من الصحافة إلى طريق الدعوة والخطاب والإلقاء هذه رحلة الداعية والإمام الغزاوي محمود الحسنات الذي حقق شهرة واسعة في الوطن العربي بفضل خطبه النارية التي أحيت قلوب العديد من الشباب، واشتهر أكثر عندما خطب أقصر خطبة جمعة في التاريخ تحدث فيها عن فلسطين، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.
من هو محمود الحسنات؟
محمود سلمان جبريل الحسنات هو داعية وإمام وخطيب مسجد وكاتب وصحفي سابق فلسطيني ولد في عام 1989 في مخيم جباليا في شمال شرق قطاع غزة، ويعد من أشهر الدعاة والأئمة في فلسطين والوطن العربي.
اشتهرت محمود بخطبه النارية التي تحدث فيها عن مشكلات الأمة العربية والإسلامية وألهم بسبب هذه الخطب الشباب للبدء في طريق التوبة والإيمان والعودة إلى الله.
لم تكن نشأ محمود نشأة دينية، بل كان شابًا عاديًا مثل أي شاب إلا أنه قرر بدأ طريق الدعوة عندما وجد في نفسه موهبة الخطابة والإلقاء أمام الناس، وبتشجيع ممن حوله حقق نجاحًا كبيرًا.
يملك الحسنات الملايين من المتابعين من كل أنحاء الوطن العربي على حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، وقناته على اليوتيوب بها أكثر من 5 ملايين مشترك.
نشأته وحياته
ولد الداعية محمود الحسنات في 3 سبتمبر عام 1989 في مخيم جباليا في قطاع غزة بفلسطين المحتلة، وقد نشأ محبًا لكرة القدم والتصوير فعمل صحفيًا منذ المرحلة الثانوية وكان يجول مدينة غزة من أجل التصوير الصحفي والفوتوغرافي.
لعب الحسنات كرة القدم في سنوات شبابه أيضًا وكان يلعب في مركز حراسة المرمى. لم يكن الحسنات متدينًا فقد كان شابًا عاديًا لا يلتزم أحيانًا بالصلاة إلا أنه قرر التوبة ودخل مجال الدعوة والخطابة.
درس الحسنات في كلية التربية الإسلامية في قطاع غزة، ثم سافر إلى السودان لإكمال دراسة الماجستير هناك، وقد مكث فيها لعدة سنوات بين الدراسة والعمل في الخطابة.
لماذا يقيم محمود الحسنات في تركيا؟
سافر الحسنات إلى تركيا بعد إتمام حصوله على درجة الماجستير في السودان، وذلك لإكمال دراسته هناك، وهو حاليًا يعيش في تركيا مع بعض أفراد أسرته ويعمل فيها خطيبًا في أحد المساجد.
زوجة محمود الحسنات
لا يوجد معلومات عن زوجة الداعية الفلسطيني الحسنات، كما لا يُعرف كم عدد أولاد محمود الحسنات.
دخوله مجال الخطابة
في بداية حياته الجامعية كان الحسنات يعمل مصورًا صحفيًا في قطاع غزة، وقد عمل مع عدة وكالات إعلامية عربية وعالمية وعمل في مجال المونتاج والإنتاج والتصوير الفوتوغرافي لفترة.
أما عن سبب دخوله مجال الخطابة فقد تحدث الحسنات إنه اشترك في مسابقة للخطابة على مستوى فلسطين كلها، ولم يكن وقتها ملتزما، وبنصيحة من أحد أستاذته أن يدخل المسابقة وتكون محفزًا له للالتزام والهداية.
وبالفعل اشترك الحسنات في المسابقة ولم يكن يتوقع أنه سيفوز، حيث كان كل المشاركين في هذه المسابقة ملتزمين لسنوات طوال، إلا أنه فوجئ بفوزه بالمركز الأول على مستوى فلسطين في مجال الخطابة، وكان فوزًا غير متوقع بالنسبة له.
وكانت هذه نقطة الانطلاق في عالم الخطابة، وقد شعر الحسنات أن فوزه بهذه المسابقة هي مسؤولية كبيرة، ومجال صعب يجب أن يستحقه، لذا عمل على دراسته والتزامه بشكل جاد حتى يستحق هذه المهنة.
بجانب عمله في مجال الخطابة لدى الحسنات عددًا من المؤلفات الدينية، أولها كتاب بعنوان "تغاريد" وقد نشر في عام 2014، وكتابه الثاني نشره عام 2019 بعنوان "جواز سفر".
أٌقصر خطبة جمعة
في شهر أبريل عام 2024 صعد الداعية والخطيب محمود الحسنات على المنبر وخطب خطبة قصيرة أصبحت الأقصر على الإطلاق.
حيث قال الحسنات في خطبته: "إذا أكثر من ٣٠ ألف شهيد و٧٠ ألف جريح ومليوني مشرد لم يستطيعوا إيقاظ الأمة فما لكلماتي أن تفعل؟! أقم الصلاة".
وقد تصدر اسم الشيخ محمود التريند على منصات التواصل الاجتماعي في الوطن العربي بسبب هذه الخطبة التي لامست القلوب وشعر الجميع فيها بالخجل من موقف العرب من فلسطين.
هل استشهدت عائلة الداعية محمود الحسنات؟
نعم، في شهر أكتوبر عام 2023، وبعد عدة أيام من عمليات طوفان الأقصى في قطاع غزة، أعلن الداعية محمود الحسنات عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي عن استشهاد 14 فردًا من عائلته في قطاع غزة.
وكتب الحسنات عبر حسابه على فيسبوك: "استشهاد 14 شهدًا من عائلتي في غزة، أخوالي الأربعة، وعمي، وحفيدة 9 أشهر، وابن عمي وزوجته وأطفاله الخمسة وإصابة أختي وبقية العائلة". وقد نشر الحسنات صور لعدد من شهداء عائلته.
حقيقة اعتقاله في السودان
في عام 2020 انتشرت عدة شائعات عن اعتقال الداعية محمود الحسنات في السودان، حيث كان يعيش هناك من أكمل الحصول على درجة الماجستير، وقد جرى تداول خبر الحكم عليه بالسجن لمدة 10 أعوام في السودان.
إلا أن عائلة الحسنات نفت هذا الخبر بشكل قاطع، وقد أعلنت أن اعتقل بتهمة القائه خطبة ومشاركة في مسيرة في السودان، واعتقل لعدة ساعات ثم تم الإفراج عنه بعد التواصل مع الحكومة السودانية ووضع محامِ خاص.
وقد نشرت أحد المواقع السودانية صورة للحسنات من داخل أحد المراكز الأمنية، كما نشرت وزارة الداخلية السودانية بيانًا نشرت فيه أننها ألقت القبض على خمسة أجانب للمشاركة في الاحتجاجات التي شهدتها السودان في هذا العام.
بعد خروجه من السجن سافر الحسنات إلى تركيا بهدف إكمال دراسته ويعمل فيها خطيبًا منذ ذلك الوقت.
هل استشهد الشيخ محمود الحسنات؟
لا، الشيخ محمود الحسنات يعيش في تركيا ويعمل في الخطابة، ولا يتواجد في غزة، ولكن استشهد 14 شخصًا من أفراد عائلته في العدوان المستمر حاليًا في قطاع غزة.