الحواسيب المعاد تصنيعها أو تدويرها
عند شرائك لأي سلعة تقنية اليوم من الموزعين المعتمدين، فعلى الأغلب سيعرض عليك خيار الكفالة على الأقل، حيث يتيح لك ذلك إصلاح السلعة مجاناً أو بسعر مخفض، أو حتى استبدالها في حال مخالفتها للمواصفات المطلوبة أو وجود خلل بها. هذه السلع الإلكترونية المعيبة لا يتم إتلافها كما قد يخطر بالبال للوهلة الأولى، بل تعاد إلى المصنع الأصلي أو ترسل إلى شركات مختصة بإعادة التصنيع، حيث يتم إزالة الخلل الموجود ومن ثم إعادة بيع السلعة مجدداً كسلعة معادة التدوير.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من أين تأتي الحواسيب المعاد تصنيعها
مع أن الحواسيب معادة التصنيع لا تأتي مع معلومات تتيح للمشتري معرفة سبب إعادة تصنيعها، فهي تأتي من مصادر متعددة ومختلفة تبعاً للشركة المصنعة للحواسيب ومكان الشراء، لكن عموماً السببان الرئيسيان لإعادة التدوير هما الفشل الكبير في الأداء، الناتج عن مشاكل ضمن الحاسوب؛ مما يستوجب استبداله من قبل الشركة أو المؤسسات والشركات التي تقوم بتحديث عتادها بشكل مستمر، حيث تعيد حواسيبها القديمة وتستبدلها بأخرى جديدة.
عموماً من غير الممكن معرفة السبب الذي تم إعادة الحاسوب لأجله وبالتالي إعادة تصنيعه، لكن احتمال أن يكون ذلك نتيجة عطل خطير يزداد تدريجياً مع حداثة إصدار الحاسوب، فلن تقوم أي شركات بتبديل حواسيبها التي لا يزيد عمرها عن بضعة أشهر مثلاً؛ مما يعني أن شرائك لحاسوب حديث معاد تصنيعه يعني أنه كان قد عانى من عطل خطير مسبقاً، فوفقاً لإحصائية أجراها موقع Consumer Report ل58 ألف مشترك بين عامي 2010 و 2015، فالحواسيب المصنعة من قبل شركة Apple تعاني من أعطال خطيرة بين 7 و 9% من الحالات مقابل نسبة أعطال خطيرة تتراوح حول 15% بالنسبة للحواسيب المصنعة لتعمل مع نظام Microsoft Windows.
ماذا يحدث خلال إعادة تدوير الحاسوب
على الرغم من أن ترتيب الخطوات يختلف من شركة لأخرى، فالخطوات بحد ذاتها تبقى ثابتة عموماً بين الشركات المصنعة أو الشركات التي تتعاقد مع المصنعين لتتولى أمر إعادة التدوير وإرجاع الحواسيب إلى حالتها الأشبه بالجديدة. فالعملية بالمجمل تتضمن التعقيم، ومن ثم فك الحواسيب للبحث عن القطع المعطوبة، واختبار أداء البطارية وجودة الشاشة ووحدة التزويد بالطاقة والوصلات الرخوة، بالإضافة لوحدات التخزين وسواقات الأقراص الضوئية.
بعد الفحص الدقيق للحواسيب يتم استبدال القطع التالفة مثل ذواكر التخزين العشوائي (RAM) ومعالجات الرسوميات (GPU) وأقراص التخزين وغيرها، حيث يتم إعادة تجميع الحواسيب مع مسح كامل البيانات عنها وتجريبها من حيث الأداء والمظهر ليتم تثبيت نسخة جديدة من نظام التشغيل (وهي خطوة مهمة جداً يجب عدم إغفالها وشراء حاسوب معاد تصنيعه دون نظام تشغيل مثبت مسبقاً) ومن ثم إعادة تغليفها وشحنها إلى نقاط البيع سواء كانت تابعة للشركات المصنعة (مثل Apple و HP و Dell)، أو مستقلة كما متاجر eBay و Amazon، أو بعض الشركات الأقل شهرة مثل Gadget Salvation و Gazelle.
نصائح هامة عند شراء حاسوب معاد تصنيعه
احصل على كفالة لسنة أو أكثر إذا تمكنت من ذلك
مع كون الحواسيب المعاد تصنيعها آتية أصلاً من حواسيب بأعطال خطيرة أو من حواسيب مستخدمة سابقة لمدة زمنية (عادة تتراوح بين بضعة أشهر وسنتين)، فمن المهم أخذ الحذر من كون هذه الحواسيب تعاني من مشاكل ناتجة عن إغفال شركات إعادة التصنيع لها. بعض الشركات مثل Apple تعطي كفالة سنة كاملة لبضائعها المعاد تصنيعها والمباعة من موقع أو موزعي الشركة الرسميين.
لكن بعض منافذ البيع الأخرى لا تقدم سوى 90 يوم من الكفالة أو أحياناً لا كفالة أصلاً. هنا من المهم الانتباه إلى كون الكفالة شيء مهم للغاية في مجال التكنولوجيا وخصوصاً تلك المعاد تصنيعها، فحتى لو كانت الكفالة الممددة تعني دفع مبلغ أكبر من المال فهي أفضل عموماً وأكثر أماناً.
قم بفحص حاسوبك فوراً
مع كون العديد من الشركات تغفل تقديم تقرير مفصل بالحالة الشكلية والخارجية لكل حاسوب معاد تصنيعه، فمن المهم معاينة الحاسوب بسرعة لتجنب احتوائه على أي أعطال أو مشاكل أو خدش أو كسور لم تذكر قبل شراء الحاسوب، وذلك لإعادته في حال لم يلبِّ المواصفات الشكلية المطلوبة.
عادة ما تتفاوت الحالة الشكلية للحواسيب تبعاً للسعر الذي يتم بيعها به، فالحصول على أرخص حاسوب متاح لا يعني بالضرورة صفقة جيدة، فانخفاض السعر مقارنة بالأقران غالباً ما يكون دليلاً على حالة شكلية سيئة أو غير مرضية، وهو أمر تود تجنبه إن كنت تخطط لتقديم الحاسوب كهدية أو لبيعه مستقبلياً.
تأكد من كون الحاسوب مرخصاً من الشركة المصنعة (Certified)
مع وجود العديد من الشركات التي تبيع الحواسيب المعاد تصنيعها، فمعايير إعادة تأهيل الحاسوب تتفاوت بشكل كبير، وفي بعض الأحيان تكون غير موجودة أبداً, فمواقع مثل eBay لا تقدم أي ضمانات عن إعادة تصنيع المنتج أو جودته ويقتصر عملها على وصل الزبون بالبائع فقط.
الشركات الأخرى تمتلك معاييراً متفاوتة وغالباً غير واضحة، مما يعني أن شراء الحاسوب من الشركة المصنعة يبقى الخيار الأنسب، ولو كانت مواقع مثل Amazon تمتلك معاييرها الخاصة مع طرحها للحواسيب بأسعار أرخص.
إجعل تقديم الحاسوب المعاد تصنيعه كهدية ضمن خياراتك
إهداء أداة تكنولوجية مملوكة سابقاً لا يكون دائماً أمراً ممكناً، فالعديد من محبي التكنولوجيا يرغبون بالحصول على الحاسوب بحالة مثالية خالية من أي خدش أو علامة على امتلاكه مسبقاً، ففي هذه الحالة أن تهدي حاسوب Chromebook جديد بسعر 300 دولار أمريكي سيكون أفضل من إهداء حاسوب MacBook Pro معاد تصنيعه ولو كان سعره يتجاوز 1000 دولار أمريكي.
لكن مع كون الأمر غير مناسب دائماً، ففي بعض الحالات يكون إهداء حاسوب مملوك مسبقاً خياراً أفضل، خصوصاً لأولئك الذين يهتمون بالأداء لا المظاهر بالدرجة الأولى.
في النهاية.. شراء حاسوب معاد التصنيع ليس دائماً أفضل خيار ممكن، لكن في حال كانت ميزانيتك محدودة وترغب باقتناء حاسوب من الفئة العليا مثلاً، فشراء حاسوب معاد التصنيع فكرة جيدة جداً (مع أخذ النصائح السابقة بعين الاعتبار)، وقد تساعد في توفير بعض المال الضروري دون تضحية كبيرة بالأداء.