استطاعت الطيارة الإماراتية مريم المنصوري من تحقيق إنجاز فريد في مجال الطيران، فهي أول طيارة مقاتلة إماراتية تحلم رتبة رائد طيار في سلاح الطيران الإماراتي، لتصبح من الأسماء البارزة في مجال الطيران في الإمارات، لتصبح مصدر إلهام وفخر للنساء الراغبات في دخول مجالات كانت حكرًا على الرجال في السابق، في السطور التالية تعرف على مسيرتها وإنجازاتها.
من هي مريم المنصوري؟
مريم حسن سالم المنصوري، هي طيارة إماراتية، ولدت في 1 يناير عام 1979 في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، وهي أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار، وأول سيدة مقاتلة في سلاح الطيران الإماراتي.
نشأت المنصوري في أسرة مشجعة لأحلام النساء وطموحاتهن، وقد بدأت رحلتها نحو عالم الطيران بشغف كبير، فبعد إنهاء دراستها الجامعية، انضمت إلى القوات المسلحة الإماراتية بعد فتح باب التجنيد أمام النساء.
في عام 2007، تخرجت المنصوري من كلية خليفة بن زايد الجوية، وحققت حلمها لتصبح أول امرأة إماراتية تقود طيارة مقاتلة، وأصبحت جزءًا من القوات الجوية الإماراتية.
حظيت مريم المنصوري بتكريم واسع محلي وعالمي؛ نظرًا لإنجازاتها وريادتها في مجال الطيران العسكري، وحظيت قصتها بتغطية واسعة خاصة بعد مشاركتها في عمليات عسكرية لمحاربة داعش في سوريا.
دراستها
درست الطيارة مريم المنصوري في مدينة أبوظبي في أسرة مكونة من 6 بنات و3 أولاد، وقد درست في مدينة خورفكان حتى المرحلة الثانوية، وكانت من بين الطالبات المتفوقات في المدرسة، حيث تخرجت من القسم العلمي بمعدل 93% في الثانوية العامة.
التحقت مريم بعدها بجامعة الإمارات، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها، وكانت أيضًا من بين الطالبات المتفوقات، وتخرجت بمعدل امتياز.
مريم المنصوري وعائشة المنصوري
ولم تكن الطيارة المقاتلة مريم المنصوري هي الشخصية الوحيدة في عائلتها التي تدخل مجال الطيران، فشقيقتها هي الطيارة عائشة المنصوري، وهي أول امرأة إماراتية تقود الطائرة العملاقة A380
تعلقت عائشة بمجال الطيران عندما زارت معرضًا للطيران مع شقيقتها مريم، وقد التحقت بمدرسة الطيران، وكانت من بين امرأتين فقط في المدرسة عندما كان هناك 450 طالبًا.
تشجعت عائشة بدخول مجال الطيران بعد دخول شقيقتها مريم المجال، ولكنها قررت في ذلك الوقت أن تدخل مجال الطيران التجاري بدلًا من العسكري.
![مريم المنصوري.. أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار]()
التحاقها بالقوات المسلحة
كان حلم مريم المنصوري دخول مجال الطيران، لذا، بعد التخرج من الجامعة، قررت الالتحاق بالقوات المسلحة، ولأن المجال لم يكن مفتوحًا للنساء في ذلك الوقت، فالتحقت بالعمل في القيادة العامة للقوات المسلحة لعدة سنوات.
وبعد سنوات من الصبر، فتح مجال الطيران للعنصر النسائي، والتحقت بكلية خليفة بن زايد الجوية التابعة للقوات الجوية الإماراتية للطيارين، وتخرجت عام 2007. بعد التخرج، تم تحويل المنصوري إلى مجال الطيران المقاتل، حيث أصبحت تعمل كطيار عمليات مقاتل على طائرة إف 16 بلوك 60.
تحدثت مريم عن دراستها في الكلية، وأكدت أنه لا فرق بين التدريب الذي يتلقاها الطلاب الذكور والإناث، فيجب على الجميع أن يكون على نفس المستوى من الكفاءة القتالية، كما أكدت أنها لم تحصل على أي استثناءات كونها امرأة، بل كانت أساليب التدريب واحدة للجميع.
حصلت المنصوري على وسام محمد بن راشد للتميز بفضل تميزها في مجال الطيران، وقد كرمها بنفسه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي.
شاركت المنصوري كذلك في العديد من التمارين العسكرية داخل الإمارات وخارجها، ومنها تمرين الصقر الأناضولي في تركيا، كما حصلت على دورة القيادة والإدارة المتميزة من جامعة ماكغيل الكندية.
![مريم المنصوري.. أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار]()
مشاركتها في عملية عسكرية ضد داعش
كانت الإمارات العربية المتحدة واحدة من بين 5 دول شاركت الولايات المتحدة في التدخل العسكري ضد تنظيم داعش عام 2014، كما كانت الدولة الأولى التي شاركت في هذه العمليات.
ولكن ما أثار الانتباه أكثر في هذه العملية العسكرية كان مشاركة الطيارة المقاتلة مريم المنصوري، والتي أصبحت أول امرأة إماراتية تقود طائرات حربية في معارك جوية فعلية.
وقد كشف يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن، في مقابلة مع قناة MSNBC، عن لحظة فريدة خلال إحدى العمليات الجوية، حيث تفاجأ طيارو القوات الجوية عند سماع صوت المنصوري عبر أجهزة الاتصال خليل عملية تزويد الطائرات بالوقود.
ساد الصمت للحظات، وازداد دهشة الأمريكيين عندما علموا أن المنصوري ليست مجرد عنصر في المهمة، بل طيارة مقاتلة مؤهلة بالكامل، وأكد العتيبة حينها أن المنصوري تمثل نموذجًا يحتذى به للمرأة في العالمين العربي والإسلامي.
وبعد مشاركة مريم المنصوري في هذه المهمة العسكرية، سرعان ما انتشرت قصة المنصوري في وسائل الإعلام العالمية، وأطلقت عليها الصحف العالمية لقب "كابوس مقاتلي داعش"، و"سيدة الحرية"، فيما تم تسليط الضوء على مشاركتها في العمليات العسكرية، وأطلقت على مهمتها الجوية اسم "عملية عذراء الصحراء".
وقد استفادت الحكومات الخليجية من قصة مريم المنصوري كجزء من حملات إعلامية لتأكيد دور المرأة على محاربة الإرهاب، جنبًا إلى جنب مع شخصيات بارزة أخرى.
ورغم الاهتمام العالمي بها، تعرضت المنصوري لتعليقات وصفت بالتمييزية من عدة قنوات، منها قناة فوكس نيوز الأمريكية، حيث أطلق بعض المذيعين تصريحات اعتبرتها وسائل الإعلام الدولية متحيزة ضد النساء في الجيش، وقد سارعت القناة على احتواء الجدل، وقدمت اعتذارها.
ورغم التباين في ردود الأفعال، تبقى مريم المنصوري نموذجًا للمرأة الطموحة التي كسرت الحواجز، ودخلت مجالًا كان حكرًا على الرجال لعقود، مجسدة بذلك رؤية الإمارات في تمكين المرأة وتعزيز دورها في مختلف القطاعات، حتى في أصعبها وأكثرها تحديًا.
![مريم المنصوري.. أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار]()
جوائز وتكريمات
في عام 2014، حصلت مريم المنصوري على جائزة الشيخ محمد بن زايد للتميز، وكانت من بين أول مجموعة يتم تكريمها في فئة "فخر الإمارات"، وقلدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الجائزة.
في عام 2019، كرمها الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي خلال ملتقى الشباب العربي والإفريقي باعتبارها من الشباب المؤثرين وأول إماراتية مقاتلة في القوات المسلحة.