أجمل ما قيل من شعر عن الوطن
تختلف الأشعار الوطنية من بلد إلى آخر، لكنها تتفق في أنها تُلهب قلوب قارئيها وسامعيها بمحبة أوطانهم أو الشوق إليها عند الاغتراب عنها. إذا كُنت تهوى قراءة الشعر عن الوطن، فتابع قراءة السطور التالية للتعرّف على أفضل أبيات الشعر عن الوطن.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي الأشعار الوطنية؟
الشعر الوطني هو الشعر الذي تدور كلماته حول موضوع الوطن، قد يتحدث هذا الشعر عن آمال الوطن أو آلامه، مُشيراً إلى الأخطار التي تهدده من قريب أو بعيد. يُظهر الشعر الوطني مدى تعلق الشاعر بوطنه بكل تفاصيله، والتعبير أيضاً عن الحنين إليه، ويُعدّ نوعاً جديداً من أغراض الشعر.
فيُعتبر الشعر الوطني وليداً للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي مرت بها الدول العربية في بداية العصر الحديث، حيث عاشت العديد من الشعوب العربية تجربة الاستعمار، وهو ما أنتج العديد من المفكرين والأدباء والشعراء، الذين عاينوا تدهور الحياة في أوطانهم، فدعوا بكلماتهم وأقلامهم إلى النهوض والمقاومة والتطور.
من أبرز هؤلاء الشعراء الذين تميزوا في الشعر الوطني كان أبو القاسم الشابي في تونس وأحمد شوقي في مصر ومحمود درويش في فلسطين.
أفضل أبيات شعر عن الوطن
من أفضل أبيات الشعر عن الوطن ما يلي:
قال الشاعر القروي:
وطنٌ ولكنْ للغريبِ وأمةٌ * ملهى الطغاةِ وملعبُ الأضدادِ
يا أمةً أعيتْ لطولِ جهادِها * أسكونُ موتٍ أم سكونُ رُقادِ؟
يا موطنا عاثَ الذئابُ بأرضهِ * عهدي بأنكَ مربضُ الآسادِ
ماذا التمهلُ في المسير كأننا * نمشي على حَسَكٍ وشَوْكِ قتادِ؟
هل نرتقي يوما وملءُ نفوسِنا * وجلُ المسوقِ وذلةُ المنقادِ؟
هل نرقى يوماً وحشورُ رجالِنا * ضعفُ الشيوخِ وخفةُ الأولادِ؟
واهًا لأصفادِ الحديدِ فإِننا * من آفةِ التفريقِ في أصفادِ
قال محمد بحيري:
لا تنصفُ الأوطانَ إِلا نهضةٌ * للعلمِ تتركُ ظِلَّهُ ممدودا
وإِذا تمادى الشعبُ في وثباتِه * للمجدِ، حطمَ باليمينِ سدودا
قال ابن حميدس :
أحِنُّ حنينَ النيبِ للموطنِ الذي * مغاني غوانيهِ إِليه جواذ بي
ومن سارَ عن أرضٍ ثوى قلبهُ بها * تَمَنَّى له بالجسمِ أوبةِ آيبِ
قال علي الجارم:
عزيزٌ على الأوطانِ أن شجاعة * تمزقُها الشحناء في غير طائلِ
قال عدنان مردم:
حبُّ الديارِ شريعةٌ لأبوة * في سالفٍ وفريضةٌ لجدودِ
قال الكاظمي:
ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراً لهُ * فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ
ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحا لهم * فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ
وَمن كانَ في أوطانهِ حاميا لها * فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ
ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى * فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ
قال إلياس فرحات:
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ * وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمة * كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ * مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ * عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا
فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ * لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا * عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه
قال إبراهيم الغزي :
ليسَتْ بأوطانكَ التي نشأتَ بها * لكن ديارُ الذي تهواه أوطانُ
خيرُ المواطنِ ما للنفسِ فيه هوى * سم الخياطِ مع الأحبابِ ميدانُ
كلُّ الديارِ إِذا فكرتَ واحدةٌ * مع الحبيبِ وكل الناس إِخوانُ
قال قتادة بن إدريس:
بلادي وإِن جارتْ عليَّ عزيزة * وأهلي وإِن ضَنُّوا عليَّ كرامُ
قال أبو هلال العسكري:
إِذا أنا لا أشتاقُ أرضَ عشيرتي * فليس مكاني في النهى بمكينِ
من العقلِ أن أشتاقَ أولَ منزل * غنيتُ بخفضٍ في ذراه ولينِ
قال ابن الرومي:
بلدٌ صحبْتُ به الشبيبةَ والصِّبا * ولبستُ ثوبَ العيشِ وهو جديدُ
فإِذا تَمَثَّلَ في الضميرِ رأيتَهُ * وعليه أغضانُ الشبابِ تميدُ
يقول عبد الحميد الرافعي:
وطني عليك تحيتي وسلامي
وقف بحلّي غربتي ومقامي
وطني إليك أحن في سفر وفي حضري
أجل وبيقظتي ومنامي
وطني ولي بك ما بغيرك لم يكن من كوثر عذب ودار سلام
وطني وإن نقلت شذاك لي الصبا هاجت شجوني وانفتحن كلامي
وطني ويلويني لدى خطراتها ذكر الصبا ومراتع الآرام
وطني وادعوا في ظلام الليل أن لا يبتليك الله بالظلام
وطني وأرجو أن يدوم لك الهنا أبداً بظل عدالة الحكّام.
قال خليل مطران:
بلادي لا يزالُ هواكِ مني * كما كانَ الهوى قبلَ الفِطامِ
أقبلُ منكِ حيثُ رمى الأعادي * رُغاما طاهرا دونَ الرَّغامِ
وأفدي كُلَّ جلمودٍ فتيت * وهى بقنابلِ القومِ اللئامِ
لحى اللهُ المطامعَ حيثُ حلتْ * فتلكَ أشدُّ آفات السلامِ
قال أحمد سالم:
الناسُ حُسَّادُ المكانَ العالي * يرمونه بدسائسِ الأعمالِ
ولأنْتَ يا وطني العظيم منارةٌ * في راحتيْكَ حضارةُ الأجيالِ
لا ينْتمي لَكَ من يَخونُ ولاءَُ * إنَّ الولاءَ شهادةُ الأبطالِ
يا قِبْلةَ التاريخِ يا بلَدَ الهُدى * أقسمتُ أنَّك مضرَبُ الأمثال
قال عبد الله البردوني:
وطني أنت ملهمي * هزج المغرم الظميّ
أنت نجوى خواطري * والغنا الحلو في فمي
ومعانيك ، شعلة في * عروقي وفي دمي
أنت في صدر مزهري * موجة من ترنّم
أبيات شعر عن الوطن لأحمد شوقي
قال أحمد شوقي:
ويا وطني لقيتكَ بعد يأس * كأني قد لقيتُ بك الشبابا
وكل مسافر سيؤوبُ يوما * إذا رزقَ السلامة والإِيابا
وكلُّ عيشٍ سوف يطوى * وإِن طالَ الزمانُ به وطابا
كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ * إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا
ولا يبنيكَ عن خُلُقِ الليالي * كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا
وسلا مصرَ: هل سلا القلبُ عنها * أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟
كلما مرّت الليالي عليه * رقَّ ، والعهدُ في الليالي تقسِّي
مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ * أَولَ الليلِ ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس
راهبٌ في الضلوع للسفنِ فَطْن * كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ
وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ * نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
***
جعلتُ حُلاها وتمثالها * عيونَ القوافي وأمثالها
وأَرسلتُها في سماءِ الخيال * تجرُّ على النجم أذيالها
وإني لغِرِّيدُ هذي البطاح * تَغَذَّى جَناها وسَلْسالها
ترى مصر كعبة أشعاره * وكلِّ معلقة قالها
وتلمَحُ بين بيوتِ القصيدِ * جحالَ العروسِ وأحجالها
***
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ * يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ
وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا * إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ
فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ * وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ * بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
***
لك كالمعابد روعة قدسية * وعليك روحانية العباد
أسست من أحلامهم بقواعد * ورفعت من أخلاقهم بعماد
تلك الرمال بجانبيك بقية * من نعمة وسماحة ورماد
إن نحن أكرمنا النزيل حيالها * فالضيف عندك موضع الإرفاد
هذا الأمين بحائطيك مطوفا * متقدم الحجاج والوفاد
إن يعده منك الخلود فشعره * باق وليس بيانه لنفاد
قم قبل الأحجار والأيدي التي * أخذت لها عهدا من الآباد
وخذ النبوغ عن الكنانة إنها * مهد الشموس ومسقط الآراد