جبران خليل جبران
من هو جبران خليل جبران
جبران خليل جبران هو كاتب وشاعر وفنان تشكيلي لبناني عاش معظم حياته في أمريكا، ويعتبر أيضًا فيلسوفًا رغم أنه نفسه رفض هذا اللقب. ويعد جبران من كبار الأدباء ورواد النهضة في المنطقة العربية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مولده ونشأته
ولد جبران في (6 يناير 1883) بكنف عائلة مسيحية، ولكنه ذاق منذ نعومة أظافره كل أنواع الفقر والقهر، حيث انصرف أبوه عن شؤون أسرته واتجه إلى شرب الخمر وانشغل بلعب القمار، وكانت والدته (كاميليا رحمة) قد أنجبته وعمرها 30 عاماً، كان جبران ميالاً منذ الطفولة إلى الوحدة والتأمل وأحلام اليقظة. وظل في مراهقته منطوياً على نفسه، بعيداً عن الأقارب والجيران. وكان سريع البديهة، متواضعاً وطموحًا. وكان شديد الرغبة بالسعي الى الشهرة ولو عن طريق تعرضه للانتقاد. كان يعمل في عد الأغنام ولكنه اتهم بالاختلاس لذا فرضت عليه الإقامة الجبرية، مما اضطر والدة جبران الى أن تترك لبنان وتهرب بأولادها إلى مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية في 25 حزيران/يونيو 1895، إلا أن جبران كان شديد التعلق بوطنه لبنان، ورغب في استكمال دراسته في وطنه باللغة العربية التي قد شغفها حبا، حتى ساعدته أمه في العودة إلى لبنان في 1898 عند سن الخامسة عشر، فعاد جبران إلى بيروت ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة. وأنشأ مجلة أدبية طلابية مع أحد زملاء الدراسة، ثم انتخب شاعراً للكلية، وكان يقضي العطلة الصيفية في بلدته بشري، وكان والده فظاً تجاهل مواهب ابنه وقدراته مما اضطر جبران على النفور منه. فوجد جبران عزاءه في الطبيعة، وصداقة أستاذ طفولته سليم الظاهر. وقد شكلت علاقة الحب بينه وبين سلمى كرامة فكرة ووحي قصته الشهيرة (الأجنحة المتكسرة).
بقي جبران في بيروت عدة سنوات قبل أن يعود إلى بوسطن في 10 مايو 1902،ولكن قبل عودته إلى بوسطن تعرض جبران للعديد من الأحداث المحزنة التي المت بعائلته حيث توفيت أخته بالسل، ولم يلبث أن يمر عام حتى توفي أخوه بالداء ذاته، ثم لحقت به أمه بعد أن أصيبت بالسرطان، حتى لم يبق لجبران سوى أخته ماريانا. وبدأ بدراسة الأدب لتبدأ مسيرته الأدبية، والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، امتاز أسلوبه بالرومانسية، وتم اعتباره رمزاً من رموز ذروة وازدهار عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري. فسطّر أول كتيِّب له بعنوان (الموسيقى) الذي صدر عام 1905م في نيويورك وامتاز بسهولة التعبير وامتلئ بصدق النية والإحساس والإبداع في الوصف والتشبيه، وبعد مدة قصيرة أصدر جبران كُتيّباً أكبر عنوانه (عرائس المروج) والذي ضم بعض القصص، وفي عام 1908م قام بإصدار كتاب "الأرواح المتمرّدة" الذي نشر في جريدة المهاجر.
واشتهر بكتابه (النبي) الذي نُشر لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1923 وأصبح منذ ذلك الحين أحد أفضل الكتب مبيعًا على الإطلاق، حيث تُرجم إلى أكثر من 100 لغة.
شاهد أيضاً: نزار قباني
حبه للرسم
كان جبران فنانًا بارعًا، خاصة في الرسم والألوان المائية، حيث التحق بمدرسة للفنون (أكاديمية جوليان)، في باريس خلال الفترة (1908 إلى 1910)، حيث اتبع أسلوب رومانسي رقيق، وأقام جبران المعرض الفني الأول لرسوماته وهو في سن الواحد والعشرين عام 1904 في مدينة بوسطن في صالة دايز.
أعماله الفنية ومؤلفاته
تبلغ أعماله الفنية أكثر من سبعمائة عمل فني، وقد تم جمع رسومه بواسطة المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة.
له مؤلفات كثيرة باللغة العربية واللغة الإنكليزية، ترجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات، ومن مؤلفاته التي ترجمت إلى الصينية رمل وزبد، والنبي، ودمعة وابتسامة، والمواكب، والأجنحة المتكسرة، وفي عام 1994، نشرت دار الشعب بمقاطعة قانسو المجموعة الكاملة لأعمال جبران، في ثلاث مجلدات كبيرة بالصينية.
كان من الملاحظ في كتابات جبران اتجاهين، أحدهما اتجاه قوة وثورة على عقائد الدين، والاتجاه الآخر يتتبع الميول الإنسانية ومحبة الاستمتاع بالحياة النقية، وظهر إفصاحه عن الاتجاهين معًا في قصيدته "المواكب" والتي غنتها المطربة اللبنانية المشهورة فيروز باسم "أعطني الناي وغني". وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي.
شاهد أيضاً: أحمد حسن الزيات.. الأديب الراقي صاحب «الرسالة»
فنانون تغنوا بكلماته
- مقطع من قصيدة (رمل وزبد) 1926 غناه المغني جون لينون في أغنية Julia التي أصدرتها فرقة البيتلز سنة 1968.
- غنى الفنان الأمريكي اللبناني جبريل عبد النور لقصائد جبران ألبومًا كاملًا.
- غنت الفنانة فيروز قصيدته المواكب باسم (أعطني الناي وغني) كما غنت له مقاطع متنوعة من كتاب (النبي) بالإضافة لقصيدة (الأرض) والتي مطلعها سفينتي بانتظاري، وأخيرا غنت له قصيدة (يا بني أمي) لتبقى المطربة الشهيرة فيروز هي أكثر من تغنى بقصائد جبران.
- غنت فرقة (Mr. Mister) له قصيدة الأجنحة المتكسرة.
- عزف له فنان الجاز الأمريكي جاكي ماكلين مقطوعة موسيقية سماها جبران النبي.
شاهد أيضاً: سميح القاسم.. شاعر الثورة والمقاومة الفلسطينية
وفاته
توفي جبران في أمريكا بمدينة نيويورك بتاريخ 10 أبريل 1931 عن عمر ناهز 48 عاماً، فقد عانى من مرض السل وتليف الكبد ومات بسببهما، وقد كانت رغبة وأمنية جبران أن يدفن في وطنه الحبيب لبنان، وتحققت هذه الأمنية في عام 1932، حيث نقل رفاته إليها، ودفن هناك، ومكان دفنه يعرف الآن باسم متحف جبران.