تعد السيدة هالة بدري من الشخصيات البارزة في المشهد الثقافي والفني في الإمارات العربية المتحدة، حيث تشغل منصب مدير هيئة دبي للثقافة والفنون، وبفضل رؤيتها المبتكرة والتزامها بدعم لإبداع والحفاظ على التراث الثقافي في دبي، استطاعت أن تحدث تأثيرًا ملموسًا في المشهد الثقافي في دبي، في السطور التالية تعرف على مسيرتها المهنية وإنجازاته.
من هي هالة بدري؟
هالة يوسف بدري، هي المديرة العامة في هيئة الثقافة والفنون في دبي، ولدت في 19 ديسمبر عام 1975 في الإمارات العربية المتحدة، وهي من النماذج النسائية البارزة التي ساهمت في تغيير المشهد الثقافي والفني في دبي.
تملك السيدة هالة خبرة مهنية لمدة 20 عامًا، وشغلت خلالها العديد من المناصب البارزة في قطاعات مختلفة، منها البترول والاتصالات، ومنها عملها في شركة بترول أبوظبي الوطني "أدنوك"، التي تعد واحدة من بين أكبر شركات النفط والغاز حول العالم.
عُينت هالة في منصب مديرة هيئة دبي للثقافة والفنون نتيجة لخبرتها الواسعة ورؤيتها المستقبلية، وخلال توليها هذا المنصب، عملت على إطلاق العديد من المبادرات الثقافية التي تسعى لتعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية للإبداع الفني والثقافي. كما اهتمت بتنمية البنية التحتية للثقافة، مثل المتاحف والمعارض الفنية، بالإضافة إلى دعم المواهب المحلية وتوفير بيئة حاضنة للفنانين والمبدعين.
تمثيل السيدة هالة بدري نموذجًا للقيادة النسائية الملهمة في دولة الإمارات، وساهمت في تحقيق رؤية دبي كمركز عالمي للثقافة والفنون.
دراستها
حصلت السيدة هالة بدري على درجة الماجستير في إدارة الأعمال الإلكترونية من جامعة زايد، كما أنها حصلت على دبلوم عال في تكنولوجيا الاتصالات قسم الصحافة من كليات التقنية العليا.
التحقت بعدها ببرنامج محمد بن راشد لإعداد القادة، وتخرجت فيه عام 2007، ثم استكملت برنامج المدراء الدوليين في كلية إنسياد لإدارة الأعمال العالمية، وكانت أول سيدة إماراتية تحصل على هذه الشهادة في مجال الحكومة.
في عام 2019، أنهت السيدة هالة برنامج الإمارات للقيادات الحكومية، وقد حصلت على عدة جوائز، منها جائزة الشيخ راشد للتميز العلمي مرتين بفضل أدائها الأكاديمية المميز.
مسيرتها المهنية
عملت السيدة هالة بدري خلال مسيرتها المهنية في عدة قطاعات بارزة في الدولة، ومنها أنها شغلت منصب المستشار الأول للاتصال والمسؤولية المجتمعية في شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك".
ومن إنجازات ومهام بدري خلال توليها هذا المنصب أنها أشرفت على إدارة الاتصالات الاستراتيجية في الشركة، كما أدارت عدة مشاريع مختلفة كان لها دور إيجابي على تطوير الهوية المؤسسية للشركة.
شغلت هالي بعدها منصب النائب التنفيذي للرئيس لشؤون الإعلام والاتصال في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو"، وعلى مدار 11 عامًا من توليها هذا المنصب، نجحت في بناء الهوية المؤسسية للشركة، وأنجحت تجربتها الإعلامية.
خلال توليها هذا المنصب، أصبحت شركة "دو" في المركز الرابع من بين أكثر العلامات التجارية قيمة في مجال الاتصالات على مستوى المنطقة، وقد قادت كذلك العديد من الشراكات الدولية.
قادت كذلك عدة حملات للشركة، ومنها حملات "ثلاثاء دو"، وقد حصلت تلك الحملات على عدة جوائز عالمية في مجال الإعلان، ومنها جائزة المكعب الأسود من نادي المخرجين الفنيين في نيويورك، وجائزة قم الرصاص الأصفر، وجائزة الأسد الذهبي الأولى لدولة الإمارات في مهرجان كان ليونز للإبداع.
قادت هالة كذلك فرق عمل إدارة الاتصال، والتي ضمت عدداً من أبرز وأنجح الموظفين الإماراتيين، كما أنها أشرفت على تنفيذ أول دراسة للعائد الاجتماعي للاستثمار على مستوى قطاع الاتصال في المنطقة في عام 2014.
المدير العام لهيئة الثقافة والفنون في دبي
في أبريل عام 2019، تم تعيين هالة بدري في منصب المدير العام لهيئة الثقافة والفنون في دبي بموجب مرسوم ملكي من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
عملت هالة خلال توليها هذا المنصب على تشجيع الأنشطة الثقافية والمجتمعية وتطوير البنية التحتية للصناعات الثقافية والإبداعية في دبي، وعملت على تحويل دبي إلى مركز عالمي للثقافة والفنون.
طوّرت هالة العديد من البرامج والمبادرات لتعزيز الهوية الثقافية للإمارة، وساهمت في إطلاق فعاليات ومعارض مبتكرة، وقد ركزت جهودها على حماية التراث الثقافي الإماراتي وترويجه عبر مشاريع متنوعة، مثل تطوير المتاحف والمعارض التراثية. كما دعمت مبادرات توثيق وحفظ الموروث الإماراتي.
قدمت هالة أيضًا برامج لدعم الفنانين والمبدعين المحليين، ووفرت لهم المنصات لعرض أعمالها، كما كانت لها بصمة واضحة في تحسين البنية التحتية الثقافية والفنية في دبي. شملت إنجازاتها تحديث المرافق الثقافية، مثل المكتبات العامة والمتاحف، إلى جانب تشجيع الاستثمار في المشاريع الفنية الحديثة.
وخلال شغلها هذا المنصب، ركزت هالة على بناء شراكات مع المؤسسات الثقافية والفنية الدولية، ونظمت العديد من الفعاليات والمعارض، ومنها مشاركتها في افتتاح معرض "بيغ باد وولف" أكبر معرض لبيع الكتب المخفضة في العالم.
مناصب أخرى تشغلها
وبجانب توليها منصب المدير العام لهيئة الثقافة والفنون في دبي، تشغل السيدة هالة بدري مناصب أخرى، ومنها رئيسة مجلس أمناء جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، كما أنها عضوة في مجلس أمناء مركز الجليلة لثقافة الطفل.
في عام 2021، أضافت بدري في سجل إنجازاته عضوية في مجلس دبي للإعلام، كما انضمت إلى مجلس دبي لمستقبل الإعلام، وتعمل على استنشراف التحولات الإعلامية المستقبلية.
شغلت هالة بدري سابقًا عضويات أخرى، ومنها عضوية مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام، ومجلس إدارة مؤسسة دبي للعطاء، إضافة إلى مجلس أمناء مؤسسة اندماج، التي تهدف إلى تعزيز الانسجام المجتمعي. كما كانت عضوة غير تنفيذية في مجلس إدارة مجموعة دبي للعقارات بين عامي 2015 و2017.
اعتراف عالمي وإقليمي
تألقت هالة بدري كواحدة من أبرز الشخصيات النسائية المؤثرة على مستوى المنطقة والعالم. ففي تقرير هولمز لعام 2018، صُنفت المبتكرة رقم 25 في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، تقديرًا لجهودها الرائدة في مجال الإعلام والإبداع.
وفي عام 2014، احتلت المرتبة 33 ضمن قائمة أقوى 200 امرأة عربية في العالم وفقًا لمجلة فوربس الشرق الأوسط، بينما جاءت في المرتبة 37 من بين أقوى 100 سيدة أعمال عربية في الشركات المدرجة خلال عام 2012.
وفي مايو 2024، أدرجتها مجلة "فاست كومباني" ضمن أكثر 43 شخصًا إبداعيًا في مجال الأعمال في فئة "تقديم الأشياء الجيدة لمزيد من الناس"، اعترافًا بدورها المحوري في تحويل القطاع الثقافي والإبداعي في دبي.
تميزت هالة بدري بتفوق أكاديمي منذ بداياتها، حيث حصلت مرتين على جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي عام 2003، تكريمًا لتميزها الدراسي البارز. وفي عام 2012، تم اختيارها ضمن قائمة الشخصيات الأكثر تأثيرًا في صناعة الإعلام والتسويق والإعلان في الشرق الأوسط، حيث احتلت المرتبة 21 في قائمة "قوة التواصل 2012" لمجلة متخصصة.