الاتحاد العام التونسي للشغل
تعريف الاتحاد العام التونسي للشغل
إلغاء منصب رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل
الاتحاد العام التونسي للشغل خلال الاحتلال الفرنسي
السلطة السياسية في الاتحاد العام التونسي للشغل
مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل
لطالما شكل العمال في أي بلد نسبة لا يستهان بها، فعلى عاتقهم يقع الإنتاج، وهم رافعة الاقتصاد، مع ذلك تعرضوا للغبن من الأنظمة الاقتصادية التي تحكم هذا البلد أو ذاك، فكان تشكيل نقابات خاصة بالعمال، بوابة للحفاظ على حقوقهم وتعزيزها، وهو ما ينطبق على تونس فكان الاتحاد التونسي للشغل؛ الهيئة الممثلة للعمال في هذا البلد.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعريف الاتحاد العام التونسي للشغل وتأسيسه
الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة نقابية تونسية، تأسست في العشرين من كانون الثاني/يناير عام 1946، إثر المؤتمر الذي انعقد في المدرسة الخلدونية بتونس العاصمة، وهو عضو في اتحاد نقابات العمال الدولية والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.
تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل
حاول التونسيون منذ مطلع القرن العشرين تشكيل منظمة لحماية حقوق العمال، فكان تأسيس جامعة عموم العمالة التونسية في العشرينات، ثم تأسست منظمة تونسية أخرى لنقابات العمال في الثلاثينات، لكن هاتان المنظمتان لم تدوما طويلاً، حيث لم تنجحا في تحقيق أهدافهما بحماية حقوق العمال، فانعقد مؤتمر لعمال تونس في العشرين من كانون الثاني/يناير من عام 1946 في المدرسة الخلدونية بالعاصمة تونس (اعتبر المؤتمر الأول للاتحاد العام التونسي للشغل)، شارك فيه ثمانية وخمسون مندوباً توزعوا على الشكل التالي:
- تسعة وعشرون مندوباً يمثلون النقابات الجنوبية.
- ثمانية عشر مندوباً يمثلون النقابات.
- أحدى عشر مندوباً يمثلون النقابات الشمالية.
فكانت النتيجة تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل في نفس اليوم أي في العشرين من كانون الثاني/يناير عام 1946، حيث شكل الاتحاد مكتباً تنفيذياً ضم عدداً من الأعضاء يترأسه عضوان، هما:
- محمد الفاضل بن عاشور رئيساً للاتحاد.
- فرحات حشاد أميناً عاماً للاتحاد.
إلغاء منصب رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل
عقد الاتحاد العام التونسي للشغل مؤتمره الثاني بين التاسع عشر والحادي والعشرين من شهر كانون أول/ديسمبر عام 1947، فتغيب رئيس الاتحاد محمد الفاضل بن عاشور لأسباب غير معروفة، ما جعل المجتمعين يقررون إلغاء منصب الرئيس، بذلك تكوّن المكتب التنفيذي من عدد من الأعضاء المنتخبين يترأسه أمين عام هو فرحات حشاد، ونائبان له هما، بودالي نوري ومحمود خيري، وفي المؤتمر الثالث للاتحاد الذي عقد في عام 1949 أعيد انتخاب المكتب التنفيذي ذاته.
أحمد بن صلاح أميناً عاماً للاتحاد العام التونسي للشغل
عقد الاتحاد العام التونسي للشغل مؤتمره الرابع في عام 1951، حيث انتخب المكتب التنفيذي نفسه باستثناء منصب الأمين العام الذي تولاه أحمد بن صلاح بعد اغتيال فرحات حشاد، وفي عام 1954 أعيد انتخاب أحمد بن صلاح أميناً عاماً للاتحاد، ونواب الأمين العام (أحمد كريم، محمد التليلي)، استمر الاتحاد في عقد مؤتمراته لانتخاب أعضاء مكتبه التنفيذي حتى الآن.
الاتحاد العام التونسي للشغل خلال الاحتلال الفرنسي
عاصر الاتحاد العام التونسي للشغل الاحتلال الفرنسي لتونس حيث شارك في مقاومة الاحتلال دافعاً حياة الأمين العام الأول له فرحات حشاد ثمناً لذلك، حيث اغتالته عصابة اليد الحمراء الاستعمارية في الخامس من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1952.
الاتحاد العام التونسي للشغل بعد الاستقلال
حصلت تونس على الاستقلال في العشرين من شهر آذار/مارس عام 1956. حيث تشكلت حكومة شارك فيها الاتحاد العام التونسي للشغل من خلال الشخصيات التالية: مصطفى الفيلالي، عبد الله فرحات، الأمين الشابي، محمود المسعدي، كما لعب الاتحاد العام التونسي للشغل دوراً رئيسياً في تأسيس خارطة طريق للتنمية الوطنية، التي جعلت من اقتصاد تونس الأكثر تقدماً في المغرب العربي.
بقي هذا الاتحاد الوحيد الذي يمثل كل العمال التونسيين بعد الاستقلال على الرغم من تأسيس منظمات أخرى، كالاتحاد التونسي للشغل في الخمسينات، الاتحاد الوطني التونسي للشغل في الثمانينات، الجامعة العامة لتونسية للشغل في عام 2006.
السلطة السياسية تتدخل في الاتحاد العام التونسي للشغل
سعت السلطة التونسية للتدخل في الاتحاد العام التونسي للشغل منذ الاستقلال، حيث عزل الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة أحمد بن صالح من رئاسة الاتحاد في عام 1956 وعيّن عوضاً عنه أحمد التليلي الموالي للرئيس التونسي، كما عزل الحبيب عاشور من رئاسة الاتحاد التونسي للشغل في عام 1965، وعيّن عوضاً عنه البشير بلاغة الموالي له، لكن نتيجة احتجاج الاتحاد العام التونسي للشغل على تدخل النظام السياسي في شؤون الاتحاد؛ تراجع الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة عن التدخل بشؤون الاتحاد، فكانت النتيجة إعادة تعيين الحبيب عاشور رئيساً للاتحاد العام التونسي للشغل في عام 1969، الذي دعم الحكومة التونسية الجديدة التي استلمت السلطة بزعامة الهادي نويرة.
عادت الأمور للتأزم بين الاتحاد العام التونسي للشغل والسلطة السياسية في منتصف السبعينات، حيث استقال الحبيب عاشور من قيادة الاتحاد، فأعلن الاتحاد العام التونسي للشغل الإضراب العام في البلاد الأمر الذي تسبب بمواجهات وصدامات في الشارع؛ سقط خلالها العشرات فيما يعرف بـ "الخميس الأسود" في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1978، حيث ألقت السلطات التونسية القبض على القيادات النقابية ثم أطلقت سراحهم في عام 1980.
مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل
عقد الاتحاد العام التونسي للشغل مؤتمراً له في مدينة سوسة في عام 1989، انتخب خلاله إسماعيل السحباني رئيساً للاتحاد، ثم أعيد انتخابه في عامي 1993 و1999، لكن عزله الاتحاد في عام 2000 حيث سُجن بتهمة الفساد، فانتخب الاتحاد في الحادي والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 2000 عبد السلام جراد، الذي أعيد انتخابه في المؤتمر المنعقد في جربة في عام 2002، ثم انتخب مرة أخرى في عام 2006، وفي عام 2011 اُنتخب حسين العباسي رئيساً للاتحاد.
الأمناء العامون للاتحاد العام التونسي للشغل
تعاقب على منصب رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل العديد من الشخصيات، هي:
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل |
فترة توليه المنصب |
---|---|
فرحات حشاد |
من عام 1946- 1952 |
نوري بودالي |
في عام 1952 |
محمد كريم |
من عام 1952- 1954 |
أحمد بن صالح |
من عام 1954- 1956 |
أحمد التليلي |
من عام 1956- 1963 |
حبيب عاشور |
من عام 1963- 1965 |
بشير بلاغة |
من عام 1965- 1970 |
حبيب عاشور |
من عام 1970- 1978 |
التيجاني عبد |
1978- 1981 |
الطيب البكوش |
1981- 1984 |
حبيب عاشور |
1984- 1989 |
إسماعيل السحباني |
من عام 1989 حتى عام 2000 |
عبد السلام جراد |
من عام 2000 حتى عام 2011 |
حسين العباسي |
من عام 2011 حتى الآن |
دوره في الحياة السياسية في القرن الحادي والعشرين
لعب الاتحاد التونسي للشغل دوراً هاماً في الحياة السياسية في القرن الحادي والعشرين، تجسد في النقاط التالية:
- أيد الاتحاد ترشيح زين العابدين بن علي للانتخابات الرئاسية في عام 2004، لكن الاتحاد انتقد النظام السياسي نتيجة سماحه لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بزيارة تونس بمناسبة القمة العالمية لمجتمع المعلومات في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2005.
- ربيع تونس، شكل إحراق التونسي البوعزيزي نفسه، مقدمة لثورة تونسية عرفت باسم "ثورة الياسمين" التي حصلت في عام 2010 ، حظيت بدعم الاتحاد العام التونسي للشغل، وأدت لرحيل زين العابدين بن علي من السلطة في شهر كانون الثاني/يناير عام 2011، بعد الثورة أجريت انتخابات أصبح بموجبها المنصف المرزوقي رئيساً لتونس، كما شكل حزب النهضة الإسلامي حكومة نتيجة فوزه في الانتخابات البرلمانية التي حصلت في ذات العام.
- تحقيق الاستقرار في تونس، بعد سقوط نظام بن علي ساعد الاتحاد العام التونسي للشغل على تحقيق الاستقرار في البلاد من خلال الحفاظ على أماكن العمل والمصانع مفتوحة، كما وضع حداً للتعاقد السري مع العمال، حيث سعى لإدماج ستين ألف عامل عينوا بهذه الطريقة في الاتحاد ومنحهم حقوقهم من خلال عقود عمل علنية بين هؤلاء العمال والجهات التي عينتهم.
- إضراب الاتحاد، أثناء إحياء الاتحاد الذكرى الستين لاغتيال المناضل فرحات حشاد، هاجمت الشرطة المتظاهرين مما أدى لنشوب اشتباكات، أعلن على إثرها الاتحاد في الخامس من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2012 تنظيم إضراب عام في الثالث عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2012.
- اللجنة الرباعية للحوار، شهدت تونس أزمة سياسية في عام 2013، حيث انتشرت المظاهرات والاضطرابات الأمنية التي أدت لاغتيالات سياسية؛ كاغتيال عضو المجلس الوطني التأسيسي عن حزب الشعب محمد البراهمي، إضافة للإضرابات نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية، حيث حملت السلطة السياسية التي تقودها حركة النهضة المسؤولية، نتيجة لذلك تشكلت اللجنة الرباعية للحوار التي ضمت (الاتحاد العام التونسي للشغل، رابطة حقوق الإنسان التونسية، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الهيئة الوطنية للمحامين)، تمكنت من إيجاد حل يقوم على وضع دستور جديد للبلاد وانتخابات برلمانية ورئاسية.
الاتحاد التونسي للشغل وجائزة نوبل
حصل الاتحاد العام التونسي للشغل بصفته عضواً في اللجنة الرباعية للحوار الوطني التي تأسست في عام 2013 إلى /جانب رابطة حقوق الإنسان التونسية، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الهيئة الوطنية للمحامين، على جائزة نوبل للسلام في عام 2015 لمساهمة اللجنة الرباعية للحوار الوطني والتي شكل الاتحاد التونسي للشغل جزءاً منها في بناء دولة ديمقراطية تعددية في تونس.
في الختام.. يعد الاتحاد العام التونسي للشغل تنظيماً نقاباً اقتصادياً اجتماعياً، كان له دوراً هاماً في الحياة السياسية للتونسيين، وأسهم من خلال مشاركته في اللجنة الرباعية للحوار في إنهاء أزمة سياسية في البلاد والانتقال إلى نظام سياسي جديد.