شيخ المخرجين ووالد السينما الرومانسية وعندليب السينما المصرية كلها ألقاب حصل عليها المخرج المصري من أصول لبنانية هنري بركات الذي أثرى السينما المصرية بأعظم الأفلام في مصر والوطن العربي، وأخرج أفلامًا من لا تزال خالدة حتى الآن منها "دعاء الكروان" وفي بيتنا رجل" في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
حياة هنري بركات ونشأته
هنري أنطون عبد الله بركات هو مخرج مصري من كبار المخرجين المصريين ولد في 11 يونيو عام 1914 في حي شبرا بالقاهرة، وعائلته من أصل لبناني شامي،
كان أهالي باد الشام في القاهرة يعيشون في أحياء معينة، وهم الفجالة، وشبرا، والضاهر، ووالده الطبيب أنطون عبد الله بركات، وله 4 أخوة توفي واحد منهم في سن صغيرة سقوطًا من على السلم، كان شقيقه الأكبر عاشقًا للسينما، وقد تأثر به كثيرًا.
درس هنري في مدرسة الفرير الثانوية، ثم درس الحقوق وحصل على ليسانس الحقوق ولم يعمل في مهنة المحاماة، حيث سافر سافر إلى باريس لدراسة الإخراج السينمائي.
عاد هنري إلى مصر وبدأ رحلته الفنية الطويلة الناجحة في السينما المصرية، وذلم بعد تخرجه من كلية الفنون الفرنسية بالمنيرة عام 1935، وقد بدأ حياته المهنية مساعد مخرج، ثم قدمته الفنانة والمنتجة آسيا داغر.
تزوج هنري من روزيت الدهان وهي من عائلة شامية في الإسكندرية، ولديه منها ابنيتن، وهما رندة وجيهان وتقيمان في القاهرة، وقد توفيت زوجته روزيت عام 2012.
وفاته
توفي هنري بركات في 23 فبراير عام 1997 عن عمر 82 عامًا، وفي نهاية حياته عانى من هجوم الصحافة له رغم ما قدمه من أجل السينما المصرية.
مشواره الفني
عشق هنري بركات السينما منذ نعومة أظافره، ورغم دراسته الحقوق إلا أنه قرر إنتاج فيلم "السيد عنتر" من إخراج استيفان روستي، وكان ذلك عام 1935.
سافر بعدها إلى باريس بغرض دراسة السينما، وهناك اقتنع أن سينما يجب أن تكون مهنته، حيث عمل في الاستوديوهات في باريس وتعرف على الفنيين والعالمين في السينما، وشاهد الكثير من الأفلام الفرنسية.
بدأ هني حياته الفنية كمساعد مخرج، وتدرب على التوليف في فيلم "انتصار الشباب" من إخراج أحمد بدرخان، كما عمل مساعد مخرج مع أحمد جلال وحسين فوي وأحمد كامل مرسي، وفي عام 1941 خاض تجربته الأولى في الإخراج من خلال فيلم "الشريد".
ساعدته الفنانة آسيا داغر في مسيرته الفنية، فقد كانت تبحث عن مخرج جديد بعد أن تركها المخرج أحمد جلال وانشغل في تكوين شركة سينمائية مع زوجته، التي هي ابنة آسيا، فقررت إسناد مهمة إخراج فيلم "الشريد" عام 1942 إلى هنري.
استمرت بعدها مسيرته السينمائية التي زادت عن نصف قرن، أخرج خلالها هنري أكثر من 95 فيلمًا سينمائيًا ما بين الكوميدي والرومانسي والاجتماعي والغنائي، والتراجييدي، وشلكت اعماله السينمائية علامة فارقة في السينما المصرية.
أنتج هنري العديد من الأفلام التي شكلت فارقة في تاريخ السينما المصرية، منها "موعد غرام"، و"أمير الدهاء"، و"حن الخلود"، و"هذا جناه أبي"، و"شعبان تحت الصفر" وغيرها.
وفي عام 1965 زار المؤرخ والمؤلف الفرنسي جورج سادول المعهد العالي للسينما في القاهرة، وقال إن المخرج هنري واحد من أفضل صناع اللغة السينمائية، وضرب مثل على مشهد الولادة في فيلم "الحرام" ووصفه بأنه أجمل مشاهد السينما المصرية على الإطلاق.
عمله مع النجوم
قدم هنري أفلامًا مع عشرات النجوم، منهم فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، وليلى مراد، وصباح، ومحمد فوزي، وفيروز وهدى سلطان.
كما كان يحب العمل مع الفنانة فاتن حمامة، حيث أخرج لها 18 فيلمًا بعضها من أهم الأفلام في السينما المصرية، منها "دعاء الكروان"، و"الحرام"، و"أفواه وأرابت"، و"ليلة القبض على فاطمة"، و"الخيط الرفيع".
وبسبب التعاون الطويل بينه وبين فاتن حمامة دارت شائعات حول وجود قصة حبي بينهما، وقد تحدث المخرج عن علاقته بقاتن في مجلة فنون عام 1982، حيث قال إن دو رفاتن في فيلم لحن الخلود جعله يراها كسندريلا ولكن ليست كل أدوار سيندرلا قادرة على الوصول إلى الجمهور.
وبسبب أدائها المميز في الفيلم أصبح بدون تعمد كلما قرأ رواية لفيلم يفكر في فاتن ويعتبرها بطلة العمل، لأنه أدرك أنه حصل منها على نتائج مؤثرة.
تأسيسه شركة إنتاج
بالشراكة مع شقيقه أسس هنري بركات شركت إنتاج اسمها "أفلام بركات أهون" وأنتج فيلم "عنتر أفندي" عام 1935 وكا من إخراج وبطولة الممثل الكوميدي استفان روستي.
أنتجت شركته 12 فيلمًا من إخراجه، وأسند إلى شقيقه عبد الله مهمة إدارة وإنتاج عشرات الأفلام حتى توفي عام 1978.
وفي فترة من الفترات أنتجت شركة بالشراكة مع شركة أفلام عبد الوهاب عددًا من الأفلام، منها "موعد مع المجهول" من بطولة عمر الشريف وسامية جمال، وإخراج عاطف سالم، وفيلم "إغراء" بطولة صباح وإخراج حسين الإمام، و"بنات اليوم" وحسن ونعيمة" وهم امن إخراجه.
تجربته في لبنان
أثناء إقامة هنري بركات في لبنان في الفترة ما بين 1966 إلى 1969 أخرج عددًا من الأفلام، ومنها فيلم "الحب الكبير" من بطولة فريد الأطرش وفاتن حمامة، و"بنت الحارس"، وسفر برلك" من بطولة فيروز وموسيقى الأخوين الرحباني.
أيضًا أخرج فيلم "3 نساء" والمقتبس من قصة إحسان عبد القدوس، وكانت القصة الأولى من بطولة صباح، وفي فترة إقامته في لبنان كان يعيش في شقة في بناية تلمكها صباح في الحازمية.
علاقته بسعاد حسني
كان هنري بركات من المخرجين الذين شاركوا في الظهور السينمائي الأول لسعاد حسني في فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959، حيث كان من المقرر أن يكون الفيلم من بطولة فاتن حمامة وعبد الحليم حافظ، ولكنه قرر منح الأدوار الرئيسية لوجوه جديدة.
لذا قدمت سعاد حسني البطولة النسائية، ومحرم فؤاد البطولة أمامها، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا وكان له الفضل في وضع سعاد حسني على خريطة السينما العربية، ثم أخرج لها العديد من الأفلام آخرها فيلم "ليلة الزفاف" عام 1970.
لم يعمل بركات مع سعاد حسني بعد قطيعة فنية سببها انسحاب الفنانة من فيلم "حبيبتي" الذي طرح عام 1974 أما محمود ياسين، وذلك بعد أن أخذت عربونًا عن الفيلم، وهو ما أغضب هنري واستبدلها بالنجمة فاتن حمامة.