هل سمعت من قبل عن وارن بافيت؟ هل تعلم أن "وارن" الذي يمتلك ثروة تقدر بـ118 مليار دولار، ويحتل المركز السادس في أغنياء العالم، عمل منذ صغره في كل الوظائف لجمع الأموال وأسس شركته الأولى بمبلغ 100 دولار فقط، وأن أول سهم بالبورصة اشتراه Warren Buffett كان بمبلغ 38 دولاراً فقط، حتى أصبح يطلق عليه لقب "أوراكل أوماها" وهو وسيط الوحي بسبب صحة توقعاته للأسهم، فكان حسن نبوته هو السبب فيما وصل إليه من نجاحات، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية..
ولد وارن إدوارد بافيت Warren Buffett يوم 30 أغسطس عام 1930 في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو في سن الحادية عشرة، عام 1941 اشترى وارن أول سهم له، قام بشراء ستة أسهم من شركة سيتيز سيرفيس للأوراق المالية - ثلاثة أسهم لنفسه، وثلاثة لأخته دوريس - بتكلفة 38 دولارًا لكل سهم، في البداية انخفضت الأسهم إلى 27 دولارا، ثم ارتفعت إلى 40 دولاراً، فباع "وران" وإخوته الأسهم خوفا من الخسارة ولكنها ارتفعت بعدها ليصل سعر السهم إلى 200 دولار، وهو ما أعطاه أول الدروس وهي الصبر. وفي عام 1943 أخبر وارن أحد أصدقائه أنه سيصبح مليونيراً عندما يبلغ سن الثلاثين.
بدأ Warren Buffett توصيل الصحف عام 1945، وربح منها 175 دولاراً شهريا، من توصيل صحيفة الواشنطن بوست، وهو في السنة الأخيرة من دراسته الثانوية، اشترى وارن وصديقه آلة لعبة الكرة والدبابيس المستخدمة بتكلفة 25 دولارًا، ووضعها في صالون حلاقة، وفي خلال شهر أصبح يمتلك ثلاث آلات منها في مواقع مختلفة، باعها بعدها لأحد المحاربين القدامى بـ1200 دولار.
وبدأ في تكوين ثروة صغيرة من توزيع الصحف وصلت لـ5000 دولار، ومع ضغط والده عليه للالتحاق بالجامعة التحق "وارن" كطالب جديد في كلية وارتون للتمويل والتجارة في ولاية بنسلفانيا، ولكنه كان يرى نفسه يعلم أكثر من المعلمين.
ليقرر بعدها الانتقال إلى جامعة نبراسكا، تخرج من الكلية في ثلاث سنوات فقط وحصل على بكالوريوس العلوم في إدارة الأعمال، واستطاع أن تصل مدخراته إلى 9800 دولار.
حاول Warren Buffett التقدم للالتحاق بكلية هارفارد للأعمال ولكن تم رفضه، فقرر في النهاية أن يلتحق بجامعة كولومبيا بعد أن علم أن بن جراهام وديفيد دود، وهما محللان أمنيان مشهوران، هما أساتذة هناك.
في عام 1951 صباح أحد أيام السبت، استقل Warren Buffett قطارًا إلى واشنطن العاصمة، وطرق باب المقر الرئيسي لشركة GEICO للتأمين، حتى سمح له عامل النظافة بالدخول، بعد سؤاله عما إذا كان أي شخص يعمل في ذلك اليوم، وجد لوريمر دافيسون، المدير التنفيذي في GEICO تحدثوا لمدة أربع ساعات بينما استجوبه وارن عن العمل والتأمين بشكل عام، بعد مناقشتهم، كان بافيت متحمسًا للغاية بشأن GEICO لدرجة أنه أنفق يوم الاثنين التالي 65% من مدخراته البالغة 20 ألف دولار لشراء أسهم GEICO، والتي نمت في النهاية إلى ثروة ضخمة، والآن يمتلك بافيت GEICO بالكامل.
تخرج "بافيت" وكان يريد أن يذهب للعمل في وول ستريت في نفس العام، ولكن والده هوارد ومعلمه غراهام طلبوه بعدم القيام بذلك، وبدأ عمله كسمسار في البورصة.
في تلك الفترة أحب سوزان طومسون، وتزوجوا واستأجرا شقة مقابل 65 دولارًا في الشهر، ورزقا بطفلهم الأول سوزي.
ومرورا بعدد من الوظائف منذ تخرجه من الجامعة نمت ثروته من 9800 دولار إلى أكثر من 140 ألف دولار.
وقرر وارن إنشاء شركة Buffett Associates المحدودة، حيث ساهم سبعة من أفراد العائلة والأصدقاء بما مجموعه 105000 دولار أمريكي، بينما استثمر بافيت 100.5 دولار فقط، وأصبح يدير أول شركاته وفي خلال عام افتتح شركتين إضافيتين وارتفع العدد إلى 3 شركات.
وبحلول عام 1958 مر ثلاث سنوات على الشراكة أوصل "بافيت" الشركة إلى خمس شركات استثمارية يديرهم من منزله الجديد، فاشترى منزل جديد من خمس غرف مقابل 31500 دولار.
بدأ Warren Buffett شراء عدد من الأسهم في الشركات التي كانت تعاني من الانهيار، وصاب حدثه وارتفعت أسهم جميع الشركات ووصل رأس مال الشركة إلى 104 ملايين دولار، فقرر تصفية الشركة وبلغت حصته 25 مليون دولار وهو يحتفل بعمره الـ39.
بعد أن قام بحل شركته اشتري 29% من أسهم بيركشاير هاثاواي، وفي عام 1979 ارتفع السهم ليصل 290 دولاراً، ووصلت ثورة "وارن" الشخصية 140 مليون دولار، ورغم ذلك كان يعيش على راتب سنوي قدره 50 ألف دولار في السنة.
وبدأ أسهم بيركشاير في الارتفاع مرة أخرى 1980 ليصل صافي ثروة وارن الشخصية 620 مليون دولار، ليبدأ دخول قائمة فوربس لأول مرة.
وفي نفس العام اشترى بافيت سوق أثاث نبراسكا مقابل 60 مليون دولار، وأصبح أفضل استثماراته حتى الآن.
واشترى "بافيت" Scott & Fetzer لمجموعة شركات Berkshire بتكلفة حوالي 315 مليون دولار.
وارتفع سهم بيركشاير عام 1986 ليصل إلى 3000 دولار للسهم الواحد، ولكن حدث انهيار في 1987، خسرت بيركشاير من 25% من قيمتها وخسر "بافيت" 342 مليون دولار بشكل شخصي.
وفي عام 1989 ارتفع سهم بيركشاير من 4800 دولار للسهم الواحد إلى أكثر من 8000 دولار، لتصبح ثروة وارن 3.8 مليار دولار.
لا يفكر في التقاعد
"بافيت" الذي وصل عمره لـ91 عاما، أعلن عن خليفته في إدارة "بركشاير" ولكنه أعلن أنه ليس لديه أي خطط للتقاعد، وأعلن "بافيت" الذي لديه ثلاثة أبناء أنه سيتنازل عن ثروته بالكامل لجمعيات خيرية، وخصص 85% من ثروته لمؤسسة بيل وميليندا جيتس، ويقدر الخبراء أن ثروته ستحتاج من 12 إلى 15 عاما لانتقال الأسهم التي يمتلكها للمؤسسات التي يحددها.
حتى إنه شكل مع بيل بيل جيتس حملة لجمع الأغنياء وإقناعهم بدعم القضايا الخيرية، ليحصل بعدها في عام 2011 على وسام الحرية الرئاسي.
وفقا لقائمة بلومبرج لعام 2023، فإن وارن بافيت هو السادس على العالم في قائمة الأغنياء بثروة تقدر بـ118 مليار دولار.