تخرجت حديثا؟ استعد لمقابلة العمل الأولى
عندما تخرجت من الجامعة قبل أكثر من عشر سنوات لم تكن لدي فكرة عن كيفية إعداد سيرتي الذاتية، ولم أمتلك أي تجربة سابقة في لقاء أصحاب العمل، ساعدني أخي حينها لكتابة سيرتي الذاتية (CV).
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أكثر ما أتذكر وأنا أكتب هذا المقال حالة الخوف والقلق التي سيطرت عليَّ قبل ذهابي لمقابلة العمل الأولى. إلا أن الأمر كان في غاية البساطة، رغم بعض الهفوات التي ارتكبتها بسبب حماسي.
والآن سأشاركك بعض الأسس في التحضير للخطوة الأولى من حياتك المهنية بعد أن أنهيتَ الدراسة الأكاديمية، فالاستعداد للمقابلة يحقق فرقاُ كبيراً في مستوى أدائك ويقلل من توترك وقلقك.
كيف تستعد لمقابلة العمل الأولى
الشغف ميزة الأشخاص الناجحين في عملهم، فبعد إنهاء دراستك الجامعية وسواء كان العمل بالنسبة لك طموحا أو حاجة أو حتى لمجرد ملئ وقت الفراغ.
الآن ستبدأ الخطوة الأصعب في حياتك العملية من خلال أول مقابلة تجريها لشغل وظيفة ما، وسأقدم لك فيما يلي أهم نصائح خبراء ومستشاري التوظيف لكيفية التحضير والاستعداد للمقابلة:
تعرف على الشركة التي تقابلك جيدا
أولاً: احرص على أن تجري بحثاً كاملاً حول الشركة أو الجهة التي ستطلبك لمقابلة العمل لديها. فالمتابعة والبحث يساعدانك في الإجابة على أسئلة المقابلة مثل: (لماذا تريد العمل معنا؟).
اسال عن موعد المقابلة والوثائق المطلوبة
ثانياً: إن لم يحدد صاحب العمل موعداً لمقابلتك بعد أن ترسل سيرتك الذاتية، قم بسؤال الشركة إذا كنت من بين المرشحين لإجراء مقابلة العمل؛ ثم متى سيكون موعد لقائك مع المسؤول عن التوظيف؛ وما هو الوقت المتوقع أن تستغرقه المقابلة.
ومن الممكن أن تسأل عن إمكانية جلب وثائق ومشاريع بحثية تدعم خبراتك الأكاديمية ومهاراتك التي تتعلق بالوظيفة المُحتملة.
تدرب على إجابة الأسئلة المتوقعة بحرص
ثالثاً: استعد لأي أسئلة متوقعة بإجابات واضحة وواثقة؛ تستطيع مراجعة مقالنا حول الأسئلة المتوقعة في المقابلة. وذلك من خلال التدرب على الإجابات مع صديق أو مع أحد افراد العائلة؛ كما يمكنك تدريب نفسك على طريقة الإجابة التي تجعلك واثقاً من نفسك.
أمام المرآة أو أن تسجل فيديو لعرض تقديمي (Presentation) عن نفسك باستخدام كاميرا فيديو أو الهاتف الجوال، ثم تطلب رأياً حول ما سجلته من صديق أو أحد أفراد عائلتك أو أستاذك في الجامعة أيضاً.
اجعل اجاباتك مباشرة وواضحة وفي الصميم
رابعاً: يجب أن تكون الإجابات في إطار ما تستطيع تقديمه للشركة في حال تمّ توظيفك، حاول بلباقة أن تشير إلى ما سيقدمه لك العمل لدى الشركة، لكن ليس على الصعيد المادي... فأول مقابلة ليست للتفاوض حول الأجر.
لا تتحدث في كل شيء، ركز على المهم فقط
خامساً: في مقابلة العمل الأولى من المهم الحديث عن الأبحاث التي قمت بها أو التدريب الذي خضعت له أثناء سنوات الدراسة في حال كانت متعلقة بمهام الوظيفة التي تتقدم لشغلها، كما يجب التركيز على ما تتضمنه سيرتك الذاتية فلا تتحدث عن شيء لم تذكره فيها (كمهارات ستؤثر على أداء العمل ونتائجه).
جهز مجموعة من الاسئلة لطرحها عند الحاجة
سادساً: حضر نفسك فقد تستطيع طرح أسئلة حول الوظيفة التي تتقدم لها أو المهام المطلوبة لشغلها فيما لو أتيحت لك الفرصة لذلك، لكن لا يجب أن تكون الأسئلة من تلك التي يسهل عليك الحصول على إجاباتها من موقع الشركة على الانترنت أو التي وردت إيضاحاتها في الإعلان عن الوظيفة.
استخدم المصطلحات المتعارف عليها في مجالك
سابعاً: يساعدك استخدام المصطلحات والتعابير التي لها علاقة بمجال تخصصك الدراسي في دعم خبراتك التي حصلّتها أثناء الدراسة.
كيف تتصرف خلال المقابلة الأولى
للوهلة الأولى قد تبدو لك أول مقابلة للحصول على وظيفة كالخضوع لامتحان، لكن اطمئن لأن صاحب العمل مهتم بسيرتك الذاتية، ولذلك قام بتحديد موعد لمقابلتك كما أنه يدرك أنك قد أنهيت دراستك للتو وقد لا تمتلك أي خبرات سابقة.
لا ترتبك فهذه هي فرصتك لتسويق مهاراتك ومؤهلاتك الأكاديمية... فكيف ستتصرف أثناء حديثك المباشر مع مَن قد يصبح مديرك: (هناك أشكال متعددة لمقابلة العمل على الهاتف أو عن طريق سكايب والإنترنت عموماً)، انتبه للنقاط التالية عند إجراء المقابلة:
لا تصل متأخرا
تخيل الانطباع الذي ستتركه لو تأخرت في أول مقابلة عمل عن موعدك المحدد؟! حاول معرفة الموعد بدقة، والمكان الذي ستجري فيه مقابلتك، تأكد من تفاصيل العنوان واحسب الوقت كي تصل أبكر بـ 15 دقيقة.
كن على طبيعتك وتواصل بالأعين
عند دخولك احرص على المصافحة بقوة والاتصال مباشرة بالعين، لا تنحنِ أثناء المصافحة وحاول المحافظة على شعورك بالراحة والاسترخاء أثناء المقابلة، فكن على طبيعتك ولا تتصنع.
أظهر حماسا للعمل ولكن بتواضع
التواضع والحماس للعمل، كذلك الثقة بالنفس كلمات مفتاحية لنجاحك في مقابلة العمل الأولى، وأصحاب العمل يتوقعونها لدى المتخرجين الجدد.
استخدم نبرة صوت هادئة وواثقة
نبرة الصوت والكلمات المنتقاة ولغة الجسد، تشكل أساسيات التواصل في أول مقابلة وتثير اهتمام أرباب العمل ليصغوا إليك باهتمام وأنت تتحدث عن مؤهلاتك الأكاديمية لشغل الوظيفة، ومدى التزامك بالمهام المطلوبة.
اقتنص الفرص المناسبة
إذا كنت تعرف شخصاً يعمل في الشركة فلا تتردد في التصريح بذلك أمام صاحب العمل أو خبير التوظيف إذا أتيحت لك الفرصة لذلك، فقد تُسأل أثناء المقابلة عن وسيلة معرفتك بالفرصة الوظيفية لديه والتي قد تكون من خلال هذا الشخص.
حاول اعطاء انطباع جيد
حاول أن تبني نوعاً من الألفة مع محدثك أو محدثتك، يساعده هذا على تذكرك فيما بعد، وفي العموم يجعلك التصرف بود مرتاحاً أثناء المقابلة، وستكون شخصاً يبعث على الراحة من خلال ابتسامتك وطريقة جلوسك وإصغائك وطريقة حديثك.
لا تذهب للمقابلة وأنت محبط
لا تذهب إلى المقابلة مع شعور بالإحباط سواء كانت الوظيفة لا ترضِ طموحاتك أو أن المهام المطلوبة لشغلها أكبر من مؤهلاتك الأكاديمية، أو لأنك لا تمتلك خبرات عملية ومهنية كافية.
تأكد أنك لن تخسر شيئاً فبنهاية الأمر يكسبك الخضوع للمقابلة مهارة من مهارات سوق العمل، لذلك حاول أن تكون مستمتعاً بخوض التجربة.
اشكر من يقابك في النهاية
عندما ينتهي اللقاء صافح الشخص الذي قابلك مع شكره على الوقت الذي استغرقه في محادثتك، وعبّر عن امتنانك لاهتمامهم ومنحك فرصة المقابلة.
أرسل رسالة شكر بعد المقابلة
أرسل مذكرة شكر عبر البريد الالكتروني بعد المقابلة بأقل من 24 ساعة كي تتذكر أهم النقاط خلالها حول أهمية العمل مع الشركة بالنسبة لك.
اطمئن فإنهم يتوقعون الشكر من كل مرشح للوظيفة قاموا بمقابلته في أول فرصة له بعد التخرج؛ ولن يكون الشكر تملقاً أو لمصلحة أو انعداما للمهنية، على العكس يساعدهم ذلك في تذكر اسمك وملامح وجهك أيضاً.
اختر لباسا مناسبا واظهر بمظهر مناسب أثناء المقابلة
لباسك في مقابلة العمل الأولى لا يقل أهمية عن تفاصيل سيرتك الذاتية؛ وترك الانطباع الأول يحتاج منك أن تظهر بأحسن صورة وبدون مبالغة، فماذا أرتدي؟!
سؤال قد يشكل تحدياً قبل ذهابك إلى موعدك بساعات... (راجع مقالنا حول اللباس أثناء المقابلات وفي العمل عموماً) ولذلك أقدم لك بعض النصائح من مصممة الأزياء وخبيرة الموضة كيري لاشيل (Carrie La Shell) حول اللباس في أول مقابلة عمل:
- عندما تتلقى اتصالاً حول موعد المقابلة اسأل إذا كان بإمكانك ارتداء بدلة، ولا تفكر بارتداء الجينز.
- حاول أن ترتدي الملابس التي تعبّر عن شخصيتك دون مبالغة أو تحفظ، ولا تبالغ في استخدام العطر.
- ارتدي أفضل ما لديك لكن اختر الألوان الدافئة غير القاتمة وغير الفاقعة (في حال اخترت اللون الأسود يُفضل أن تختار معه الأبيض أو العاجي).
- وبالنسبة للإكسسورات وخاصة للفتيات فلا بد من الحرص على بساطتها، أما الشاب فلا تتعدى أكسسواراته عادة ساعة اليد والحزام، انتبه فيجب أن تتناسب مع البدلة الرسمية أو اللباس الذي ستختاره فأنت لن ترتدي ساعة رياضية مع البدلة مثلا؟.
أخيراً.. أبرز هذا المقال أهم النقاط التي يجب مراعاتها قبل وأثناء أول مقابلة عمل تخوضها بعد المرحلة الجامعية، فاندفاعك بعد أن نجحت سيرته الذاتية في تأمين فرصة مقابلة العمل الأولى قد يؤدي لنسيان التحضير الجيد والاستعداد للأسئلة التي ستُطرح عليك كما سبق وحدث معي شخصياً.
وقد يسيطر عليك الغرور بسبب معدلك الأكاديمي المرتفع الذي حصلت عليه في مؤهلك العلمي. كما بيّن المقال أهمية البحث والقراءة حول الوظيفة ومهامها، وحول الشركة وأصحاب العمل وظروفه حيث وضحنا كم تساعدك هذه التفاصيل للتحضير الجيد قبل الذهاب إلى المقابلة.
ختاماً.. لا يقل المظهر واللباس ولغة الجسد والسلوك أثناء المقابلة أهمية عن تفاصيل السيرة الذاتية، فهذه العناصر تضمن لك الخروج من المقابلة وأنت راضٍ عن أدائك، حتى لو لم يتم توظيفك فإنك تكتسب خبرة في سوق العمل.
لهذا حضّر واستعد لأول مقابلة عمل بعد التخرج دون أن تحكمك الحاجة المادية؛ واستمتع فلا شيء يدعو للإحباط فأنت الآن في بداية الطريق.