الإفراط في البكاء.. أسبابه وكيف يمكن التعامل معه

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 02 يونيو 2021
مقالات ذات صلة
جفاف الحلق.. إليك أسبابه وكيفية التعامل معه
نوبات الهلع عند النوم.. أسبابها وكيفية التعامل معها
مشكلة رائحة الفم الكريهة: أسبابها وكيفية التعامل معها

بعض الناس قد يبكون أثناء قراءة كتاب حزين أو مشاهدة مقاطع فيديو مؤثرة. آخرون يصرخون فقط في الجنازات. لكن بالنسبة للبعض الآخر من الناس، فإن مجرد التلميح بأي شيء يُثير المشاعر يمكن أن يتسبب في تدفق دموعهم. إذا كنت قد عانيت من البكاء في أحد الاجتماعات أو بكيت بصوت عالٍ في السينما، فرُبما تكون قد سألت نفسك عمّا إذا كان هذا طبيعياً؟! إذا كُنت تبكي كثيراً وفي بعض الأحيان لا تستطيع إيقاف نفسك عن البكاء، فتابع قراءة السطور التالية

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

مقدار الإفراط في البكاء

الدموع ضرورية لمساعدتك على الرؤية بوضوح والحفاظ على صحة عينيك من الجفاف. يمكنهم أيضاً مساعدتك في توصيل مشاعرك. نحن لدينا أنواع مُختلفة من الدموع، هم:

  • الدموع القاعدية: وهي الدموع الموجودة في عينيك طوال الوقت لتليين القرنية وتغذيتها وحمايتها. تعمل الدموع القاعدية كدرع دائم بين العين وبقية العالم، فتحمي هذه الدموع العين مما قد يصل لها من مُخلفات من العالم الخارجي.
  • الدموع الانعكاسية: وهي التي تتشكل عندما تحتاج عينيك إلى التخلص من المهيجات الضارة، مثل الدخان أو الأجسام الغريبة أو أبخرة البصل. هذه الدموع قد تحتوي على المزيد من الأجسام المضادة للمساعدة في محاربة البكتيريا.
  • الدموع العاطفية: وهي التي تُنتج كاستجابة للفرح والحزن والخوف والحالات العاطفية الأخرى.

لا توجد إرشادات أو أرقام واضحة حول مقدار البكاء المُفرط. وجدت دراسة أُجريت في الثمانينيات أن النساء يبكين بمعدل 5.3 مرة في الشهر والرجال يبكون بمعدل 1.3 مرة في الشهر. وجدت دراسة أحدث أن متوسط ​​مُدّة جلسة البكاء كان ثماني دقائق.

إذا كُنت قد لاحظت أنك أو أحد الأشخاص المُقربين منك يبكي كثيراً، أو لا يستطيع التوقف عن البكاء، أو بدأ مؤخراً في البكاء أكثر من المُعتاد، فيجب التحدث إلى الطبيب. لأن هذا قد يكون علامة على الاكتئاب أو اضطراب مزاجي آخر.

ما الذي يجعل الناس يبكون كثيراً بشكل متكرر؟

بالإضافة إلى وجود استجابة عاطفية فورية، فهناك العديد من الأسباب، التي قد تجعلك تبكي أكثر من المُعتاد، منها:

  • الاكتئاب:

الاكتئاب هو اضطراب مزاجي ينتابك فيه شعور مستمر بالحزن يستمر لأكثر من بضعة أسابيع. إذا كُنت تُعاني من الاكتئاب فقد تشعر بفقدان في قدرتك ورغبتك تجاه فعل الأنشطة التي كُنت تُحبها في السابق وتجدها مُمتعة، قد تشمل أعراض الاكتئاب:

الحزن والكآبة، مشاعر اليأس أو انعدام القيمة، انخفاض الطاقة وعدم القدرة على فعل شيء، صعوبة في التركيز.

قد يكون بكائك مُرتبطاً بالاكتئاب إذا كنت:

تبكي على الأشياء الصغيرة أو تجد صعوبة في تحديد سبب بكائك، تبكي أكثر من المُعتاد، تجد صعوبة في إيقاف دموعك.

من المُرجح أن يحدث البكاء المُفرط إذا كان اكتئابك مُعتدلاً. غالباً ما يُعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب الشديد من صعوبة في البكاء، كذلك يكون من الصعب عليهم التعبير عن أي مشاعر أخرى.

  • القلق:

لدينا جميعاً أوقات نشعر خلالها بالتوتر والقلق. لكن إذا كُنت مُصاباً باضطراب القلق، فإن شعورك بالقلق يزداد، ويمكن أن يُصبح مُصاحباً لك بشكل يومي. تشمل أعراض اضطراب القلق غالباً ما يلي:

الحدّة أو التهيج، القلق المُفرط، الشد العضلي، الشعور بالإعياء، صعوبات في التركيز، مواجهة اضطرابات في النوم والشهية.

  • التأثير البصلي الكاذب:

يمكن أن يكون البكاء أو الضحك المُفاجئ أو الشعور بالغضب من أعراض حالة تُسمى التأثير البصلي الكاذب، وهي حالة عصبية لا إرادية تتعلق بإصابة أو اضطراب في أجزاء من دماغك تتحكم في عواطفك.

هذه الحالة تُسمى أحياناً بـ"سلس البول العاطفي"، غالباً ما لا تتطابق المشاعر غير المُنضبطة المُتعلقة بهذه الحالة مع ما تشعر به أو ما تعانيه. نظراً لأن أعراض التأثير البصلي الكاذب متشابهة مع أعراض الاكتئاب، فقد يتم تشخيص هذا الاضطراب بشكل خاطئ على أنه اكتئاب. غالباً ما يحدث التأثير البصلي الكاذب للأشخاص الذين لديهم:

  1. الأشخاص الذين لديهم تاريخ من السكتة الدماغية السابقة.
  2. الأشخاص المُصابون بمرض الشلل الرعاش.
  3. الأشخاص المُصابون بمرض الزهايمر.
  4. الأشخاص الذين تم تشخيصهم بمرض عقلي سابق.
  5. الأشخاص المُصابون بالتصلب المتعدد.
  • النوع وطبيعة الشخصية:

تُشير الدراسات إلى أن النساء، في المتوسط​​، يبكين أكثر من الرجال. أحد الأسباب المُحتملة لذلك هو أن هرمون التستوستيرون، الذي يُعرف بهرمون الذكورة، قد يمنع البكاء. قد تُفسر الأعراف الثقافية أيضاً بعض الاختلافات في البكاء بين الرجال والنساء.

إلى جانب الاختلاف بين الجنسين، فإن طبيعة الشخصية تُحدد أيضاً كثرة البكاء أو قلته، فالأشخاص الذين يتعاطفون ويهتمون برفاهية الآخرين قد يبكون أكثر من الأشخاص الأقل تعاطفاً. كذلك فإن الأشخاص القلقين أو الذين لا يشعرون بالأمان قد يبكون أكثر ولفترات أطول من غيرهم.

كيف يُمكنك التعامل مع كثرة البكاء؟

تختلف كيفية التعامل مع كثرة البكاء تبعاً لاختلاف السبب الذي يقف وراء هذا الأمر، فمثلاً إذا كنت تُعاني من أعراض الاكتئاب أو القلق، فيجب اللجوء إلى متخصص لمُساعدتك، يمكن أن يكون لاضطرابات المزاج هذه تأثير سلبي على كل جزء من حياتك. وهذا يشمل علاقاتك أو عملك أو مجال دراستك. بالإضافة إلى كونها تجعلك أكثر عرضة للأمراض الجسدية.

تحدث مع طبيبك حول ما تواجهه وتشعر به من أعراض. ما يقرب من 80 % من المصابين بالاكتئاب يتحسنون بشكل ملحوظ مع العلاج. يمكن أن يشمل علاج الاكتئاب والقلق العلاج النفسي/ العلاج بالكلام، والأدوية. الرعاية الذاتية مهمة في هذه الحالة أيضاً، كثير من الناس يجدون تقنيات الاسترخاء والتأمل واليقظة وممارسة التمرينات الرياضية من الأمور المفيدة التي تُخفف عنهم حدّة المشاعر السلبية.

كذلك، يُمكن لبعض الأدوية أن تُمكنك من التعامل الفعّال مع حالة التأثير البصلي الكاذب.

نصائح للتعامل مع البكاء المُفرط

لا حرج في البكاء، ولكن إذا كنت ترغب في محاولة التحكم في دموعك، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها:

  • ركز على أخذ أنفاس بطيئة وعميقة. تنفس من خلال أنفك وأخرج النفس من خلال فمك، قد يساعدك ذلك على الاسترخاء، مما قد يوقف من تدفق الدموع.
  • أرخِ عضلات وجهك حتى تكون تعابير وجهك محايدة.
  • فكر في شيء خارج الموقف الذي أنت به، مثل قصيدة أو أغنية.
  • قم بالمشي أو ابحث عن أي طريقة أخرى لإبعاد نفسك مؤقتاً عن الموقف المرهق الذي يُثير رغبتك في البكاء.