-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
سنوات النشاط
-
-
معلومات خفيفة
-
البرج الفلكي
-
السيرة الذاتية
يعد الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو أحد أهم الفلاسفة في القرن العشرين والذي اشتهر بأفكاره النقدية للسلطة والمعرفة، وله تأثير كبيرة على العديد من المجالات منها علم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ، وقدم نظرياته الخاصة بالتاريخ والمعرفة، وأصبحت أفكاره تلهم المفكرين والباحثين من جميع أنحاء العالم، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته.
من هو ميشيل فوكو؟
بول ميشيل فوكو هو فيلسوف ومؤرخ فرنسي ولد في 15 أكتوبر عام 1926 ويعد واحد من أهم الفلاسفة في القرن العشرين، واشتهر بنظرياته عن العلاقات بين السلطة والمعرفة وطريقة استخدامها من أجل السيطرة الاجتماعية.
أثرت أفكار فوكو بشكل كبير على الأكاديميين من حول العالم، وخاصة علماء النفسي والاجتماع والأنثروبوجليا، كما أثرت نظرياته على النسوية والماركسية والدراسات الثقافية وعلم الجريمة وغيرها من المجالات.
ألف فوكو العديد من الكتب الفلسفية التي حقق من خلالها نجاحًا كبيرًا، وقد كان نشطًا في العديد من الجماعات اليسارية، وعرفه برفضه للعنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان، وخلال حياته حاضر ف يعدة جامعات حول العالم.
توفي فوكو متأثرًا من مضاعفات فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، وقد كان وقتها أول شخصية فرنسية عامة تموت في فرنسا بسبب مضاعفات هذا المرض.
نشأته وتعليمه
ولد ميشيل فوكو في مدينة بواتييه في فرنسا وهو الطفل الثاني من بين 3 أطفال، وقد نشأ في عائلة من الطبقة الثرية والمحافظة اجتماعيًا، حيث كان والده يعمل جراحًا ناجحًا ولديه عيادته الخاصة، أما والدته آن مالابيرت ابنة جراح ثري كان لديه عيادة خاصة ويدرس مادة التشريح في كلية الطب في جامعة بواتييه، وتولى والده فيما بعد إدارة العيادة الطبية التي كان يملكها والد زوجته.
نشأ بول في عائلة مسيحية كاثوليكية، ولكنها رغم ذلك لم تكن عائلة متدينة. تحدث بول عن طفولته وأوضح أنها كانت قاسية، فقد كان والده يعاقبه بشدة.
درس فوكو في مدرسية ليسيه هنري الرابع ودرس الفرنسية واليونانية واللاتينية والتاريخ في المدرس، وفي عام 1939 انضم إلى كلية سان ستانيسلاس، والتي كانت مدرسة كاثوليكية صارمة، ووصف سنواته في هذه المدرسة بأنها "محنة".
رغم سنوات دراسته الصعبة إلا أنه كان متفوقصا في الدراسة، وتفوق بشكل خاص في مادة الفلسفة والتاريخ والأدب، وفي عام 1943 حصل على درجة البكالوريا.
عارض فوكو رغبة والده بدخوله كلية الطب وأن يصبح جراحًا، وفي المقابل انصرف تركيزه على الفلسفة، حيث درس على يد الفيلسوف جان هيبوليت، وقرأ العديد من الكتب الفلسفية لفلاسفة كبار منهم كارل ماركس وغيرهم.
سنوات الدراسة الجامعية
في عام 1946 التحق فوكو بمدرسة النخبة للأساتذة العليا في باريس، وكانت سنوات دراسته الجامعية مضطربة، فلم يكن مشهورًا في سكن الطلبة، وكان يقضي معظم الوقت بمفرده في القراءة.
كان ميشيل فوكو يميل إلى العنف بشكل مرعب، وقد كان يزين غرفة نومه برسومات للتعذيب والحرب رسمها الفنان الإسباني فرانسيسكو غويا، وقد قيل إنه طارد أحد زملائه في السكن بخنجر، كما كان يؤذي نفسه كثيرًا.
في عام 1948 حاول فوكو الانتحار، حيث كان وقتها مهووسًا بفكرة الانتحار وتشويه الذات، وقد حاول الانتحار أكثر من مرة في السنوات التالية، وأشاد بالموت والانتحار في كتاباته اللاحقة.
في الجامعة انجذب فوكو إلى الفلسفة بشكل أكبر، وقرأ لفلاسفة عدة منهم كانت وإدموند هوسرل ومارتن هايدجر، وفي عام 1948 تخرج بدرجة البكالوريوس في الفلسفة، ثم حصل على درجة الماجستير في العام التالي.
في عام 1950 حصل على الشهادة العليا في الفلسفة، وفي عام 1952 بدأ بدراسة الدكتوراه، كما أنه كان مهتمًا بعلم النفس وحصل على بكالوريوس في علم النفس المرضي في جامعة ديكارت في باريس عام 1952.
مسيرته المهنية
بدأ ميشيل فوكو مسيرته المهنية بعدد من الوظائف المختلفة، ففي الفترة من عام 1951 إلى 1955 عمل مدرسًا لعلم النفس في مدرسة العلوم الوطنية، كما درس علم النفس في جامعة ليل من عام 1953 إلى 1945، وفي الوقت نفسه واصل العمل على أطروحة الدكتوراه الخاصة به.
أصبح فوكو أيضًا متدربًا بشكل غير رسمي في معهد الطب النفسي في مستشفى سانت آن. انتقل بعد ذلك إلى السويد حيث عمل كدبلوماسي ثقافي في جامعة أوبسالا، وعمل ف نفس الوقت مديرًا لدار فرنسا، ثم ذهب إلى بلوندا وهناك تولى مسؤولية المركز الفرنسي في جامعة وارسو، كما ألقى المحاضراتف ي عدة جامعات بولندية، ثم غادر البلاد بعدما تعرض لفضيحة دبلوماسية.
كانت وجهته التالية إلى ألمانيا الغربية حيث عمل في المعهد الفرنسي في هامبورغ، وهناك أكمل أطروحته الأولى "هذه المبادئ" وحصل على دكتوراه دولية عن دراساته في تاريخ الطب، وتحدث فيها بشكل مختلف عن المرض العقلي.
في عام 1959 نشر أطروحته الثانية بعنوان "مقدمة في الأنثروبولوجيا"، وفي عام 1960 تولى منصبًا ثابتًا في الفلسفة بجامعة كليرمون فيران في فرنسا. في منتصف الستينيات انتقل للعمل في تدريس علم النفس في جامعة تونس في تونس وعاد بعدها بسنتين وشغل منصب رئيس قسم الفلسفة في جامعة باريس 8، ودرس بعدها ف يجامعة مختلفة منها كوليدج دو فرانس.
أهم كتب ميشيل فوكو
نشر ميشيل فوكو العديد من الكتب الفلسفية خلال مسيرته المهنية، وأول كتاب نشره كان عام 1954 بعنوان "المرض العقلي والشخصي" والذي تأثر فيه بالفكر الماركسي والهايدجري وركز فيه على موضوعات واسعة منعلم النفس الانعكاسي لبافلوف والتحليل النفسي الكلاسيكي لفرويد.
من مؤلفاته الشهيرة أيضًا كتاب "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" عام 1961 ويقدم فيه تحليلًا تاريخيًا وفلسفيًا لمفهوم الجنون في الغرب. من كتبه "المراقبة والمعاقبة" وفيه يتحدث عن تاريخ النظام العقابي في الغرب، وكيف تطور من أشكال العقاب الجسدي إلى أشكال المراقبة والسيطرة النفسية.
في عام 1976 نشر أحد أكثر كتبه إثارة للجدل "الجنسانية والتاريخ الأول" وقدم فيه تحليلًا نقديًا لتاريخ الجنسانية في الغرب وكيف تم تشكيلها من خلال الممارسات الاجتماعية. وفي عام 1984 نشر كتاب "الإرادة في المعرفة" وناقش فيه العلاقة بين السلطة والمعرفة، وكيف يمكن استخدام المعرفة من أجل ضبوط سلوك الأفراد والمجتمعات.
في عام 1984 نشر كتاب "استعمال المتع" وقدم فيها تحليلًا تاريخيصا لفلسفة ومفهوم المتعة في الغرب. بالإضافة إلى ذلك انتشرت مقالات ميشيل فوكو بشكل واسع، ففي عام 1984 نشر كتاب بعنوان "ما التنوير" وهي مجموعة مقالات ناقش فيها ماهية التنوير.
مقال آخر شهير له بعنوان "السلطة والخطاب" والتي قدم فيها العلاقة بين السلطة الوخطاب وكيف يمكن استخدام اللغة من أجل ضبط سلوك الأفراد والمجتمعات.
السلطة عند ميشيل فوكو
كان هذا الفيلسوف الأعمق بين فلاسفة القرن العشرين يرفض فكرة مركزية الذات والإنسان التي قامت عليها الوجودية، وخاصةً في فلسفة جان بول سارتر؛ ولهذا السبب، كان يرفض أن يُطلق عليه لقب فيلسوف، إذ اعتبر أن الفيلسوف يمثل تعيينًا لمركزية فكرية معينة.
يعتبر ميشيل فوكو فيلسوف السلطة، فقد قدم مفهومًا للسلطة مختلفًا عن مفهوم فلاسفة قبله، فقد رأى أن السلطة موجودة في كل جوانب المجتمع: في الأسرة حيث يتمتع الأب بالسلطة، وفي المدرسة، والعيادة، والسجن، وحتى في المؤسسات العلمية.
ووفًا لفوكو، أصبحت السلطة أفقية بعد أن كانت عمودية هرمية. لم يأتِ فوكو بهذه الفكرة من تلقاء نفسه، بل طورها من مفهوم إرادة القوة الذي تحدث عنه فريدريك نيتشه، والسلطة التي يتحدث عنها فوكو تعمل على تلبية رغبات الخطاب السائد في مختلف الفترات التاريخية.
ومن وجهة نظر فوكو فإن الطب هو أحد الأنظمة التي ساهمت في السيطرة على الجسد، حيث توسعت السلطة الطبية وبسطت سيطرتها على كل مجالات الحياة تحت ذريعة تحسين رفاهية السكان.
مفهوم الجنون عند ميشيل فوكو
يعد مفهوم الجنون من أهم المفاهيم التي تناولها الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، وقد تحدث في كتابه "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" عن تاريخ وفلسفة الجنون في الغرب وكيف تطورت عبر القرون.
يرى فوكو أن مفهوم الجنون ليس مفهومًا طبيعيًا بل هو مفهو اجتماعي تم تصنيعه وتغييره بمرور الوقت، ففي العصور الوسطى كان ينظر إلى المجانين على أنهم ممسوسون من قبل الشيطان، أما في العصر الكلاسيكي، القرنين السابع عشر والثامن عشر، تم التعامل مع المجانين على أنهم مجرمون وتم حبسهم في دور الرعاية.
في القرن التاسع عشر ظهور مفهوم المرض العقلي، وهو ما أدى إلى تحويل المجنون من مجرم إلى مريض بحاجة إلى علاج. ويرى فوكو أن التغييرات في مفهوم الجنون لم تكن محايدة، بل ارتبطت بتغييرات في العلاقات السياسية والاجتماعية كذلك.
فمثلًا في العصر الكلاسيكي تم استخدام الجنون لتبرير حبس الفقراء والمشردين، وهو ما ساعد على الحفاظ على النظام الاجتماعي، وفي القرن التاسع عشر تم استخدام مفهوم المرض العقلي لتبرير سيطرة الطبقة الطبية على المجانين واستبعادهم من المجتمع فيما بعد.
وقد قدم فوكو نقدًا لذاعًا للخطاب حول الجنون وكيف يستخدم لضبط سلوك الأفراد والمجتمعات، وجادل بأن مفهوم الجنون استخدم لتخويف الناس وإخضاعهم للسلطة، وقد أثار هذا التحليل جدلًا كبيرًا، ولكنه ساهم في تغيير الطريقة التي يفهم بها الكثيرون الجنون.
نظرية المعرفة عند ميشيل فوكو
قدم ميشيل فوكو تحليلًا نقديًا لكيفية نشوء المعرفة وتداولها واستخدامها في إطار العلاقات السياسية والاجتماعية، فقد جادل بأن المعرفة ليست محايدة ولكنها نتاج خطابات وممارسات اجتماعية، كما أكد أن الخطاب هو أداة من أدوات السلطة التي تستخدم لضبط سلوك الأفراد والمجتمعات.
نظرية ميشيل فوكو للموت
أشاد ميشيل فوكو بالموت والانتحار في كتاباته اللاحقة، وقد سبق أن حاول الانتحار أكثر من مرة، وذلك بسبب المضايقات التي تعرض لها كونه مثلي الجنسي، حيث كانت المثلية وقتها من المحرمات اجتماعيًا في فرنسا.
إن فكرة "موت الإنسان" التي بشر بها ميشيل فوكو لا تعني الموت البيولوجي بقدر ما تعني تحول الإنسان إلى مجرد كائن ضمن أشياء الوجود، بعدما كان في الماضي ذاتًا متعالية على المعرفة
يرى فوكو أن الموت هو الحقيقة الوجودية الثابتة التي لا مفر منها وأن الموت يمثل نهاية الوجودا لفردي، وإدراك الموت يشكل عنصرًا أساسيًا في تشكيل الذات وتحديد معنى الحياة.
يرى فوكو أيضًا أن الموت يمثل تحررًا من قيود السلطة والسيطرة الاجتماعية، ففي الموت يفقدر الفرد جميع الأدوار والهويات التي فرضتها عليه المجتمعات ويصبح حرًا بدون قيود، ويرى أن الموت تجربة شخصية لا يمكن نقلها أو مشاركتها مع الآخرين.
كيف توفي ميشيل فوكو؟
يعد ميشيل فوكو من الفلاسفة الذين اعترفوا بمثليتهم الجنسية، وقد انخرط طوال حياته في أفعال جنسية مع مختلفة الرجال، وكان على علاقات مع رجال مختلفين، كما أنه كان يشيد بالمثلية الجنسية والمازوخية والسادية بكل صراحة أمام الصحف وفي اللقاءات المختلفة.
واجه فوكو فضيحة كبرى في بولندا بسبب ثليته، حيث انخرط في نشاط جنسي مثلي مع دبلوماسي بولندي كان يأمل بإيقاع فوكو في موقف محرج، وبسبب ذلك غادر بولندا وانتقل إلى ألمانيا الغربية بعد هذه الفضيحة.
كان فوكو منخرطًا بشكل عميق في عالم الانحراف، وكان يرى أن الجنسي ليست وسيلة للمتعة فقط، بل هي قضية حقيقية، وقد أشاد خلال حياته بالنشاط السادي المازوشي في مقابلات مع صحافة المثليين.
وفي النهاية بعد سنوات من النشاط الجنسي المثلي وغير الآمن أصيب فوكو بمرض الإيدز، وهو المرض الذي قال عنه سابقًا بأنه "المرض الذي يحلم به، ففي صيف عام 1983 أصيب بسعال جاف متواصل وكان يعتقد أن الأمر مجرد عدوى رئوية، وعندما دخل المستشفى تم تشخصيه بالإيدز، وهو المرض الذي يم يكن معروفًا وقتها.
توفي فوكو فيما بعد في 10 يونيو عام 1984 في مستشفى بعدما تدهورت حالته الصحية وعانى من أعراض عصبية معقدة بسبب الإنتان الناتج عن الإيدز، ورغم نفي عائلته في البداية أنه توفي من الإيدز، إلا أن حبيبه وشريك حياته عالم الاجتماع دانييل ديفيرت أعلن أنه توفي بالإيدز وأسس منظمة وطنية لفيروس نقص المناعة في فرنسا.