الأزمات النفسية ما هي وكيف يمكن التغلب عليها
ما هي الأزمات النفسية؟ نصائح وخطوات للتغلب على الأزمات النفسية
قد لا تُشير الأزمة النفسية بالضرورة إلى حدوث موقف أو حدث صادم، توضح أساسيات الصحة العقلية أن المقصود بالأزمة النفسية هي رد فعل الشخص تجاه حدث ما. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على الأزمات النفسية والطرق الفعّالة للتعامل معها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي الأزمات النفسية؟
قد لا تُشير الأزمة النفسية بالضرورة إلى حدوث موقف أو حدث صادم، توضح أساسيات الصحة العقلية أن المقصود بالأزمة النفسية هي رد فعل الشخص تجاه حدث ما. قد يتأثر شخص بشدة بحدث ما بينما يعاني شخص آخر من آثار مرضية قليلة أو معدومة. لكن، لا أحد يستطيع التأكد من أن الأزمات النفسية لن تؤثر عليه أبدًا.
تُعتبر الأزمة العاطفية/ النفسية عنصرًا طبيعيًا من عناصر الحياة ويمكن وصفها بأنها "اضطراب مؤقت ودوري في التوازن العقلي ناتج عن تهديد مرتبط بمعنى الحياة، وقيم مهمة، في مواجهة مشاكل حياتية مهمة. تتميز الأزمة بحالة من التوتر العاطفي، والإصابة بالقلق إلى حد كبير.
تُسبب الأزمة النفسية تغييرات في العديد من مجالات الأداء التي تؤثر على بعضها البعض، أي في المجال المعرفي والعاطفي والسلوكي والفيزيائي الحيوي. ترتبط حالة الأزمة بمفاهيم التوتر والصراع والوضع الصعب والحرج ومشاعر اليأس والعجز والإحباط والفقد أو الحداد. يمكن أن تؤدي شدة هذه المشاعر والأفكار وتزايدها إلى معاناة حقيقية يصعب التعامل معها.
أعراض الأزمات النفسية
يمكن للأزمة النفسية أن تكون مثل الرمال المتحركة، فتسحب الشخص دون أي إشارة تحذير بشكل مفاجئ وغير متوقع. خلال المرور بالأزمة النفسية، يحدث فقدان مفاجئ وغير متوقع نسبيًا للتوازن. تنهار الأنماط الحالية للسلوك التي اعتاد عليها الشخص، يحمل هذا الانهيار شعورًا شخصيًا بعدم الراحة العقلية. عند حدوث أي أحداث أو تغيرات في البيئة أو الحياة يمكن أن تسبب نقص الراحة والاضطراب العاطفي. في هذه الحالة، من الطبيعي أن يظهر القلق أو التوتر أو الاكتئاب. تحدث الأزمة عندما يكون الشخص غير قادر على إيقاف أو عكس مسار الأحداث، وتنتهي كل محاولة بتعميق الخلل وزيادة التوتر والقلق والمعاناة وعدم الراحة والفوضى.
هناك عدّة جوانب تُمثل أعراض الأزمة النفسية، وهي:
- الجانب المعرفي: والذي يتضمن انهيار القدرة الطبيعية على حل المشكلات واتخاذ القرارات، تصور مشوه للأحداث، فقدان فهم العلاقات الواضحة بين الأحداث، تشوش الشعور بالهوية.
- الجانب العاطفي: يتضمن زيادة القلق، بما في ذلك الخوف من فقدان السيطرة وقلة التركيز والمخاوف المتعددة والصدمة العاطفية والشعور الغامر بالعجز واليأس والشعور بالذنب والأذى والغضب، بالإضافة إلى الإحساس بالعار والحرج.
- الجانب السلوكي: يتضمن صعوبات في أداء وظائف الحياة اليومية، صعوبة في السيطرة على العواطف والتحكم في حياة المرء، الرغبة في العزلة أو الخوف من الشعور بالوحدة أو زيادة الاعتماد على الآخرين، التصرفات الاندفاعية وغير المدروسة.
- الجانب الصحي الجسدي: ويتضمن الشكاوى الجسدية وظهور بعض الاضطرابات الصحية.
أنواع الأزمات
تشمل بعض أنواع الأزمات المختلفة ما يلي:
- الأزمات التنموية: تحدث كجزء من عملية النمو والتطور خلال فترات مختلفة من الحياة. في بعض الأحيان تكون الأزمة جزءًا يمكن التنبؤ به من دورة الحياة.
- الأزمات الوجودية: ترتبط الصراعات الداخلية خلال هذه الأزمة بأشياء مثل الغرض من الحياة والاتجاه والروحانية. أزمة منتصف العمر هي أحد الأمثلة على هذه الأزمة التي غالبًا ما تكون متجذرة في القلق الوجودي.
- الأزمات الظرفية: تشمل هذه الأزمات المفاجئة وغير المتوقعة الحوادث والكوارث الطبيعية. مثل وقوع حادث سيارة، أو التعرض لفيضان أو زلزال، أو الوقوع ضحية لجريمة. كل هذه الأمور تُمثل أشكالاً من الأزمات الظرفية.
يمكن أن تكون الأزمة في بعض الأحيان واضحة تمامًا، مثل فقدان شخص وظيفته أو الطلاق أو التورط في نوع من الحوادث. في حالات أخرى، قد تكون الأزمة أقل وضوحًا ولكنها على أي حال ستؤدي إلى تغييرات جذرية يمكن رصدها في السلوك والمزاج.
نصائح وخطوات للتغلب على الأزمات النفسية
إذا كنت تتعامل مع أزمة، سواء كانت عاطفية أو ظرفية، فهناك أشياء يمكنك القيام بها للمساعدة في التغلب على الأزمة ومرور هذا الوقت الصعب. مما يُمكنك فعله ما يلي:
- حدد أولويات وقتك: ركز على ما هو مهم في الوقت الحالي. قد يعني هذا إخراج نفسك من موقف غير آمن أو قد يعني مجرد التركيز على الأساسيات حتى تتمكن من تجاوز كل يوم. تجنب الإفراط في استهلاك الطاقة وحافظ على طاقتك حتى تتمكن من التعامل مع المشكلة التي تواجهها.
- ابحث عن المساعدة والدعم: من المهم خلال أوقات الأزمات الاعتماد على الأصدقاء والعائلة والأحباء، ولكن يجب عليك أيضًا طلب المساعدة المتخصصة إذا كنت في حاجة إليها. ضع في اعتبارك التحدث مع طبيبك حول ما تُعاني منه.
- اهتم بنفسك: مارس الرعاية الذاتية الجيدة من خلال الحرص على اتباع نظام غذائي صحي وحاول الحصول على قسط وافر من النوم كل ليلة. حاول أيضًا أن تفعل بعض الأشياء التي تستمتع بها عادةً، مثل مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب جيد لتخفيف بعض التوتر الذي تمر به.
- قلل من استجابتك للتوتر: عندما تواجه أزمة أو حتى عندما يمر شخص قريب منك بأزمة، قد يتم تحفيز استجابة جسمك للضغط وتظل متحمساً، مما يبقيك في حالة من التوتر المستمر. قد يكون من الصعب أن تشعر "بالاسترخاء" في خضم الأزمة أو في أعقابها، ولكن يمكنك ممارسة أساليب تخفيف التوتر التي يمكن أن تقلل من شدة مستويات التوتر لديك، وتساعدك على تحسين استجابتك السلبية للضغط، وتشعر بمزيد من المرونة في مواجهة ما يحدث. يمكن أن تكون الاستراتيجيات مثل التخيل الموجه واليوجا والتأمل واسترخاء العضلات التدريجي والتنفس العميق.
- عالج مشاعرك: حاول العمل على معالجة مشاعرك سواء كنت تكتب في دفتر يومياتك، أو تتحدث إلى صديق جيد، أو تستشير معالجًا، فمن المهم التعبير عن تجربتك من خلال كلمات من أجل معالجة مشاعرك بشكل أفضل. أثناء تقدمك في الأزمة، قد تميل إلى تجاهل مشاعرك خوفًا من أنك ستغرق كثيرًا وتتعثر، لكن معالجة مشاعرك تتيح لك تجاوزها والسماح لها بالرحيل.
- تدرب على قبول مشاعرك: يمكن أن تكون المشاعر المؤلمة والصعبة مخيفة، لكن تعلم كيفية قبول هذه المشاعر والتسامح معها يمكن أن يكون مفيدًا. بدلاً من رفض أو إنكار أو محاولة قمع مثل هذه المشاعر، يؤكد القبول العاطفي على أهمية السماح لها بالوجود مع مُراعاة ألا تؤذيك.