تعريف الظاهرة الاجتماعية.. كيفية تأثيرها على العمل
تعريف الظاهرة الاجتماعية من التعريفات السهلة التي يمكن فهمها بشكل سريع، فالجميع يعلم أن مجموعة السلوكيات التي تحكمنا يمكن أن تكون نتاج ظاهرة اجتماعية تؤثر على ما نفعله، فهل تؤثر تلك الظواهر على أداء العمل أو التسويق للمنتجات والخدمات؟ وما أهمية دراستها والتعرف عليها؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعريف الظاهرة الاجتماعية
تُعرف الظاهرة الاجتماعية كمجموعة من العادات التي اعتاد مجموعة كبيرة من الأفراد على القيام بها والتي تتحكم بها بعض النظم أو القيم وتشمل المجتمع ككل لذلك يُطلق عليها ظاهرة اجتماعية.
تعريف الظاهرة الاجتماعية ينطبق عليه أيضًا كونها من أنواع السلوك المجتمعي الذي يستمر حتى يسيطر على كافة جوانب المجتمع ويتحول من سلوك إلى عُرف سائد تجاه قضية محددة، ويمكن أن تكون الظواهر الاجتماعية سلبية أو إيجابية على حسب السلوك الذي تنتمي إليه.
فعلى سبيل المثال يعتبر التدخين من الظواهر السلبية، التي يعمل العلماء على تقويمها وجعلها أفضل لأنها من الظواهر التي انتشرت وأصبح من الصعب السيطرة عليها على الرغم من وصمها بالسلبية.
أهمية دراسة الظواهر الاجتماعية
تسيطر الظواهر الاجتماعية على المجتمع وتحركه وتؤثر على أفراده، فإذا أردت العمل في مجتمع ما وبدء مشروعك يجب أن تركز على أهمية الظواهر تلك لأنها ستجعلك تتعرف على المجتمع بعين مختلفة، ومن أهمية دراسة الظواهر الاجتماعية:
فهم تكوين المجتمع
تساعدكدراسة الظواهر الاجتماعية على فهم مكونات المجتمع المختلفة، مثل القيم والمعايير والعادات والتقاليد التي ينتمي إليها الأفراد ولا يمكنك المساس بها، فعلى سبيل المثال، يمكن لدراسة ظاهرة التماسك العائلي أن تُساعدك على فهم دور العائلة في المجتمع وكيفية تأثيرها على سلوك الأفراد.
بعض الحملات التسويقية الإعلانية تعمل على التركيز على جمع العائلة معًا من خلال منتجاتها وهو أمر يفضله العملاء.
تحديد المشكلات المجتمعية
تساعددراسة الظواهر الاجتماعية في تحديد المشكلات التي تواجه المجتمع خاصة إذا كانت مشكلات كبيرة مثل الفقر والجريمة والبطالة، ثم الوقوف على السبب وراء هذه المشكلات وكيفية حلها.
من خلال تلك الدراسة يمكن اكتشافعوامل الخطر الناتجة عن المشكلة وتجنب تزايدها.
إيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية
بعد تحديد المشكلة يكون دور حلها، وبما ان الدراسات المعروضة تكون شاملة للظاهرة بالكامل، فيتم العمل بشكل جدي على إيجاد حل لها وذلك من خلال فهم أسباب هذه المشكلات وعواملها.
التنبؤ بالتغيرات الاجتماعية
من أبرز سبل الاستفادة من دراسة الظواهر الاجتماعية أنها تمكننا من التنبؤ بأي تغيرات من الممكن أن تطرأ على المجتمع في المستقبل، وتستخدم تلك الميزة في تحديد مستقبل المؤسسات الضخمة وكيفية تعاملها مع العملاء في المستقبل.
وذلك من خلال تحليل اتجاهات هذه الظواهر وتحديد العوامل التي تؤثر عليها، فعلى سبيل المثال عندما تلاحظ تزايد الشيخوخة في مجتمع ما، فإن هذا يعني مواجهة القطاع الطبي تحديات قوية للتعامل مع الأمر، وهو ما يؤثر على كفاءتها.
تستغل بعض الجهات التسويقية الأمر في عمل مشروعات قائمة على الاستمتاع بالسن الكبير ومنها دور الرعاية والمستشفيات والخدمات الطبية للمنازل.
تعزيز التسامح والتفاهم بين الثقافات
تعمل تلك الدراسات على تعزيز قيم التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة، فبعد تفهم الظواهر الاجتماعية يتم فهم الاختلافات بين الشعوب المختلفة وتقبلها.
ظواهراجتماعية تؤثر على أداء العمل
يتأثر أداء العمل بالكثير من الظواهر الاجتماعية، فيعض الموظفين اعتادوا على الحياة الاجتماعية التعاونية والبعض الآخر لا يغرد سوى منفردًا، لذلك إليك بعض الأمثلة على الظواهر الاجتماعية التي يمكن أن تؤثر على الأداء في العمل
الانفتاح والانغلاق
تؤثر القيم والمعتقدات السائدة في ثقافة العمل على سلوكيات الموظفين ومواقفهم تجاه العمل، فقد تشجع ثقافة العمل التي تقدر الإبداع والابتكار الموظفين على المخاطرة وتقديم أفكار جديدة، بينما قد تثبط ثقافة العمل التي تريد من العاملين الامتثال والالتزام بالقواعد روح المبادرة لدى الموظفين.
التوقعات
تحدد توقعات الإدارة والموظفين من بعضهم البعض سلوكيات الموظفين وأداءهم، فعندما تكون توقعات الإدارة عالية يؤدي ذلك إلى تحفيز الموظفين على بذل المزيد من الجهد لتحقيق الأهداف، بينما قد تؤدي توقعات الإدارة المنخفضة إلى انخفاض دافعية الموظفين وإنتاجيتهم.
العلاقات الاجتماعية القوية
تؤثر العلاقات بين الموظفين داخل بيئة العمل على شعورهم بالانتماء والرضا الوظيفي، فبيئة العمل الإيجابية التي تشجع على التواصل والتعاون بين الموظفين تؤدي إلى تحسين أدائهم وزيادة إنتاجيتهم.
خصائص الظاهرة الاجتماعية
تعتبر الظواهر الاجتماعية من أهم مفاهيم علم الاجتماع، وهي تشير إلى مجموعة من السلوكيات أو الأفكار التي تؤثر على الأفراد داخل المجتمع، وقد حدد إميل دوركايم، رائد علم الاجتماع، خصائص أساسية للظواهر الاجتماعية، وهي:
الظواهر الخارجية
توجد الظواهر الاجتماعية خارج الفرد، أي أنها لا تكون نابعة من قبل الفرد بشكل مباشر، أو بمعنى آخر، لا تأتي هذه الظواهر من إرادة أو رغبة فردية، بل تتكون وتتطور نتيجة لتفاعل الأفراد مع بعضهم البعض ومع البيئة الاجتماعية المحيطة بهم.
مثل ظاهرة اللغة حيث يتعلمها الفرد من المجتمع المحيط به وليس من خلال جهوده الذاتية.
الإلزامية
تلزم الظواهر الاجتماعية الفرد بالامتثال لها، حيث قد تفرض عليه عقوبات في حال مخالفتها وهذا ينطبق على الكثير من الظواهر، لأنها تمثل ضغطًا اجتماعيًا على الفرد، مما يدفعه إلى الالتزام بها.
الموضوعية
تعتبر الظواهر الاجتماعية أشياء موضوعية، أي أنها قابلة للدراسة والتحليل العلمي، ويمكن ملاحظة هذه الظواهر وقياسها وتقييمها بشكل موضوعي، دون الاعتماد على آراء أو مشاعر الأفراد، فيمكن دراسة ظاهرة الفقر من خلال تحليل معدلات الدخل والبطالة والظروف المعيشية للأفراد في المجتمع.
الانتشار
تنتشر الظواهر في المجتمع، أي أنها ليست سلوكيات فردية منعزلة، وتلاحظ هذه الظواهر بشكل متكرر في مختلف أنحاء المجتمع، مما يدل على أنها سلوكيات مشتركة بين أفراد المجتمع.
تنتشر العادات والتقاليد في مختلف أنحاء المجتمع، حيث يمارسها أفراد المجتمع بشكل متكرر.
التغير
تتغير الظواهر الاجتماعية بمرور الوقت، وذلك نتيجة لعوامل مختلفة، مثل التطورات التكنولوجية والتغيرات الاقتصادية والسياسية، فلا تعد هذه الظواهر ثابتة أو جامدة، بل تتطور وتتغير مع تغير الظروف والأحوال في المجتمع.
فقد تغيرت ظاهرة الزواج بمرور الوقت، ففي الماضي كانت تبنى على أسس تقليدية، بينما أصبحت الآن تبنى بشكل أكبر على الاختيار الشخصي والمشاعر المتبادلة بين الزوجين.
تعريف الظاهرة الاجتماعية من أهم الأشياء التي عليك التعرف عليها إذا أردت أن تدرس سلوك الأفراد من حولك وتسيير الأمور في العمل وفقًا لتلك السلوكيات.