معرض CES: إنفيديا تعلن دمج الذكاء الاصطناعي في شرائح الألعاب

كشفت شركة إنفيديا، العملاقة في مجال تقنيات الرسومات والذكاء الاصطناعي، عن مجموعة جديدة من الشرائح المصممة لأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة، وذلك خلال فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES) في لاس فيغاس. 

وتعتمد هذه الشرائح، التي تحمل اسم GeForce RTX 50-series، على بنية بلاكويل، وهي نفس البنية التي تدعم أسرع معالجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة والمخصصة لمراكز البيانات.

وأوضحت إنفيديا أن هذه الشرائح ستأتي مدمجة في أجهزة كمبيوتر تتراوح أسعارها بين 550 دولارًا و2000 دولار، مع بدء شحن الأجهزة المحمولة المزودة بها في مارس 2024. 

وتتميز الشرائح الجديدة بدعمها لتقنية DLSS 4، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز أداء الألعاب من خلال زيادة معدلات الإطارات (frame rates) وتحسين جودة الرسومات.

إنفيديا تعود إلى جذورها في قطاع الألعاب

على الرغم من تحول إنفيديا في السنوات الأخيرة إلى شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت شرائحها تُستخدم على نطاق واسع في مراكز البيانات وخدمات الحوسبة السحابية، إلا أن الشركة تؤكد أنها لا تزال ملتزمة بقطاع الألعاب.

فقد بدأت إنفيديا مسيرتها في أواخر التسعينيات كشركة متخصصة في تطوير معالجات الرسومات لدعم ألعاب الفيديو، حيث كان أول منتج لها مخصصًا لرسم الأشكال ثلاثية الأبعاد بسرعة.

وقال جاستن ووكر، المدير الأول للمنتجات في إنفيديا: "بالطبع، كنا في الماضي شركة ألعاب، وهذه المعالجات كانت مصممة لتسريع الألعاب. لكننا الآن شركة ذكاء اصطناعي أيضًا، وهذا يعود بالفائدة الكبيرة على جانب الألعاب لدينا".

مبيعات الألعاب تنمو رغم تراجع نسبتها من إجمالي الإيرادات

شهدت مبيعات قطاع الألعاب في إنفيديا نموًا بنسبة 15% على أساس سنوي في الربع الأخير، إلا أن مساهمتها في إجمالي إيرادات الشركة تراجعت إلى أقل من 10%، مقارنة بنسبة 88% لشرائح مراكز البيانات.

 ويعكس هذا التحول الطفرة الهائلة في الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت إنفيديا المورد الرئيسي لهذه التكنولوجيا للشركات الكبرى مثل OpenAI وGoogle.

مزايا تقنية متقدمة لدعم الألعاب والذكاء الاصطناعي

تتميز شرائح RTX 50-series بقدرات معالجة فائقة، حيث تحتوي الشريحة الأقوى في السلسلة، وهي RTX 5090، على 92 مليار ترانزستور، مما يجعلها أسرع مرتين من سابقتها RTX 4090. 

بالإضافة إلى دعمها للألعاب، ستكون هذه الشرائح قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، بما في ذلك نماذج توليد الصور والنصوص من شركات مثل ميتا وستابلتي إيه آي.

وأشارت إنفيديا إلى أن هذه الشرائح ستتيح لمطوري الألعاب دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في شخصيات الألعاب، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع في هذا المجال، كما ستكون قادرة على تشغيل نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) ونماذج توليد الصور بسلاسة.

رؤية إنفيديا: الجمع بين الألعاب والذكاء الاصطناعي

قال جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، خلال كلمته الرئيسية في معرض CES: "تخيلوا أن لديكم بطاقة رسومات قوية مثل بلاكويل، وسأقوم بتصغيرها ووضعها في جهاز كمبيوتر محمول".

وأكد هوانغ أن التطورات التقنية التي تحققها إنفيديا في مجال الذكاء الاصطناعي ستستمر في تعزيز منتجاتها الموجهة للألعاب.

وأضاف ووكر: "بينما نحن الآن شركة ذكاء اصطناعي بالإضافة إلى كوننا شركة ألعاب، فإن جانب الألعاب لدينا يستفيد بشكل كبير من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي نطورها".