200 ألف وظيفة في خطر في وول ستريت بسبب الذكاء الاصطناعي

أشارت تقارير حديثة إلى اتجاه عدد من البنوك العالمية لتقليص ما يصل إلى 200 ألف وظيفة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة واستبدالهم بالذكاء الاصطناعي، وذلك مع توسل دور الذكاء الاصطناعي ليشمل عدداً من المهام التي تنفذ حاليًا بواسطة البشر. وقد نشرت بلومبرغ إنتليجنس تقريرًا تفيد بأن هذا التحول يعكس تغيرًا جذريًا في طبيعة الوظائف داخل القطاع المصرفي.

وقد أظهرت استطلاعات للرأس شملت عددًا من كبار مسؤولي التكنولوجيا والمعلومات أن متوسط تقليص الوظائف قد يصل إلى 30% من إجمالي القوى العاملة في القطاع المصرفي، ووفقًا للخبراء فإن أقسام إدارات الدعم والعمليات وتقييم المخاطر هم الأكثر عرضة لهذا التحولات، كونها وظائف تتأثر أكثر بالطابع الروتيني والمتكرر لمهامها.

وقد أشار التقرير إلى أن أقسام خدمة العملاء قد تشهد تغييرات كبيرة، مع زيادة استخدام الروبوتات والأنظمة الذكية التي يمكنها القيام بمهام معقدة بشكل متزايد، ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي لن يقضي على الوظائف بالكامل، بل سيعيد تشكيل طبيعة القوة العاملة، ويغير كيفية إنجاز المهام.

اقرأ أيضًا: الأوروبيون يدعمون الذكاء الاصطناعي في المراقبة الأمنية

زيادة الأرباح بالمليارات

وقد شارك في الاستطلاع 93 مشاركًا، وتوقع نحو ربعهم تقليصًا أكبر بنسبة تتراوح بين 5% و10% من إجمالي عدد الموظفين. وأشار التقرير إلى أن بنوكًا مثل سيتي غروب، وجيه بي مورغان، وغولدمان ساكس" كانت من بين المؤسسات التي شملها المسح.

ووفقًا للتقرير، فإن هذا التحول قد يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والأرباح، ومن المحتمل أن ترتفع أرباح البنوك قبل الضرائب بنسبة تتراوح بين 12%، و17% بحلول عام 2027، وهو ما يعادل إضافة نحو 180 مليار دولار إلى صافي أرباحها.

وتعزى هذه الزيادة إلى تحسين الإنتاجية الناجم عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي يمكنها تحسين العمليات وخفض التكاليف بشكل ملحوظ.

اقرأ أيضًا: البنوك الرقمية ومستقبل العملاء: ثورة في تحسن الوصول والتفاعل

دور الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي

ويظهر القطاع المصرفي إقبالًا كبيرًا على تبني الجيل الجديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية، بعد سنوات من الاستثمار في تحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات. وقد كشفت سيتي غروب في تقرير سابق لها أن القطاع المصرفي يعد الأكثر عرضة لهذا التحول مقارنة بقطاعات أخرى، ويتوقع أن يتم أتمتة نحو 54% من الوظائف مستقبلا.

وفي الوقت نفسه، تؤكد العديد من المؤسسات أن الهدف من هذا التحول ليس استبدال البشر، بل تعزيز أدوارهم باستخدام التكنولوجيا، بالإضافة إلى دعم الموظفين وتمكينهم.

وقد أشار جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لجيه بي مورغان، في حوار سابق عام 2023 بأن الذكاء الاصطناعي لن يحسن الإنتاجية فحسب، بل سيحدث تغييرًا جذريًا في جودة حياة الموظفين، وقال: "بفضل التكنولوجيا، قد يعيش أطفالك حتى سن 100 عام دون الإصابة بالسرطان، وربما يعملون ثلاثة أيام ونصف في الأسبوع".

اقرأ أيضًا: أسباب تجعل الذكاء الاصطناعي مؤثراً في إنتاجية الموظفين