دراسة تؤكد: منشطات كمال الأجسام مرتبطة بتلف الخصية على المدى الطويل
-
1 / 2
أظهرت دراسة جديدة أُجريت على لاعبي كمال الأجسام غير الرياضيين أن الرجال الذين يستخدمون المنشطات لبناء العضلات من أجل الحصول على الجسم المثالي قد يضرون بوظيفة الخصيتين لسنوات بعد التوقف عن تناول الأدوية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قال مؤلف الدراسة الدكتور جون راسموسن: "لم يكن من الواضح ما إذا كان الاستخدام غير المشروع للستيرويدات الابتنائية قد تتسبب في ضعف طويل الأمد أو حتى مستمر في إنتاج هرمون التستوستيرون في الخصيتين، لكن تُشير نتائج دراستنا إلى وجود خلل طويل الأمد في الخصية".
رسالته للرجال الذين يفكرون في استخدامها لتعزيز أجسامهم: "لا تفكر في ذلك. استخدام الستيرويدات الابتنائية يمكن أن يسبب آثارًا ضارة مستمرة على العديد من أعضاء الجسم وقد تكون قاتلة".
الستيرويدات الابتنائية هي مكونات اصطناعية مصنوعة في المختبر لهرمون التستوستيرون الذكري. يقول راسموسن إن استخدام هذه الستيرويدات الاصطناعية يضعف المحور الهرموني تحت المهاد والغدة النخامية والخصية، والذي يوقف إنتاج الخصية لهرمون التستوستيرون ويضعف الخصوبة. ويؤكد أن استعادة عافية هذا المحور الهرموني يمكن أن يكون أمر طويل الأمد أو قد لا يتعافى على الإطلاق.
الأضرار الجنسية لاستخدام المنشطات
تم ربط استخدام المنشطات بتقلص الخصيتين، انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، انخفاض الدافع الجنسي، ضعف الانتصاب، انخفاض عدد الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى نمو الثدي وتساقط الشعر.
قال الدكتور شالندر باسين، أستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد، والذي لم يشارك في الدراسة: "يعتقد الكثير من الناس أن تعاطي الستيرويد المنشطة لا يُمثل سوى مشكلة الغش في الرياضة بين الرياضيين المحترفين، لكن واقع الأمر هي أن الغالبية العظمى من مستخدمي المنشطات، رُبما أكثر من 90٪، ليسوا رياضيين. إنهم لاعبو كمال أجسام ترفيهي يستخدمون هذه المركبات للحصول على الجسم المثالي الذي يحلمون به وبناء العضلات بشكل سريع".
وفقًا للدراسة تلف الخصية يكون طويل المدى
نُشرت الدراسة في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، تابعت الدراسة نحو 132 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 50 عامًا. انقسم الرجال إلى ثلاث مجموعات: لم يستخدموا مطلقًا أو المستخدمون الحاليون أو المستخدمون السابقون للستيرويدات الابتنائية الذين توقفوا عن تناولها قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.
نظرًا لأن مستويات هرمون التستوستيرون تتقلب على مدار اليوم، فقد استخدمت الدراسة علامة جديدة لتحديد نقص وظيفة الخصية يسمى عامل الأنسولين المصل 3 (INSL3)، وهو هرمون تصنعه نفس الخلايا في الخصيتين التي تصنع التستوستيرون.
بعد المقارنة بين المبحوثين، كان لدى الرجال الذين استخدموا المنشطات ذات مرة تركيزات أقل بكثير من INSL3. ووجدت الدراسة أنه كلما زاد استخدام الرجال للستيرويدات، كلما انخفضت هذه المستويات.
يقول راسموسن: "من أهم استنتاجات الدراسة أن المستخدمين السابقين للستيرويدات الابتنائية لا يزالون يُظهرون خللًا في وظائف الغدد التناسلية لأكثر من عامين ونصف بعد توقفهم عن تناول الستيرويدات المنشطة. الدراسة مهمة في تأكيد ما عرفه الأطباء سابقًا، وهو أن الاستخدام طويل الأمد للستيرويدات الابتنائية يمكن أن يثبط وظيفة الخصية، وحتى عندما يتوقف هؤلاء الرجال عن استخدام المنشطات، فإن استعادة وظيفة الخصية يمكن أن تكون غير مكتملة أو قد لا يحدث التعافي على الإطلاق".
الأضرار تتجاوز الخلل الوظيفي الجنسي
وفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات: يرتبط تعاطي المنشطات بأكثر من الخلل الوظيفي الجنسي. فيرتبط تناولها بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية وتلف الشرايين والسكتات الدماغية، حتى عند الرياضيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا.
يمكن أن يُسبب تعاطي المنشطات تلف الكبد أيضًا، جنبًا إلى جنب مع حالة نادرة تسمى peliosis hepatis، وخلالها تتشكل الأكياس المليئة بالدم في الكبد وتنفجر.
كذلك، يمكن أن يتسبب استخدام الستيرويدات الابتنائية في ظهور حب الشباب وتساقط الشعر، ويؤدي إلى توقف نمو العظام قبل الأوان، وبالتالي إعاقة النمو.
وجدت بعض الدراسات صلة بين تناول الستيرويدات الابتنائية من جهة والتهيج والعدوانية من جهة أخرى. وربط آخرون بين الجرعات المعتدلة والعالية من الستيرويدات الابتنائية والإصابة بالقلق والهوس والاكتئاب الشديد.
يقول راسموسن: "هناك اعتقاد شائع على نطاق واسع، بأن هذه الأدوية بطريقة ما آمنة ويمكن السيطرة على الآثار الجانبية، وهو اعتقاد في غير محله، فالدراسات تُظهر الآن أن تناول هذه المنشطات مرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى الخلل الإدراكي المبكر. و 100٪ من الرجال الذين يستخدمون الستيرويدات الابتنائية بجرعات كبيرة سيواجهون مشاكل في إنتاج هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية، وبعد ذلك، اعتمادًا على مدة الاستخدام، لن يتعافى العديد من هؤلاء الرجال تمامًا عند التوقف عن استخدامها."