نواف منيف واحد من الأصوات المتميزة في المملكة العربية ومنطقة الخليج، عرف إلى جانب عذوبة صوته بجمال ألحانه، حتى لقبه الجمهور بأمير الفن، بالإضافة لتميزه في كتابة الشعر، وظل لسنوات محافظا على تقديم فن أصيل، رغم تجاهل الإعلام له، إلا أن صوته الدافئ وإحساسه العالي استطاع أن يصل للجماهير، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
نشأة نواف منيف وحياته
ولد نواف منيف بن سليمان الرحيلي الحربي، عام 1965، في المملكة العربية السعودية، وهو مطرب سعودي من مواليد المنطقة الشرقية في مدينة الثقبة، بعد فترة انتقلت أسرته وهو معها إلى منطقة القصيم، استطاع "نواف" تحقيق قاعدة جماهيرية وشعبية كبيرة له سواء في المملكة أو في دول الخليج.
فقد رزقه الله بصوت شجي وقوي، لفت إليه أنظار الجميع منذ صغره، وإلى جانب الصوت المميز، امتلك "نواف" أيضا إحساس عالي ساعده على الإبداع كلما هم بالغناء، ليستمتع كل من يستمع له.
إلى جانب الغناء المميز تعلق نواف بعزف العود وأجاده، ولكي يزيد من موهبته أثقلها بالدراسة، فسافر إلى مصر في الفترة من 1993 حتى 1995 ودرس بها العزف على العود حتى أصبح متمكن بشكل كامل، وعاد ليقدم مجموعة من الألحان الرائعة، ولحن معظم أغانيه.
بدأ "نواف" شهرته في ثمانينات القرن الماضي، واستطاع عن طريق اختياره كلمات شعرية راقية، وتقديم ألحان عذبة، بالإضافة لصوته الشجي، وإحساسه العالي أن يأسر قلوب وعقول وأذان المستمعين له مع كل كلمة يغنيها أو لحن يقدمه.
اشتهر "نواف" في الجلسات الشعبية، وقدم في تلك الفترة مجموعة من الأغاني المتميزة التي حققت شهرة كبيرة له بين مستمعيه، ومن أشهر تلك الأغاني التي قدمها في تلك المرحلة.
يا هاجري، خلاص ما بيني وبينك صداقة، ياشين عيشة، ألا بازين، على رسم القدر، تستاهلين القلب، الله من قلب، كما أبدع في أغاني قالت علامك، بعد الصداق، أنت والفرقي، إشاعة، وأغنية مادام الفكر.
وعلى الرغم من تسجيل تلك الجلسات إلا أنها لم تكن على مستوى عالي من الجودة بسبب أن التسجيل كان غير صاف، وضعيف وغير واضح، وهو ما أثر على إظهار صوت نواف منيف أو أداءه بشكل جيد، ولذلك لم تحقق تلك التسجيلات رواجا كبيرا.
مسيرته الفنية
أصدر نواف منيف مجموعة من الألبومات الغنائية التي حققت لها شهرة في المملكة العربية السعودية والخليج العربي ككل، كان أول ألبوم غنائي له في عام 1992 بعنوان بحر الشوق.
مع نجاح الألبوم الأول أصدر "نواف" في عام 1996 ألبوم مراحب والذي حقق نجاح كبير شجعه في العام التالي 1997 لإصدار ألبوم الثالث ظالم.
في عام 1998 تألق في ألبوم يابوي، وفي نفس العام أصدر ألبوم يا رسول البشاير، وفي عام 1999 أصدر ألبوم طول بعادك، وفي عام 2000 تألق في ألبوم الأكيد، وفي نفس العام أصدر "نواف" ألبوم صرخة الخاطر. في عام 2001 أصدر ألبوم طلوع الشمس، وفي عام 2002 أصدر ألبوم وين دنياك.
ونظرا لتألق "نواف" وحبه الجمهور له منحوه مجموعة من الألقاب المتميزة وهي أمير الفن، أستاذ الطرب، كما حصل على لقب صاحب الحنجرة الحزينة.
وإلى جانب الحنجرة الذهبية والألحان المتميزة، فإن نواف منيف فهو شاعر قدير، كتب مجموعة من الأشعار المتميزة والتي تغنى بها، إلا أنه لم يول الشعر اهتماما بقدر ما أعطاه للغناء لذلك فإن المعروف من أشعاره هو عدد قليل من التي قدمها في أغانيه ومنها على سبيل المثال:
يا ابن تركي علام الوقت مقفي علامة
أتعبتنا الليالي والمسافة طويلة بين قلبي وقلبه خوف مدري كرامه
حظي اللي رماني في القلوب العليلة
كما غنى "نواف" أيضا من أشعاره:
خل العتب والملام
خل تفكيرك كبير هجر المحبة حرام
هجر العشير العشير
ونظرا لدقة "نواف" في اختيار القصائد التي يغنيها وحرصه على أن تكون القصائد الشعرية التي يتغنى بها تتماشى مع حنجرته، بالإضافة إلى عذوبة كلماتها، مما يمكنه من تقديم القصيدة سواء في الغناء أو الألحان بأفضل طريقة تحافظ على الحدود والمنهج الذي نهجه لنفسه.
لذلك كان "نواف حريص في اختيار الأشخاص التي تعاون معهم من الشعراء، ومن أشهر الشعراء الذين تعاون معهم، خالد الفيصل، والشاعر القدير عبد العزيز بن سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود(السامر)، كما تعاون مع سالم سيف الخالدي، خالد بن سعود الكبير.
كما تعاون "نواف" مع الشعراء، سعد الخريجي، سالم سيف الخالدي، صالح أحمد خضير، عبد الرحمن العويس، وارث الطيب، أحمد عبد الحق، سامي العنزي، سعد بن دهيم السبيعي، راضي الرشيدي، عبد الإله المطرفي، منيف الحمادي، عبد العزيز المتعب، عبد العزيز العبود.
كما تغنى من كلمات هؤلاء الشعراء، بداح العبلان، خالد سالم، خلف المشعان، بندر الشدادي، فالح الهاجري، علي عسيري، ناصر القحطاني، راشد بن جعيثن، والشاعر محمد المرحوم.
نواف منيف والإعلام
على الرغم من أنه واحد من أهم مطربي الغناء الأصيل في المملكة العربية السعودية، وحاول خلال مسيرته أن يقدم ما يجعله يقدم فن راقي ويترك بصمة مميزة في الغناء والطرب الأصيل بعيدا عن أي إسفاف.
إلا أنه عان طوال مسيرته الفنية من تجاهل الإعلام له خاصة أنه لم يجر يوما أو يلهث خلف شهرة، لذلك كلفه ذلك بأن لا يكون شهرته على حجم موهبته، وتقريبا على مدار عشرات السنوات منذ ظهور "نواف" على الساحة أجرى فقط في عام 1999 حوار صحفي مع مجلة قطوف، وفي عام 2008 أجرى لقاء تلفزيوني وحيد مع قناة رواسي.
ومنذ عام 2002 اختفى نواف منيف عن الساحة الفنية دون إبداء أسباب، وبعد سنوات من الغياب أكد أن الابتعا لأسباب عائلية خاصة بعد مروره بظروف صعبة من وفاة شقيقه ووالده، وما زال محبيه في الخليج العربي يتلهفون لسماع أخباره.
