حققت الرياضية مونيكا سيليش نجاحًا كبيرًا في رياضة التنس ففي عام 1990 أصبحت أصغر بطولة في بطولة فرنسا المفتوحة وعمرها 16 عامًا فقط وواصلت تألقها إلا أن حادثة طعن تعرضت لها خلال إحدى مبارياتها كانت سببًا في تراجع مستواها ثم اعتزالها الرياضة.
تعتبر سيليش واحدة من أعظم لاعبي التنس على الإطلاق، وتم اختيارها من ضمن 30 أسطورة للتنس النسائي في الماضي والحاضر والمستقبل حسب جريدة تايمز، إلا أن حادثة الطعن منعتها من مواصلة إنجازاتها التي لو لم تحدث لكانت اللاعبة الأكثر إنجازًا على الإطلاق، تعرف على مسيرتها الرياضية وحياتها ولماذا تعرضت للطعن في هذا المقال.
من هي مونيكا سيليش؟
هل لاعبة تنسي يوغوسلافية ولدت لعائلة من أصول مجرية في 2 ديسمبر عام 1973 في مدينة نوفي ساد في صربيا الاشتراكية. تعد مونيكا واحدة من أشهر نجمات التنس في العالم، وأهم 30 لاعبة تنس وفقًا لمجلة تايمز.
بدأت مونيكا مسيرتها الرياضية في التنس منذ عام 1985 وحصلت على العديد من البطولات في صغرها، وقد لعبت باسم بلدها يوغوسلافيا والولايات المتحدة كذلك، وقد حصلت على أول بطولة احترافية لها كايوة عام 1988 وعمرها 14 عامًا فقط، وفي العام التالي فازت بأول بطولة احترافية لها.
حققت مونيكا طوال مسيرتها الرياضية 53 لقب رياضي، منها 9 ألقاب جراند سلام، بينما وصلت إلى نهائي هذه البطولة 11 مرة، وقد احتلت المرتبة الأولى في التنصيف العالمي للتنس للسيدات لمدة 309 أسبوعًا، وأصبحت أصغر لاعبة تفوز بلقب فرنسا المفتوحة، وأول لاعبة تفوز بأول ستة بطولات جراند سلام دون خسارة.
تميزت مونيكا بأسلوبها القوي والعدواني في الملعب وضرباتها الأمامية القوية وسرعتها في أرض الملعب، وقد سيطرت على لرياضة في أوائل التسعينيات، إلا أنها تقاعدت من رياضة التنس في عام 2008 بعد مسيرة رياضية استمرت 18 عامًا.
حياتها الشخصية
ولدت مونيكا سيليش في يوغوسلافيا لعائلة عرقية مجرية، وقد حصلت على الجنسية الامريكية عام 1994، كما حصلت على الجنسية المجرية في عام 2007.
تزوجت مونيكا في عام 2014 من رجل الأعمال توم جوليسانيو، وهو أكبر منها ب32 عامًا، وقد بدأت علاقتها به في عام 2009.
في عام 2018 رفض زوجها الملياردير توم جوليسانو دفع الضرائب عن منزله الذي يقضي فيه العطلات في شمال نيويورك بسبب الإوز الذي حول منزله إلى حقل ألغام من البراز، حيث رفض دفع ضريبة بقيمة 100 ألف دولار حتى يجد المسؤولين في المنطقة طريقة للسيطرة على الطيور تقلل من قيمة منزله، على حد قوله.
عمر مونيكا سيليش
ولدت اللاعبة مونيكا في عام 1973 وتبلغ من العمر حاليًا 50 عامًا.
بداية مسيرتها الرياضية
بدأت مونيكا سيليش رياضة التنس في سن الخامسة، وكان والدها أول مدرب لها رغم أنه كان رسام كاريكتير محترف عمل لسنوات في أشهر الصحف الصربية، والذي رسم صورًا لها لجعل رياضة التنس أكثر متعة، وكان مسؤولًا بشكل كبير على تطور أسلوبها في استخدام اليدين في الضربات الأمامية والخلفية.
تدربت مونيكا بعد ذلك على يد المدرب يلينا جينتشيتش، وفي عام 1985، وحينما كانت تبلغ من العمر 11 عامًا فقط شاركت في بطولة في ميامي فلوريدا وفازت فيها وجذبت انتباه مدرب التنس نيك بوليتريري.
في أوائل عام 1986 انتقلت مونيكا وشقيقها زولتا إلى الولايات المتحدة والتحقت بأكاديمية نيك بوليتيري للتنس وتدربت لمدة عامين واستمرت في الاكاديمية حتى عام 1990، وبعد تسعة أشهر من وصولها إلى الولايات انضم لها والديها واستقروا في فلوريدا.
لعبت مونيكا في البداية كهاوية، وفي عام 1998 لعبت أول بطولة احترافية لها، وفازت بأول بطولة لها في هيوستن عام 1989 حيث تغلبت على اللاعبة كريس إيفرت التي كانت على وشك الاعتزال.
وصلت مونيكا إلى نصف نهائي بطولة فرنسا المفتوحة ولكنها خسرت أمام المصنفة الأولى عالميًا وقتها شتيفي جراف، وقد أنهت عامها الأول بتنصيف رقم 6 عالميًا.
مسيرتها الرياضية الاحترافية
في موسمها الثاني كلاعبة احترافية تمكنت مونيكا سيليش من تحقيق انتصارات رائعة، حيث فازت في 36 مباراة متتالية وفازت ب6 بطولات متتالية في ميامي، كما فازت ببطولة الولايات المتحدة وبطولة كيرد المفتوحة وإيطاليا المفتوحة، وكأس لوفتهانزا في برلين.
فازت مونيكا بأول لقب فردي لها في البطولات الأربع الكبرى في بطولة فرنسا المفتوحة عام 1990، لتصبح أصغر بطلة للفردي في هذه البطولة بعمر 16 عامًا و6 أشهر، وبعدها فازت بلقب فيرجينيا وأوكلاند وفيرجيمينا سليمز، وأنهت هذا الموسم بالمرتبة الثانية عالميًا.
في عام 1991 سيطرت مونيكا على موسم السيدات، ففازت ببطولة أستراليا المفتوحة، ثم بطولة فرنسا المفتوحة، ولكنها لم تتمكن من المشاركةف ي بطولة ويمبلدون هذا العام بسبب ال إجهاد وارتاحت لمدة 6 أسابيع.
عادت بعدها للفوز ببطولة أمريكا المفتوحة ورسخت مكانها في صدارة التنصيف العالمي لهذا الموسم. في العام التالي دافعت سيليش بنجاح عن ألقابها الكبرى ووصلت أخيرًا إلى أول نهائي لها في ويمبلدون ولكنها خسرت.
في عام 1993 فازت سيليش ب22 لقبًا ووصلت إلى 33 نهائي من أصل 34 بطولة شاركت فيها وأنهت موسمها باعتبارها المصنفة الأولى عالميًا.
ماذا حدث مع مونيكا سيليش؟
في عام 1993 كانت اللاعبة مونيكا سيليس الأعلى تصنيفًا بعد فوزها ببطولة فرنسا المفتوحة لمدة 3 سنوات متتالية وبطولة أستراليا المفتوحة والولايات المتحدة المفتوحة.
في شهر أبريل عام 1993 في مباراة ربع النهائي في كأس المواطن في هامبورغ في ألمانيا ركض نحوها رجل ألماني اسمه غونتر بارش، وهو معجب مهووس باللاعبة المنافسة الألمانية شتيفي غراف، وهجم على مونيكا خلال الاستراحة.
طُعنت مونيكا بسكين في ظهرها بين لوحي كتفها وقد كان عمق الطعنة 1.3 سم، ونقلت بسرعة إلى المستشفى واستغرقت عدة أسابيع للشفاء. رغم شفائها إلا أنها ابتعدت عن المنافسة لمدة سنتين، وسط تكهنات بأن حادث مونيكا سيليش له دوافع سياسية لهذا الهجوم كونها من يوغوسلافيا.
كما قيل إنها تلقت تهديدات بالقتل بسبب الحروب في بلدها، ولكن السلطات الألمانية نفت هذا الأمر، ووصفت المهاجم بأنه مهووس ومضطرب عقليًا كان ينوي جرح مونيكا بجروح خطيرة حتى لا تتمكن من اللعب مرة أخرى وتصبح لاعبته المفضلة هي الأولى عالميًا مرة أخرى.
قضى المهاجم بارشي 6 أشهر في الحبس الاحتياطي وتبين أنه غير سوي نفسيًا وحكم عليه بالسجن لمدة عامين ومنعه من حضور مباريات التنس،
بسبب هذه الحادثة قررت سيليش عدم لعب التنس في ألمانيا مرة أخرى بسبب عدم ثقتها في النظام القانوني الألماني، وقد توفي الرجل في عام 2022 عن عمر 68 عامًا في دور رعاية المسنين.
عانت سيليش من الاكتئاب واضطراب في الأكل بسبب الهجوم وكان هذا سببًا في ابتعادها عن الملاعب لمدة عامين.
من طعن مونيكا سيليش؟
طعنها رجل ألماني اسمه غونتر بارش، وقد حكم عليه بالسجن لمدة سنتين بعد أن تبين أنه مريض نفسيًا، وتوفي عام 2022 في دار المسنين.
عودتها بعد حادثة الطعن
في عام 1995 عادت مونيكا سيليش إلى الملاعب مرة أخرى بعد أن حصلت على الجنسية الأمريكية، وقد فازت بأول بطولة لها وهي بطولة كندا المفتوحة وسجلت رقمًا قياسيًا في البطولة لأقل عدد من المباريات طوال البطولة، وهي 14 مباارة فقط.
سرعات ما فازت ببطولتها الثانية بعد العودة وهي بطولة أستراليا المتفوحة للمرة الرابعة، أما آخر نهائي لها في البطولات الأربع الكبرى كانت بطولة فرنسا المفتوحة عام 1998.
رغم أنها لم تصل إلى نهائي فردي في جراند سلام، ولكنها وصلت إلى نصف النهائي، كما كانت لاعبة أساسية في المراكز العشرة الأولى. تنافست مونيكا في دورة الألعاب الأولمبية عام 1996 في أتلانتا، وحصلت على ميدالية برونزية في الدوري، كما ساعدت الفريق الأمريكي على الفوز بكأس الاتحاد في أعوام 1996، و1999، و2000.
تعرضها للإصابة وإعلان التقاعد
في عام 2003 عانت اللاعبة مونيكا سيليش لإصابة في القدم واضطرت الانسحابة من بطولة إيطاليا المفتوحة. عادت للعب مرة أخرى بعد أسبوعين ولكن تراجع مستواها بسبب الإصابة وخسرت في بطولة فرنسا المفتوحة، ولم تلعب بعدها أي مباراة رسمية مرة أخرى.
في عام 2005 أعلنت مونيكا العودة إلى اللعب التنافسي ولكنها لم تفعل ذلك وواصلت لعب مباريات استعراضية هزمت في بعضها وفازت في بعضها.
في عام 2007 أعلنت مونيكا أنها تفكر بالعودة للعب في بطولات جراند سلام، ومع ذلك لم تفعل وفي فبراير عام 2008 أعلنت اعتزالها رسميًا من التنس الاحترافي، وفي عام 2009 تم انتخابها لعضوية قاعة مشاهير التنس الدولية.
أسلوبها في اللعب
سيليش كانت لاعبة أساسية في عالم التنس، واشتهرت بأسلوبها العدواني الذي يعتمد على القوة. كانت تتميز ضرباتها الأمامية والخلفية المزدوجة بالسرعة والقوة، مما جعلها تستطيع إنشاء زوايا حادة حول الملعب وضرب الفائزين بسهولة. كانت لاعبة عودة قوية، وكانت دائمًا على استعداد لإعادة الإرسال بنفس القوة التي تتميز بها ضرباتها الأخرى.
كانت تمتلك لياقة بدنية ممتازة وسرعة فائقة، مما جعلها تغطي الملعب بشكل كامل وتكون قادرة على الاستمرار في المباراة لفترات طويلة، كما كانت تتمتع بصلابة عقلية، مما جعلها من الصعب التغلب عليها في اللحظات الحاسمة.
بالإضافة إلى ذلك اشتهرت مونيكا بالشخير خلال ضرب الكرات القوية وهو ما جعلها محل انتقادات من بعض الأشخاص، وخاصة من اللاعبات اللاتي لعبن أمامها.
بعد عودتها من الإصابة، بدت أقل ثقة بنفسها وأكثر ترددًا في لعبها، ولكنها لا تزال مصدر إلهام للعديد من اللاعبات الشابات في عالم التنس، مثل سيرينا وفينوس ويليامز، وماريا شارابوفا، وفيكتوريا أزارينكا.
كتاب مونيكا سيليش
في عام 2009 أصدرت مونيكا سيليش مذكراتها الشخصية في كتاب بعنوان "السيطرة على جسدي ذهني ونفسي" وتحدثت فيها عن نوبة الاكتئاب بعد حادثة الطعن، كما تحدثت عن تشخيص والدها بالسرطان وحالتها بعد وفاته ورحلتها في العودة إلى اللعبة ومعاناتها مع اضطراب الشراهة.
بالإضافة إلى ذلك تم الحديث عن حياتها في عدد من الكتب، منها كتاب "غير قابل للكسر: عودة مونيكا سيليش" للكاتب نيلسون موريس وصدر عام 2000 ويروي الكتاب قصة عودة مونيكا إلى التنسي بعد حادثة الطعن.
أيضًا تم الحديث عنها في كتاب "الملكة المنفية: أسطورة مونيكا سيليش" بقلم الكاتب جوليان راسل وتحدث فيها عن سيرتها الذاتية وطفولتها ومسيرتها المهنية وحياتها الشخصية.