يعد لاعب التنس المغربي الفرنسي يونس العيناوي من الأسماء البارزة في عالم التنس، فقد تمكن بفضل موهبته أن يضع المغرب والعرب على خريطة التنس العالمية، وتألق بأسلوبه المميز ليصبح من أبرز لاعبي التنس العرب الذين تركوا بصمة لا تمحى في هذا المجال، وحقق إنجازات مهمة خلال مسيرته، تعرف أكثر على مسيرته وحياته.
من هو يونس العيناوي؟
يونس بومدين العيناوي، هو لاعب تنس مغربي فرنسي محترف سابقًا، ولد في 12 سبتمبر عام 1971 في العاصمة المغربية الرباط، وبدأ مسيرته الرياضية في المغرب، حيث أظهر موهبة استثنائية منذ صغره.
لفت العيناوي انتباه مدربيه، ودفعه إلى تطوير مهاراته نحو الاحتراف، وقد بدأ مسيرته الاحترافية عام 1990، وسرعان ما بدأ بتحقيق نتائج إيجابية على المستوى الدولي، وتميز بقدرته على اللعب بقوة وتركيز عال في المباريات الحاسمة.
شهدت مسيرته يونس العيناوي لحظات رائعة، أبرزها وصول إلى الدور ربع النهائي في بطولات جراند سلام 4 مرات، فضلًا عن بطولات أخرى منها بطولة أستراليا المفتوحة وأمريكا المفتوحة.
اشتهر العيناوي بمباراته الملحمية ضد الأمريكي أندي روديك في ربع النهائي، التي استمرت أكثر من 5 ساعات، وانتهت بفوز روديك في النهائي، وأثبتت قدرة العيناوي على قوته البدنية والعقلية، وكانت مباراته الأشهر خلال مسيرته. بعد اعتزاله التنس الاحترافي، عمل العيناوي كمدرب ومستشار.
حياة يونس العيناوي ونشأته
ولد يونس العيناوي لأم فرنسية وأب مغربي، ونشأ في مدينة بركان، حيث كان والده يعمل في وزارة المالية في المغرب، أما والدته أوديت فقد كانت تعمل في السفارة الفرنسية في المغرب.
في طفولته، كان العيناوي محبًا للرياضات المختلفة، فقد كان من هواة كرة القدم، إلا أنه تحول فيما بعد لممارسة رياضة التنس، الذي أصبح من عشاقها بمرور الوقت، ثم قرر أن يحول تلك الهواية إلى مسيرة احترافية، وذلك بفضل مهارته وسرعته.
يتحدث العيناوي العديد من اللغات بإتقان، منها العربية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والإنجليزية.
يونس العيناوي وزوجته
تزوج العيناوي من سيدة فرنسية اسمها آن صوفي، ولديه ابن اسمه مروان، وابن يونس العيناوي الثاني اسمه نيل العيناوي، وهو لاعب كرة قدم محترف يلعب في نادي لانس في دوري الدرجة الأولى الفرنسية.
بداية مسيرته الرياضية
بدأ يونس العيناوي مسيرته الرياضية في المغرب، حيث لعب في البداية في الدوريات الصغيرة ليكسب بعض النقاط، وفي عام 1990، وبدعم من عائلته، تمكن من السفر إلى الولايات المتحدة للتدريب في أكاديمية نيك بوليتيري للتنس في ولاية فلوريدا، وهناك، قرر أن يتحول إلى لاعب محترف.
خلال فترة تدريبه في الأكاديمية التي استمرت لعامين، صقل مهاراته في الرياضة، كما ساعد في رعاية اللاعبين الأصغر سنًا، ووادخر الكثير من الأموال في هذه الفترة، وفي عام 1993، تمكن من المشاركة في بطولة اتحاد لاعبي التنس المحترفين لأول مرة.
خلال هذه البطولة، وصل العيناوي إلى نهائي فردي الجائزة الكبرى في بطولة الدار البيضاء، إلا أنه لم يتمكن من الفوز، وخسر أمام منافسه الأرجنتيني جييرمو بيريز رولدان.
مسيرته الاحترافية
بدأ يونس العيناوي في الصعود في سلم الترتيب العالمي لمحترفي التنس، فقد تمكن من الوصول إلى المركز الـ70، ثم الخمس، وبعدها وصل إلى المركز الـ30 عام 1993، وفاز بالمركز الثاني في بطولة الدار البيضاء، وهي البطولة التي كانت ضمن البطولات الكبرى في ذلك الوقت.
استطاع العيناوي بعد سنة من المشاركة في كأس ديفيز، وفاز بأربع مباريات، وفي عام 1995، سطع نجم العيناوي كواحد من أبرز اللاعبين على الساحة الرياضية، خصوصًا بعدما وصل إلى ربع نهائي بطولة رولان غاروس، وهي واحدة من بطولات جراند سلام.
خلال موسم 1996، واصل العيناوي تألقه، ووصل إلى نهائيات 3 بطولات كبيرة، وكان قريبًا من أن يصبح من بين المصنفين العشرة، إلا أنه أصيب بكسر في الكاحل الأيمن، وخضع لعملية جراحية منعته من اللعب لعدة شهور، وهو ما أثر على تصنيفه العالمي، بسبب انسحابه من باقي البطولات خلال الموسم.
وبسبب الإصابة، تراجع مستوى العيناوي، وخاصة بعدما أجرى عملية جراحية أخرى في الكاحل عام 1998، ليعود إلى الملاعب، ولكنه في التصنيف 444 عالميًا.
كانت عودة العيناوي للملاعب بعد غياب عودة قوية، فقد وصل إلى نهائي تشيلي، وبعدها وصل إلى المركز 49، وحصل على جائزة أفضل لاعب عائد إلى الملاعب. وفاز خلال تلك الفترة ب5 بطولات في رابطة المحترفين.
في عام 2002، تألق العيناوي وفاز في 3 بطولات، وهي الدوحة والدار البيضاء، وميونخ، كما وصل إلى ربع نهائي دوري الولايات المتحدة المفتوح، وكان في هذا الوقت أفضل نتيجة يصل إليها لاعب عربي في بطولات الجراند سلام.
بطولة أستراليا المفتوحة وأطول مباراة في تاريخ التنس
في عام 2003، لعب يونس العيناوي في بطولة أستراليا المفتوحة، وكان في ذلك الوقت أول لاعب تنس عربي يشارك في هذه البطولة، وتمكن من الوصول إلى دور الربع النهائي، وذلك بعد فوزه على الأسترالي ليتون هيوت، وقدم إرسالات ساحقة أذهلت منافسه والحكام أيضًا.
كانت مباراة العيناوي في ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة أمام الأمريكي أندي روديك من أشهر مبارياته على الإطلاق، وواحدة من المباريات التاريخية في تاريخ رياضة التنس، فقد كانت أطول مباراة تنس في تاريخ الرياضة، حيث استمرت لأكثر من 5 ساعات، وقدم فيها اللاعبان مستويات رفيعة من اللياقة البدنية والاحترافية.
وقد وصفت تلك المباراة بأنها واحدة من أجمل المباريات في تاريخ التنس، بل وصفها المعلق الشهير جون ماكنرو بأنها أجمل مبارة علق عليها طوال مسيرته المهنية.
خلال هذه المباراة، تقدم المغربي يونس العيناوي بمجموعتين مقابل مجموعة، ولكنه خسر المجموعة الرابعة، ولأن رياضة التنس لا تسمح بالتعادل في المجموعة الخامسة، فاستمرا باللعب لمجموعتين آخريين.
استمر اللاعبان بالتناوب على الفوز والتعادل، ولكن بمرور الوقت تأثر أداء العيناوي بسبب الإرهاق، وخسر في النهاية بعدما ارتطمت الكرة بالشبكة، لتنتهي واحدة من أجمل مباريات التنس بفوز منافسه الأمريكي روديك، وتعالت الهتافات من الجمهور للاعبين بعد هذه الملحمة. بعد هذه المباراة، أصبح يونس أفضل لاعب تنس عربي وأفريقي، وواصل تألقه في البطولات التالية.
بطولات يونس العيناوي التالية
بعد بطولة أستراليا المفتوحة، شارك لاعب التنس يونس العيناوي في بطولة ويمبلدون، ووصل إلى ربع نهائي دوري أمريكا المفتوحة بفوزه على الأسطورة أغاسي في مباراة ممتعة، وقد وصل ترتيبه إلى المركز 14 على العالم.
تعرض العيناوي بعدها للإصابة، وانقطع لمدة 3 سنوات عن اللعب، ثم عاد للمشاركة في بطولة قطر المفتوحة في الدولة عام 2007، وتغلب على الفائز السابق في بطولة أستراليا المفتوحة توماس جوهانسن، ثم هزم على يد المصنف الخامس والفائز في البطولة إيفان ليوبيتشيتش.
ابتعد بعدها لمدة 8 أشهر بسبب الإصابة، ليشارك في بطولة Futures في إسبانيا، ووصل إلى الدور نصف النهائي في الملاعب الرملية، وفي أبريل من عام 2008، فاز ببطولة BMW المفتوحة في ميونخ، وكان أكبر لعب يصل إلى دور نصف النهائي في هذه البطولة. خلال مسيرته الرياضية، فاز العيناوي في 264 مباراة، وخسر في 226 مباراة.
مسيرته بعد الاعتزال
وصل كذلك إلى ربع نهائي بطولة الدار البيضاء المفتوحة، ثم اعتزل الرياضة بعد إصابته في ربلة الساق اليسرى، واقتصرت مشاركاته الرياضية فيما بعد على بطاقات الدعوة فحسب. في عام 2016، عمل العيناوي مدربًا في الاتحاد القطري للتنس.
في عام 2009، شارك العيناوي مباراته الأولى كلاعب ببطاقة دعوة في الجولة الكبرى في لندن، وفاز في مبارتين فقط. وفي عام 2010، حصل على بطاقة دعوة مرة أخرى للمشاركة في بطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة في الدوحة، وكان حينها أكبر لاعب سنًا يفوز بمباراة رئيسية في جولة اتحاد لاعبي التنس المحترفين بعمر 38 عامًا.
وفي عام 2017، وفي سن 45 عامًا، شارك العيناوي في بطولة اتحاد التنس الدولي للرجال في المنامة بالبحرين، وفاز بمبارتين تأهيليتين، ومباراة في الدور الأول، وأصبح حينها أكبر لاعب يحصل على تصنيف اتحاد لاعبي التنس المحترفين.