مليندا غيتس.. رحلة من البرمجيات إلى العمل الإنساني

تعد سيدة الأعمال مليندا غيتس هي السيدة الأولى للتكنولوجيا والأعمال الخيرية، وهي نموذج يحتذى به للمرأة القوية والمؤثرة، فقد بدأت مسيرتها المهنية في شركة مايكروسوفت، وساهمت في تطوير العديد من المنتجات الناجحة، لتقرر ترك عالم الأعمال وتكريس وقتها وجهودها للعمل الخيري، تعرف على مسيرتها ونجاحها في هذا المقال.

من هي مليندا غيتس؟

مليندا فرينش جيتس، هي سيدة أعمال وفاعلة خير أمريكية، ولدت في 15 أغسطس عام 1964 في دالاس في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي الزوجة السابقة للملياردير الأمريكي بيل جيتس، وشريكته في تأسيس "مؤسسة بيل ومليندا غيتس" الخيرية، التي تعد واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم.

بدأت مليندا مسيرتها المهنية في شركة مايكروسوفت، وعملت كمدير لإدارة المنتجات، وساهمت في تطوير عدة منتجات برمجية للشركة، وبعدها أسست مؤسسة خيرية مع زوجته، والتي تعد من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم، ولعبت فيه دورًا رئيسيًا في تحديد توجهات المؤسسة وتنفيذ مشاريعها.

عرفت مليندا بنشاطها في مجال حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وقد أطلقت عدة مبادرات لدعم المرأة في المجتمع، وحصلت بفضل ذلك على العديد من الجوائز والتكريمات، كما تم تصنيفها في قائمة أقوى 100 امرأة في العالم وفقًا لفوربس.

نشأتها وتعليمها

ولدت مليندا جيتس في دالاس بتكساس، وهي الطفلة الثانية بين 4 أطفال. والدها كان يعمل مهندس طيران، أما والدتها فكانت ربة منزل. التحقت مليندا بمدرسة سانت مونيكا الكاثوليكية، وتعرفت لأول مرة على جائزة أبل 2 من قبل والدها ومعلمتها في المدرسة، وقد طوّرت بمرور الوقت اهتمامًا بلغة البرمجة وألعاب الكمبيوتر.

تخرجت مليندا من أكاديمية أورسولين في دالاس عام 1982، ثم حصلت على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر والاقتصاد من جامعة ديوك، وبعدها حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في الجامعة نفسها عام 1987.

كيف التقى ميليندا وبيل جيتس؟

تعرفت مليندا غيتس برجل الأعمال والملياردير الأمريكي بيل غيتس عام 1987، حيث التقت به في معرض تجاري في نيويورك، وبدأت علاقة بينهما استمرت حتى الزواج عام 1994 في حفل خاص أقيم في لاناي هاواي.

انفصل زوج مليندا غيتس، بيل جيتس، عنها عام 2021، وقد أعلنا عن الانفصال في بيان مشترك على منصات التواصل الاجتماعي، وانتهى زواج دام ل27 عامًا، وعلاقة دامت 34 عامًا.

ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن مليندا التقت بمحاميي الطلاق منذ عام 2019، بعد أن أصبحت معاملات زوجها التجارية مع جيفري إبستين، مرتكب الجرائم الجنسية الشهير، علنية، كانت مليندا قد حذرته سابقًا من التواصل مع إبستين عام 2013.

على الرغم من أنه لم يكن لديهما اتفاقية ما قبل الزواج، إلا أن مليندا لم تطلب نفقة زوجية، فيما تم تخصيص أكثر من 2 مليار دولار من الأسهم والسندات لها بعد الطلاق، وقد تم الطلاق رسميًا في عام 2021، وصرحت مليندا أنها تحتفظ بعلاقة صداقة مع طليقها.

أبناء مليندا غيتس

أنجبت مليندا من غيتس 3 أطفال، وهم جينيفير جيتس، وهي زوجة الفارس المصري نائل نصار، وفيبي جيتس، وابنه اسمه روري جيتس، وعاشت السرة في قصر على بحيرة واشنطن، كما امتلكت الأسرة مسكنًا على واجهة بحرية في كاليفورنيا.

عمر مليندا غيتس

ولدت مليندا غيتس في عام 1964، وتبلغ من العمر حاليًا 59 عامًا.

مسيرتها المهنية

بدأت مليندا غيتس مسيرتها المهنية بعد التخرج من الجامعة، حيث انضمت إلى شركة مايكروسوفت عام 1987، وعملت كمدير لمنتجات التسويق، وكانت واحدة من أوائل الموظفات اللاتي تم تعيينهم في الشركة، وكانت الشركة وقتها تشهد نموًا هائلًا في قطاع البرمجيات.

خلال فترة عملها في مايكروسوفت، تولت مليندا إدارة العديد من المنتجات البرمجية الرئيسية، وعملت في تطوير برامج مثل مايكروسوفت بوب، واجهة مستخدم تهدف إلى تبسيط استخدام الكمبيوتر للمستخدمين الجدد، والموسوعة الرقمية Encarta، وخدمة السفر عبر الإنترنت Expedia.

كانت مليندا مسؤولة عن إدارة فرق تطوير المنتجات وتقديم استراتيجيات تسويق فعالة، مما ساعد في دفع نجاح العديد من المنتجات التي أصبحت حجر الزاوية في توسع مايكروسوفت خلال التسعينيات.

مغادرة مايكروسوفت والتركيز على الأعمال الخيرية

بعد زواجها من بيل غيتس عام 1994، قررت مليندا غيتس تقليل نشاطها في مايكروسوفت للتركيز على تربية أطفالها، والعمل الخيري، ومع رور الوقت زاد اهتمامها بالعمل الخيري، وخاصة بعد تأسيس مؤسسة "بيل ومليندا غيتس" عام 2000، وأصبحت واحدة من القادة الرئيسيين للمؤسسة.

أطلقت مليندا أيضًا مشاريع خيرية أخرى، منها Pivotal Ventures، وهي شركة استثمارية مستقلة تهدف إلى تعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي للنساء والأسر في الولايات المتحدة. تسعى الشركة إلى دعم الابتكار والمشاريع التي تهدف إلى تحسين المساواة بين الجنسين وتوسيع الفرص للنساء في مختلف المجالات.

حصلت مليندا على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماتها الكبيرة في العمل الخيري وحقوق المرأة. من بين هذه التكريمات، وسام جوقة الشرف الفرنسي، والعديد من الجوائز من مؤسسات دولية على جهودها في تحسين حياة الملايين، كما ظهرت في قائمة أقوى 100 امرأة في العالم في مجلة فوربس.

ألفت مليندا كتاب عام 2019 حمل عنوان The Moment of Lift، ويتناول الكتاب أهمية تمكين النساء ودورهن في تحقيق التغيير الاجتماعي. استند الكتاب إلى تجاربها الشخصية والمهنية في العمل الخيري، وقدم رؤى حول كيفية تحسين حياة النساء حول العالم.

هل لا تزال مؤسسة بيل وميليندا جيتس موجودة؟

في عام 2000 أسست مليندا غيتس وزوجها بيل غيتس مؤسسة "بيل وميلندا غيتس الخيرية، وتعد ثاني أكبر مؤسسة خيرية في العالم، حيث قدرت أصولها عام 2020 69 مليار دولار.

اهتمت المؤسسة بشكل خاص في تحسين الرعاية الصحية، والحد من الفقر في جميع أنحاء العالم، وتوسيع الفرص التعليمية، والوصول إلى التكنولوجيا في الولايات المتحدة، وقد ساهم العديد من المليارديرات في هذه المؤسسة، منهم وارن بافيت، ومايكل لارسون، ومارك سوزمان.

تبرع بيل ومليندا عام 2018 بحوالي 36 مليار دولار للمؤسسة، وقد تم تصنيف المؤسسة عام 2007 بأنها المؤسسة الأكثر سخاءً في الولايات المتحدة، بعد مؤسسة وارن بافيت.

وعلى الرغم من انفصال بيل ومليندا غيتس عام 2021، إلا أن المؤسسة استمرت في عملها الخيري، وقرر الثنائي إدارة المؤسسة كشركاء، وواصلت المؤسسة تقديم الدعم المالي والتقني لمجموعة واسعة من القضايا العالمية، مثل الصحة العالمية والقضاء على الفقر وتحسين التعليم.

ما هو الاسم الجديد لمؤسسة بيل وميليندا جيتس؟

إلا أنه في عام 2024، أعلنت مليندا عن خروجها من المؤسسة، وذلك عبر تدوينة عبر حسابها على منصة إكس، حيث قالت: "وفق شروط اتفاقي مع بيل، سأحصل عند ترك المؤسسة على 12.5 مليار دولار إضافية عن التزامي بالعمل من أجل النساء والأسر".

وبعد هذا التصريح، أفاد الرئيس التنفيذي للمؤسسة، مارك سوزمان، أنها بخروجها كرئيس مجلس إدارة مشارك، سيتم تغيير اسم المؤسسة إلى مؤسسة "غيتس الخيرية"، وسيكون بيل غيتس هو رئيسها الوحيد.