شغلت السياسية السورية نجاح العطار مناصب سياسية هامة ورائدة، فهي أول سيدة عربية وسورية تشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في سوريا، وفي حياتها تقلدت العديد من المناصب السياسي بدون أي انتماء سياسي ونجحت بجدارة أن تصبح أشهر السياسيات في سوريا والوطن العربي، تعرف على مسيرتها المهنية وحياتها.
من هي نجاح العطار؟
نجاح محمد رضا العطار هي سياسية سورية تشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في سوريا منذ عام 2006 ولدت في العاصمة السورية دمشق في عام 1933 لعائلة إسلامية، فوالدها محمد رضا العطار كان أحد رجال القضاء الشرعي والعدلي في دمشق.
رز اسم العطار على الساحة السياسية والعربية كونها أول امرأة عربية تشغل منصب نائب الرئيس، وخلال حياتها شغلت عدة مناصب سياسية هامة منها وزيرة الثقافة والإرشاد القومي.
حققت العطار عدة إنجازات هامة خلال تسلمها منصب وزارة الثقافة، ولعل أبرزها الإشراف على بناء المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقى ودار الأوبرا.
عُرفت العطار أيضًا بمؤلفاتها الكثيرة ومقالاتها اتلتي نشرت في عدة صحف سورية وعربية، وقد تسلم عدة أوسمة بفضل إنجازاتها خلال شغلها المناصب السياسية البارزة.
ديانة نجاح العطار
ديانتها الإسلام.
كم عمر نجاح العطار؟
ولدت في عام 1933 وتبلغ من العمر 91 عامًا.
نشأتها وتعليمها
نشأت نجاح العطار في عائلة متدينة وإسلامية، فوالدها هو القاضي الشرعي والفقيه والشاعر والعالم السوري محمد رضا العطار، الذي شغل منصب رئيس محكمة الجنايات ومحكمة التمييز.
أما شقيقها فهو عصام العطار الذي كان ينتمي لأحد الجماعات الإسلامية في سوريا، وهرب إلى ألمانيا وقُتلت زوجته بنان الطنطاوي في ألمانيا بسبب معارضته للحكومة.
وتعتبر عائلة العطار من أعرق العائلات السورية التي لها باع طويل في العلم الشرعي، والكثير من أجدادها كانوا أئمة الشافعية في دمشق والشام.
درست العطار في مدرسة الراهبات الفرنسيسكان، وقد درست الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق وشاركت منذ أيام الدراسة في النضال ضد الاحتلال في الوطن العربي كما ناصرت القضية الفلسطينية.
تخرجت من جامعة دمشق عام 1954 وفي عام 1955 حصلت على دبلوما لتربية، ثم سافرت إلى إنجلترا مع زوجها الطبيب ماجد العظمة وحصلت على دبلوم الدراسات الإسلامية عام 1956، وبعدها حصلت على الدكتوراه في الأدب عام 1958 وعدد من الشهادات في العلاقات الدولية والنقد الأدبي والفني.
من هو زوج نجاح العطار؟
تزوجت نجاح العطار من الطبيب ماجد العظمة، وقد وصلت إلى رتبة لواء وشغل منصب المدير العام لإدارة الخدمات الطبية العسكرية في القوات المسلحة السورية.
رزقت نجاح من زوجها بابنين وهما الدكتور وائل والدكتورة أروى، ولديها عدة أحفاد وهم رؤى وسها. توفي زوجها ماجد في عام 2018.
مسيرتها المهنية
بدأت نجاح مسيرتها المهنية بالتدريس في المدارس الثانوية، حيث لم يكن يتم توظيف محاضرات نساء في الجامعات السورية، وقد انتقلت بعدها للعمل في مديرية التأليف والترجمة ضمن وزارة الثقافة والإرشاد.
تدرجت العطار في المناصب وأصبحت مديرة القسم، وفي عام 1976 شغلت منصب وزيرة الثقافة والإرشاد القومي وظلت تشغل هذا المنصب حتى عام 2000. كانت أيضًا عضوًا في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، ولها عضوية في جمعية النقد الأدبي.
إنجازاتها كوزيرة للثقافة
خلال الفترة التي شغلت فيها نجاح العطار منصب وزير الثقافة حققت عدة إنجازات هامة، فخلال فترة وزارتها تم اكتشاف آثار حارة إيبلا، والتي تعتبر أول مملكة ذات قوة مسلحة في التاريخ ويعود تاريخها إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد.
أقامت العطار عددًا من المعارض الأثرية وقد ساهمت في النهضة الثقافية، حيث أطلقت مشروعاً لإنشاء متحف للفنون، وأشرفت على بناء المعهد العالي للفنون المسرحية، والمعهد العالي للموسيقى، ودار الأوبرا ومكتبة الأسد.
لعبت العطار دوراً معتدلاً بصفتها شخصية مستقلة غير مرتبطة بالحزب الحاكم. عبر جهودها في مجال الترجمة والثقافة، أسهمت على الصعيدين المحلي والعربي دون تمييز بين المثقفين من مختلف التوجهات السياسية والفكرية.
رغم أنها كانت تواجه تحديات من الأجهزة الأمنية والحزبية أحيانًا، إلا أنها بقيت ملتزمة بعلاقاتها مع المثقفين.
بمنصبها الرفيع، استمرت في استقبالهم في مكتبها وتبادل الأفكار والمشاكل والمساهمة في حلها، مع الحرص على توفير الحماية والدعم داخل الإطار المسموح به من النظام.
كانت العطار مؤيدة للرئيس بشار الأسد في حين أن شقيقها عصام العطار أبعد عن سوريا وعاش في ألمانيا، وقد تم اغتيال زوجته بنان، ابنة علي طنطاوي في ألمانيا، عندما كانت تشغل منصب وزيرة الثقافة.
تعيينها نائبة للرئيس
كان الإنجاز الأهم في مسيرة نجاح العطار المهنية هو تعيينها في منصب نائب الرئيس بشار الأسد، لتصبح أول امرأة سورية وعربية تشغل هذا المنصب.
كان اختيار العطار لهذا المنصب يحوي أبعادًا سياسية وحزبية، فهي لا تنتمي إلى حزب البعث الحاكم، بل هي مستقلة منذ الستينيات وكانت قريبة من الأجواء الناصرية، لذا كان اختيار شخص غير بعثي نائبًا للرئيس أمرًا ملفتًا.
في عام 2014 جدد بشار الأسد منصبها وتم اختيارها مرة أخرى نائبًا للرئيس ولا تزال تشغل هذا المنصب حتى وقتنا هذا. في عام 2022 كرمها بشار الأسد بوسام أمية الوطني ذا الرصيعة تقديرًا لإنجازاتها الوطنية.
تعتبر العطار من أكثر المؤيدين للرئيس حافظ الأسد وبشار الأسد، حيث صرحت بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في سوريا بأن سوريا تحتاج لقيادة مثل الرئيس الأسد.
وقد حازت العطار على العديد من الأوسمة، ومنها وسام الكنز المقدس عام 2002، ووسام جوقة الشرف عام 1992، ووسام الاستحقاق الوطني الفرنسي عام 1983، وحصلت على وسام الصداقة بين الشعوب، ونيشان الاستحقاق المالطي.
مؤلفات نجاح العطار
أثرت السيدة نجاح العطار المكتبة العربية بالعديد من الكتب والمؤلفات، ومنها "أدب الحرب وهي دراسة أعدتها مع الكاتب حنا مينة وصدرت في عام 1967. نشرت أيضًا قصص بعنوان "من يذكر تلك الأيام" بالاشتراك مع حنا مينا ف يعام 1974.
من مؤلفاتها كذلك مقالات بعنوان "نكون أو لا نكون" وصدرت في عام 1981، وكتاب "كلمات ملونة"، و"إسبانيا وهمنغواي والثيران"، و"النسيج الثوري بين آذار وتشرين".