الأحجار الكريمة (Gemstones)
أهم أنواع المجوهرات والأحجار الكريمة
من أين تأتي ألوان الأحجار الكريمة؟
المعالجة الصناعية للأحجار الكريمة
استخدام الأحجار الكريمة ليس مقتصراً على يومنا الحاضر، حيث كانت هذه الأحجار تستخدم للزينة منذ أقدم العصور بسبب جماليتها الكبيرة، فقد كانت تزين القلادات والأساور والكؤوس في بعض الأحيان، وكانت مخصصة لذوي الطبقات الراقية في المجتمع وذلك لندرتها الشديدة وثمنها الباهظ، ما أدى إلى تنافس الطبقات الراقية في المجتمع على امتلاك أجمل الأحجار الكريمة وأكثرها ندرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أهم أنواع المجوهرات والأحجار الكريمة
سنتعرف فيما يلي على أهم الأحجار الكريمة وأسمائها، كما سنتعرف على الخصائص الرئيسية المميزة لكل منها.
1- الياقوت (Ruby)
يتميز بلونه الأحمر اللامع أو القاتم، وهو أهم الأحجار الكريمة وأكثرها تداولاً.
2- الألماس (Diamonds)
شفاف يميل إلى اللون الأبيض، من أقسى المواد على سطح الأرض.
3- الزمرد (Emerald)
يتكون بشكل رئيسي من سيليكيات البريليوم والألمنيوم، لونه أخضر قاتم وشفاف.
4- السفير أو الياقوت الأزرق (Sapphire)
يعرف ب "الزفير أو الصفير"، يتواجد بكل الألوان ما عدا الأحمر، أشهر أنواعه السفير الأزرق.
5- العقيق (Carnelian)
يمتاز باللون الأحمر، يتواجد أحياناً باللون الأصفر والأخضر والأزرق والرمادي.
6- الفيروز (يث)
لونه أزرق مخضر أو رمادي مخضر، يتركب من فوسفات الألمنيوم الحاوي على ماء النحاس.
7- التوباز (Topaz)
يعرف باسم "الزفير الأصفر"، معدن شفاف بلون أصفر ذهبي.
8- اللازورد (lapis lazuli)
حجر نصف كريم غير شفاف، لونه أزرق داكن عميق.
9- أوبال (Opal)
يوجد بألوان عديدة مثل الأزرق والأبيض والأسود النادر، له لمعان شديد.
10- البريل (Beryl)
يعرف باسم "الزمرد المصري"، له ألوان مختلفة أشهرها الأخضر والأزرق.
11- الزبرجد (Aquamarine)
يشبه الزمرد، له عدة ألوان مثل الأخضر والأصفر.
12- التورمالين (Tourmaline):
يجمع جميع ألوان قوس قزح لذلك يطلق عليه لقب "حجر قوس قزح".
13- حجر الدم (Bloodstone)
حجر ملون غير شفاف تدور حوله خرافات تتعلق بصحة الدم.
14- اللؤلؤ (Pearl)
من أثمن الجواهر، يتكون داخل المحار في أعماق المحيطات.
15- الجمشت (Amethyst)
يعرف باسم "الياقوت الجمري الشرقي" ولونه دائماً أرجواني.
16- عين النمر (Tiger’s Eye)
يشبه في لونه وشكل عيون الهررة والنمور حيث يوجد به خطوط طولية تشبه الموجودة في عيون الهررة والنمور.
17- اليشب (Jade)
حجر يشبه الزبرجد لكنه أكثر صفاء وشفافية.
18- حجر الكونزيت (Kunzite)
لونه أرجواني لكنه شديد التأثر بالحرارة والضوء حيث تعرضه الدائم لهما يزيل لونه الأرجواني الجميل.
19- المورغانيت (Morganite)
من أكثر الأحجار الكريمة استخداماً عند النساء وذلك بسبب لونه الوردي الرقيق.
20- المرو الوردي (Rose Quartz)
تعد بلوراته أكثر جمالاً وانتظاماً من الكوارتز العادي.
ما هو مقياس الأحجار الكريمة؟
على عكس الكثير من المواد التي تستخدم واحدة "الغرام" في قياسها يعتبر المقياس الرئيسي للأحجار الكريمة هو "القيراط" وقد اشتق هذا الاسم من اللغة العربية القديمة حيث كان يستخدم حبات القمح في قياس أوزان الأحجار الكريمة، والقيراط قديماً كان يساوي أربع قمحات، وهناك ما يسمى بـ "القيراط المتري" وهو مقياس يعادل 200 ميليغرام (0.2 غرام).
كيف يتم تصنيف الأحجار الكريمة وما أهم صفاتها وميزاتها؟
تمتلك الأحجار الكريمة بعض المواصفات التي تميزها عن باقي الأحجار والمينيرالات (فلذات صخرية عضوية ومعدنية ذات تركيب كيميائي محدد)، وحسب هذه الخصائص والمواصفات يتم تصنيف الأحجار الكريمة وفق:
- الشفافية.
- الصلابة.
- الكثافة.
- القساوة.
- التركيب الكيميائي.
- البنية البلورية.
- اللون.
- البريق.
بدأ تصنيف الأحجار الكريمة عند الإغريق القدماء عندما قرروا فصل الأحجار العادية عن الأحجار المميزة مثل الياقوت والزمرد والألماس، إن هذا التمييز بين الأحجار يعكس أهمية الأحجار الكريمة والنادرة في العصور القديمة، حيث بدأ الإغريق بالاعتماد على الشفافية لتمييز الأحجار الكريمة حيث كانت كل الأحجار الشفافة كريمة وبذلك اكتشفوا الألماس.
ثم بدأوا بالاعتماد على اللون والصلابة، لكن لا يمكن اعتماد التصنيف القديم للأحجار الكريمة؛ بسبب عدم مطابقتها مع المواصفات التي تميز الأحجار الكريمة حديثاً، على سبيل المثال لم يكن "العقيق" من الأحجار الكريمة عند الإغريق في حين يعتبر اليوم من أهم الأحجار الكريمة.
في العصر الحديث يتم تحديد الأحجار الكريمة من قبل العلماء الجيولوجيين المختصين الذين يصفون الأحجار الكريمة وخصائصها باستخدام المصطلحات العلمية الدقيقة وبالانتباه إلى التركيب الكيميائي والبنية البلورية التي لم تؤخذ بعين الاعتبار سابقاً.
المختبرات العالمية المختصة بدراسة وتصنيف الأحجار الكريمة
كما ذكرنا يقوم العلماء الجيولوجيون المختصون بتصنيف الأحجار الكريمة ودراسة خصائصها الفيزيائية والكيميائية في معاهد ومختبرات خاصة منتشرة حول العالم، أهم المختبرات العالمية المعتمدة والمعترف بها حول العالم في مجال دراسة الأحجار الكريمة نذكر:
- معهد "جيمولوجيا الأميركية" (Gemological Institute of America) (GIA)، المزود الرئيسي بأحدث الدراسات على الألماس.
- "المعهد الدولي للأحجار الكريمة" (International Gemological Institute) (IGI)، مختبر مستقل لتقييم الألماس والمجوهرات والأحجار الكريمة الملونة.
- مختبر (Hoge Raad voor Diamant) (HRD Antwerp)، أهم مختبر لدراسة الألماس في بلجيكا، يعد من أقدم المختبرات في أوروبا.
- مختبر "تجارة الجوهرة الأميركي" (American Gem Trade Laboratory)، يعتبر قسم من الرابطة الأميركية لتجارة المجوهرات (AGTA)؛ وهي منظمة تجارية للحلي والأحجار الكريمة.
- مختبرات "الأحجار الكريمة الأميركية" (American Gemological Laboratories) (AGL)، التي يمتلكها "كريستوفر سميث" (Christopher P. Smith).
- "المختبر الأوروبي للأحجار الكريمة" (European Gemological Laboratory) (EGL)، تأسس عام 1974م من قبل "غاي مارجيل" (Guy Margel) في بلجيكا.
- جمعية "الأحجار الكريمة في اليابان" (Gemmological Association of All Japan)، نشطة في مجال البحوث الجيولوجية.
- معهد "الأحجار الكريمة والمجوهرات في تايلاند” (The Gem and Jewelry Institute of Thailand) (GIT)، المعهد الوطني التايلاندي للبحوث الجيولوجية واختبار الأحجار الكريمة.
- معهد "علوم الأحجار الكريمة في جنوب إفريقيا" (Gemmology Institute of Southern Africa).
- "المعهد الآسيوي للعلوم الجيولوجية" (Asian Institute of Gemmological Sciences) (AIGS)، أقدم معهد جيمولوجي في جنوب شرق آسيا.
- معهد "الأحجار الكريمة السويسرية" (Swiss Gemmological Institute) (SSEF)، أسسه "هنري هانني" (Henry Hänni)، يركز على دراسة الأحجار الكريمة الملونة واللؤلؤ.
- مختبر "جوهرة غوبيلين" (Gübelin Gem Lab)، المختبر السويسري التفليدي الذي أسسه "إدوارد غوبيلين" (Eduard Gübelin).
صقل وتقطيع الأحجار الكريمة
لا يمكن استعمال الأحجار الكريمة التي تستخرج كما هي، إنما تتعرض للكثير من عمليات التقطيع والصقل قبل استخدامها في الحلي والمجوهرات والأدوات الكريستالية، على سبيل المثال يتم تقطيع وصقل آلاف القيراطات من الياقوت في تايلاند سنوياً للحصول على أشكال مناسبة لاستخدامها في شتى المجالات، وهناك آليتان رئيسيتان للتقطيع:
تعتمد الأولى منهما على التقطيع الناعم لقطع صغيرة لها شكل القبّة وتدعى "كابوشون" (Cabochons)، أما الطريقة الثانية فتعتمد على تجويف الحجر الكريم أو صقل حوافه لتصبح ناعمة الملمس ومحددة الزوايا بشكل دقيق وتدعى (Facets At Regular Intervals At Exact Angles).
وهي عملية دقيقة جداً تعتمد على خصائص الحجر الكريم البصرية (البريق والشفافية واللمعان) حيث يعود ذلك إلى اختلاف هذه الخصائص، فبعض الأحجار لا يمكن زيادة انحدار جوانبها وإلا فإن الضوء الذي سوف يمر على الحجر الكريم لن ينعكس وبالتالي سيفقد إحدى الخصائص الجمالية المهمة في عالم الأحجار الكريمة.
من أين تأتي ألوان الأحجار الكريمة؟
إن لون أي مادة يرجع إلى طبيعة الضوء المسلط عليها حيث أن جميع الألوان تعتمد على ألوان الطيف الموجودة في الضوء، وعندما يسلط الضوء على مادة ما يتم امتصاص معظم هذا الضوء في حين تنعكس كمية قليلة منه فقط، هذا الجزء المنعكس إلى العين المجردة هو اللون الذي تدركه أعيننا، فعلى سبيل المثال جزيئات "الياقوت الأحمر" تظهر بهذا اللون لأنها تمتص جميع الألوان الموجودة في الضوء في حين أنها تعكس اللون الأحمر.
في بعض الأحيان الحجر الكريم نفسه يظهر بعدة ألوان مختلفة، فالياقوت والسفير لهما نفس التركيب الكيميائي لكن يملكان ألوان مختلفة كالأزرق والوردي والأصفر والبرتقالي، حسب نوع ونسبة الشوائب فيه، وكمثال على ذلك مينيرال "البريل" شفاف لا لون له عندما يكون نقيّاً.
أما إذا كان يحوي شوائب من الكروم فإنه يصبح نوع من أنواع الزمرد الملونة، وإذا استبدلت شوائب الكروم بشوائب المنغنيز يتحول لونه إلى الوردي أما إذا كان يحوي شوائب من الحديد فإن البريل النقي يتحول إلى "الزبرجد" (aquamarine).
آليات المعالجة الصناعية للأحجار الكريمة
غالباً تتم معالجة الأحجار الكريمة قبل تحويلها إلى قطع من المجوهرات لزيادة الجمالية ورفع الخصائص المميزة فيها كالألوان الجميلة، لكن لا يمكن تطبيق هذه المعالجات على جميع أنواع الأحجار الكريمة فبعضها يكون مستقراً قابلاً للمعالجة بدون أن يتخرب، وبعضها يكون غير مستقر لا يمكن معالجته خوفاً من التشوه.
1- المعالجة بالتسخين (Heat)
تعتبر عملية التسخين عملية شائعة جداً في معالجة الأحجار الكريمة منذ القدم؛ من أجل تحسين الألوان ولكي تظهر بشكل أوضح، حيث تتم معالجة بعض الأحجار لإزالة الشوائب الصفراء أو لتحويل اللون الأخضر إلى اللون الأزرق، حيث يتم استعمال درجات حرارة مختلفة، حيث يمكن التسخين باستعمال درجات حرارة غير مرتفعة من أجل التخلص من الخطوط البنية الداكنة ومن أجل تركيز اللون الأرجواني، ويعد "الياقوت" أكثر الأحجار الكريمة معالجةً بالحرارة.
2- المعالجة عن طريق الإشعاع (Radiation)
يتم استخدام هذه التقنية بشكل رئيسي لمعالجة كافة ألوان "التوباز الأزرق" بألوانه المشرقة والداكنة، حيث يتم استخدام الإشعاعات لتحويل اللون الأبيض إلى اللون الأزرق، كما يتم استخدام طريقة الإشعاع لمعالجة "الكوارتز الأخضر" للحصول على اللون الأصفر والأخضر فيه.
3- طريقة التزييت (Oiling)
تستخدم هذه الطريقة بشكل رئيسي لإخفاء العيوب وخاصةً في "الزمرد" الذي يحوي شقوقاً طبيعية فتملأ بالشمع من أجل إخفاء هذه الشقوق كما تعطي بريقاً مميزاً، تستخدم هذه التقنية في "الفيروز" أيضاً ولنفس الأسباب السابقة.
4- تقنية ملء الكسور (Fracture Filling)
اعتمدت تقنية ملء الكسور باستخدام مواد صناعية أو طبيعية منذ القدم، لكنها أخذت شهرة كبيرة منذ عام 2006م حيث تم ملء كسور الياقوت بأكثر من 10 قيراط من قطع من زجاج الرصاص؛ مما أدى إلى تحسن كبير في مظهره.
الاستخدامات الصناعية للأحجار الكريمة
نظراً إلى القساوة العالية للأحجار الكريمة دخلت هذه الأحجار عالم الصناعة من أوسع أبوابه وخاصةً "الألماس" الذي يعد أقسى المواد الموجودة على وجه الأرض فبدأ الصناعات الحديثة بالاستفادة من هذه الميزة واستخدامه في رؤوس الحفارات التي تستعمل في حفر الصخور الصلبة.
أما جمال هذه الأحجار فساعدها على الدخول إلى عالم "المسابح" (حبل مربوط عليه حبات تدعى حبات المسبحة يتم تحريكهم بالأصابع من أجل تسبيح الله) فتم استخدم الياقوت والألماس والزمرد والفيروز والعقيق وغيرهم من الأحجار الملونة الجميلة كحبات لهذه المسابح التي تهدى إلى الملوك والأمراء والأغنياء.
الأحجار الكريمة بين الحقيقة والخرافات
الكثير من الأشخاص يقومون بخداع الناس بادعاءات كاذبة حول معالجة الأمراض باستخدام الأحجار الكريمة حيث يدّعون أن تقنية الشفاء البلوري تقنية بديلة تستخدم فيها الأحجار الكريمة كأدوات للشفاء من الأمراض عن طريق الطاقة الإيجابية وغيرها من الخزعبلات.
وبحسب مقال حديث نشر عام 2015م على الموقع المختص بالعلوم الحقيقية (Live Science) تعد هذه الطريقة ذات صيت واسع وانتشار كبير، إلا أن جميع الأطباء والعلماء المختصين يؤكدون أن هذه الادعاءات مجرد علم زائف لا يمت للعلم الحقيقي بصلة.
لا يوجد أي دراسة أو بحث علمي يثبت صحة ما يشاع عن طريقة الشفاء باستخدام الأحجار الكريمة، كما أنه لم تظهر أي دراسات علمية أن البنية الكيميائية لهذه الأحجار الكريمة قد تسهم بشكل أو بآخر بالشفاء من أي مرض.
جاء في نفس المقال أن ما يحدث للمريض هو توهم الشفاء من المرض؛ مما يؤدي إلى آثار صحية إيجابية، لكن كل ما يحدث هو الشعور بالشفاء بشكل وهمي فقط مما يؤدي إلى تحسين الحالة النفسية للمريض فتعطي آثاراً إيجابيةً في مجال الصحة البدنية، ولكن لا يوجد أي دليل فعلي يربط الأحجار الكريمة مع الشفاء من الأمراض بشكل مباشر.
في النهاية... تعتبر الأحجار الكريمة من أثمن أنواع المجوهرات وأكثرها ندرة، حتى بغياب فوائدها الطبية فلها مزايا جمالية كثيرة لا يمكن إنكارها، لذلك تتنافس السيدات على اقتنائها والتزين والتفاخر بها، بالإضافة لوجود الكثير من المهووسين باقتنائها وتجميعها كنوع من الهوايات.