الشيخ العلَّامة ابن قيِّم الجوزية
This browser does not support the video element.
هو واحدٌ من علماء بلاد الشام البارزين في القرن الرابع عشر، ومن تلاميذ الشيخ أبو العبَّاس تقي الدين ابن تيمية، حيث عاش معه ظروفاً متطابقة من حيث الفترة السياسية المتوترة في ظل الخلافات بين المسلمين وغزو التتار للعراق والشام، فكان من مؤيدي ابن تيمية في آرائه والتمسُّك بموروث السلف الصالح لكنَّه عاد ليشكِّل لنفسه وجهة نظرٍ خاصة في العديد من المسائل التي كانت خلافية آن ذاك وبعضها ما يزال إلى الآن محطَّ خلاف، فمن هو ابن قيِّم الجوزية؟ وما هي أهم آرائه وأعماله؟.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لم تأتِ كتب التراجم بتفاصيل كثير عن حياة ابن القيِّم ونشأته
على الرغم من أهمية مؤلفات ابن القيِّم في التاريخ الإسلامي كونها شكَّلت علامةً فارقة في عهد الخلافات بين الفرق الإسلامية لكنَّها لم تحظَ بما حظيت به مؤلفات غيره من مراجعة وشرح ونشر.
كما لم تأتِ كتب التراجم على ذكر تفاصيل حياة ابن القيِّم كما فعلت مع من هم في مقامه وعصره ومنهم أستاذه ابن تيمية، حيث ذكر ابن القيِّم في تراجم الأعلام باقتضاب ككتاب البداية والنهاية لابن كثير، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب، والوافي بالوفيات لابن الصفدي، وشذرات الذهب لابن عماد، وغيرها من أعمال التراجم الثقات، فلم تتجاوز ترجمته الصفحتين ونصف الصفحة متضمنة تعداد مؤلفاته.
لذلك رأينا أن ننهج نهج صالح أحمد الشامي في كتابه (الإمام ابن قيِّم الجوزية) الصادر عن دار القلم في دمشق ضمن سلسلة أعلام المسلمين، حيث قام الشامي بتقسيم حياة ابن القيِّم إلى ثلاثة أدوار، هي دور النشأة، ودور تتلمذه على شيخ الإسلام ابن تيمية ومصاحبته، ودور ما بعد وفاة ابن تيمية، ويبرر الشامي عدم الاستفاضة في ترجمة عالمٍ مثل ابن القيِّم فيقول:
"ففي الدور الأول كان ابن القيم في دور طلب العلم، فلم تكن له تلك الشهرة التي تلفت الأنظار لترجمته، وفي الدور الثاني كان في مكان الظلِّ لابن تيمية، فكانت الأضواء مسلَّطة على شيخه، وفي الدور الثالث كانت حياته امتداد لحياة شيخة"
وهذا ما يؤكد عليه أبو الحسن الندوي في كتابه (رجال الفكر والدعوة للإسلام) كما ينقل عنه الشامي:
"والحقيقة أنَّه أذاب شخصيته في حياة في حياة شيخه وأستاذه، بحيث لم يعد له وجود مستقل ولا شخصية بوحدها"
وهذا في رأينا لا يتعلق بما أنتجه ابن القيِّم وحسب، إنَّما يتعلق بوجوده في عصر ابن تيمية حيث لم تكن الأنظار لترى آن ذاك إلَّا شيخ الإسلام بين معارضيه ومؤيديه، كما أنَّ ابن القيم عرض في مؤلفاته لنفس القضايا التي عرض لها شيخه، فوافق أغلبها وخالفه أحياناً، لذلك تعامل معه كتَّاب التراجم كجزء من سيرة حياة ابن تيمية وامتداد له.
نشأة العلّامة ابن القيّم
هو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن حريز بن مكي، المعروف بالزُّرعي نسبة لقريته الأصلية في ازرع جنوب دمشق، والدمشقيّ نسبة لإقامته ووفاته في دمشق، أمَّا اسمه الأشهر هو ابن قيَّم الجوزية نسبة لعمل والده قيَّماً على مدرسة الجوزية، فإمَّا أن يقال له ابن القيِّم مع لام التعريف أو بن قيٍّم الجوزية مع الإضافة.
ولد ابن القيِّم عام 691 للهجرة/1292 ميلادي ولا نعرف إن كان ولد في دمشق كما يذكر الشيخ بكر أبو زيد في (طبقات الأصوليين) أم أنَّه ولد في ازرع كما يذكر آخرون، لكن أغلب الظن أنَّ ولادته كانت في دمشق حيث ذكر أنَّه أخذ عن شيوخها ولم يكن قد تجاوز السابعة من عمره.
كما كانت عائلة ابن القيم من أهل العلم فاشتهر والده وعمُّه وجدُّه بالعلم واشتغالهم بالتعليم والافتاء كذلك أخوه زين الدين ابن القيِّم وابن أخيه عماد الدين، كما لمع ابنه عبد الله أيضاً فحدَّث وأفتى وأخذ التدريس في المدرسة الصدرية بعد والده وكان شقيقه إبراهيم أيضاً من المحدِّثين والمفتين.
أمَّا ابن القيِّم نفسه تلقى أول علومه في دمشق على يد خيرة مشايخها عن المذهب الحنبلي ثمَّ لحق بشيخ الحنابلة تقي الدين بن تيمية حتَّى قيل أنَّه ورثه في العلم، فيما نجد من يعطي الأولوية لابن رشيق المغربي، من جهة أخرى نقل بعض المؤرخين أنَّ ابن القيِّم طاف طالباً للعلم في القدس ونابلس ومصر ومكَّة واستشهدوا على ذلك من كتبه ومؤلفاته التي ذكر فيه حوادثه في مصر أو سمَّاها بأسماء المدن التي كتبها فيها على غرار (المسائل الطرابلسية)، و (التحفة المكِّية).
الأستاذ والتلميذ.. ابن تيمية وابن القيّم
التقى ابن القيِّم بشيخ الإسلام ابن تيمية بعد عودة الأخير من مصر سنة 712 هجرية، أي قبل وفاة ابن تيمية في سجنه بست عشرة سنة فلازمه أغلب هذه الفترة وحتَّى وفاة شيخ الإسلام سنة 727 هجرية، كما كان ابن القيِّم قد أخذ عن شرف الدين بن تيمية (شقيق تقي الدين بن تيمية المعروف لدينا باسم شيخ الإسلام)، فكان ابن القيِّم من التلاميذ الذين سجنوا مع ابن تيمية في آخر سجنٍ له في قلعة دمشق ولم يخرج من السجن حتًى وفاة معلمه.
كما تتفق التراجم أنَّ ابن القيِّم لم يأخذ العلم عن أحد بعد ابن تيمية حيث انتهت مرحلة طلب العلم عنده بعد وفاة شيخه وانتقل إلى مرحلة التعليم والتأليف، فصار له عددٌ من التلاميذ الذين أصبحوا مشاهير الشيوخ والفقهاء لاحقاً، كما رفد المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات التي سنذكرها لاحقاً.
لكن ابن لقيِّم كان واضح التأثُّر بابن تيميَّة حتَّى وهو مدير مدرسة الجوزية خلفاً لأبيه ومعلمٌ وفقيه مؤلف، ولا يمكن اعتبار ذلك ناقصة في ابن القيَّم بل هو الأقرب للحالة الطبيعية كما أنَّ لابن القيم اجتهاداته الخاصة، ربما نتمكن من توضيح العلاقة بين ابن القيم وأساتذته خاصة ابن تيمية في الفقرة القادمة.
أساتذة وتلاميذ العلّامة ابن القيّم
تتلمذ ابن القيِّم على يد مجموعة من علماء الدين والفقهاء لكن تأثُّره بمعلمه ابن تيمية بدا واضحاً أكثر من غيره ذلك لفرادة فكر ابن تيمية في عصره ومفارقته لأغلب المتفق عليه والسائد من الفتاوى آن ذاك، فكان أتباعه واضحين وضوح الشمس فمن قال مثلاً بحرمة زيارة القبور ومنها قبر النبي صلى الله عليه وسلم كان من أتباع ابن تيمية بلا شك، ومن قال بأنَّ صفات الله حقيقية ووصفها بالتفاصيل الأقرب إلى التجسيم كان من أتباع ابن تيمية أيضاً.
أمَّا طبيعة العلاقة بين الشيخين تجاوزت في نظرنا مجرَّد العلاقة بين التلميذ والأستاذ، وهذا ما جعل ابن القيِّم يمكث مع شيخه في سجنه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو ما قام به شرف الدين شقيق ابن تيمية، فكأن العلاقة بينهم أخوَّة في الفكر ووحدة في المصير، حيث التقى ابن القيِّم بشيخه في العشرينات من عمره فوجد لديه ما لم يجده في معلميه الأوائل وهم من خيرة فقهاء وشيوخ دمشق، كما اعتبر ابن القيِّم أن تتلمذه على يد ابن تيمية نجَّاه من بعض الأمور التي اختلطت عليه وكاد أن يقع في شراكها فيقول في قصديته المشهور باسم (نونية ابن القيِّم):
يا قوم والله العظيم نصيحة من مشفقٍ وأخٍ لكمْ معوانِ
جرَّبت هذا كلَّه ووقعتُ في تلكَ الشِّباك وكنتُ ذا طيرانِ
حتَّى أتاحَ لي الإله بفضلهِ مَن ليسَ تُجزيه يدى ولساني
حبرٌ أتى من أرض حرَّان فيا أهلاً بمن قد جاء من حرَّانِ
فالله يجزيه الذي هو أهله من جنة المأوى مع الرضوانِ
أخذتْ يداه يدي وسار فلم يرُم حتَّى أراني مطلع الإيمانِ
معلمو ابن القيَّم غير ابن تيمية
كما ذكرنا فمعرفة ابن القيِّم بأستاذه ابن تيمية كانت في شبابه، وقد بدأ ابن القيَّم يتلقى العلم في السابعة، فلا عجب أنَّه مرَّ على مدارس العلم المختلفة وأخذ عن فقهاء وشيوخ الشام علومهم، فهو لم يكن خالي الوفاض عندما التقى بابن تيمية بل وجد لديه تفاسيراً وتعاليماً أراد أنْ ينهل منها أكثر فلازمه لفترة تتجاوز فترة علمه كلِّها، لكن من هم معلمو ابن القِّم الآخرين؟.
- كان أولَ معلميه والده قيُّم الجوزيَّة، وأخذ عنه علم الفرائض.
- الشهاب العابر أبو العبَّاس أحمد بن عبد الرحمن الطرابلسي الحنبلي، وكان أول من قرأ عليه ابن القيِّم في صغره حيث توفي الشهاب العابر وابن القيِّم في السابعة من عمره.
- مسند الشام تقي الدين بن قدامة المقدسي.
- أبو بكر بن المنذر المقدسي الحنبلي، المعروف بابن عبد الدائم.
- شرف الدين بن تيمية وهو شقيق شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية.
- صفي الدين أبو عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم الهندي الشافعي، المعروف بصفي الدين الهندي.
- المجد الحرّاني، وهو مجد الدين ابن اسماعيل الحرَّاني ثمَّ الدمشقي.
- فاطمة بنت الشيخ إبراهيم جوهر البطائحي البعلي.
- إضافة إلى عدد من أكابر الشيوخ والفقهاء مثل قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة الحموي.
أبرز تلاميذ ابن تيمية وابن القيّم
- أبناء ابن القيِّم إبراهيم وعبد الله.
- الحافظ الكبير ابن كثير الدمشقي.
- عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن رجب.
- أبو عبد الله التلمساني قاضي الجماعة في فاس.
- صلاح الدين الصفدي.
- وغيرهم مثل ابن عبد الهادي والفيروز آبادي.
آراء ابن القيّم في الفرق والمذاهب ومباحثه الرئيسية
كان ابن القيِّم أكثر مهادنة في آرائه من ابن تيمية، لكنه لم يكن ليتنازل عن تثبيت صحَّة آراء شيخه ومعلمه، فإذا عدنا إلى الآراء الجدلية عند ابن تيمية والتي أدت به إلى السجن والنبذ نجد أنَّها خمسة مباحث رئيسية جعلت من ابن تيمية يخوض معارك كبيرة مع المخالفين له في الرأي وهم الأغلبية في عصره، أمَّا مباحثه الرئيسية هي:
- صفات الله، وذهب للقول أنَّها حقيقية ثابتة بحرفيتها كما ذكرت في القرآن الكريم، ولو كانت غير ذلك لكان رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام أخبرنا بأن المراد من الكلام مجاز في القصد.
- قضية زيارة القبور ومخالفته لما درجت عليه العامة وأباحه العلماء في عهده، خاصة تحريمه زيارة قبور الأولياء والأنبياء وقبر محمد صلى الله عليه وسلم وكانت سبباً من أسباب وضعه في السجن.
- موقفه من الفلاسفة والصوفية واعتبارهم ضالين.
- قضية الطلاق وجواز الرجوع عنه وهي كانت سبباً من أسباب حبسه.
- موقفه من الشيعة وسجاله مع ابن المطَّهر.
هذه الأمور الخمسة هي ما جعلت من ابن تيمية متفرِّداً بآرائه فتجرأ على ما لم يتجرأ عليه غيره كما تصفه أغلب التراجم، وهذه المباحث ما أعاد القول فيها تلميذه ابن القيِّم ودافع عنها، حيث تم حبس اين القيم على خلفية إصراره فيما يتعلق بتحريم زيارة القبور، كذلك دبَّ خلاف بينه وبين قاضي القضاة العلَّامة تقي الدين السبكي فيما يتعلق بجواز عودة المرأة لزوجها بعد ثلاثة تطليقات دون أن تدخل على غيره وهي فتوى ابن تيمية.
كما كان لابن القيِّم فتواه الخاصة التي تسببت له بالخلافات مع السبكي وغيره لكنَّه باتفاق المؤرخين كان أقدر على التعامل مع المخالفين من أستاذه دون أن يتنازل عن رأيه أو قناعاته، فلم يكن يجرِّح أو يحتدُّ في النقاش، كما أنَّه جنح للصلح مع السبكي بعد الخلاف بينهما، وكان أقلَّ حدَّة في مواجهة الصوفيين من ابن تيمية لكنه أيضاً كان عنيداً متشبثاً برأيه وحاول قدر الممكن أن يسوق من الحجج والبراهين ما يثبت رجاحة رأيه، لكن أعداء أستاذه كانوا هم ذاتهم أعداؤه.
ومن آراء ابن القيِّم
كما كان لابن القيم بعض الإضافات أو التوسع في بعض القضايا مثل قضية التنجيم التي رفضها رفضاً قاطعاً لاختصاص الله وحده بعلم الغيب، فنكر قدرة الإنسان على معرفة ما يمكن أن يحدث بشكل قاطع.
وفي قضية مختلفة قسم ابن القيِّم العقل البشري إلى نوعين، الأول غريزي، وهو أب العلم ومثمره ومربيه، والنوع الثاني مكتسب، وهو ابن العلم ونتيجته وثمرته، وإذا اجتمع الاثنان في الإنسان بلغ السعادة وكان في أفضل أحواله، أما إذا افتقد إلى أحدهما فسيكون لديه النقص الكبير في كينونته، فالعقل الغريزي الخالي من التجربة يجعل من صاحبه إنساناً متخوفاً من اختياراته لعدم الخبرة والعلم، بينما العقل المكتسب يجعله مقدماً لأنه يملك العلم والدراية بما يقدم إليه، ويربط البعد العقلي بالإيمان، لأن ابن قيم يرى أن غاية العقل بكل شيء هي الوصول إلى الله عز وجل، وإن كمال سعادة العبد يكون بالعقل والإرادة والإيمان.
أعمال ومؤلفات ابن القيِّم
وصل عدد مؤلفات ابن القيم إلى ثمانيةٍ وتسعين كتاباً، منها ما طبع ومنها ما زال كمخطوطات، حيث اشتملت كتبه العقائد والأخلاق إضافة إلى الفقه وأصوله، فيما تعرضت بعض مخطوطاته للإتلاف والإحراق من قبل معارضيه، ومن أبرز ما وصلنا من مؤلفاته:
- كتاب (مفتاح دار السعادة ومنشار ولاية العلم والإرادة): كان ابن القيم في مكة المكرمة عندما قام بتأليفه، وقد قال في مقدمته: "وكان هذا من بعض التحف التي فتح الله بها عليّ حين انقطاعي إليه عند بيته وإلقاء نفسي ببابه مسكيناً ذليلاً وتعرضي لنفحاته في بيته وحوله بكرة وأصيلا فكان هذا الكتاب"، تحدث فيه عن أن العلم والمعرفة والدين أساسيات السعادة في الحياة، وذكر فيه حكمة الله في خلق الإنسان والكون، وأحكام الشريعة والسنة.
- كتاب (الطب النبوي): تحدث فيه عما وصى به النبي محمد لعلاج الأنفس والأبدان، والعلاج بالأدعية والآيات القرآنية والصلاة.
- كتاب (روضة المحبين ونزهة المشتاقين): كتب ابن القيم هذا الكتاب كصلح بين العقل والأهواء، وبرأيه إذا تم الصلح بينهما سهل على العبد محاربة النفس والشيطان، ويذكر فيه أقسام عن المحبة، أحكامها، صحيحها وفاسدها، آفاتها وغوائلها، أسبابها وموانعها، وما يناسب ذلك من أحاديث نبوية ومسائل فقهية وآثار سلفية وشواهد شعرية.
- كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد): كتاب عن سيرة النبي محمد، وقد خصص فيه فصلاً يذكر فيه ملابسه ودوابه وبيته وكل ما يتعلق به.
- كتاب (بدائع الفوائد): كتاب من مجلدين من الحكم والمعاني وتفسير منهج الأسلوب البياني في القرآن.
- كتاب (تهذيب سنن أبي داوود): قام ابن القيم بإعادة صياغة كلمات الكتاب بشكل منمق وصحح أخطاءه، ويعد من أهم الكتب في الحديث.
- كتاب (اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية): وهو استكمال لما بدأه شيخه ابن تيمية في الهجوم على الجهمية والمتكلمين.
- كتاب (أحكام أهل الذمة): يتناول هذا الكتاب الحديث عن أحكام الجزية الموضوعة على أهل الذمة من اليهود والنصارى وسبب وضعها، وعن مقدار ما يؤخذ من الأغنياء ومن المتوسطين ومن الفقراء وعلاقاتهم مع المسلمين من زواج وعمل وغيرها من الأمور.
- كتاب (الروح): تحدث فيه عن الروح وماهيتها، وكيف تخرج وما يحصل لها في البرزخ ثم يوم القيامة، ورجع إلى أكثر من ثلاثين مرجع في تأليفه.
- وله العديد من الكتب والرسائل الأخرى منها أيضاً (إعلام الموقعين عن رب العالمين)، كتاب (مدارج السالكين)، كتاب (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح)، كتاب (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان).
ختاماً... توفي ابن قيم الجوزية عام 1350 ميلادي في دمشق عن عمر يناهز الستين عاماً ودفن فيها، تاركاً وراءه عشرات المؤلفات والتلاميذ الذين أشادوا به أو خالفوه في بعض المواضع، كما استطاع ابن القيم أن يجعل من آراء ابن تيمية أكثر قابلية للنقاش بفضل أسلوبه الهادئ تناسباً مع أسلوب معلمه، لكنه في نفس الوقت لم يتمكن على ما يبدو منن تكوين شخصية مستقلة تماماً عن معلمه على الرغم من محاولاته الكثيرة في الاجتهاد والزيادة، لكن ابن القيِّم بقي مرتبطاً بابن تيمية في كل المراجع التاريخية والدينية، فهو امتداد لشيخ الإسلام وفكره عند معظم المؤرخين.