فنانة استثنائية استطاعت أن تحافظ على نجوميتها وتظل في قمة تألقها لسنوات طويلة جعلتها الممثلة الأكثر ترشيحا للجوائز الفنية في هوليوود، إنها ميريل ستريب .
النجمة الأمريكية تم اختيارها من قبل النقاد "أعظم ممثلة حية"، كما رشحت لجائزة الأوسكار 21 مرة، وفازت بها 3 مرات، ورشحت أيضا لجائزة جولدن جلوب 32 مرة وفازت بها 8 مرات.
ولدت ماري لويز ستريب يوم 22 يونيو عام 1949، في ولاية نيو جيرسي الأمريكية، وكانت والدتها ماري ويلكنسون ستريب تعمل كناقدة فنية ووالدها عمل كمدير تنفيذي في مجال الأدوية، ولديها شقيقان هما هاري ويليام ستريب، ودانا ديفيد ستريب، ويعملان في مجال التمثيل.
النجمة الأمريكية Meryl Streep من أصول ألمانية سويسرية، ووالدتها من أصول إنجليزية وألمانية وأيرلندية، وهاجر جدها الثاني لوالدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت أسرتها من أوائل ملاك الأراضي في ولاية بنسلفانيا.
انضمت النجمة الاستثنائية في صغرها إلى مدرسة سيدار هيل الابتدائية ومدرسة أوك ستريت الثانوية، وبدأت حياتها الفنية مبكرا من خلال المسرح المدرسي حيث لعبت دور البطولة في مسرحية «ذا فاميلي أبستيرز» عام 1963.
وبعد انتقال أسرتها إلى منطقة برناردسفيل، في نيو جيرسي، ذهبت Meryl Streep إلى مدرسة برناردز الثانوية، وعندما بلغت 12 عاما تم اختيارها للغناء في إحدى الحفلات المدرسية، ثم حصلت على دروس في الأوبرا لدى إستيل ليبلينج.
لكنها لم تستمر في الغناء الأوبرالي حيث قالت إنها لم تكن تفهم ما تغنيه، وفي نهاية دراستها بالمرحلة الثانوية تم اختيارها لتكون ملكة حفل التخرج في سنتها الأخيرة.
بعد ذلك حصلت على شهادة البكالوريوس في الآداب بدرجة امتياز عام 1971، ثم بدأت الدراسة للحصول على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ييل للدراما، وعملت كنادلة لكي تتمكن من دفع رسوم الجامعة.
وحصلت على الماجستير عام 1975، وانضمت إلى كلية دارتموث كطالبة زائرة، قبل أن تحصل على درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب من الكلية عام 1981.
دائما ما تظهر Meryl Streep نجمة هوليوود وهي معتزة بنفسها وبفنها، وقالت إن والدتها كانت السبب في ثقتها بنفسها حيث كانت تقارنها في المظهر والأسلوب مع السيدة جودي دينش، الممثلة البريطانية الشهيرة.
وقالت عن والدتها: "كانت مرشدة حقيقية فقد كانت تقول لي: ميريل أنت رائعة وقادرة، يمكنك أن تحققي أي شيء تريدينه إذا عقدت عزمك عليه، إن تكاسلت فلن تحققيه أبدًا".
بعد الانتهاء من الدراسة بدأت النجمة الصاعدة البحث عن فرصة في عالم الاحتراف الفني، وظهرت على المسرح في عام 1975، ولم تستمر طويلا حتى بدأت رحلتها مع الجوائز.
وفي العام التالي تم ترشيحها لجائزة "توني" كأفضل ظهور لممثلة مسرحية عن دورها في مسرحية "27 عربة مليئة بالقطن" و"ذكرى اثنين من أيام الاثنين".
ثم انتقلت من المسرح إلى شاشة التلفزيون وظهرت في عام 1977 في الفيلم التلفزيوني "الموسم الأكثر دموية"، وفيلم "جوليا"، وفي 1978، فازت بجائزة إيمي لأفضل ممثلة رئيسية بارزة عن دورها في المسلسل القصير "المحرقة"، كما حصلت على أول ترشيح لجائزة الأوسكار عن دورها في صائد الغزلان.
وعلى مدار مسيرتها الفنية الطويلة في هوليوود تم ترشيح ستريب لجائزة الأوسكار - الجائزة الأكبر في عالم السينما - 21 مرة، منها 17 ترشيحا لجائزة أفضل ممثلة، و4 ترشيحات لجائزة أفضل ممثلة مساعدة، لتنجح في الفوز بالجائزة 3 مرات.
كانت الأولى كأفضل ممثلة مساعدة في فيلم "كرامر ضد كرامر" عام 1979، وفازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في فيلم "اختيار صوفي" عام 1982، وأيضا أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "المرأة الحديدية" عام 2011.
كما تم ترشيحها 32 مرة لفئات مختلفة في جائزة جولدن جلوب وفازت بها 8 مرات، ما يجعلها الأولى في عدد الترشيحات للجائزتين.
بجانب جوائز الأوسكار حصلت نجمة هوليوود على عدد من الجوائز والتكريمات الفخرية حيث فازت بجائزة "إنجاز الحياة" في عام 2004، وتم تكريمها من جمعية السينما في مركز لينكولن عام 2008، ومركز كينيدي الثقافي عام 2011 لمساهمتها في الثقافة الأمريكية، من خلال الفنون المسرحية.
ومنحها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الميدالية الوطنية للفنون لعام 2010، وفي عام 2014، منحها وسام الحرية الرئاسي، وفي عام 2003، منحتها حكومة فرنسا وسام الفنون والآداب من رتبة قائد.
قدمت نجمة هوليوود عددا كبيراً من الأفلام المميزة على مدار تاريخها الفني ولكن هناك بعض الأفلام التي دائما ما تتصدر اختيارات الجمهور عند الحديث عن أفضل أفلامها ومنها: "اختيار صوفي"، و"الشيطان يلبس البردة"، و"كرامر ضد كرامر"، و"الشك"، و"جسور مقاطعة ماديسون"، و"صائد الغزال".
وبسبب مسيرتها الفنية الطويلة فإن النجمة Meryl Streep صاحبة الـ73 عاما قدمت عددا كبيرا من الأدوار الفنية لمختلف المراحل العمرية دون أي خوف أو خجل من تقدمها في السن، وهو ما جعلها مثالا على قدرة الفنان على التعامل مع مختلف الأدوار.
وفي تصريحات له قال النجم الأسترالي راسل كرو، موجها نصيحة لنجمات هوليود: "خذوا من ميريل ستريب قدوة ومثلا، وقدموا أدوارا تناسب أعماركم مثل الظهور كأمهات".
وأضاف أن عددا قليلا من الممثلات يتفهمن تقدمهن في العمر، ولذلك هن موجودات على الساحة وأسماؤهن في السوق مطلوبة، مؤكدا أن الفنان عليه أن يدرك أن عمره يمر بمراحل مختلفة، ولن يبقى شابا، ولن يقدم ذلك الدور طوال عمره.
دخلت Meryl Streep نجمة هوليوود في صدام علني مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث قالت، خلال تسلمها لجائزة جولدن جلوب، إن ترامب كسر قلبها بمحاكاته بسخرية لصحفي معاق أثناء حملته الانتخابية.
وتابعت: "هذا الميل الغريزي للإهانة عندما يمثله شخص على الساحة العامة، شخص صاحب نفوذ، فإن أثره يمتد إلى حياة الجميع، قلة الاحترام تولد قلة احترام ..والعنف يولد العنف".
ورد ترامب عليها في تغريدة على موقع تويتر ووصفها بأنها شخصية "مبالغ فيها"، لترد عليه الهجوم مجددا قائلة: "نعم أنا شخصية مبالغ فيها، وأتزين بصورة مبالغ بها، ولكني أنا الممثلة الأشهر في جيلي".
مثلما تمتلك Meryl Streep مسيرة فنية استثنائية فإنها عاشت أيضا قصة حب استثنائية مع زوجها النحات دون غومير، الذي التقت به منذ عام 1978 بعد وفاة حبيبها الأول جون كازالي، الذي توفي بعد إصابته بسرطان الرئة.
وارتبطت بعد ذلك بصديق شقيقها دون غومير، وفي 1978، تم عقد قرانهما، ورزقا بأربعة أبناء هم: هنري، مامي، غريس ولويزا، واتجهت مامي وجريس إلى التمثيل وعمل هنري بمجال الموسيقي وأصبحت لويزا عارضة أزياء.
لا تتحدث ميريل كثيرا عن زواجها وتفضل الاحتفاظ بخصوصيتها بعيدا عن وسائل الإعلام، ولكنهما يظهران سويا في حفلات توزيع الجوائز.
وفي إحدى المرات قالت عن زوجها: "أولاً سأشكر دون، لأنني إذا شكرته بنهاية خطابي فسيضيع اسمه بين صخب الموسيقى التي تُعزف، أريده أن يعرف أن كل الأمور التي أقدرها في الحياة هو من منحني إياها".