تعد السعودية منى خزندار من النماذج النسائية الناجحة في المملكة العربية السعودية والتي أصبح يُذكر اسمها في المحافل العالمية فهي من الشخصيات البارزة في مجال الثقافة السعودية وساهمت بشكل كبير في نشر الثقافة السعودية في العالم، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الأدبية وحياتها.
من هي منى خزندار؟
منى عابد محمد علي خزندار هي أديبة وسيدة أعمال سعودية وعضو مجلس الشورى في المملكة منذ أكتوبر عام 2020، ولدت في عام 1959 في الولايات المتحدة الأمريكية.
خزندار هي عضو الهيئة الثقافية السعودية منذ عام 2018، كما أنها تشغل منصب المديرة العامة لمعهد العالم العربي في باريس وتولت منصب أمينة قسم الفنون المعاصرة والتصوير منذ عام 1987.
بدأ خزندار مسيرتها المهنية في مجال الفنون عام 1987 حيث شغلت عدة مناصب في المعهد العربي في باريس، كما تم انتخابها عضوًا في مجلس الشورى السعودي عام 2020 لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب.
تعد خزندار سفيرة الثقافة السعودية في العالم، فهي تسعى جاهدة لتعريف العالم بالثقافة السعودية لذا فهي تعد شخصية استثنائية وتعد مصدر إلهام للمرأة السعودية والعربية.
تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية لعام 2013، كما أنها حصلت على لقب المرأة العربية لعام 2012، كما كانت أول امرأة سعودية تفوز بجائزة منتدى المرأة العربية الذي عقد في بيروت.
نشأتها وتعليمها
ولدت منى خزندار في أسرة محبة للعلوم والثقافة، فوالدها هو الأديب والمفكر عابد خزندار، الذي يعد أبرز الأصوات الفكرية في مدينة جدة وصاحب أعمال بارزة في الأدب المقارن والنقد.
كان لوالدها أثر كبير على حياتها ونشأتها، فقد نشأت في بيئة مشجعة لتعلم التاريخ واللغات. أما والدتها فهي شمس الحسيني حزندار التي بدأت في تحرير الصفحة النسائية في جريدة اليمامة في المملكة عام 1964.
درست منى الأدب المقارن في الجامعة الأمريكية في باريس وحصلت على درجة البكالوريوس فيها ثم حصلت على درجة الماجستير في التاريخ الحديث في جامعة السوربون، كما حصلت على دبلوم الدراسات المتعمقة بالتاريخ المعاصر والحديث من جامعة السوربون في عام 1988، وهي تجيد التحدث باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
مسيرتها المهنية
تقلدت الدكتورة منى خزندار عدة مناصب هامة طوال مسيرتها المهنية، فقد تم تعيينها المدير العام لمعهد العالم العربي الموجود في باريس عام 986، وأصبحت أول سيدة أعمال من المملكة تشغل هذا المنصب.
ساهمت الدكتورة منى في إنشاء العديد من المعارض الفنية، واهتمت بالمجموعة الدائمة الخاصة بالفن الحديث والتصوير الفوتوغرافي داخل متحف المعهد، وقد شملت المجموعة التي تولت مسؤوليتها 499 عملًا فنيًا.
رأست منى العديد من المعارض الفنية التي أسسها معهد العالم العربي كما أنها أشرفت على نشر الكتب الفنية الخاصة بالمعارض وقدمت العديد من الدراسات والمقالات في مجال الفن.
شغلت منى منصب مدير عام المعهد العربي، ويعد هذا المعهد أحد أبرز المنشآت الثقافية العربية في أوروبا، قد تم تأسيس المعهد عام 1980 ويهدف إلى نشر الثقافة العربية في أوروبا.
أسس خزندار معهد Palette وهو تجمع ثقافي وفني ينظم المشاريع الثقافية وينشر المطبوعات الفنية، وقد تم اختيارها عضو في مجلس الشوري السعودي منذ أكتوبر عام 2020.
في عام 2022 تم تعيينها عضوة دائمة في مجلس أمناء متحف حضاارت أوروبا والمتوسط من قبل وزارة الثقافة الفرنسية، وبين عامي 2014 و2015 عملت كمستشارة لرئيس هيئة السياحة والآثار في السعودية.
في عام 2018 تم تعيينها عضوة في هيئة الثقافة السعودية بمرسوم ملكي، كما رشحت للمجس الاستشاري لمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي.
أهم اعمال منى خزندار وإنجازاتها
كانت للدكتورة منى خزندار العديد من الإنجازات والأعمال الهامة طوال مسيرتها المهنية، ومن هذه الإنجازات التالي:
نظمت العديد من المعارض الفنية والثقافية مثل "معرض المرأة في العالم العربي: الفن والمجتمع" والذي أقيم بباريس عام 2011. ومعرض التراث السعودي في الفنون المعاصرة الذي أقيم في باريس عام 2015.
نظمت كذلك معرض "الفن السعودي المعاصر: من الماضي إلى المستقبل" وأقيم في باريس عام 2020. أطلقت أيضًا العديد من البرامج الثقافية والتعليمية منها برنامج "القافلة"، وبرنامج"الثقافة والمجتمع" وبرنامج "الفنون المعاصرة".
تعاونت منى مع مؤسسات ثقافية دولية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الثقافي منها التعاون مع متحف اللوفر والمتحف البريطاني ومتحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك.
أما أهم إنجازاتها في مجال الأعمال فقد شغلت منصب المديرة العامة لمعهد العالم العربي في باريس، وتم تعيينها عضوًا في الهيئة العامة للثقافة السعودية.
كتب منى خزندار
كتبت منى خزندار العديد من الكتب عن الفن والثقافة العربية، وأحدث هذه الكتاب كتاب "رؤى من الخارج: طروحات تاريخية معاصرة للملكة العربية السعودية" وقد صدر هذا الكتاب عن دار الشروق بالتعاون مع مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع عام 2019.
يتناول الكتاب نظرة العديد من الفنانين والكتاب الغربيين عن المملكة العربية السعودية منذ القرن الخامس عشر حتى يومنا هذا، كما يسلط الضوء على التنوع الثقافي والحضاري للمملكة.
أصدرت كذلك كتاب "الفن السعودي المعاصر: من الماضي إلى المستقبل"، ويقدم الكتاب دراسة شاملة للفن السعودي المعاصر منذ بداية القرن العشرين حتى يومنا هذا.
أما كتاب "المرأة في العالم العربي: الفن والمجتمع" فقد تناولت فيه دور المرأة في الفن والمجتمع العربي. وبالإضافة إلى ذلك فقد ألفت عددًا من الكتب عن معهد العالم العربي منها كتاب "دليل معهد العالي العربي"، وكتاب "التراث الثقافي العربي في فرنسا"، وكتاب "الحداثة والتراث في الفن العربي المعاصر".
بالإضافة إلى الكتب قدمت منى خزندار العديد من التراجم الهامة، فقد ترجمت عدد من الرسائل العلمية لفنانين ومثقفين عرب، وألقت كذلك العديد من المحاضرات التي نظمتها وزارة الخارجية السعودية.
أهم أقوال منى خزندار
تركز منى خزندار في خطاباتها على أهمية الثقافة والفنون والعلوم وعلى أهمية التنوع الثقافي والفن والمراة والشباب في بناء مستقبل أفضل، ومن أهم أقوالها:
"الثقافة هي القوة التي يمكن أن تجعل العالم مكانًا أفضل."
"التنوع الثقافي هو مصدر قوة، وليس مصدر ضعف."
"الفن هو وسيلة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين."
"المرأة هي عنصر أساسي في التنمية الثقافية."
"الشباب هم مستقبل الثقافة."