بملامح أوروبية جميلة وخفة ظل وشخصية مصرية تمكنت مريم فخر الدين أن تكسب حب جمهورها، ليس فقط بسبب أدوارها أو جمالها الجذاب، وإنما أيضًا بشخصيته خفيفة الظل والممتعة فضلًا عن حواراتها التي تميزت بالصراحة والجرأة والصدق في التعبير، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
مريم محمد فخر الدين من مواليد الفيوم في 8 سبتمبر عام 1931، والدها مصري كان مهندسًا للري، ووالدتها "باولا" مجرية الأصل تعرف عليها والدها أثناء سفره للخارج.
لها شقيق وحيد وهو الممثل يوسف أخو مريم فخر الدين، والتي قالت في أحد حواراتها أنها دللته كثيرًا، وكانت تعامله كأنها ابنها حيث قالت عن تعاملها معه "دلعته دلع مرئ".
أيضًا قالت إنها كانت تشعر دائمًا أنها مسؤولة عن أخيها بعد وفاة أبيها، على الرغم من فارق السن الصغير بينهما. تلقت تعليمها في المدرسة الألمانية بباب اللوق، وحصلت على البكالوريا منها، وتميزت بإجادتها سبع لغات، ومنها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والمجرية، والعربية ولغات أخرى.
بدايتها في التمثيل كان صدفة، حيث أرسلتها والدتها لالتقاط صورة عيد ميلادها مع المصور الفوتوغرافي الشهير "واينبرج" وعندما شاهدها عرض عليها الاشتراك بصورتها في مسابقة فتاة الغلاف.
وبالفعل قامت والدتها بالاشتراك في المسابقة، وفازت بجائزة قدرها 250 جنيهًا، وعلى الفور تعاقد معها المصور عبده نصر، والمخرج أحمد بدرخان للتمثيل، وكان هذه بدايتها مع الفن.
حياة الفنانة مريم فخر الدين كانت مليئة بالعديد من الأحداث، بداية من رفض والدها للفن، حتى زيجاتها التي فشلت كلها.
ولدت مريم فخر الدين لأب مسلم، وأم مسيحية، وكانت في البداية تتعلم الدين المسيحي في المدرسة حتى عَلِم والدها بذلك وأخبر المدرسة أنها مسلمة، وبدأت حينها تتعلم عن الإسلام.
وفي أحد تصريحات مريم فخر الدين قالت إنها لم تكن تعلم أي شيء عن دينها، حتى إنها لم تعلم كيف تصلي، وبدأت الصلاة في سن متأخر، حيث علمها الشيخ الشعراوي الصلاة.
كما قالت إن حفظ التشهد كان صعبًا عليها، فأخبرها أن تقول الفاتحة فقط، وبعد ذلك تمكنت من حفظ التشهد بعد أن حكت لها إحدى صديقاتها قصة "الإسراء والمعراج" فأسرعت في حفظها والتزمت بإقامة فروضها.
شاهد أيضًا: أحمد رمزي الوسيم الشقي فتى أحلام الفتيات
كان دخول مريم فخر الدين التمثيل من قبيل الصدفة، فبعد فوزها في مسابقة مجلة "ايماج" الفرنسية أجمل وجه بدأ المخرجون يتواصلون معها للتعاقد معها.
شاركت مريم فخر الدين في أكثر من 240 فيلمًا، بالإضافة إلى الكثير من الأعمال والإذاعية والتلفزيونية، وتمكنت في فترة قصيرة أن تقف أمام عمالقة التمثيل وتتعامل مع أهم المخرجين وقتها.
أول ظهور لمريم فخر الدين في فيلم "ليلة غرام" مع المخرج أحمد بدرخان، وبعدها واصلت مسيراتها الفنية، وحصلت خلالها على العديد من الجوائز، أولها الجائزة الأولى في التمثيل عن دورها في فيلم "لا أنام".
أيضًا حصلت على حوالي 500 شهادة تقدير، والتي قالت إنها ليست مؤمنة بهم؛ لأن رسالة من متفرج أفضل بكثير من جائزة.
كثرت أفلام مريم فخر الدين، ولكن كانت هناك أدوار لقبت بالكلاسيكية التي لا تزال خالدة حتى يومنا هذا، ومنها:
فيلم "رد قلبي"
وهو أشهر أفلامها، وجسدت فيه دور الأميرة "إنجي" الذي أصبح لقبها الفني في بعد، التي أحبت ابن الجنايني "علي"، ولكن والدها يرفض هذه الزيجة فتقوم بالثورة عليها ليتزوجا في النهاية.
وأصبح الفيلم ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وشارك في بطولته الفنان أحمد مظهر، وشكري سرحان، وصلاح ذو الفقار، وزهرة العلا.
فيلم "الأيدي الناعمة"
جسدت فيه شخصية "جيهان" ابنة أحد الأثرياء الذي أشهر إفلاسه، ولكنه مصمم على أفكاره الطبقية لدرجة أنه تبرأ من إحدى بناته بعد زواجها من ميكانيكي.
فيلم "لا أنام"
من كلاسيكيات السينما المصرية التي جسدت فيه دور "صفية" التي تدبر لها ابنة زوجها المكائدة لتنفصل عنه.
فيلم "مع الذكريات"
جسدت فيه مريم شخصية المرأة اللعوب التي تخون خطيبها مع آخر وتستغله حتى يقتلها أحد العاملين لدى خطيبها.
أيضًا أفلام "ملاك وشيطان" و "مع الذكريات" و"حكاية حب" و"أبو أحمد"، و"فضيحة في الزمالك"، و"لقاء في الغروب"، و"القاضي والجلاد" من أشهر أفلامها.
شاهد أيضًا: ثنائيات الزمن الجميل على البحر
رغم حظها من الجمال والنجاح وخفة الظل ولكن لم يكن حظها مع الرجال والزواج مشابهًا أزواج مريم فخر الدين أربعة ولكن ولم تجد فيهم الحب أو الأمان والاستقرار.
مريم فخر الدين ومحمود ذو الفقار
تزوجت مريم لأول مرة في سن الـ17، من المخرج "محمود ذو الفقار" وكان يبلغ حينها 38 عامًا، وكان زواجًا سريعًا حيث وافق والدها على الزواج بعد محادثة صغيرة بينهما.
وفي حديث لمريم فخر الدين قالت إنها شعرت بالحسرة لأن محمود وقتها رفض عمل حفلة زفاف، وقال "إزاي أعمل عريس وأقعد في الكوشة مع عيلة زي دي".
استمر الزواج 8 سنوات عانت فيهم مريم كثيرًا، حيث كان زوجها حاميًا وشكاكًا وغيورًا جدًا، فضلًا عن كونه بخيلاً ومسيطراً للغاية. أيضًا قالت إنها كانت تجني آلاف الجنيهات من عملها ولم يكن يعطيها إلا 25 قرشًا فقط مصروفا لها، ووصفت علاقتها معه بأنها الأسوأ حيث كان قاسيًا ويضربها.
وتمكنت مريم من التخلص منه من خلال التعاقد على فيلم بشرط أن تكتب أجرًا مختلفًا عن الأجر الحقيقي، وبالفعل قامت بذلك، وتمكن من كسب 40 ألف جنيه وهو ما سهل عليها شراء شقة للعيش فيها هي وابنتها والانفصال عنه.
مريم فخر الدين ومحمد الطويل
بعد 3 شهور فقط من انفصالها عن زوجها الأول تزوجت من الطبيب "محمد الطويل" الذي تعرفت عليه صدفة أثناء علاجها في الإسكندرية.
واتفقا على الزواج بشرط توقفها عن التمثيل وهو ما قبلت به، وسافرت معه إلى السويد، ولكنه كان يستغلها ماديًا، حيث سددت مصاريف السفر الخاصة به التي بلغت 3 آلاف جنيه.
وبعد 4 سنوات من العيش في ظروف مادية صعبة وقاسية طلبت الطلاق من زوجها بسبب إساءة معاملته لها، وقد أنجبت منه ابنها الثاني أحمد.
مريم فخر الدين وفهد بلان
الزيجة الثالثة كانت مع المطرب السوري فهد بلان التي قالت عنه أنه أكثرهم حنانًا وكرمًا، وأنه كان يحبها وأولادها كثيرًا، ولكن عدم حب أولادها له كان الفشل في زيجتها. ولكن قالت إنها لم تحبه أبدًا، حيث ذكرت في واحدة من حواراتها أنها تزوجت 4 مرات، ولم تشعر بالحب مرة واحدة.
مريم فخر الدين وشريف الفضالي آخر أزواجها
بعد طلاقها من فهد بلان قالت لأبنائها "اختاروا لي زوجاً" فاختاروا لها شريف الفضالي الذي كان يصغرها ب 10 سنوات، ويحبها كثيرًا، فقبلت به. ولكن بعد تزويج أبنائها قررت الانفصال عنه، وقالت "حلفت ألا أتزوج أبدًا بعد ذلك، وأن أتفرغ للتمثيل والاستمتاع بحياتي"
قصة مريم فخر الدين كانت حديث الناس جميعًا، فصراحتها المبالغ فيها، وتصريحاتها التي جمعت بين الصراحة وخفة الظل جعلت مريم فخر الدين واحدة من أجمل الممثلات وأكثرهن قربًا من الجمهور، حتى بعد وفاتها في 3 نوفمبر عام 2014.
شاهد أيضًا: جنازات المشاهير التي لم يحضر فيها أحد