ساهم رجل الأعمال السعودي وليد الجفالي بتأسيس علاقات اقتصادية قوية بين السعودية وألمانيا، وكانت له بصمة هامة في الاقتصاد السعودي، ولكن لم يكن عمله في مجال المال والأعمال هو سبب شهرته الوحيدة، ولكن زواجه وطلاقه الذي شغل الرأي العام في إنجلترا، تعرف على مسيرته وإنجازاته في السطور التالية.
حياة وليد الجفالي ونشأته
وليد أحمد عبد الله الجفالي هو رجل أعمال وملياردير سعودي ولد في 30 أبريل عام 1955 في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، وهو نجل رجل الأعمال السعودي أحمد عبد الله الجفالي مؤسس شركة الجفالي وإخوانه.
تعد هذه الشركة واحدة من أكبر الشركات متعددة النشاطات في المملكة، حيث تعمل في تجارة السيارات، والمواد الكيماوية، والأجهزة المنزلية، وبيع معدات الصناعة وغيرها من المجالات.
تعود أصول عائلته إلى منطقة عنيزة في القصيم، وهم أعضاء أسرة بني خالد، وهم الحكام السابقون لشرق الجزيرة العربية في أوائل القرن السادس عشر حتى أواخر القرن التاسع عشر بعد الهزائم العسكرية ضد السعوديين.
والدته هي سعاد بنت إبراهيم الحسيني، وهي الابنة الكبرى لكامل الحسيني المفتي العام السابق للقدس، والذي عُرف بمواقفه المناهضة للحركة الصهيونية، وشارك في وضع حجر أساس الجامعة العبرية في القدس.
والدته كذلك هي ابنة أخت الحاج أمين الحسيني وهو كذلك كان المفتي العام للقدس، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وأحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في القرن العشرين.
شقيقة وليد هي مها الجفالي، ولديه شقيقان، وهما خالد الذي يرأس شركة إبراهيم الجفالي وإخوانه، بعد وفاة وليد، وشقيقه الآخر هو طارق.
عاش وليد طفولته حتى المرحلة الثانوية متنقلًا ما بين مدينة جدة وسويسرا، وبعدها تابع تعليمه الجامعي في جامعة سان دييغو في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الدولية والتجارية والسياسية.
حصل وليد على درجة البكالوريوس في عام 1977، وفي عام 2012 حصلت على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، وكانت أطروحته بعنوان "خوارزمية جديدة للكشف عن الحالات الشاذة والتنبؤ بها" وكان مشرف الدكتوراه كريس تومازو.
زوجات وليد الجفالي
عُرفت عائلة الجفالي بزواجها من المشاهير والشخصيات العامة، ولم يكن وليد بعيدًا عن هذا، فقد تزوج أكثر من مرة، وأصبح خبر طلاقه من زوجاته من الأخبار التي تشغل الرأي العام.
تزوج وليد للمرة الأولى من السيدة بسمة السليمان وهي سيدة سعودية تزوجها في عام 1980، ولديه منها 3 أبناء، وهم "دينا، وهلا، ومحمد وعاشوا معًا في قصر رخامي في جدة.
انفصل وليد عن زوجته بسمة عام 2000، وقد حصلت على تسوية طلاق تقدر بـ40 مليون جنيه إسترليني.
توفي ابنه محمد في سن الـ24 عامًا، وابنته دينا تزوجت من شاب سعودي وأحيت حفل زفافها الفنانة ديانا حداد، ويُعرف عن دينا اهتمامها بعالم الموضة، فهي كان وراء فكرة شراكة والدها مع مصممة الأزياء البريطانية أماندا وايكلي.
في عام 2001 تزوج وليد من كريستينا استرادا، وهي عارضة أزياء أمريكية وظلا معًا حتى عام 2012، ولديه منها ابن واحد.
انفصلت كريستينا عن وليد، وقد حظيت قضية طلاقهما اهتمام الصحف البريطانية منها ديلي مايل، فبحسب الصحف كلفه طلاقه منها 200 مليون جنيه إسترليني.
حكمت إحدى محاكم الأسرة في بريطانيا لصالح العارضة بتسوية كلاق مادية قدرت ب53 مليون جنيه إسترليني في يوليو عام 2016، فيما قال محاموها إن حصتها تبلغ 75 مليون جنيه إسترليني إن وضعت الأصول العينية لثروة الملياردير في عين الاعتبار.
تزوج وليد للمرة الثالثة من المذيعة والعارضة اللبنانية لجين عضاضة التي كانت على علاقة به وهي لا تزال في بداية العشرينيات من عمرها على الرغم فارق السن بينهما، وكان زفافهما أسطوريًا تردد بأن تكلفته وصلت إلى 10 ملايين دولار أمريكي.
أقيم حفل الزفاف في إحدى قاعات قصر قديم في مدينة فينسيا الإيطالية، وتم نقل المدعين إلى حفل الزفاف عن طريق طائرتين خاصتين بتكلفة 160 ألف دولار أمريكي من لبنان إلى إيطاليا ومن إيطاليا إلى لبنان، ووصل عدد المدعوين إلى 350 شخصاً.
أقام المدعون في فندقين بتكلفة 600 ألف دولار، وانتقلوا إلى الحفل بتاكسي بحري بتكلفة 100 ألف دولار، وكان الحفل الأول عبارة عن حفلة تنكرية ارتدى الجميع فيها ألبسة تنكرية مع الأقنعة.
استأجر وليد الملابس التنكرية لجميع المدعوين وبلغت تكلفة الزي الواحد ألف يورو، وتكلفة الحفل 500 ألف دولار.
في اليوم الثاني أقيم حفل الزفاف في قاعة فخمة كلفت 400 ألف دولار، وحضر الحفل المغني العالمي أيكون الذي تقاضى 100 ألف دولار، وبعدها عاد جميع المدعوين إلى بيروت.
كان فستا العروس من تصميم شانيل وكلف 300 ألف دولار، بخلاف الأزياء التنكرية، كما ارتدت عقد وخاتم من الماس الصافي كلف ما بين 3 إلى 5 ملايين دولار. لدى لجين من زوجها وليد ولدين.
حياته المهنية
ترأس وليد الجفالي مع إخوته إرث العائلة المتمثل بالعديد من الشركات، وأهما شركة إبراهيم الجفالي وإخوته في مكة المكرمة، وترأس مجلس إدارة الشركة.
تمكن وليد بفضل خبرته الاقتصادية تأسيس شركات أخرى في المدينة المنورة وجدة والإحساء، وأسس مجموعة الجفالي التجاري.
أسس كذلك عدد من شركات الكهرباء، وأسس أول شركة للإسمنت في المملكة، وأسس بعد ذلك مصنع تجميع سيارات المرسيدس في جدة.
وسع وليد كذلك نشاطه الاقتصادي وشمل عدة مجالات منها التجاري والخدمي، والصناعي والهندسي، وكانت لجهوده دور كبير في تطوير العلاقات الاقتصادية بين المملكة وعدة دول منها ألمانيا.
المناصب التي شغلها
شغل وليد الجفالي منصب رئيس مجلس إدارة البنك السعودي الأمريكي، وهو يملك شركة العلوم العصبية المتخصصة NeuroPro. عُين كذلك رئيسًا لشركة داو كيميكال أرابيا في عام 2005، وفي العام نفسه ترأس مجلس إدارة شركة سيمنز العربية.
أصبح الجفالي كذلك عضوًا في مجلس إدارة شركة نابورس للنفط والغاز، ويمتلك حصة 5% في شركة هيتاشي بعد استثمار 100 مليون دولار في المشروع في يناير عام 2009.
كان وليد كذلك يملك حصة 11% من شركة W Investments في مانشستر بعد شرائها في مايو عام 2012. رأس كذلك مجموعة الجفالي وإخوانه منذ عام 2005 حتى وفاته. وعُين في منصب نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة جدة.
تم اختياره القنصل الفخري العام للدنمارك، وفي استضاف الجفالي برنامج مؤسسة الشرق الأوسط للإذاعة MBC الريادي "المستثمر" الذي عُرض في أوائل عام 2006.
الحصانة القانونية ووفاته
في 9 نوفمبر عام 2015 حصل الجفالي على حصانة قانونية في المملكة المتحدة بعد تعيينه ممثلًا دائمًا لسانت لوسيا لدى المنظمة البحرية الدولية في لندن، وذلك وفقًا لصحيفة ديلي تلغراف.
وبعدها بيومين أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا يؤكد فيه أن الجفالي عُين في هذا المنصب منذ أبريل عام 2014، وذكرت الصحيفة بعد ذلك أنها تدخلت في هذا الأمر وسط مخاوف من أنه كان يستخدم منصبه لحماية ثروته من زوجته السابقة أثناء إجراءات الطلاق.
حاول الجفالي إيقاف قضية الطلاق بحجة الحصانة الدبلوماسية، ولكن حكمت المحكمة العليا أن قضية الطلاق لا علاقة لها بصفته الدبلوماسية وسمحت بعرضها على المحكمة.
توفي وليد الجفالي في 20 يوليو عام 2016 عن عمر 61 عامًا في زيورخ في سويسرا عقب صراع طويل مع مرض السرطان.
ووفقًا لصحيفة الديلي ميل جاء نبأ وفاته عقب أسبوعين من الحكم لزوجته السابقة كريستينا استرادا بمبلغ قدره 75 مليون جنيه إسترليني كتسوية طلاق. ولم يتمكن وليد من حضور الجلسة الأخيرة من الطلاق بسبب تلقيه العلاج في سويسرا.