شعر حزين.. أجمل أبيات الشعر التي تعبر عن الحزن
شعر عن الحزن
This browser does not support the video element.
تعتبر القصائد الحزينة وأبيات الشعر الحزين من أكثر موضوعات الشِّعر تأثيراً، فغالباً ما تكون نابعة من قلب صادق وجرح نازف لم يبرأ ولم يجد سبيلاً للالتئام.
حيث سنجد أن للحزن أشكالاً مختلفة لدى الشعراء حاولنا أن نجمعها لكم في هذه المادة.
شعر عن الحزن والضيق
لا نعتقد أنَّ قلباً لم يعرف الحزن ولم يختبره، فنحن نستقبل حياتنا بالبكاء وإن كان هذا البكاء الدَّلالة الأولى على وجودنا!
ومع نمونا وتطور طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع متطلبات الحياة المختلفة نتعامل مع أشكال مختلفة من الصدمات والأحداث التي تولد بداخلنا الشعور بالحزن والأسى.
ومنَّا من يرى أن هذه الأحزان جزء طبيعي من التجربة لا بد من التعامل معها والإيمان بزوالها، وهذا ما يرمي إليه الإمام علي بن أبي طالب في قوله:
رَأيْتُ الدَّهرَ مختلفاً يدورُ؛ فلا حُزْنٌ يّدومُ ولا سُرورُ
وقد بَنَتِ الملوكُ بهِ قُصوراً؛ فما تبقَ الملوكُ ولا القُصورُ
كما يرى الإمام عليّ أيضاً أن الهموم تطيل اللَّيالي القصيرة، والسُّرور يقصِّر طوال اللَّيالي، إذ يقول:
إِن اللَّيالي للأنامِ مَناهِلٌ تُطوُى وتُنْشَرُ دونَها الأعمارُ
فقِصارُهنَّ مَعَ الهُموم طَويلةٌ وطِوالُهنَ مَع السُّرورِ قِصارُ
أحزان ابن الرومي
وبما أنَّ الفقدان واحدٌ من أبرز أسباب الحزن نجد ابن الرومي يصف لنا الاعتياد على الفقدان كالاعتياد على الأشخاص الجدد في حياتنا؛ يقول:
ولا تحسَبنَّ الحُزنَ يَبقَى فإنَّهُ شِهابُ حَرقٍ، واقدٌ ثُمَّ خامدُ
ستألَفُ فِقدانَ الَّذي قدْ فقدتَهُ كإلْفِكَ وِجْدان الَّذي أنتَ وَاجِدُ
علَى أنَّه لابُدَّ مِن لذْع لَوعةٍ تَهبُّ أحايينا كَما هَبَّ رَاقدُ
ومَن لَم يَزَل يَرعَى الشَّدائدَ فِكرهُ عَلى مَهلٍ هَانت عَليهِ الشَّدائدُ
أمَّا إيليا أبو ماضي فيصوِّر حال شقيق الأسى
وإِذا الفَتى لبِسَ الأَسى ومَشى بِهِ فَكأنَّما قَد قالَ لِلزمنِ اقعُدِ
فإِذا الثَّواني أشهر وإِذا الدَّقائقُ أعصُر والحُزنُ شَيءٌ سَرمَدي
وإِذا صَباحُ أخي الأَسى أو لَيلُهُ مُتَجَدِّدٌ مَعَ هَمِّهِ المُتَجَدِّدِ
أحزان أبو تمام
ويذكِّرُنا أبو تمام بقيمة المواساة وكيف أنَّها تعلق في ذهن الحزين حتَّى بعد زوال أسباب تعاسته:
أولَى البريَّةِ طَراً تواسِيَه عِندَ السُّرورِ الَّذي واسَاكَ في الحَزَنِ
إِنَّ الكِرامَ إِذا مَا أسهَلوا ذَكروا مَن كَانَ يألَفُهمْ في المَنزلِ الخَشِنِ
أحزان عباس العقاد
ويدلنا عباس محمود العقاد على كيفية التعامل مع الشخص الحزين، فيقول:
إذا ما تبيَّنَتِ العُبوسةُ في امرئٍ فلا تُلحهُ واسألْ سُؤالَ حَكيمِ
أجَلْ... سَلْهُ قَبل اللَّومِ فيما انقباضُه وفيما رَمى الدُّنيا بطَرفِ كَظيمِ
لعلَّ طِلابَ الخَيرِ سِرُّ انقباضِه وعلَّةُ حزنٍ في الفؤادِ مقيمِ
فما تحمدُ العينانِ كل بشاشةٍ ولا كُلُّ وجهٍ عابسٍ بذَميمِ
قطوبُ كريمٍ خابَ في النَّاسِ سَعيُه أحبَّ من البُشرى بفوزِ لَئيم
أبيات شعر عن أحزان الحبِّ والغرام
لطالما ارتبطت الأحزان بالحبِّ وما يتفرع عنه من مشاعر متضاربة ومواقف محزنة، فبقدر ما نحصل على السَّعادة من الحبِّ والرومانسية نحصل على الحزن والتعاسة إن لم تكن التعاسة أكثر!
لهذا نجد الكثير من الأبيات والقصائد التي تتحدث عن الحزن في الحب.
يقول الأعشى في الحزن
خَالطَ القَلبَ هٌمومٌ وحُزن، وادّكَارٌ بَعدَمَا كانَ اطْمَأنّ
فَهوَ مَشغُوفٌ بِهِنْدٍ هَائِمٌ، يرعوي حِيناً، وأحياناً يَحِنّ
أحزان عنترة بن شداد
أما عنترة بن شداد فيشكو من آلام حبّه وأشواقه بحرقة وألم، فيقول:
إذا كانَ دمْعي شاهدي كَيفَ أجْحَدُ، ونارُ اشتياقي في الحَشا تتوقَّد
وهيهاتَ يخفى ما أُكنُّ مِن الهَوى وثوبُ سقامي كلَّ يومٍ يجدَّدُ
أقاتلُ أشواقي بصبري تجلداً وقلبيَ في قيدِ الغرامِ مقيدَّ
إلى الله أشكُو جَوْرَ قَوْمي وظُلْمَهُمْ إذا لم أجِدْ خِلاً على البُعد يَعْضُدُ
خليليَّ أمسى حبُّ عبلة قاتلي وبأْسِي شديدٌ والحُسامُ مُهَنَّدُ
حرامٌ عليّ النومُ يا ابنةَ مالكٍ ومَنْ فَرْشُهُ جمْرُ الغَضا كيْف يَرْقُدُ
سأندبُ حتَّى يَعلَمَ الطَّيرُ أنَّني حزينٌ ويرثي لي الحَمامُ المغرِّدُ
وأَلثِمُ أرْضاً أنْتِ فيها مقيمَةٌ، لَعَلَّ لَهيبي مِنْ ثَرَى الأَرضِ يَبْرُدُ
أحزان ابن نباتة المصري
أقِيما فروضَ الحُزنِ فالوَقتُ وقتها، لشّمسِ ضُحىً عِندَ الزَّوالِ نَدَبتُها
ولا تَبخَلا عَني بإنفاقِ أدمُعٍ مُلوَّنة أكوى بها إنْ كَنزتُها
لغائبةٍ عَني وفي القَلبِ شَخصُها كأني مِن عَيني لقَلبي نَقلتُها
يَقولونَ كَم تَجري لجاريةٍ بَكى، ومَا عَلِموا النّعمى التَي قدْ فَقدتُها
مَلكتِ جهاتي السِّتَّ فيكِ مَحبَّةً فأنتِ وما أخطا الَّذي قَالَ سِتُّها
ألا في سَبيل الله شمسُ محاسنٍ وإنْ لمْ تكُن شَمسُ النَّهارِ فأختُها
تعرفتها دَهراً يَسيراً فأعقبتْ دَوامَ الأسَى؛ يا لَيتَني لَا عَرفتها
وقالَ أناسٌ إنَّ في الدَّمعِ رَاحةً وتِلكَ لعُمري راحةٌ قَد نَكرتُها
هل الدَّمع إلَّا مقلةٌ قدْ أذبتها عليكِ وإلَّا مُهجة قد غَسلتُها
قضيتِ فمَا في العيشِ بعدكِ لذَّة ولا في أمانٍ لو بقيتُ بلغتها
سَلامٌ على الدُّنيا فقد رحلَ الذي طلبتها مِن أجله وأردتها
أحزان نزار قباني
وربما أول ما يقفز إلى الذهن عند الحديث عن قصائد الحزن والحبّ
قصيدة نزار قباني "قصيدة الحزن" التي لحَّنها وغنَّاها كاظم الساهر:
علَّمني حبُّكِ أن أحزَن... وأنا مُحتاجٌ مُنذُ عُصورْ
لامرأةٍ تجعلني أحزن، لامرأةٍ أبكِي بينَ ذِرَاعِيها مِثلَ العُصفورْ
لامرأةٍ تجمعُ أجزائي كشظايا البللورِ المَكسورْ
عَلَّمني حبُّكِ سيدتي أسَوأ عاداتْ
علَّمني أفتحُ فنجاني في اللَّيلةِ آلاف المراتْ
وأجرِّب طبَّ العطَّارينَ وأطرقُ بابَ العرَّافاتْ
علَّمني أخرج مِن بيتي لأمشِّطَ أرصفةَ الطُّرقات
وأطارِدَ وجهَكِ في الأمطارِ وفي أضواءِ السَّيارات
وأطارَدَ طيفَكِ حتَّى... حتَّى في أوراقِ الإعلانات
علَّمني حبُّكِ كيفَ أهيمُ عَلى وجهي ساعات
بحثاً عَن شَعرٍ غَجري تحسِدهُ كلُّ الغجريات
بحثاً عن وجهٍ عن صوتٍ هو كلُّ الأوجه والأصواتْ
أدخلني حبُّكِ سيدتي مُدن الأحزانْ
وأنا مِن قبلكِ لَم أدخلْ مُدنَ الأحزانْ
لم أعرف أبداً أنَّ الدَّمعَ هو الإنسانْ
أنَّ الإنسان بلا حزنٍ... ذِكرَى إنسانْ
بل أنَّ نزار قباني يشكر حتَّى الحزن ما دام من الحبِّ:
شُكراً لكلِّ دقيقة سَمحت بها عَيناكِ في العُمرِ البَخيلْ
شُكراً لساعاتِ التَّهورِ، والتَّحدي، واقتطافِ المُستحيلْ
شُكراً عَلى سَنواتِ حُبِّكِ كلِّها... بخريفها وشتائها
وبغيمها، وبصحوها، وتناقضات سمائها
شُكراً على زَمنِ البُكاءِ، ومواسِم السَّهرِ الطَويلْ
شُكراً عَلى الحُزنِ الجَميلْ... شُكراً عَلى الحُزنِ الجَميلْ.
ويرى نزار قباني في مشاعر الحزن وتعابيره جمالٌ مضاعف!
إنِّي أحبُّكِ عندَما تبكينَ... وأحبُّ وَجهكِ غَائماً وحَزينا
الحُزنُ يَصهُرنا مَعاً ويُذيبُنا... مِن حيثُ لا أدرِي ولا تَدرينا
تِلكَ الدُّموعُ الهَاميات أحبُّها، وأحِبُّ خَلفَ سُقوطِها تِشرينا
بعضُ النِّساءِ وُجوههنَّ جَميلةٌ وتَصيرُ أجملَ عندما يَبكينَ!
أحزان البحتري في الحبِّ
فُؤَادٌ مَلاهُ الحُزنُ حتَّى تَصدَّعا وعَينانِ قال الشَّوقُ جُودَا معاً مَعَا
لِمن طَللٌ جرَّتْ به الريحُ ذَيْلهاَ وحنَّتْ عِشارُ المُزنِ فيهِ فأَمرعا
أحزان السَّفر لدى صريع الغواني
أَيا سُرورٌ.. وأنتَ يا حَزَنُ، لِمَ لَمْ أَمُت حينَ صارَتِ الظُعُنُ!
أطالَ عُمرِيَ؟ أم مُدَّ في أَجَلي؟ أم لَيسَ في الظاعِنينَ لي شَجَنُ؟!
أَمْ لَم يَبِن مَن هَوَيتُ مُرتَحِلاً؟ أَم لَم تَوَحَّش مِن بَعدِهِ الدِمَنُ؟!
يا لَيتَ ماءَ الفُراتِ يُخبِرُنا أَينَ تَوَلَّت بِأَهلِها السُّفُنُ
ما أَحسَنَ المَوتَ عِندَ فُرقَتِهِم وَأَقبَحَ العَيشَ بَعدَ ما ظَعَنوا
أحزان ابن الزَّيات
اصبِر النَّفسَ على مَرِّ الحَزَن وإِذا عَزَّكَ مَن تَهوى فَهُن
فلَعلَّ الوَصلَ يَأتي مَرَّةً فكأَنَّ الهَجرَ شَيءٌ لَم يَكُن
أَنا لا والله ما حِلتُ ولا كانَ مِنِّي في الهَوى إِلَّا الحَسَن
وَلَقَد تَزعُمُ أَنِّي خُنتُها ونَقَضتُ العَهدَ... لا كُنتُ إِذَن
أحزان عَبد السَّلام بركات زريق
أو تدْعينَ بأنْ يُفرَجَ همِّي؟
ذلك الحزنُ الذي أصبحَ مني
صار مثلَ الحُلْمِ مزروعاً بشَكي ويقيني
باتَ مِثلَ السَّطْرِ مَكتوباً بصَدري وجَبيني
بعضهم يزعُمُ أن الحزنَ مني
وبُذورُ الحُزنِ ظلَّت ألف عام في فؤادي
أخذتْ مِني انطوائي وخُمولي وسُهادي
ثم ملَّت مِن خُنوعي، سَرقتْ مِني دُموعي
وغَدت غَاباتِ حُزنٍ للحياة البشريَّةْ
مسعد محمد زياد والحزن
حزينةٌ أنتِ كالسِّنين... كحُزنِ عَالمي الثَّقيل
كحزنِ لَيلِنا الطَّويلْ... كسنبلِ الحقولِ لَحظةَ الأصيلْ
كوردةِ الرَّبيعِ في الصَّباحِ... كومضَةِ الدِّماءِ في العروق
حزينةٌ أنتِ كالدُّموع... حزينةٌ كلمحَةِ البروق
كالرِّيح، كالدَّمع، كالعويل... حزينةٌ أنتِ كالسِّنين
ما عدتِ تضحكينَ كالنَّدى أو ترقصينَ كالنَّسيم في الصَّبا
ما عدتِ تَحلمينَ بالهَوى، بالعشقِ كالشَّذى العَليل
ما عدتِ تمرحينَ كالفراش... حزينة كداخلي الحزين
حزينة كقطعة الجليد، تبعثرت من جديد
في جوف شريان الوجود
أحزان أبو فراس الحمداني
في هذه الفقرة جمعنا لكم أجمل وأبرز ما قيل من الشعر الحزين في مواضيع مختلفة ومن فترات مختلفة، وسنبدأها بأبيات حزينة للشاعر الأسير أبو فراس الحمداني، يقول:
أقُولُ وقَدْ نَاحتْ بِقُرْبي حمامَةٌ: أيا جَارتا هَل تَشعرينَ بحَالي؟
مـعاذَ الهَوى! مَا ذُقتِ طارقةَ النَّوى، ولا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمومُ ببالِ
أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ عَلى غُصُنٍ نائي المسافةِ عالِ؟
أيا جَارتا، مَا أنصفَ الدَّهرُ بيننا تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي
تَعَالَي تَرَيْ رُوحاً لَديَّ ضَعِيفَةً، تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي
أيَضحَكُ مأسُورٌ، وتَبكي طَلِيقَةٌ، ويسكتُ محزونٌ ويندبُ سالِ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدَّمعِ مقلةً؛ ولَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ
أحزان أبو الطيب المتنبي في الحب
ليست الدموع هي ما يعبر عن الحزن من وجهة نظر المتنبي:
رُبَّ كئيبٍ ليس تنَدى جفونهُ وَربَّ كثيرِ الدمعِ غير كئيبِ
والدنيا مخلوقةٌ للحزن كما يقول الإمام علي بن أبي طالب:
أفٍ على الدُّنيا وأسبَابِها فإِنَّها للحزنِ مَخلوقةْ
هُموُمها مَا تَنقضي سَاعةً عن مَلِكٍ فيها وعن سُوقةْ
ولو كان العزِّ يجنب المرء الحوادث أو الأحزان لما طرقت باب الفرزدق:
أبَى الحُزنُ أن أنسَى مَصَائبَ أوجَعتْ صَمِيمَ فُؤادٍ كَانَ غَيرَ مَهينِ
ومَا أنَا إلّا مِثلُ قَوم تَتَابَعُوا على قَدَرٍ مِنْ حَادِثَاتِ مَنُونِ
ولَوْ كانَتِ الأحداثُ يَدفَعُها امرُؤٌ بَعِزٍّ، لمَا نَالَتْ يَدِي وعَرِيني
أحزان ابن رشيق القيرواني
رَأَيْتُ التَّعَزيَّ مما يهيجُ علي المرءِ ساكنَ أوصابِه
وما نالَ ذو أسوةٍ سلوةً ولكن أتَى الحُزْنُ من بابِه
تفكَّرَ في مثلِ أرزائهِ فذكَّرَهُ ما بِهِ ما بِهِ
أحزان الياس فرحات
أعدلٌ قيامُ الطيرِ في الأسرِ باكياً ليضحكَ قِرْدٌ أو ليطربَ فيلُ؟!
ولكنْ لَهَوا عنهُ بشكواه منهم ويَلهو بِشكوى العبقريِّ جهولُ
كتابُ حياةِ البائسينَ فصولُ تليها حَواشٍ للأسى وذيولُ
وما العمرُ إِلا دَمعةٌ وابتسامةٌ، ومَا زادَ عَن هَذي وتِلكَ فُضولُ
ولولا يدُ الإِنسانِ ما كان للأسى إِلى شاعرِ الطيرِ البَريءِ وُصُولُ
أحزان الشَّاعرة الإماراتية فواغي صقر القاسم
تمزّقني بداياتي، تؤرقني نهاياتي
يلوّحُني اغترابيَ بين بعثرةِ المساراتِ
يلوّنُ فيّ ذاكرتي وترسُمني صِراعاتي
يعلّقُني كقربانٍ على بابِ السَّماواتِ
فشرخُ القلبِ أخدودٌ تجذرَ في متاهاتي
يلوكُ الحزنُ أوردَتي على وجعِ المسافاتِ
تباعِدُنا على مضضٍ لتغتالَ المسرّاتِ
أيا صبحي الذي ما زال يهجرني فلا ياتي
فمن يطوي جراحاتي ويغفر لي خطيئاتي
مصوّعةٌ بأقداري وآلامي و عثراتي
ولستُ أنا التي تَدري بما قد حَلّ في ذاتي...!!
أحزان عبد العزيز جويدة
الحُزنُ الكامِنُ في عُمقي حُزنٌ مَجهولُ الأسبابْ
والقلبُ الساكِنُ في جَنبي مِثلُ السِّردابْ
الحزنُ الكامِنُ في عُمقي حزنٌ مَجهولُ الأسماءْ
حزنٌ يَتَوغَّلُ في جِسمي حتى الإعياءْ
الحزنُ الكامنُ في عُمقي حزنٌ مِن خوفٍ مجهولٍ... خوفٍ مِن كلِّ الأشياءْ
أحزان عائشة التيمورية
اِنى أَلفت الحُزنَ حَتّى إِنَّني لَو غابَ عَنّي ساءَني التَأخير
أحزان الشَّاعر العراقي أحمد مطر
أنا لا أ كتبُ الأشعارَ؛ فالأشعارُ تكتُبني
أريدُ الصَّمتَ كي أحيا، ولكن الَّذي ألقاهُ يُنطِقُني
ولا ألقى سِوى حُزنٍ، على حزنٍ، على حزنِ
أحزان تميم البرغوثي
نَفسي الفِداءُ لكلِّ مُنتصرٍ حَزين
قتلَ الَّذينَ يحبُّهم، إذ كانَ يحمي الآخرين
أحزان عبد العزيز المقالح
حزينٌ أنا، والنَّهار، وشباك نافذتي، والجدار
وصورتها يوشك الحُزنُ يذبحُ قلبَ الإطار
كتابي حزين، وهذا القلم، وعصفورة خلف بابي تنث الألم
وأشجار حارتنا والكلاب حزينة، ووجه المدينة
وفي الأفق غيمةُ حزن ترش الفضاء، تعد مشانقها للنجوم
تنقر وجه الضياء، نهارا - يقولون - ولكنَّه كالمساء!
شعر حزين عن الحياة
يحكي الشاعر كريم معتوق في قصيدة "أمتي" الخزي والعار والانكسار التي تشعر بها الأمة في حياتها فيقول:
أمةٌ من رأسها منكسرة
وأمانيها عليها قَتَرة
يا أخيّا الحرفِ لا تكتبْ على
قبرها.. تخجلُ منها المقبرة
تأنفُ الأوراقُ من سيرته
ويعاديها مدادُ المحبرة
ما كتبنا الشعر إلا كي نرى
مارداً ينفضُ عنها الغَبَرَة
أمةٌ يُغتالُ فيها مُقعدٌ
فبدتْ سوءتها المستترة
كان فيها قائماً وهي التي
أقعدتها نخوةٌ منبترة
أما الشاعر محمد مهدي الجواهري يتحدث عن الحياة مع مشاعر الشوق والأسى والفراق فيقول:
هبَّ النسيم فهبتِ الأشواقُ
وهفا إليكمْ قلبه الخّفاقُ
وتوافَقا فتحالفا هو والأسى
وحَمامُ هذا الأيكِ والأطواق
عارٌ على أهل الهوى ان تُزدرى
هذي النفوسُ وتُشترى الأعلاق
ذَم الفراقَ معاشرٌ جهلوكُمُ
من أجلكم حتى الفراقُ يُطاق
ما شوقُ أهل الشوق في عُرفِ الهوى
نُكرٌ فقد خُلِقوا لكي يشتاقوا
أما الرفاقُ فلم يَسُؤْني هجرهمْ
إذ ليس في شرع الغرام رفاق
شعر حزين عن الفراق
ويقول عنترة بن شداد أبيات في فراق محبوبته يعاتبها:
وَقَد قُلتُ إِنّي قَد سَلَوتُ عَنِ الهَوى وَمَن كانَ مِثلي لا يَقولُ وَيَكذِبُ
هَجَرتُكِ فَاِمضي حَيثُ شِئتِ وَجَرِّبي مِنَ الناسِ غَيري فَاللَبيبُ يُجَرِّبُ
ويقول قيس بن الملوح أبيات شعر حزينة يعبر فيه عن مشاعر الألف من فقدان الحبيب فيقول:
أَفي كُلِّ يَومٍ عَبرَةٌ ثُمَّ نَظرَة لَعَينِكَ يَجري ماؤُها يَتَحَدَّرُ
مَتى يَستَريحُ القَلبُ إِمّا مُجاوِرٌ حَزينٌ وَإِمّا نازِحٌ يَتَذَكَّرُ
شعر حزين عن الحب
ويقول قيس الملوح أبيات يعبر فيها عن مشاعر الحب والشوق ويقول:
يَقولونَ كَم تَجري مَدامِعُ عَينِهِ لَها الدَهرَ دَمعٌ واكِفٌ يَتَحَدَّرُ
وَلَيسَ الَّذي يَجري مِنَ العَينِ ماؤُها وَلَكِنَّها نَفسٌ تَذوبُ وَتَقطُرُ
ويقول البعيث أبيات شعر في محبوبته التي تركته:
لقد تَركَتني أمُّ عمروٍ ومُقلَتي هَمُولٌ، وقلبي لا تُفِيقُ بَلابِلُه!
تَطاولَ هذا الليلُ حتى كأنَّما إذا ما مَضى تُثنَى عليهِ أوائِلُه!
شعر حزين قصير عن الدنيا
ويقول المتنبي واصفًا الحياة وابتعاد الرفاق في الدنيا فيقول:
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
ويقول العتاهية أبيات حكيمة عن ماهية الحياة وحقيقتها:
لَــعَــمْــرُكَ مَــا الــدُّنْــيَـا بِـدَارِ بَـقَـاءِ كَـــفَــاكَ بِــدَارِ الْــمَــوْتِ دَارَ فَــنَــاءِ
فَــلَا تَــعْـشَـقِ الـدُّنْـيَـا أُخَـيَّ فَـإِنَّـمَـا يُــرَى عَـاشِـقُ الـدُّنْـيَـا بِـجَـهْـدِ بَـلَاءِ
حَـــلَاوَتُــهَــا مَــمْــزُوجَــةٌ بِــمَــرَارَةٍ وَرَاحَــتُــهَــا مَــمْــزُوجَــةٌ بِــعَــنَــاءِ
فَـلَا تَـمْـشِ يَـوْمًـا فِـي ثِيَابِ مَخِيلَةٍ فَــإِنَّــكَ مِــنْ طِـيـنٍ خُـلِـقْـتَ وَمَـاءِ
لَــقَــلَّ امْــرُؤٌ تَــلْــقَــاهُ للــهِ شَــاكِـرًا وَقَــلَّ امْــرُؤٌ يَــرضَــى لَـهُ بِـقَـضَـاءِ
ختاماً... قدمنا لكم أجمل وأبرز أبيات وقصائد الحزن من أزمان مختلفة وبمواضيع مختلفة، كما يمكنكم الاطِّلاع على موضوعات شعرية أخرى من خلال زيارة قسم الشعر في موقع القيادي.