أم المؤمنين حفصة بنت عمر حارسة القرآن ورابع زوجات الرسول
حياة حفصة بنت عمر ونشأتها
زواجها من النبي محمد
قصة حفصة وماريا
أبرز المعلومات عن حفصة بنت عمر زوجة الرسول
متى توفيت حفصة زوجة الرسول؟
في التاريخ الإسلامي يوجد نساء خالدات يعتبرن قدوات ونماذج تضع أمام أنظارنا المثال الحقيقي الذي يجب أن تقتدي به النساء، وحياة أم المؤمنين حفصة بنت عمر رابع زوجات النبي تجسد المرتبة الرفعية التي بلغتها المرأة في الإسلام.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حياة حفصة بنت عمر ونشأتها
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية القرشية رابع زوجات الرسول، ومن أمهات المسلمين، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر.
ولدت حفصة في مكة قبل بعثة النبي بخمس سنوات، وهي أكبر أبناء عمر بن الخطاب سنًا، ولها العديد من الإخوة والأخوات.
تقول المصادر إنها أسلمت عند إسلام أبيها عمر بن الخطاب في شهر ذي الحجة في السنة الخامسة من البعثة، وكان عمرها وقتها عشر سنوات.
تزوجت حفصة من الصحابي خنيس بن حذافة قبل رسول الله، وكان من السابقين الأولين، وأسلم قبل دخول النبي دار الأرقم، وقد هاجر منفردًا إلى الحبشة في الهجرة الثانية، وبعدها عاد إلى مكة، ويُقال إنه تزوج حفصة بعد عودته من الحبشة.
شارك زوجها خنيس في غزو بدرة وشارك في غزوة أحد التي أصيب واستشهد فيها في سنة 3 هـ، ودُفن في البقيع وكان عمر حفصة وقتها 18 عامًا، ولم يكن له ذرية منها.
زواجها من النبي محمد
لما توفي زوج حفصة بنت عمر في غزة أحد ذهب عمر يبحث لابنته عن زوج صالح، وأراد أن يزوجها لعثمان بن عفان بعد وفاة زوجته الأولى رقية بنت رسول الله، فعرضها على عثمان فقال "ما لي في النساء حاجة"، ثم عرضها على أبي بكر فسكت ولم يرد، فحزن عمر لذلك.
ومكث ليالي حتى خطبها رسول الله، وتزوج النبي حفصة، وتزوج عثمان أم كلثوم بنت النبي، وكان زمن زواجها بالنبي في شهر شعبان من السنة الثالثة من الهجرة، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد خديجة، وسودة، وعائشة.
أصدقها الرسول صلى الله عليه وسلما صداقًا قدره 400 درهم، وأمهرها بساطًا ووسادتين، وكساء، وحجت حفصة مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع.
كانت حفصة شديدة الغيرة على النبي من زوجاته الأخريات، وكانت نساء النبي على حزبين، حزب فيه عائشة، وحفصة، وصفية وسودة، والآخر فيه أم سلمة وباقي نساء النبي.
أيضًا كانت شديدة الغيرة من صفية، وقد روى أنس بن مالك أن صفية بلغها أن حفصة قالت: "صفية بنت يهودي" فاشتكت صفية للنبي، فقال النبي لصفية: "إنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نبي، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟" ثم قال لحفصة: "اتقي الله يا حفصة".
وكانت نساء النبي قد اشتكين من ضيق النفقة، فتكلمن وكان في ذلك الوقت أبو بكر، وعمر عند النبي، فهم كل منهما بضرب ابنته، ولكن نهاهما الرسول صلى الله عليه وسلم، ونزل عليه آية التخيير:
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا (29) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا." فاخترن الله ورسوله.
وخلال السنين التي عاشتها حفصة في كنف النبي ذاقت من نبيل شمائله، وكريم خصاله فكانت تنقل هذه الصورة الدقيقة من أخلاقه وآدابه، وأحوال عبادته.
فكانت تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من الشهر: الاثنين والخميس، والاثنين من الجمعة الأخرى، كما كانت تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده وقال "رب قني عذابك يوم تبعث عبادك" ثلاث مرات.
قصة حفصة وماريا
نزلت في حفصة بن عمر الآيات الأولى من سورة التحريم:
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4).
واجتمع المفسرون أن حفصة هي المقصودة بقوله "وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ"، وسبب نزول الآيات أن حفصة كانت شديدة الغيرة على زوجها فحدث ذات يوم أنها ذهبت لزيارة أبيها وكان يومها، فلما جاء النبي فلم يرها في المنزل أرسل إلى أمته مارية القبطية، فأصاب منها في بيت حفصة.
فلما جاءت حفصة على تلك الحال، فقالت يا رسول الله أتفعل هذا في بيتي وفي يومي؟ فقال رسول الله: فإنها حرام علي، ولا تخبري بذلك أحدا.
فخرجت حفصة وأخبرت عائشة بذلك، فنزلت تلك الآيات، وبعد تلك الحادثة طلق رسول الله حفصة لغضبه منها لأنها أفشت سره، وعندما طلقت ذهبت إلى أهلها، وكفّر النبي عن يمينه وأصاب مارية.
ولما طلقها جاء إليه جبريل وقال له: "إنها صوّامة، قوّامة، وهي زوجتك في الجنة"، فردها الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقيل إنه لما طلقها بلغ ذلك عمر فوضع التراب على رأسه وكان يقول: ما يعبأ الله بعمر بعد هذا، فنزل جبريل على النبي فقال: إن الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر.
أبرز المعلومات عن حفصة بنت عمر زوجة الرسول
- كانت حفصة هي التي اختيرت من أمهات المؤمنين جميعًا أن تحفظ أول مصحف خطي للقرآن الكريم؛ ولهذا السبب لُقبت بحارسة القرآن.
- كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة والقراءة على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله، وكانت فصيحة اللسان، وعُرف عنها البلاغة، وقد أشادت بها أم المؤمنين عائشة، فقالت عنها: "هي التي كانت تساميني من أزواج النبي".
- كانت حفصة كثيرة الصيام، والقيام، وكثيرة التصدق والنفقة على الفقراء والمساكين، وكانت شديدة الغيرة على النبي من زوجاته الأخريات.
- روت حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث، بلغت ستين حديثًا، ومنها 3 أحاديث اتفق عليها البخاري ومسلم، وانفرد مسلم بستة أحاديث.
- بعد وفاة النبي لزمت بيتها ولم تخرج منه، وبعد حروب الردة وفقد الكثير من حفظة القرآن أرسل إليها عثمان ليأخذ المصحف الذي في حوزتها لينسخ منه عددًا من النسخ.
- لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة بعد الفتنة التي ضربت بين المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان أرادت حفص أن تخرج معها، ولكن منعها أخوها عبد الله بن عمر من الخروج.
متى توفيت حفصة زوجة الرسول؟
توفيت حفصة في جمادى الأول سنة 41 هـ في المدينة المنورة في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وكانت ابنة ستين سنة، واختلفت الروايات في سنة موتها، فقيل إنها توفيت في سنة 45هـ، وقيل سنة 47 هـ، وقيل سنة 50 هـ، ودفنت في البقيع.