إبراهيم النبراوي قصة بائع البطيخ الذي أصبح أشهر طبيب مصري
قصة إبراهيم النبراوي
التدرج الوظيفي لإبراهيم بك النبراوي
مؤلفات إبراهيم باشا النبراوي
حياة الدكتور إبراهيم النبراوي الشخصية
أبناء إبراهيم النبراوي
من يدري إن إبراهيم النبراوي بائع البطيخ الذي فشل حتى في بيعه جيدًا أن يصبح واحد من أشهر أطباء مصر، فمن بيئة ريفية فقيرة بدء النبراوي تعليمه ليصبح واحدًا من أفضل الجراحين في مصر في العصر الحديث.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة إبراهيم النبراوي
كانت رغبة محمد علي باشا في النهضة لها بالغ الأثر في العديد من المصريين، وخاصة في مجال الطب، فمنذ افتتاحه لمدرسة الطب بأبي زعبل ومن ثم في القصر العيني شهدت مصر ولادة علماء وأطباء كان لهم طيب الأثر في تقدم الطب في مصر.
ومن هؤلاء هو إبراهيم النبراوي، ابن قرية "نبروه" بمحافظة الغربية، وهو من أسرة الفلاحين، حيث ولد لأبوين فقيرين.
أرسله والده وهو صغير للكتاب لتعلم القراءة والكتابة، وحينما بلغ الرابعة من عمره حفظ القرآن الكريم، وعندما اشتد عوده بدء بمساعدة والده في الزراعة.
وتشير الأدلة التاريخية إلى أنه كان يبيع البطيخ لمساعدة والده، وفي يوم من الأيام طلب منه والده أن يبيع البطيخ خارج قريته بالدلتا ليبيعه في القاهرة، فرضخ لطلب والده، وبدأ بتجميع البطيخ واتجه به إلى القاهرة وهناك في حي الحسين بالقاهرة أخذ ينادي لبيع بضاعته.
وفي اليوم التالي قرر النبراوي أن يبيع البطيخ كاملًا لكي لا تتلف البضاعة، ولكن خاف من رد فعل فوالده قرر عدم العودة إلى قريته واتجه إلى الأزهر الشهير لحضور الدروس فيها.
ومنذ بدايته الدراسة في الأزهر صار من أنبغ التلاميذ فيها، وعندما قرر محمد علي باشا في تأسيس مدرسة الطب التحق إليها باقتراح وتشجيع من معلمه.
بدء النبراوي يدرس علوم الكيمياء والتشريح وغيرها من علوم الطب فيها، وكان أول خريجي مدرسة الطب المصري بعد خمس سنوات من الدراسة.
وبعدها سافر مع 11 زميلًا له لدراسة الطب في فرنسا ضمن أول بعثة علمية إلى أوروبا، ووقتها كان راتبه في هذه البعثة 3 جنيهات ونص جنيهًا شهريًا.
قبل أن يلتحق النبراوي وزملاؤه بالبعثة عُقد لهم امتحانًا في ظهر يوم الأحد 18 نوفمبر عام 1832، وتشكلت لجنة من 12 من كبار أستاذة الطب في فرنسا للإشراف على الامتحان.
كما شهد الامتحان جمعاً من رجال الجمعية العلمية وأمراء باريس، ومنهم الدكتور مارك الطبيب الخاص لملك فرنسا، والبارون ديبوا، وهناك لفت النبراوي أنظار ممتحنيه بسبب ذكائه.
أقام النبراوي في فرنسا 6 سنوات يتعلم، وأثناء دراسته هناك صُدر أمر من القاهر بعودة أفراد البعثة في مارس 1836، ولم يلبث أن صدر أمر آخر بعودتهم فعادو في نفس العام في شهر ديسمبر.
أنفق على نبراوي طوال سنواته الست حوالي 949 جنيهًا وعاد إلى مصر عام 1838 وهو طبيب حاصل على الدكتوراه ومعه زوجته الفرنسية التي تزوجها أثناء بعثته.
شاهد أيضًا: كلوت بك مؤسس المنظومة الصحية في مصر
التدرج الوظيفي لإبراهيم بك النبراوي
أثناء دراسة النبراوي في مدرسة الطب بأبي زعبل حصل على رتبة ملازم، ولدى عودته من فرنسا عمل مدرسًا في مدرسة الطب بالقصر العيني.
وبعدها حصل النبراوي على رتبة "صاغ" وكان حينها يُدرس فن الجراحة بمدرسة الطب، ثم ترقى وحصل على رتبة "قائمقام"، وبعدها حصل على رتبة "أميرالاي" ومن ثم عينه محمد علي باشا طبيبًا خاصًا له.
كان إبراهيم النبراوي أول وكيل مصري يعمل في مدرسة الطب، وذاع صيته حتى أنه ظل طبيبًا للأسرة العلوية حتى حكم "عباس الأول".
وصفه علي باشا مبارك بأنه "أنجب جراحي مصر، وكان ذو إقدام على ما لم يقدم عليه غيره"، كما كان يُلقب ب"رئيس الأطباء".
تمكن النبراوي من جمع ثروة طائلة وامتلك العقارات والأراض والجواري، حتى أن ابنه خليل ترك مهنة الطب بعد وفاة والده وتفرغ لتنمية تركة أبيه وإدارتها.
شاهد أيضًا: محمد علي البقلي أحد أئمة الطب الحديث في مصر
مؤلفات إبراهيم باشا النبراوي
كان للنبراوي العديد من المؤلفات والترجمات التي كانت لها دورًا هامًا في دراسة الطب ومساعدة الطلاب في مدرسة الطب بالقصر العيني.
ومن ضمن مؤلفاته كتاب "الأربطة الجراحية" وقام بتأليفه أثناء بعثته في فرنسا، وطبع أول مرة عام 1838.
كما له العديد من الترجمات من الفرنسية إلى العربية التي ساعدت طلاب الطب في المدرسة غير المتحدثين بالفرنسية، ومن ضمن ترجماته "نبذة في الفلسفة الطبيعية" وكتاب "نبذة في أصول الطبيعة والتشريح العام" للدكتور كلوت بك.
شاهد أيضًا: محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة
حياة الدكتور إبراهيم النبراوي الشخصية
تزوج النبراوي أثناء بعثته في فرنسا من سيدة فرنسية وأنجب منها ولدين، وبعد وفاتها تزوج من سيدة مصرية، وفي حكم الخديوي عباس أهدته والدة الخديوي جارية خاصة من جواريها.
أبناء إبراهيم النبراوي
خليل إبراهيم النبراوي، تخرج في مدرسة أبي زعبل للطب، وبعدها أرسل للنمسا لإتمام دراسته الطبية ومن النمسا درس في فرنسا وعمل بالطب لدى عودته إلى مصر.
بعد وفاة والده ورث الكثير من الأموال التي شغلته عن مهنة الطب، فترك مهنة أبيه ولهذا السبب شهرته في الطب أقل من شهرة والده.
يوسف إبراهيم النبراوي، تعلم في مصر وابتعث إلى فرنسا ودرس فيها الفنون الحربية ولدى عودته إلى مصر عين ضابطًا بالجيش، ولكنه رغب العيش في فرنسا فسافر إليها وتزوج من فرنسية.
وبعدها طلبت منه الحكومة المصرية إنجاز بعض المشاريع التي كانت تحتاج إلى موافقة الدول الأوربية، وبالفعل بذل جهودًا كبير لإتمامها.
وعندما أنشئت المحاكم الأهلية دعاه صديقه "فخري باشا" أن يرشح مجموعة من القضاة، ومن ثم دعاه إلى مصر قبل وعمل رئيسًا للمحكمة المختلطة.
من كان يعلم أن بيع البطيخ في شوارع القاهرة سيسوق إبراهيم النبراوي إلى الأزهر، ومن الأزهر إلى مدرسة الطب؟ توفي النبراوي في عام 1862 بسبب داء الربو، وترك وراءه مؤلفات وترجمات طبية عديدة، ليصبح بائع البطيخ الذي أصبح رئيس الأطباء وأشهر جراحي مصر آنذاك.