إبراهيم شوقي باشا مؤسس طب الأطفال في مصر
من هو إبراهيم شوقي باشا؟
الجوائز التي حصل عليها
إبراهيم شوقي باشا ومستشفى أبو الريش
إبراهيم شوقي باشا والتقاعد
أكثر من 90 عامًا مرت على إنشاء قسم طب الأطفال بكلية الطب قصر العيني، وكان ورائها إبراهيم شوقي الذي يعد الأب الروحي لكل أطباء الأطفال في مصر، وارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بتطور طب الأطفال في مصر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من هو إبراهيم شوقي باشا؟
ولد إبراهيم شوقي باشا في 17 من مايو عام 1890، وتخرج في مدرسة الطب عام 1913، وبعدها سافر إلى إنجلترا للتخصص في أمراض الأطفال.
وعند عودته إلى مصر أدخل في مدرسة الطب مادة أسماها "علم أمراض الأطفال" وتولى وهو وأصدقاؤه ومنهم أحمد خليل عبد الخالق، ومصطفى الديواني، ومحمد عطية عبود أن ينشأو جيلًا جديدًا من المتخصصين في هذا الفرع الدقيق والحيوي.
حيث كان تخصص طب الأطفال آنذاك تخصصًا غير معترف به كتخصص مستقل، وكان تابعًا لتخصص الأمراض الباطنة العامة.
بعد عودة إبراهيم شوقي إلى مصر تقلد العديد من المناصب الجامعية العليا، وتمكن بخبرته من إثراء الحياة الجامعية.
وفي عام 1925 أنشئ قسم طب الأطفال بكلية طب قصر العيني في الجامعة المصرية، وظل رئيسًا لهذا القسم لمدة 19 عامًا حتى 1944.
تمكن شوقي من إنشاء "الجمعية المصرية لطب الأطفال" عام 1933، وأنشئ في العام نفس البورد الأمريكي لطب الأطفال.
أيضًا نقل شوقي طب الأطفال وسائر فروع الطب في مصر نقلة نوعية وأصبحت على مستوى عالمية، وذلك لاهتمامه بإرسال البعثات التعليمية إلى الخارج، ودعوته كبار الأطباء لزيارة مصر.
وفي عام 1944 اختير عميدًا لكلية طب قصر العيني جامعة فؤاد الأول –جامعة القاهرة حاليًا- وبعدها بعامين اختير مديرًا لجامعة فراد الأول.
وبهذا الشكل أصبح إبراهيم شوقي باشا ثالث مدير مصري لجامعة القاهرة، بعد الدكتور أحمد لطفي السيد، ثم الدكتور علي باشا إبراهيم.
وفي يناير عام 1952 اختير إبراهيم باشا وزيرًا للمعارف العمومية، ومن قم وزيرًا للصحة العمومية عام 1952 في أول وزارة تشكلت بعد الثورة.
الجوائز التي حصل عليها
حصل إبراهيم شوقي باشا على عدة جوائز محلية وعالمية، وأهمها وساك الفارس الأول الفرنسي المُهدى من الحكومة الفرنسية، وبعدها وسام جوقة الشرف الفرنسي.
أيضًا منحه الملك فاروق الأول رتبة "الباشاوية" عام 1949 نظرًا لما قام به من إنجازات عظيمة في الطب.
وبعد وفاته أهدى الرئيس الراحل السادات لأسرته وشاح النيل باسمه، وذلك في عام 1981، وذلك لما قدمه للطب من جليل الخدمات.
وفي عام 2008 أصدرت الجمعية المصرية لطب الأطفال احتفالية بمرور 75 عامًا على إنشائها ميدالية تذكارية ذهبية باسمه كأول مؤسس لطب الأطفال، وأول رئيس لها على مدى 11 عامًا.
شاهد أيضًا: محمد علي البقلي أحد أئمة الطب في العصر الحديث
إبراهيم شوقي باشا ومستشفى أبو الريش
يرتبط اسم إبراهيم شوقي باشا ارتباطًا وثيقًا بمستشفى "أبو الريش للأطفال" أو ما تسمى ب"البيت الكبير" حيث تعد أحد أقدم وأعرق مستشفيات الأطفال في الشرق الأوسط.
حيث كان أول من نادى بإنشائها وتمكن من إقناع الدولة بتخصيص مستشفى خاص للأطفال، وبالفعل بدأ العمل بالمستشفى بالطابق الأول عام 1934، وكان حينها معدًا بثلاثة وستين سريرًا، حتى تم استكمال البناء بطابق آخر.
وتم افتتاح مستشفى أبو الريش بشكل كامل عام 1940 بعدد أسرة 150 سريرًا، وبدأت أعداد الأسرة في ازيداد لتصبح عام 1992 210 سريرًا.
وكانت مستشفى أبو الريش منذ بداية بنائها عام 1928 المستشفى الوحيد المزود بأجهزة التكييف المركزي وأحد النظم الطبية بفضل تبرعات الأهالي.
وبهذا الشكل تمكن إبراهيم شوقي أن يعمل على استقلال علم طب الأطفال كمادة منفصلة في المقررات الدراسية، وتخصص مستقل في الجامعة.
وظل مستشفى أبو الريش المستشفى التخصصي الوحيد للأطفال في مصر، حتى أنشأت جمعية رعاية الأطفال المصرية مستشفى آخر في الدمرداش عام 1947، وأهدتها لجامعة عين شمس عام 1952.
فروع "البيت الكبير" ودور شوقي باشا فيها
بعد 13 عامًا من إنشاء مستشفى متخصص للأطفال جاء الاهتمام بعمل فروع لها في مدن مختلفة غير العاصمة، وتوجهت الأنظار إلى مدينة الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسطة، لكونها العاصمة الثانية لمصر.
وبالفعل تم تنفيذ هذه الخطة، وافتتاح المستشفى عام 1938، وذلك في عهد الملك فاروق الأول، وبدأ شوقي باشا التدريس فيها عام 1942، وفي العام التالي رشح شوقي باشا الدكتور أحمد شفيق العباسي رئيسًا لقسم طب الأطفال.
وبعد 9 سنوات من إنشاء الفرع الثاني اتجه الاهتمام حينها لإنشاء مستشفى ثالث، ولكن حينها في شرق مدينة القاهرة، وأنشأت كلية للطب داخل مستشفى الدمرداش، وأشرف عليها كل من إبراهيم شوقي باشا، وأحمد خليل عبد الخالق.
شاهد أيضًا: علي باشا إبراهيم من ابن بائعة الجبن إلى وزير الصحة
إبراهيم شوقي باشا والتقاعد
عند بلوغ شوقي باشا سن الستين وذلك في عام 1950 أحيل إلى المعاش، ووقتها لم يكن معمولًا بنظام الأستاذة المتفرغين بعد بلوغ سن المعاش.
ومنذ إحالته على المعش انقطعت كل صلاته بالجامعة والكلية والقسم الذي جاهد لإنشاءه وإدارته هو وأصدقائه.
وكان آخر منصب توليه هو منصب وزير الصحة العمومية في سبتمبر عام 1952، وبعدها انقطعت كل الصلات عنه حتى فاضت روحه عام 1980 عن عمر ناهز 90 عامًا.
ترك إبراهيم شوقي باشا وراءه ملحمة تاريخية عظيمة يستحق أن تُذكر في التاريخ، ولُقب بسببها "صنايعي البيت المصري الكبير لطب الأطفال".
كان لشوقي -على الرغم من ابتعاده كثيرًا عن الأضواء بعد المعاش- أثرًا كبيرًا في نفوس تلاميذه، ومنهم الدكتور مصطفى الديواني، الذي وصف إبراهيم شوقي غي مذكراته وصفًا مؤثرًا:
"كنت إذ ذاك عجينة غير مجربة فصورها الدكتور شوقي كما شاء هواه، وعلمني فأحسن تعليمي، وضرب لي كل دقيقة في عظمة الرجولة مثلًا. بقيت بجانبه منذ ذلك الوقت، ووقع اختياره علي نائبًا، ثم مدرسًا، ثم أستاذًا ثم مساعدًا له، فمهد لي السبيل إلى الأستذاية.. فشكرًا لله وله".
وأصعب ما أصاب شوقي باشا هو أنه وضع في صندوق النسيان، فهذه الشخصية الفريدة التي من المفترض أن يتوقف الزمن والتاريخ عندها طويلًا أصيب بلعنة الإهمال.
فلا يتصور أحدًا أن البيت الكبير الذي أرسى دعائمه إبراهيم شوقي باشا لا يوجد أي أثر يدل عليه، إلا صور وضعت في إطار معلق مع صور لخلفائه من رؤساء الأقسام.
رحم الله إبراهيم شوقي باشا صنايعي طب الأطفال الذي وضع في صندوق النسيان، ولكننا سنتذكره دائمًا كواحد من رواد الطب الحديث في مصر.