3 عوامل تؤثر على نجاح الشركات الناشئة.. اعرف كيف تستغلها

يتطلب بناء شركة ناشئة الكثير من الجهد والمخاطرة والتجربة واستغلال الفرص، لذا فهي تجربة تخلق ديناميكية مثيرة ومحفوفة بالمخاطر في الوقت نفسه. وتعد الهشاشة والزخم وإعادة الاستثمار عوامل أساسية تشكل رحلة ريادة الأعمال.

ومن المهم عند تأسيس شركة ناشئة، أن يضع المستثمر في عين الاعتبار تلك العوامل الثلاثة. وفقًا للخبراء، فإن النجاح لا يأتي بتجنب هذه العوامل، بل التعامل معها بوعي وإدراك.

مفارقة الهشاشة

الهشاشة صفة أساسية لأي شركة ناشئة. فعندما تؤسس شركة ناشئة، أنت تبني منتجًا جديدًا، وتدير التدفقات النقدية، وتبني فريقًا. وكل خطوة تشعر كأنك تضع الطوب على أساس غير مستقر، حتى لو كانت الأمور تبدو جيدة.

يقول روب جرازيولي، رائد  أعمال ومطور من بروكلين ومؤسس عدة شركات، أنه في بداية تأسيسه شركة خدمات، نمت الشركة سريعًا خلال عام واحد، وحققت إيرادات جيدة، وبدا أن الأمر مستقر. لكن الأعمال الخدمية تكون خادعة، وترتبط الإيرادات فيها بعدد قليل من العملاء، وهذا يعني أنه في حالة فقدان عميل، سيسقط كل شيء، وهو ما حدث بالفعل.

عندما تبني شركتك، حتى لو كانت الأمور جيدة في البداية، فهذا لا يعني أنها ستبقى كذلك. والهشاشة تتطلب اليقظة الدائمة، فالهشاشة هنا ليست سببًا للتوقف، بل يجب أن تكون تذكيرًا لك بضرورة التركيز، وتحديد الأولويات، والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في أوقات عدم اليقين.

الوقوع في فخ الزخم

إن الزخم في ريادة الأعمال تشبه الهشاشة إلى حد ما. فعند تأسيس شركتك الناشئة، وتحقيق منتجك في السوق زخمًا، وتبدأ إيرادات الشركة في الصعود، من السهل عليك أن تعتقد في هذه النقطة أنك على الطريق الصحيح. لكن احذر، فإن الزخم إذا لم تتم إدارته بحذر، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.

يقول روب جرازيولي إنه حينما أسس شركته، أطلقت الشركة جهاز استشعار بالأشعة لتتبع حركة المشاة، وقد لاقى المنتج زخمًا هائلًا في السوق، وزاد الطلب عليه، لكن المنتج لم يكن جاهزًا، وسرعان ما ظهرت مشكلات في دقة المنتج عند الاستخدام، وهو ما دفع الشركة إلى إعادة النظر في المنتج مرة أخرى، ولكن بتكلفة باهظة.

يحذر جرازيولي من أنه لا يجب على رواد الأعمال أن يجعلوا الزخم يملي عليهم القرارات، الاندفاع إلى الأمام دون التحقق قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، فيجب تقييم الوضع أولًا لضمان نمو مستدام.

أهمية إعادة الاستثمار

إذا كانت الهشاشة تتطلب التركيز، والزخم يتطلب الانضباط، فإن إعادة الاستثمار هي القفزة التي تؤدي إلى المزيد من الاكتشاف. ينصح روب جرازيولي في هذه النقطة بإعادة استثمار الأرباح التي تجنيها في شركتك الناشئة، ليس فقط للحفاظ على العمليات، بل أيضًا لتمويل التجارب.

يقول جرازيولي: "خلال تأسيس شركتنا، أجرينا عشرات التجارب الفاشلة، وارتكبنا الكثير من الأخطاء المكلفة، ولكن وسط تلك المحاولات، برزت لدينا فكرة مشروع كرسنا أنفسنا بالكامل عليه، وأصبح مشروعًا مربحًا قادنا إلى نجاح هائل".

إن ريادة الأعمال ليست رحلة خالية من الفشل، بل هي رحلة تتعلم فيها كيف تتكيف مع السوق، وكيف تتخذ المخاطر بوعي. الهشاشة والزخم وإعادة الاستثمار هي حقائق ثابتة في كل شركة ناشئة، لكن عند التعامل معها بوعي، تصبح الأسس التي تجعل شركتك الناشئة تزدهر.

نقلًا عن موقع entrepreneur