبز: ما لا تعرفه عن عراب إمبراطورية آبل
قلما تجد مؤسس شركة أو مُخترع ومطور تقني يعرفه الجميع مهما اختلفت ثقافاتهم كأنه من مشاهير الفن مثل سيف جوبز الذي حتى بعد وفاته تزداد شهرته يوماً بعد يوم ويتمنى الأطفال أن يُصبحوا مثله كما يتمنى الكبار أن يُحققوا شيءٍ من نجاحه، فلطالما كان ستيف جوبز نجماً في سماء التكنولوجيا ونموذجاً يحتذى به في الإصرار والنجاح، حيث يعكس القدرة الهائلة التي يمتلكها الإنسان داخله وتنتظر فقط أن يقوم بخطواته في الاتجاه الصحيح لإخراجها، لذا نتعرف فيما يلي عن معلومات غير منتشرة وجوانب مختلفة من حياة ستيف جوبز الأب الروحي لكيان آبل العملاق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أصل ستيف جوبز العربي
لعل التساؤل عن أصل ستيف جوبز وتفاصيل نشأته لم يُطرح بكثرة طوال حياته كما طُرح بعد وفاته تقريباً، حيث أصبحت مفاجأة أصل ستيف جوبز العربي حديث وسائل الإعلام والناس لسنوات وحتى الآن مع كل ذكرى ميلاد أو فاة ستيف جوبز يعيد العديد من العرب التذكير بأن عبقري آبل سوري الأصل تحديداً من حمص مسقط رأس والده الذي يُدعى عبد الفتاح الجندلي.
تعود القصة إلى منتصف الخمسينات حين قرر الطالب السوري عبد الفتاح الجندلي وصديقته جوان كارول التي تعرف عليها خلال دراسته بالولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن طلفهما الغير شرعي الذي أسماه الأب مصعب، وهو الاسم العربي لسيف جوبز الذي عرضاه والديه للتبني فتبنته أسرة أمريكية تعيش في كليفورنيا مكونة من الزوجين بول وكلارا جوبز اللذان قاما بالاعتناء بستيف جوبز وتربيته إلى أن وصل إلى ما وصل إليه من تفوق ونجاح.
ويقول عبد الفتاح الجندلي أن والد جوان الأم البيولوجية لستيف جوبز رفض تزويجها لرجل عربي فلم يجدا أمامهما حل غير عرض طلفهما للتبني وقد وقع الاختيار على عائلة جوبز التي تولت رعاية مصعب وأطلقت عليه اسم ستيف، لكن بعد فترة قصيرة من تبني عائلة جوبز لستيف جوبز؛ تزوج والده عبد الفتاح الجندلي من أمه جوان كارول وأنجبا أخته منى والتي قامت أسرة أمريكية أًخرى بتبنيها أيضاً، لتكبر وتُصبح الروائية الشهيرة منى سيمبنسون ولم يتعرف عليها شقيقها ستيف جوبز إلا بعد سن الرشد وربطته بها علاقة جيدة؛ حيث قال عنها في أحد المرات " نحن عائلة، وهي من أفضل أصدقائي في العالم" كما أنه تواصل مع والدته بينما لم يلتقي والده أو يحاول الحديث معه.
وقد كان ستيف جوبز متصالح مع نشأته ولم يسعى للبحث عن والديه البيولوجيين بعد معرفة أنه ابن بالتبني لعائلة جوبز، حيث كان يؤكد دائماً في العديد من اللقاءات وفي كل فرصة أن عائلة جوبز هي عائلته وبول وكلارا جوبز هما والديه الحقيقيين حتى وإن لم يكونا والديه البيولوجيين.
إنجازات ستيف جوبز
ظهرت عبقرية ستيف جوبز منذ وقت مبكر من عمره فقبل أن يبلغ الـ 18 تقريباً كان قد أقحم نفسه وسط عالم التكنولوجيا والإلكترونيات في منطقة وادي السيلكون وعمل كمصمم ألعاب في شركة أتاري أهم شركة لتصنيع ألعاب الفيديو خلال فترة السبعينيات، ثم توقف لفترة عن عمله ليقوم برحلة روحانية كان يُخطط لها قضى فيها فترة في الهند رجع منها حليق الرأس ومؤمن بالديانة البوذية حتى قيل أنه كان يُفكر بأن يُصبح راهباً من شدة تعلقه بالراهب الذي تولى تعليمه في الهند، ومن غير المؤكد أنه ظل على ديانته البوذية أم تركها لكن المؤكد أنه ظل نباتياً من حينها وحتى وفاته وكان يصوم تماماً عن الطعام في الكثير من الأحيان كما كان لا يميل إلى مظاهر الطرف رغم ثروته الضخمة وذلك يُمكن بسهولة ملاحظة من ملابسه كانت متواضعة بالنسبة للرجل في ثرائه.
وبرجوع ستيف جوبز من الهند بدأ مسيرة من الإنجازات التي لم تنتهي حتى بوفاته حيث سُجل بعد وفاته باسمه العديد من براءات الاختراع، ومن أهم إنجازات سيف جوبز في المجال التقني:
- Apple I: يُعرف كذلك بآبل 1 وهو أول كمبيوتر مطور يُصممه ستيف جوبز مع شريكه ستيف وزنياك رفقة رونالد واين، وهو عبارة عن جهاز كمبيوتر بدون فارة ولا لوحة مفاتيح خارجية ولا شاشة أيضاً كما موضح في الصورة التالية.
تم التسويق للجهاز فيي عام 1976 بسعر 666.66 دولار، وأستطاع أن يُحقق هذا الاختراع لتسيف جوبز وشركائه حوالي 800 ألف دولار من إيرادات بيعه. - Apple II: أو كمبيوتر آبل 2 وهو امتداد لأول كمبيوتر من آبل وستيف جوبز شهد تطوير وتحسينات على النسخة الأولى ليخرج لنا آبل 2 في عام 1977 ويُضاعف مبيعات الشركة بنسبة 700% ويحقق ستيف جوبز وشركائه من وراء مبيعاته نحو 140 مليون دولار.
وقد كان Apple II أول جهاز كمبيوتر شخصي صغير ينتشر بشكلٍ كبير هكذا وقد فتح الباب لهذا النوع من الاجهزة وكسب ثقة المستخدمين الذي أحبوا تصميمه العصري حينها جعلته يُباع حتى عام 1993،وعلى عكس آبل 1 كان آبل 2 يحتوي على شاشة ومتكامل أكثر كما موضح في الصورة التالية.
- الماكنتوش: هو البداية الأولى لنظام التشغيل آبل ماك الذي نعرفه جميعاً حالياً، والذي أحدث ثورة في العالم التقني بمجرد إصداره، حيث بفضله ظهرت أجيال جديدة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية سهلة الاستخدام وبواجهة رسوم غير اعتيادية وهي أجهزة آبل ماكنتوش (كمبيوتر آبل ماك) التي يُمكنكم إلقاء نظرة على تصميمها في الصورة التالية.
- الآي بود: تحفة إلكترونية أُخرى أبهر بها ستيف جوبز كل القائمين والمهتمين بالعالم التقني والإلكترونيات، ففكرة أن تحمل جهاز صغير في حجم الجوال الآن أو أصغر يُمكنك من سماع الموسيقى وتشغيل الوسائط المتعددة بمنتهى السهولة كان فكرة ثورية حقاً في عام 2001، فلقد كان مشغل الوسائط آي بود كالآيفون حالياً بالنسبة لعشاق آبل دون مبالغة جهاز يُريد الجميع أن يقتنيه وينتظرون إصداراته الحديثة التي توقفت بعد تطور الجوالات الذكية والاعتماد عليها في تشغيل الموسيقى فرغم محاولات آبل إحيائه بعدة نسخ إلا أن المستخدمين لم يعدوا في حاجة لجهاز إضافي للوسائط المتعددة في ظل وجود الآيفون والآي باد.
أول آيفون قدمه ستيف جوبز
لم يكن ستيف جوبز هو المخترع الفعلي أو المطور للآيفون لكنه هو صاحب فكرته الأولى حيث سعى لسنوات لجهاز متطور من الآي بود يستخدم الشاشات القابلة للمس ويُمكن التصوير باستخدامه، وقد خرجت عدة نتائج لم تُرضي ستيف جوبز مثل جوال روكر إي 1 التي أصدرته آبل بالتعاون مع شركة موتورولا في عام 2005، إلى أن وصل مهندسي آبل أخيراً إلى التصور الذي كان يشغل عقل ستيف جوبز وأعلن أخيراً عن أول آيفون في التاسع عشر من يونيو 2007، الجوال الذي بيع منه 4 ملايين نسخة كأسرع جوال يُباع في العالم.
وقد كان آيفون 1 يتكون من شاشة تعمل باللمس كبيرة بمواصفات سنة إصداره بقياس 3.5 بوصة، ومساحة تخزين تصل إلى 16 جيجا بايت، ويعمل بنظام تشغيل خاص بآبل وهو IOS الإصدار الأول الذي تعمل عليه أجهزة hgNيفون حتى الآن لكن بإصدارات متطورة منه، بالإضافة إلى كاميرا واحدة خلفية بدقة 2 ميجا بايت، ويُمكنك من خلاله الاتصال بالإنترنت عن طريق الواي فاي، جهاز ثوري حقاً في هذا الوقت مهد الطريق لقفزة كبيرة حدثت لصناعة الجوالات في العالم، يمكنك إلقاء نظرة على الصورة التالية لرؤية تصميمه ومقارنته بأجهزة الآيفون الحالية.