امتلك الفنان السعودي مطلق دخيل صوتًا دافئًا ومهارة كبيرة في العزف على آلة العود مكنته من تحقيق شعبية كبيرة في السعودية والخليج وأطلق عليه "بلبل الخليج" لأغنياته الجميلة وإحساسه، فضلًا عن إنجازاته الكثيرة فهو أول فنان يسجل أغنية محلية في تلفزيون الدمام.
من هو مطلق دخيل؟
مطلق دخيل مطلق العويس هو مغني شعبي سعودي ولد في 17 سبتمبر عام 1936 في حي السياسب في مدينة المبرز في محافظة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية.
نشأت دخيل في منطقة برز فيها كبار نجوم الفن الشعبي في المملكة، وعلى رأسهم عيسى الأحسائي وطاهر الأحسائي ونجوم آخرون، فكانت الأحساء مخرجة للكثير من المبدعين والفنانين.
اشتهر دخيل بصوته الدافئ وإحساسه الجميل وقد تلقى تشجيعًا من والده الذي عشق صوته، وبدأ مسيرته الفنية بالغناء في الجلسات الخاصة مع أصدقائه ثم تمكن فيما بعد من تكوين فرقة فنية مع أصدقائه المهتمين بالعزف والموسيقى فأصبح أول من شكل فرقة موسيقية في المنطقة الشرقية.
نشأته وتعليمه
نشأ الفنان مطلق دخيل في منطقة الأحساء في عائلة بسيطة تعمل في الزراعة، فقد كان والده فلاحًا بسيطًا وعمل في عدة أماكن، وقد نشأ دخيل على سماع أغاني الفلاحين والبنائين والرعاة واستمع إلى فنون البحر والعرضة فأخذ يحفظها ويغنيها ويرددها.
تلقى مطلق دعمًا كبيرًا من والده الذي شجعه بسبب حبه وعشقه لصوته وإحساسه، فقده للفنان خليل الرشيد، الذين كانوا من أهم الفنانين في المنطقة الشرقية حينها، فتعلم منه الغناء والعزف على العود.
نشأ مطلق وهو يستمع إلى أغنيات مختلفة فسمع أغنيات أم كلثوم والكثير من أغنيات التراث السعودي لذا امتلك موهبة فنية متنوعة وواسعة.
أصل مطلق دخيل
أصله من حي السياسب في مدينة المبرز في محافظة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية.
تكوين أول فرقة في المنطقة الشرقية
بدأ الفنان مطلق دخيل مسيرته الفنية في الجلسات الخاصة مع أصدقائه، وقد ساعده على الغناء صديق والده الفنان خليل الرشيد الذي استمع إلى صوته وساعده على عزف العود وأخبر بأن يشتري واحدًا.
لم يمتلك مطلق أموالًا كافية لشراء عود جديد فرهن ساعته من أجل شراء واحد، كما أنه صنع عودًا بدائيًا من خشب صناديق الشاي كما صنعوا آلة الكمان بنفس الطريقة، وكان وقتها من يمتلك هذه الآلات لا يعيرها لأحد لأن العزف على الموسيقى كان ممنوعًا.
شكّل مطلق مع أصدقائه المهتمين بالعزف والفن فرقة موسيقية، وكانت أو فرقة موسيقية في المنطقة الشرقية آنذاك، وتمكنت الفرقة من أن تظهر بشكل أكبر بعد زيارة الملك سعود بن عبد العزيز للمنطقة والسماح لهم بالغناء وبيع الآلات الموسيقية والأسطوانات.
شارك دخيل في احتفالات الأحساء باستقبال الملك سعود وغنى مع فرقته عدة أغنيات منها "يا سعدي أنا الليلة"، و"لك سلامي أيها الملك العظيم" من كلمات الشاعر حمدان بن ناصر.
حققت فرقته، الذي أطلق عليها اسم فرقة "هجر الغنائية" شهرة واسعة في الأحساء والمنطقة الشرقية وشاركت في احتفالات الأندية الرياضية وحفلات الأعراس والمناسبات في المنطقة، وقد ساهمت في زيادة شهرة مطلق دخيل في المنطقة الشرقية كلها.
تكونت فرقته من صالح العباد ومحمد سنبل وسعد الصفران وصالح العسوم وعبد العزيز التمار وتركي المروس وعزفوا على آلات الكمان والعود والناي والقانون والرق والإيقاع.
تسجيل أول أسطوانة له
في عام 1958 تمكن الفنان مطلق دخيل من تسجيل أول أسطونة في البحرين، وكان وقتها يعمل في الأمن العام، وقد سافر إلى البحرين متعذرًا بالمرض بعدما لم يتمكن من الحصول على الإجازة من العمل.
لدى عودته تم توقيفه لمدة 5 أيام عقوبة له بعدما علم الضابط المسؤول عنه بوجوده في البحرين لتسجيل أغانيه في الإذاعة، ومن الأغنيات التي سجلها مع الإذاعة هناك "البارحة يا حبيبي" من كلمات عبد الله العفرج.
أيضا سجل مع مؤسس سهيل فون في الدمام عددًا من الأغنيات وأغنية مطلق دخيل الأشهر هي "القطار" التي اشتهرت في المملكة كلها، ومن كلماتها: "ترى أول عذابي يوم قالوا حبيبك راح... ركب في القطار ولا تصرف يوادعني وصلت المحطة واحسب أنه كلام مزاح... وزاد العنا بي يوم شفته يطالعني".
في هذه الفترة كان محل "العبندي" لبيع الآلات الموسيقية في الأحساء ينتج أسطوانات غنائية للعددي من الفنانين في الأحساء، فوقع دخيل عقد احتكار مع العبندي لمدة 4 سنوات وسجل فيها أشهر أغنياته على أشرطة النحاس، ومن أبرز الأغنيات التي سجلها "أسهر مع التفكير".
التسجيل في لبنان وحفلاته
في منتصف الستينيات سافر الكثير من النجوم السعوديين إلى لبنان لتسجيل أغنياتهم وتقديم الحفلات، فقرر دخيل السفر إلى لبنان وهناك سجل واحدة من أشهر أغاني مطلق دخيل وهي "تاه الود" التي سجلها في بيروت.
وعندما عاد من بيروت حصل على دعوة من مدير البرامج في محطة تلفزيون الدمام وطلب منه تسجيل أعمال غنائية لتلفزيون الدمام الذي افتتح وقتها فسجل "تاه الود" مجددًا وكانت أول أغنية محلية تذاع من تلفزيون الدمام.
سافر دخيل أيضًا إلى القاهرة وسجل أغنيتين على حسابه الخاص وهما "أسهر مع التفكير"، و"البعد بعد القلو" من كلمات إبراهيم الغدير.
خلال مسيرته الفنية أحيا دخيل العديد من الحفلات الغنائية منها حفلات ناد الضباك وحفلات في جميعة الثقافة والفنون بالأحساء فضلًا عن حفلات في مسرح تلفزيون الدمام، كما شارك في مهرجان الجنادرية وعدد من المشروعات الوطنية منها افتتاح مشروع الري والصرف وغنى فيها أغنيته الشهيرة "إذا قصدك تتسلى لا يفوتك مشروع الروي" من كلمات محمد الجنوبي.
أيضًا شارك في إذاعة صوت الخليج للفن الشعبي في الدوحة وقدم مع الفنان عبد الله بوخوة 6 أغنيات لصالح الإذاعة.
اعتزاله الفن والعودة
في عام 2006 أعلن الفنان مطلق دخيل اعتزال الفن نهائيًا بعد رحلة فنية طويلة، إلا أنه عاد بعدها إلى الغناء مجددًا من خلال الحفلات وبعض الأغنيات، ففي عام 2020 شارك في مسابقة الفلكلور الشعبي في مسار الموسيقى الشعبية من تنظيم وزارة الثقافة السعودية.
وفي عام 2020 أصدر أغنية "ديار العز يالأحساء" من كلمات عماد عبد الرحمن النعيم وألحان إبراهيم الدخيل وهو من أبرز أعماله الوطنية.