دراسة تثبت أن النشاط البدني لا يُخفف آثار السمنة فيما يتعلق بصحة القلب
-
1 / 2
أكدّت دراسة حديثة أن زيادة الوزن لها آثار سلبية على صحة القلب حتى لو كان الفرد نشيطًا بدنيًا. فلا يمكن إلغاء الآثار السلبية لدهون الجسم الزائدة على صحة القلب من خلال الحفاظ على نمط حياة نشط.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن اللياقة البدنية يمكن أن تُخفف من الآثار السلبية لزيادة الوزن على صحة القلب، لكن هذا ليس هو الحال وفقًا لدراسة جديدة تم نشرها في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية، وهي مجلة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب.
تقول مؤلفة الدراسة أليخاندرو لوسيا، أستاذ فسيولوجيا التمارين الرياضية في جامعة مدريد الأوروبية: "لا يمكن للمرء أن يكون سمينًا ولكن بصحة جيدة، فالنتائج التي توصلنا إليها تدحض فكرة أن أسلوب الحياة النشط بدنيًا يمكن أن ينفي تمامًا الآثار الضارة لزيادة الوزن والسمنة".
هذه الدراسة هي أول تحليل يُظهر أن النشاط المنتظم ليس من المرجح أن يقضي على الآثار الصحية الضارة الناجمة عن زيادة الدهون في الجسم، توصلت الدراسة إلى أنه لن تتمكن التمرينات الرياضية من محو الآثار السلبية للسمنة عندما يتعلق الأمر بمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قدّمت الأبحاث السابقة بعض الأدلة على أن الأشخاص البدينين لكنهم يتمتعون بلياقة بدنية يمكن أن يكون لديهم نفس صحة القلب والأوعية الدموية لأولئك الذين كانوا نحيفين لكن غير لائقين بدنيًا.
تُضيف مؤلفة الدراسة: "أدّت الدراسات السابقة إلى مقترحات مثيرة للجدل بشأن السياسات الصحية لإعطاء الأولوية للنشاط البدني واللياقة البدنية فوق فقدان الوزن". سعت دراستنا إلى توضيح الروابط بين النشاط ووزن الجسم وصحة القلب.
كيف أُجريت الدراسة؟
استخدم الباحثون بيانات من 527662 بالغًا عاملًا من إسبانيا مؤمن عليهم من قبل شركة للوقاية من المخاطر المهنية، بمتوسط عمر 42 عامًا.
تم تقسيمهم إلى مجموعات وفقًا لمستوى النشاط ولمجموعات حسب وزن الجسم: كان 42٪ من المشاركين بوزن طبيعي، وكان مؤشر كتلة الجسم (BMI) 20-24.9؛ 41٪ منهم كانوا يعانون من زيادة الوزن، و 18٪ يعانون من السمنة المفرطة، بمؤشر كتلة الجسم 30 فما فوق.
ثم نظر الباحثون إلى صحة القلب والأوعية الدموية لديهم من خلال تصنيفهم لمرض السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم، وكلها عوامل خطر رئيسية للسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
بعد التحقق من الارتباطات بين مؤشر كتلة الجسم ومستوى النشاط وعوامل الخطر، خلص الباحثون إلى أن أي مستوى من النشاط يعني أنه من غير المرجح أن يكون لدى الفرد أي من عوامل الخطر الثلاثة مقارنة بعدم ممارسة الرياضة. وأن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري يتناقص مع زيادة مستويات النشاط.
توضح لوسيا: "هذا يُخبرنا أن كل شخص، بغض النظر عن وزن جسمه، يجب أن يكون نشيطًا بدنيًا لحماية صحته".
ومع ذلك، أظهرت الدراسة زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية للمشاركين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة مقارنة بالمشاركين ذوي الوزن الطبيعي، بغض النظر عن مقدار التمارين التي قاموا بها.
كان المشاركون الذين كانوا يعانون من السمنة ويقومون بنشاط بدني جيد أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الكوليسترول بمقدار الضعف. وأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بمقدارأربع مرات. وأكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم بمقدار خمس مرات مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي ولكنهم غير نشيطين.
تؤكد لوسيا: "لا يبدو أن التمارين تعوض الآثار السلبية للوزن الزائد. لوحظت هذه النتيجة أيضًا بشكل عام في كل من الرجال والنساء عندما تم تحليلها بشكل منفصل."
وتختتم: "من المهم بنفس القدر محاربة السمنة وقلة النشاط. يجب أن يظل فقدان الوزن هدفًا أساسيًا للسياسات الصحية جنبًا إلى جنب مع تعزيز أنماط الحياة النشطة".
الدراسة إضافة لدراسات واسعة حول أهمية النشاط البدني
أصدر العلماء في جامعة أكسفورد نتائج دراسة كبيرة في 12 يناير الماضي تؤكد أن التمارين البدنية أكثر أهمية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية مما كان معروفا سابقًا، كشف التقرير أنه كلما زاد النشاط كان أفضل.
كذلك نشر باحثون في كليفلاند كلينك دراسة في ينايرعام 2019 تُظهر أن نمط الحياة المستقرة هو أسوأ لصحتك من التدخين أو مرض السكري أو أمراض القلب.