محمود قابيل فنان ومحارب وسفير.. دخل الفن صدفة بترشيح من المخرج يوسف شاهين، بعد أن شارك في حرب 1967 وحرب الاستنزاف، ولكن اضطر للابتعاد لفترة بعد وضعه على القوائم السوداء، وسافر إلى الولايات المتحدة عدة سنوات وعاد في التسعينات ليتألق من جديد خاصة في الدراما المصرية، مسيرته الفنية وأبرز المعلومات في السطور التالية...
نشأة محمود قابيل وحياته
ولد محمود قابيل في محافظة القاهرة يوم 8 ديسمبر عام 1946، ولكنه نشأ وتربى في محافظة الإسكندرية، التحق قابيل بمدارس الليسية، التحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1964، وكان أحد المشاركين في حرب 1967، وكان يعمل في وحدات الاستطلاع داخل الجيش.
وشارك في حرب الاستنزاف، وكان ضمن فريق جمع المعلومات لوضع خطة لتحطيم خط بارليف، ولكنه تعرض لعدة إصابات حالت دون أن يشارك في حرب 6 أكتوبر عام 1973.
قال "قابيل" في أحد اللقاءات إن علاقته بالفن بدأت قبل أن يلتحق بالكلية الحربية، حينما كان يقضي المصيف مع النجمة فاتن حمامة وابنتها نادية، الفنان أحمد رمزي، وأبناء صالح سليم، عام 1964 وحضر يوسف شاهين وأخذ يتفقد ملامحه، ودار بينهم حديث عن فيلم باب الحديد.
بعدها حدثه عن فيلمه الجديد "فجر يوم جديد" واقترح عليه أن يكون البطل، وأخبره "قابيل" أنه لا يجيد التمثيل، ثم انتقل للقاهرة وأجرى اختبارات صوت ونجح، وطلب منه الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية لدراسة التمثيل والإخراج، ولكن في النهاية لم يكتمل هذا المشروع.
ثم اختاره يوسف شاهين مرة أخرى لفيلم العصفور بعد 8 سنوات من هذه الواقعة، وكان أول أعماله في السينما وفي التمثيل عموما، وقدم العديد من الأفلام، ولكنه تألق في الدراما بشكل أكبر.
وإلى جانب ذلك امتلك قابيل شركة سياحة، وكانت صاحبة امتيار أول رحلات طيران بين مصر وإسرائيل بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، وقال إن جهاز المخابرات المصري طلب منه السفر في أول رحلة طيران إلى تل أبيب، ولكن بعد أن عاد وجد اسمه ضمن القوائم السوداء.
وتم إلغاء كافة الأفلام التي تعاقد عليها قبل السفر، وكان انتهى من تصوير فيلم وادي الذكريات مع النجمة شادية، وجد اسمه وصورته تم حذفهم من على أفيش الفيلم خوفا على التوزيع، وبدأ يتلقى تهديدات في شركة السياحة أيضا.
ومع حالة التضييق التي عاشها بعد تلك الرحلة جاءته فرصة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فسافر لسنوات هو وزوجته، وأسس تجارة خاصة به هناك، وامتلك مزرعة موالح، وظل لفترة وعاد في عام 1994 ليمارس مرة أخرى الفن الذي أحبه، وتألق في العديد من الأعمال في تلك الفترة.
مسيرته الفنية
كانت بداية محمود قابيل الفنية من خلال فيلم العصفور عام 1974، وفي نفس العام قدم فيلم عجايب يا زمن، في عام 1975 قدم فيلم الحب تحت المطر، وفي عام 1976 قدم فيلم بعيدا عن الأرض.
في عام 1977 قدم فيلم كفاني يا قلب، وفي عام 1978 قدم 3 أفلام وهي وادي الذكريات، القاضي والجلاد، وفيلم كلهم في النار، في عام 1979 قدم فيلم الفخ وفيلم الملاعين.
في عام 1980 قدم فيلم أبو البنات، وفي عام 1990 قدم فيلم الخادم، توقف لعدة سنوات وعاد في عام 1995 من خلال فيلم ضربة جزاء وفيلم لحم رخيص.
في عام 1997 قدم فيلم عيش الغراب، وفي العام التالي قدم فيلم دانتيلا، في عام 1999 قدم 3 أفلام وهل كلام الليل، معتقل الحب، وفيلم كوكب الشرق، في عام 2000 قدم 4 أفلام وهي حبيبتي من تكون، قدر امرأة، جنون الحياة، وفيلم الاخطبوط.
في عام 2001 قدم فيلم اللحظات التي اختفت، وفي عام 2004 قدم فيلم يوم الكرامة، في عام 2007 ظهر كضيف شرف في فيلم حين ميسرة، وفي عام 2009 شارك في فيلم الأكاديمية.
في عام 2010 شارك في فيلم العملية 301، وفي عام 2011 قدم فيلم عرض غير مشروع، وظهر ضيف شرف في فيلم الفاجومي، وفي عام 2015 شارك في فيلم هز وسط البلد.
قدم محمود قابيل مسيرة فنية أكبر من خلال شاشة الدراما، بدأت بمشاركات بعدة مسلسلات وهي عائلة شمس، الزلزال وتوابعه، قلبي ليس في جيبي.
وفي التسعينات تألق في مجموعة من المسلسلات وهي أهل القمة، هي وهؤلاء، عظمة يا ست، هوانم جاردن سيتي، الدوائر المغلقة، وبقيت الذكريات، الأب، حكاية أمل، بنات سعاد هانم، اعترافات مصدر مسؤول، القلب يخطئ أحيانا، نون النسوة، البرج اللي فاضل، ومسلسل مذكرات ضرة.
وفي الألفية الجديدة قدم عدد كبير من الأعمال، وهي وجه القمر، عندما تثور النساء، البحث عن السعادة، السفينة والربان، همسات، الجحيم رجل، ألف ليلة وليلة ضوء المكان وبدر التمام، ومسلسل ضبط وإحضار.
كما تألق مسلسلات الرقص على السلالم المتحركة، شباب أون لاين، رجل على الحافة، زمن عماد الدين، الخبيئة، أين قلبي، شمس منتصف الليل، آخر الخط، القلب إذا هوى، ثورة الحريم، ومسلسل البنات.
ومن أبرز مسلسلاته تعالى نحلم ببكرة، نجمة الجماهير، أصحاب المقام الرفيع، رياح القدر، الشيطان لا يعرف الحب، امرأة فوق العادة، دنيا، نافذة على العالم، جدار القلب.
هذا بالإضافة إلى مسلسلات جريمة على الساحل الشمالي، خاص جدا، رحيل مع الشمس، ملكة في المنفى، امرأة في ورطة، الخفافيش، نظرية الجوافة، جذور، ومسلسل الدجال.
زوجة محمود قابيل وأولاده
تزوج محمود قابيل مرتين، المرة الأولى كانت من الفنانة سهير رمزي، ولكن انفصلوا بعد عام من الزواج، بسبب الخلافات بينهم، وصرحت سهير رمزي أن قابيل كان رابع أزواجها، وأنها لم تنفصل عنه بسبب الغيرة كما قيل ولكن لاختلاف الطباع بينهم.
تزوج للمرة الثانية من سيدة من خارج الوسط الفني وأنجب منها ولديه، إبراهيم وأحمد. وطاردته شائعة زواجه من الفنانة ميرفت أمين، ولكنه نفى حدوث الزواج بينهم، مؤكدا أنه أحبها بشدة بعد أن تعرف عليها أثناء تصوير فيلم حب تحت المطر، ولكن هذه العلاقة لم تكلل بالزواج، مشيرا إلى أنه تعلق بروحها الجميلة، وشخصيتها وليس بسبب جمال مظهرها الخارجي.
وفي عام 2003 اختارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" الفنان محمود قابيل ليكون سفيرا للنوايا الحسنة في منطقة الشرق الأوسط، وهي الفترة التي اعتبرها "قابيل" أهم إنجازات حياته، لما قدمه خلالها من مساهمه في مناهضة منع تعليم الفتيات، إلى جانب مكافحة الأمراض ورعاية الأطفال.
