واحدة من نجمات الزمن الجميل، وإحدى الفنانات المشهورات في فترة الخمسينيات والستينات، إنها الفنانة نادية سيف النصر التي شاركت مع كبار النجوم في العديد من الأعمال المميزة، وانتهت حياتها بشكل مأساوي، تعرف على مسيرتها الفنية في السطور التالية.
حياة نادية سيف النصر ونشأتها
هي ممثلة مصرية ولدت في 6 يوليو عام 1932 في مدينة القاهرة، ونشأت في عائلة متوسطة الحال، فوالدها لبناني كان يعمل تاجرًا ما بين مصر ولبنان، ووالدتها مصرية، وهي الابنة الوحيدة.
في طفولتها انفصلت والدتها عن والدها وغادر والدها، ثم تزوجت والدتها مرة أخرى، وحصلت نادية على شهادة الثانوية العامة، ثم التحقت بكلية الآداب قسم إنجليزي، ولكنها لم تكمل تعليمها بسبب وفاة والدتها، فاتجهت للعمل بالفن.
بدأت نادية حياتها الفنية من خلال الغناء والرقص في الحفلات والموالد، وتمكنت من الدخول إلى مجال الفن بشكل احترافي بعد انضمامها إلى فرقة "نجيب الريحاني" وشاركت معه في العديد من المسرحيات.
بعد شهرتها في الفرقة تمكنت من دخول السينما من خلال فيلم "هو والنساء" وجسدت في هذا الفيلم دور فتاة ليل تبحث عن الشهرة، وبعدها توالت أعمالها الفنية.
نادية سيف النصر ويوسف فخر الدين
تعرفت نادية على الفنان يوسف فخر الدين، واستطاعت أن تخطف قلب الوسيم فتى أحلام الفتيات، وجمعتهما قصة حب انتهت بالزواج، وكانت نادية تكبره ب3 أعوام.
وقد روى الفنان حسن يوسف عن علاقة يوسف فخر الدين بنادية، فقال إنه بعد زواجهما كان يوسف يرفض السهر مع أصدقائه، فتحول من شخص يُعرف بتعدد علاقاته النسائية بشخص وفي لزوجته.
نادية سيف النصر وقضية التخابر
كشفت الفنانة مريم فخر الدين شقيقة يوسف في مذكراتها بعد عدة أعوام من وفاة شقيقها أن مدير المخابرات المصرية في عهد جمال عبد الناصر صلاح نصر جنّد نادية في المخابرات المصرية، واستخدمها في العديد من العمليات المخابراتية داخل وخارج مصر.
كشفت مريم كذلك إن نادية كانت مهتمها تجنيد صديقاتها من الفنانات مقابل عدد من المغريات سواء مادية أو فنية أو شخصية.
أكدت مريم كذلك أن صلاح نصر لجأ لحيلة شيطانية من أجل تدبير طلاقها بزوجها لدكتور الطويل، واستخدم نادية في هذا الأمر، ليتبين بعد ذلك أن نادية عميلة للمخابرات.
وفاة نادية سيف النصر
وتوفيت نادية يوم 27 فبراير عام 1974 في لبنان عن عمر 42 عامًا، حيث توفيت في حادث سيارة في العاصمة اللبنانية بيروت، وذكرت بعض الصحف أن هذه الحادثة مدبرة من صلاح نصر لرفض نادية التعاون مع المخابرات مرة أخرى.
وذكرت الصحافة تفاصيل الحادث، حيث كانت تقود سيارتها في أعلى القمم الجبلية في لبنان، واصطدمت بسيارة نقل في الطريق، ففقدت التحكم في السيارة وانقلبت من أعلى الجبل وتوفيت فورًا في مكان الحادث.
مشوارها الفني
بدأت الفنانة نادية سيف النصر حياتها الفنية عن طريق الرقص والغناء في الحفلات والموالد، وبعدها أتيحت لها فرصة الانضمام إلى فرقة نجيب الريحاني، وشاركت مع الفرقة في العديد من المسرحيات، كما شاركت في أوبريت "وداد الغازية" مع هدى سلطان ومها صبري، والفنان العراقي كنعان وصفي وغيرهم من الفنانين.
ومع الفرقة شاركت نادية في عدة مسرحيات شهيرة في منتصف الستينيات، ومنها مسرحية "عريس في إجازة" التي شارك فيها مجموعة كبيرة من الفنانين، منها أبو بكر عزت، وآمال شريف، وممدوح زايد، وماري منيب، وليلى طاهر، وإبراهيم سعفان، والمسرحية من تأليف أبو السعود الإبياري، وإخراج نبيل خيري.
من خلال هذه المسرحية تمكنت نادية من الحصول على مكان في السينما، حيث أعجب بها المخرج الكبير حين الإمام، وقدمها للسينما، وخاضت أولى تجاربها السينمائية في فيلم "هو والنساء" عام 1966.
في هذا الفيلم قامت بدور فتاة ليل ترغب في أن تكون مشهورة، وشاركت التمثيل أمام كبار الفنانين أمثال هند رستم، ورشدي أباظة، وسهير الباروني، وحمدي أحمد، وسمير صبري، ومديحة كامل، ونجوى فؤاد، وناهد شريف، وعبد المنعم إبراهيم وغيرهم.
شاركت كذلك في فيلم "تاكسي"، وفي عام 1966 شاركت في مسلسل "زينة"، ومسلسل "العبقري" من بطولة سعيد صالح، ونبيلة السيد، ويوسف وهبي، وحسن مصطفى، وبوسي، ونبيلة عبيد، ومحمود المليجي.
وبعدها بعام شاركت في فيلم "الليالي الطويلة" من بطولة نادية لطفي، ومحمود مرسي، ونورا، وبوسي، وشفيق نور الدين، وعزيزة حلمي.
في هذا الفيلم قدمت نادية دور سميرة زوجة بطل العمل التي ستفقد حياتها أثناء ولادتها طفلها الثاني، فتترك زوجها يتحمل أعباء تربية أبنائه وحده.
في العام نفسه شاركت في فيلم "القبلة الأخيرة" من بطولة ماجدة، ورشدي أباظة، وإيهاب ناصح، وعبد المنعم إبراهيم، وإيهاب نافع، وفي العام التالي شاركت في مسلسل "لعبة الرجال" من بطولة محمود المليجي، وحسن البارودي، وعماد حمدي، وسميحة أيوب، ويوسف شعبان.
في عام 1968 شاركت في فيلم "روعة الحب" من بطولة نجلاء فتحي، ورشدي أباظة، ويحيى شاهين، وعبد المنعم إبراهيم، ومديحة حمدي، وكريمة الشريف، ثم شاركت في فيلم "حكاية 2 بنات" من بطولة سعاد حسني، وحسن يوسف، وشمس البارودي، ومحمد رضا.
في العام نفسه شاركت في فيلم "أنا الدكتور" من بطولة فريد شوقي، ونيللي، وتوفيق الدقن، وعادل إمام، ومحمد رضا، ثم شاركت في فيلم "المساجين الثلاثة" من بطولة رشدي أباظة، وشمس، ومحمد عوض، ويوسف شعبان، وشمس البارودي، وناهد يسري وغيرهم.
بعدها شاركت في فيلم "3 نساء" من بطولة صباح، وهدى سلطان، وميرفت، وصلاح ذو الفقار، وأحمد رمزي، وشكري سرحان، وفي عام 1969 شاركت في فيلم "عائلات محترمة"، وفيلم "7 أيام في الجنة".
أعمالها في السبعينات
في عام 1970 شاركت نادية سيف النصر في فيلم "غروب وشروق" من بطولة سعاد حسني، وصلاح ذو الفقار، ورشدي أباظة، وبعدها بعامين شاركت في مسرحية "الزير سالم".
وفي عام 1974 شاركت في فيلم "أرملة ليلة الزفاف" وهو آخر أعمالها الفنية قبل وفاتها من بطولة كمال الشناوي، وناهد شريف. حققت نادية نجاحًا كبيرًا وشهرة واسعة رغم الأدوار الصغيرة التي قدمتها في مشوارها الفني.
