اشتهرت القاصة والمدونة السعودية هديل الحضيف من خلال القصص التي تنشرها على مدونتها، وتمكنت من تحقيق نجاح كبير، وعلى الرغم من وفاتها في سن مبكرة بسبب المرض، ولكن لا تزال قصصها ومؤلفاتها ناجحة، تعرف على مسيرتها وأبرز المعلومات عنها في السطور التالية.
حياة هديل الحضيف ونشأتها
هديل محمد عبد الرحمن الحضيف هي قاصة ومدونة سعودية ولدت في مدينة الرياض في 19 أبريل عام 1983 وهي الابنة البكر لوالديها في عائلة مكونة من 8 إخوة، وحققت شهرة كبيرة بسبب القصص التي تنشرها على مدونتها الخاصة.
عاشت هديل في طفولتها متنقلة بين عدة مدن في دول مختلفة، منها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بسبب عمل والدها محمد عبد الرحمن الحضيف ودراسته، واستقرت الأسرة بعد ذلك في مدينة الرياض منذ عام 1992 وظلت هديل تعيش فيها حتى وفاتها.
والدها هو محمد الحضيف كاتب سعودي له العديد من المؤلفات الشهيرة، كما أنه عضو هيئة تحرير صحيفة رسالة، وكان يعد ويقدم برامج في عدة قنوات دينية منها الرسالة والمجد، وقنوات أخرى منها العربية والسعودية الأولى والثانية.
درست هديل في كلية التربية تخصص رياض أطفال في جامعة الملك سعود في مدينة الرياض، وحققت شهرة كبيرة في عالم التدوين والقصة في المملكة العربية السعودية، وتعد إحدى أبرز الرائدات في مجال التدوين في المملكة.
وفاتها
أصيبت هديل الحضيف بغيبوبة مفاجئة استمرت لمدة 25 يومًا، وبعدها أصيبت بسكتة دماغية أدت لوفاتها في يوم 16 مايو عام 2008 الموافق يوم الجمعة عن عمر 25 عامًا، وصلى عليها في المدينة الرياض.
أثار مرضها وأخبار الغيبوبة التي عانت منها اهتمامًا شعبيًا بين المدونين والكتاب والصحفيين السعوديين، وخاصة بعد نقلها إلى مستشفى حكومي بسبب عدم توفر سرير لها.
بعد وفاتها خرج العديد من الكتاب والزملاء المدونين في رثائها، ومنهم الشاعر عبد الرحمن العشماوي الذي كتب قصيدة رثاء لها، كما كتبت العديد من الجرائد الإلكترونية مقالات عن وفاتها.
فبتاريخ 17 مايو عام 2008 كتبت صحيفة سبق الإلكترونية عن هديل وسيرتها ومؤلفاتها، كما تم نشر تقرير على قناة الجزيرة بتاريخ السبت 6 يوليو عام 2008 عن رحيلها من إعداد الصحفي ياسر أبو هلالة.
كذلك كتب زميلها الصحفي نجيب الزامل في صحيفة اليوم الإلكترونية مقالة في رثائها حملت عنوان "عتبات الجنة" ومقالة أخرى بعنوان "هذا ما حكته هديل" نشرت في شهر أبريل عام 2008.
من الجرائد الأخرى التي كتبت عن وفاة هديل جريدة التايمز أونلاين، وهو موقع إنجليزي تحدث عن وفاتها المفاجأة بتاريخ 19 مايو عام 2008 الموافق يوم الاثنين، كما كتب عنها الكاتب حمد العيسى مقالة بعنوان "لوعة غياب".
تحدث عنها علي العزازي أيضًا في برنامج "حياة تك" على قناة المجد، كما ظهر والدها في عدة برامج وتحدث عن أيامها الأخيرة وعن حياتها.
وبعدها وفاتها تم الإعلان عن جائزة هديل العالمية للإعلام الجديدة لتخليد ذكراها والأثر الطيب الذي تركته خلفها، وتهدف الجائزة إلى تكريم وتحفيز واكتشاف الموهوبين في العالم العربي، وتشرف على الجائزة مؤسسة إعلامية غير ربحية.
حياتها المهنية
تعد هديل الحضيف من أهم المدونات في المملكة العربية السعودية، وكانت قد شاركت في تقديم ورقة عمل عن المدونات في المملكة في حلقة دراسة للإعلاميين من تنظيم جامعة السلطان قابوس في مسقط بالتعاون مع مكتب اليونسكو في مدينة الدوحة، وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم.
حملت ورقة العمل الخاصة بها عنوان "المدونات في السعودية: تطورها ودورها في التعددية الإعلامية وحرية التعبيرة"، وتم تقديم الورقة في جلسة مخصصة للإعلام المستقل.
كان لدى هديل كذلك عدة مداخلات تلفزيونية مميزة عن التدوين وأهميته والقضايا التي يتناولها في المملكة، وبعدها أصدرت مجموعة قصصية بعنوان "ظلالهم لا تتبعهم" وأصدرتاه عبر مؤسسة وهج الإعلامية عام 2005.
عرضت كذلك مسرحية ألفتها هي من نفسها بعنوان "من يخشى الأبواب" وتم تقديم هذه المسرحية على مسرح جامعة الملك سعود بالرياض، كما فازت بالمركز الأول في مسابقة النص المسرحي ضمن فعاليات النشاط الثقافي عام 2006.
وبجانب ذلك أشرف والدها على إصدار كتابها الثاني الذي حمل عنوان "غرفة خلفية" وعُرض الكتاب لأول مرة في معرض الرياض الدولي للكتاب، وعكف والدها على تنقيح مادته من المدونة الشخصية التي تحمل اسمها، وصدر الكتاب عن دار وهج أيضًا.
بجانب التأليف والتدوين عملت هديل في مكتبة الملك عبد العزيز العامة في عامي 2006 و2008 في فرق المربع، وكانت باحثة في مشروع نادي الكتاب الصادر من المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب.
وخلال الفترة التي عملت فيها في المكتب تولت هديل العديد من المهام الإدارية والإبداعية أيضًا، حيث أشرفت على المعرض التشكيلي الشهري الذي تن تنظيمه في عام 2008، الذي عرض العديد من الأعمال التشكيلية لفنانين تشكيليين محليين.
قدمت كذلك ورشة عمل عن حملت اسم "قصاصات الذكريات" لملتقى الشابات في المكتبة بتاريخ نوفمب رعام 2007 واستمرت ورشة العمل ليومين تحت إشراف منال العويبيل.
ساهمت هديل كذلك في العديد من ورش العصف الذهني، كما أعدت للعديد من الاحتفالات في المكتبة التي تقام بشكل دوري والمؤتمرات والملتقيات المختلفة التي تُجرى خلالها.
عملت كذلك في المكتبة لسنوات كمتطوعة صيفية، حيث عمل على إعداد برامج المكتبة المخصصة للأطفال بحكم دراستها، كما عملت على تنظيم احتفاليات بمناسبة اليوم الوطني.
أشهر مؤلفاتها
كتبت هديل الحضيف عدة مؤلفات ونصوص مختلفة ما بين المسرحيات والقصص القصيرة التي تم تجميع بعضها ونشرها في كتاب واحد بعد وفاتها.
ومن ضمن الأعمال الأدبية التي قدمتها هي مسرحية "من يخشى الأبواب" وعرضت على مسرح جامعة الملك سعود في مدينة الرياض، وفازت المسرحية بالجائزة الأولى للنص المسرحية.
كذلك كتبت مجموعة قصصية بعنوان "لا تتبعهم" نشرت عن دار وهج في الرياض بتاريخ 2004، وكتاب آخر حمل عنوان "فارغ باب الجنة".
أما أشهر كتبها هي تلك التي نقحها والدها الدكتور محمد الحضيف من محتويات مدونتها الشخصية وجمعها في كتاب حمل نفس اسم مدونتها الخاصة وهو "غرفة خلفية" وتم نشر الكتاب من دار وهج الحياة للنشر، وعرض فمعرضرص الكتاب بتاريخ 25 فبراير عام 2009.