أهمية التدريب.. مفتاح النجاح في عالم الأعمال المتطورة
يعرف الجميع أهمية التدريب في العمل ولماذا تحرص المؤسسات الواعدة على أن يتم تدريب الموظفين لديها على أعلى مستوى ممكن وتجهيزهم إلى المهام المهمة أولًا بأول لتجنب تعرضهم للصدمات أو الإحباطات، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، بل هناك الكثير من الأهداف وراء عمليات التدريب التي تراها بالإضافة إلى الفوائد التي تُناسب الفرد والمؤسسات ككل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مفهوم التدريب والتطوير في الموارد البشرية
يجب أن كل مؤسسة أن التدريب من أهم الأشياء التي ينتج عنها موظفين على قدر كبير من النجاح، حيث يهدف إلى تنمـية القـدرات والـمهارات على المستوى العملي والشخصي لدى الموظفين، حتى يقدمون لك أفضل ما لديهم للنهوض بالمؤسسة والوصول بها إلى الأهداف المنشودة.
لا يمكن أن تتوقف عن عملية التدريب إذا أردت أن تصبح من الأشخاص الناجحين، لذلك يجب أن تعلم أنها عملية مستمرة لا يمكن أن تتخلى عنها لأنها تحفز القدرات الإيجابية لديك وتجعلك كل يوم أفضل من اليوم السابق له على المستوى المهني والشخصي.
يستخدم التدريب في بداية الحياة العملية للموظف، لكن المؤسسات الناجحة تستمر في تدريب العاملين لديها على أعلى قدر ممكن من التطور لمواكبة التغيرات التي تطرأ على العمل، حيث أثبتت العديد من الدراسات أهمية التدريب في تحسين أداء الموظفين وزيادة الإنتاجية الخاصة بالشركة.
أهمية التدريب بالنسبة للعمل؟
يعتبر التدريب من العمليات الضرورية التي تنمي مهارات الفرد وتحقق أهداف أفضل المؤسسات ومن الأشياء التي يشملها أهمية التدريب على العمل هي:
- الحصول على أفضل أداء للموظفين العاملين بالمؤسسة من خلال دعمهم بالمهارات المناسبة التي تتماشى مع العمل، كما يساهم التدريب في دعمهم بالمعلومات المتعلقة بالقدرات المهنية للإنتاج كي يصل إلى أعلى مستوى ممكن من الكفاءة والمهارة في العمل.
- نعرف جميعًا أن سوق العمل متغير بشكل كبير لذلك عليك إعداد الموظفين لما ينتظرهم في المستقبل من خلال التدريب، حيث أن أحد مهامه توفير الفرصة للموظفين للعمل على أنفسهم للتماشي مع التطورات المتجددة بالأسواق دون الشعور بالعجز أمامها.
- يستهدف التدريب قدرات الفرد القيادية ويعمل على تطويرها بالشكل المناسب حتى يتحسن الأداء العام لكافة العاملين، ويصبح كلا منهم قائدًا لذاته.
- يساعد التـدريب على تحسين الجو العام للعمل والعلاقات بين الموظفين، لأنه يؤهلهم للتعاون والعمل ضمن فرق ويعزز سبل التواصل بينهم مما يجعلهم يعيشون في بيئة إيجابية مناسبة للشعور بالرضا عن العمل.
- يهدف التدريب على العمل إلى زياـدة الإنتاجية الخاصة بالعمل من خلال تحسين القدرة على العمل والعمل بذكاء لتوفير الوقت والجهد والكفاءة.
- يظن البعض أن عملية التدريب تضيع الكثير من المال على الشركة، إلا إنها تعمل على تقليـل التكاليف من خلال تقليل الأخطاء التي يقع بها العاملون وعدم إخراج منتجات ضعيفة لا ترقى للمنافسة في الأسواق.
- يمكنك حصد نتائج التدريب الجيد من خلال استشعار رضا العملاء عن الخدمة التي تقدمها، وذلك عن طريق تقديم منتجات وخدمات تتميز بالجودة الممتازة نتيجة لحصول العمال على التدريب المناسب.
إجراءات مهمة لتدريب الموظفين
يمكنك تقييم مدى فعالية ونجاح التدريب الخاص بموظفيك من خلال بعض الإجراءات والتدابير والتي من أهمها ما يلي:
قياس نتائج الأداء
يجب أن تعمل على قياس نتائج التدريب على كل مرحلة أولًا بأول لتقييم نتائج العمل والوقوف على المستوى الذي يجب أن تتحسن إليه، وللقيام بذلك على أكمل وجه يجب أن يخضع العمال للتقييم قبل التدريب وبعده ومقارنة النتائج التي تحصل عليها بما حصلت عليه من قبل.
يساعد ذلك على تقييم الوضع ومعرفة مدى نجاح التدريب ووصوله إلى الأهداف المذكورة عنه.
دراسة البيانات
استخدم البيانات لإرشادك إلى التدريب الأكثر فعالية مثل وقت التدريب والوقت المتاح لتنفيذ الآليات التي تم التدرب عليها بالفعل، إلى جانب مقدار تفاعل الموظفين مع العملية التدريبية ككل.
استطلاعات الرأي
تستخدم استطلاعات الرأي في البداية لمعرفة مدى رغبة العاملين في الخضوع إلى التدريبات المختلفة، ثم مدى رضاهم عن التدريبات، وأخيرًا قياس النتائج النهائية للتدريب وتأثيرها.
ما الهدف من تدريب الموظفين؟
يهدف تدريب الموظفين إلى الوصول إلى أعلى قدراتهم لتقديمها للعمل والاستفادة منها بشكل عام ومن أهدافه الأخرى ما يلي:
تحسين إدارة المهام
تساهم البرامج الخاصة التدريب في جعل إدارة المهام أبسط من قبل الموظفين، حيث يساعدهم على العمل كأفراد منفصلين أو في جماعة وفقًا إلى ما يرونه مناسبًا للعمل وللمهمة المحددة.
كلما كان الموظف على قدر أعلى من التدريب والمعرفة بالمهام، يمكنه أن ينجزها في وقت قليل وبجهد أقل وجودة عالية.
استهداف المهارات المطلوبة
عندما يخضع الجميع إلى التدريب، فأنت تعمل على تزويد كافة الموظفين بالمهارات التي تريدها خصيصًا منهم دون إضاعة الوقت في التفكير في المهام الأخرى أو الانشغال بمهارات لا فائدة منها ولا طائل، وهو ما يعزز إنتاجيتك ويتيح لك فرصة التفوق في سوق العمل.
التشجيع على التحسين المستمر
من أهداف التدريب الواضحة أيضًا الحصول على التطوير المستمر على كافة المستويات، وذلك دون أن يشعر الموظف أنه مجبر على ذلك، وهذا عن طريق التدريب على التطورات الحديثة والوصول إلى قدرة عالية من التعامل مع المشكلات وحلها وتخطي المخاطر بل وتوقعها والاستعداد لها على أعلى مستوى ممكن.
غرس الثقة
يزيد التدريب من ثقة الموظف في نفسه وقدراته وتعاملاته من خلال المهارات التي يكتسبها والمعلومات الجديدة التي يتعرف عليها، مما يدعم تطوره على كافة المستويات، مما يؤهلهم إلى العمل في أماكن إدارية مهمة في المستقبل.
توضيح التوقعات
يهدف كذلك التدريب إلى توضيح الأهداف والتوقعات المطلوبة من الموظف على كافة المستويات، مما يجعل الموظف يشعر بالتحفيز المستمر أو القدرة على متابعة المهام دون ضغوطات زائدة فهو يعلم جيدًا ما هو مطلوب منه.
تعزيز مشاركة الموظفين
يساعد التدريب على تعزيز ثقة الموظفين في العمل نفسه لأنهم يرون أنه يفضل تنمية مهارتهم باستمرار لتقديم أفضل ما يقدرون عليه بدلًا من السعي لاستبدالهم.
ما هي فوائد التدريب والتطوير؟
تعم الكثير من الفوائد على المؤسسة وأفرادها العاملين بناء على التدريبات التي يتعرض لها الموظفين بها ومن هذه الفوائد التي تعمل على دفع المؤسسة إلى الأمام ما يلي:
تحقيق أهداف المنظمة
يمكن للمؤسسة التي تعمل بها الحصول على أهدافها بشكل أسرع مما تتخيل بفضل الخضوع للتدريبات الصحيحة وذلك عن طريق تطوير مهارات وكفاءة العاملين بها والإصرار على إكسابهم لقدرات تفيدهم في المستقبل، وهو ما يؤثر بشدة على مستقبل المؤسسة وأهدافها أيضًا.
تنمية روح الفريق
يساهم التدريب في تعزيز روح الفريق لدى العاملين وإكسابهم المهارات والقدرات اللازمة لتجنب أي مشكلة قد تقع بسبب ذلك، أما على المستوى الشخصي فيصبح الفرد أكثر مرونة وتقبلًا للآخرين من حيث القدرات الأقل أو الأعلى أو اختلاف وجهات النظر والأفكار والحلول المتعلقة بالعمل.
خلق بيئة عمل مميزة
يعمل التدريب على تهيئة بيئة العمل بالشكل المطلوب للموظف مما يساعده على تقبل العمل والشعور أيضًا بالمزيد من التقدير والانتماء للمكان، فليس هناك أفضل من استثمار الأموال في تطوير الموظف وشعوره بأهميته بالنسبة لمكان عمله.
تقليل معدل دوران الموظفين
يشكل التدريب قدرة مهمة في المؤسسات على عدم تدوير الموظفين بشكل سريع، وهو ما يساوي ولاء الموظف للشركة، فلا تقابل مشكلة فرار البعض بعد وقت قصير وجهد كبير منك للاحتفاظ به كموظف، أو تعاني من حصوله على الخبرة وبحثه عن مكان جديد للعمل، وذلك لأن الأغلبية العظمى من الموظفين يسعون للحصول على الراحة والتقدير.
يحافظ التدريب لهؤلاء على كل ما يحتاجونه ولا يشعرهم بأنهم مجرد أدوات يمكن التخلص منها في أي وقت، بل يُعاملون على أنهم موظفو ذو قدرات مهمة ولديهم المزيد ليتعلموه من قبل الإدارة التي عليها توفير أفضل فرص التطور لهم.
يعمل التطوير والتدريب على تشجيع وتحفيز الموظف على العمل والرضا عن مكان العمل مع التمسك به في مقابل أي مغريات أخرى.
تحسين تجربة العملاء
يريد كل عميل الحصول على تجربة ممتعة تجعله يعود مرة ثانية للتعامل مع خدماتك أو منتجاتك فكيف يحدث ذلك؟ يمكنك أن تجني كل تلك الثمار من خلال التدريب والتطوير الذي يحصل عليه الموظفين العاملين لديك، لأنهم سيكونون أكثر حرصًا من قبل خلال التعامل مع العملاء مما يرفع من الثقة المتبادلة بين الطرفين.
ويزيد ذلك من حصول العميل على الرضا مما يحوله إلى عميل مستمر قادر على جذب الآخرين كي يحظوا بنفس التجربة الجيدة
يُساعد التدريب على تحسين عدد كبير من المهارات المهمة للتعامل مع العملاء ومنها مهارات التواصل والقدرة على التعامل بمرونة وحل المشكلات والإجابة عن الاستفسارات وما إلى ذلك.
أنواع التدريب في الموارد البشرية
لا يعتبر التدريب من العمليات الثابتة، لكنه يمتلك العديد من الأنواع التي يصب كلًا منها في مصلحة العمل ويجب ان يتم اختياره وفقًا للمستوى الذي ترغب أن تتماشى معه فيما يتعلق بالمؤسسة، وتنقسم أنواع التدريب في المؤسسات إلى عدة أقسام بناء على حاجة العاملين لهذا التدريب أو الهدف الذي ترغب في الوصول إليه، وهي:
التدريب على المستوى التنظيمي
يستهدف هذا النوع من التدريب ما يلي:
- التدريب المهني للعاملين في المؤسسة والذي لا يحدد مهارات بعينها لإكسابها للموظف، لكنه يعتمد على تقديم مجموعة متنوعة من المهارات التي يجب أن تتوافر لدى عموم الموظفين والتأكد من امتلاك الجميع لها.
- أما في حالة التدريب الإداري فيتم التركيز على المهارات المتعلقة بالقيادة وتنمية الشخصية من هذا الجانب مع تحديد صلاحيات كل فرد ومسؤولياته فيما يتعلق بهذا الجانب من الإدارة.
- ومن مستويات التدريب التنظيمي الحصول على تدريب خاص بالمشرفين على العمال والموظفين وجعلهم في أفضل مستوياتهم وهذا كي يتمكنوا من قيادة الفرق والإشراف على تنفيذ الأهداف المطلوبة منهم مع القدرة على تحمل المسؤولية.
- هناك كذلك التدريبات المتخصصة التي تتعلق بتدريب أفراد إدارة محددة على تخصص بعينه والتركيز على الحصول على أكبر قدر ممكن من المهارات المتعلقة به، إلى جانب مزجه مع العمل بالطريقة التي تُمثل أكبر استفادة للمؤسسة منه.
- وأخيرًا العمل على تدريب المدربين، فلا يوجد عملية تدريب ناجحة بدون تأهيل المدربين الخاصين بها بالشكل المناسب، وهو ما يعرف بتدريب TOT ومن أهم المهارات التي يجب أن يتعلموها هي القدرة على التواصل مع الآخرين وإيصال المعلومة بشكل صحيح.
التدريب حسب المدة الزمنية
تحتاج بعض الشركات إلى نوع تدريب مقيد بزمن قصير وأخرى مرتبطة بزمن أطول وذلك من خلال ما يلي:
- تلجأ بعض المؤسسات إلى تدريب الموظفين بما يعرف بالتدريب قصير الأجل الذي لا يتخطى أكثر من الستة أسابيع والتي تستهدف تعليم الموظف عدد محدد من المهارات العملية والمهنية في أسرع وقت ممكن.
- أما التدريب طويل الأجل فيستهدف تدريب العاملين في المؤسسة لمدة لا تقل عن سنة أو تزيد عنها كذلك وهذا من أجل ضمان وصول كافة المعلومات المعنية إلى الموظفين.
التدريب حسب نوعية الأفراد
يتنوع التدريب حسب نوع الأفراد إلى:
- أولًا، التدريب الفردي الذي يتم من خلاله اختار أفراد محددين لتهيئتهم للعمل على مهمة محددة واختيار بعض المهارات اللازمة لها لتعليمهم إياها، ويكون الهدف أحيانًا من وراء هذا التدريب الحصول على أشخاص مؤهلين لترقيتهم إلى مناصب محددة.
- ثانيًا: التدريب الجماعي وهو الوسيلة المتبعة لدى الكثير من سبل التدريب حيث يتم توجيه التدريب إلى فرق كاملة أو إدارات متخصصة في عمل محدد لتنمية عملها وزيادة الإنتاجية الخاصة بها.
يجب أن تعلم أن أهمية التدريب في العمل تعتمد أيضًا على قوة المدرب وتكليف المؤسسة الشخص المناسب بالمحتوى المناسب وتوزيع المسؤوليات في مكانها الصحيح، لتحصل في النهاية على النجاح الذي تتمنى الوصول إليه.