رجل صارم، قوي الشخصية، يمتلك خلفية عسكرية جعلته يقود المنتخب المصري لمنصة البطولات محققا إنجازات تاريخية، درب قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك وقاد أندية ومنتخبات كبيرة في الوطن العربي، إنه الجنرال محمود الجوهري.
شارك الجوهري في انتصار مصر خلال حرب أكتوبر عام 1973 وكان برتبة مقدم، وأنهي خدمته في الجيش المصري برتبة عميد في سلاح الإشارة، بدأ مسيرته الكروية في النادي الأهلي المصري، وبعد اعتزاله اتجه لمجال التدريب، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية..
ولد محمود نصير يوسف الجوهري يوم 20 فبراير من عام 1938، في القاهرة، وهو من ذرية الإمامين الحسن والحسين، وبدأ لعب الكرة في الفريق الأول بالنادي الأهلي عندما بلغ 17 عاما في عام 1955 واستمر في صفوف الفريق حتى عام 1964.
اعتزل الجوهري كرة القدم مبكرا بسبب الإصابة، وحقق مع النادي الأهلي 6 بطولات للدوري المصري الممتاز و3 بطولات لكأس مصر وبطولة واحدة لدوري منطقة القاهرة وبطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة.
ومع المنتخب المصري لعب الجوهري 25 مباراة دولية وحصل على بطولة كأس الأمم الإفريقية في 1959 وفاز بلقب هداف البطولة، وبعد اعتزاله قال: "اعتزالي كرة القدم مبكرا جعلني أسعي بقوة لتحقيق ما فاتني في الملعب مع اللاعبين الذين أدربهم".
بعد الاعتزال قرر الجوهري البقاء في الملاعب ولكن كمدرب، وكان البداية بتدريب ناشئي النادي الأهلي، ثم عمل مدربا مساعدا في الجهاز الفني للفريق الأول بالنادي، وفي عام 1982 أصبح الرجل الأول في الجهاز الفني للشياطين الحمر.
بعدما أصبح مديرا فنيا للفريق نجح الجوهري في الفوز بأول لقب إفريقي في تاريخ الشياطين الحمر حيث فاز بلقب دوري أبطال إفريقيا في عام 1982، ثم حقق لقب كأس مصر لكرة القدم مرتين، وفي 1985 رحل عن الأهلي لتدريب نادي الشارقة الإماراتي لفترة قصيرة ثم عاد لتدريب الأهلي مرة أخري خلال نفس العام.
في شهر سبتمبر من عام 1988 تولي الجوهري تدريب المنتخب المصري لكرة القدم ونجح في الصعود مع الفراعنة إلي كأس العالم بإيطاليا عام 1990 للمرة الثانية في تاريخ المنتخب بعد الصعود للمرة الأولي في عام 1934 بإيطاليا أيضا.
وهتفت الجماهير المصرية باسم الجنرال في الهتاف الشهير "جوهري.. جوهري" خلال المظاهرات الاحتفالية التي خرجت في شوارع القاهرة للاحتفال بتأهل المنتخب المصري إلى كأس العالم.
وخلال مباريات كأس العالم تعادل المنتخب المصري مع منتخب هولندا بهدف لكل فريق وتعادلت مصر سلبيا مع منتخب أيرلندا وخسرت من المنتخب الإنجليزي بهدف نظيف ليودع المنتخب المصري المونديال من الدور الأول.
وتحت قيادة الجوهري فاز المنتخب المصري بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية عام 1992 والتي أقيمت في سوريا وفازت مصر في النهائي على السعودية بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ولكن الجنرال استقال في عام 1993 بسبب فشل المنتخب المصري في التأهل لكأس العالم 1994.
بعد رحيله عن تدريب الفراعنة تولى الجوهري تدريب نادي الزمالك في عام 1993 وحقق معه بطولة إفريقيا للأندية، والسوبر الإفريقي، ليصبح أول مدرب مصري يقوم بتدريب الأهلي والزمالك.
تولي الجنرال تدريب عدد من الأندية في الوطن العربي منها الأهلي السعودي واتحاد جدة السعودي وفي الإمارات قام بتدريب أندية الشارقة والوحدة، كما تولي قيادة المنتخب العماني لكرة القدم في كأس الخليج العربي عام 1996، ثم عاد إلى مصر لقيادة منتخب الفراعنة مرة أخرى.
مع الفراعنة لم ينجح الجوهري في التأهل إلى كأس العالم بفرنسا 199، ولكنه نجح في الفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في بوركينا فاسو عام 1998، وفازت مصر في النهائي على منتخب جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين، ليصبح أول من يفوز باللقب الإفريقي كلاعب ومدرب.
في منتصف عام 1999 استقال الجوهري من تدريب المنتخب المصري عقب الهزيمة أمام السعودية بخمسة أهداف مقابل هدف في كأس القارات عام 1999 والتي أقيمت في المكسيك، وعاد لتدريب المنتخب في مارس 2000 بعد خروج مصر من الدور الأول في كأس الأمم الإفريقية.
قاد الجوهري منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية عام 2002 ولكن خرج المنتخب من دور الثمانية، كما لم ينجح في التأهل لكأس العالم لكرة القدم عام 2002 ليرحل عن تدريب الفراعنة للمرة الأخيرة بعد مسيرة حافلة بالإنجازات.
بعد رحيله عن منتخب الفراعنة في عام 2002 تولي الجوهري تدريب المنتخب الأردني وصعد مع المنتخب الأول إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي أقيمت في الصين عام 2004 لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية.
صعد منتخب الأردن إلى دور الأربعة في بطولة آسيا وخرج أمام منتخب اليابان بضربات الترجيح، كما حقق منتخب الأردن تحت قيادة الجنرال المركز الثالث في بطولة كأس العرب لكرة القدم في الكويت والمركز الثاني في دورة غرب آسيا.
تولي الجنرال الإشراف على كرة القدم في الأردن وبجانب إنجازاته مع المنتخب الأول وضع قواعد لتطوير قطاعات الناشئين، وحصل على تكريم من الملك عبد الله الثانى عاهل الأردن الذي منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان.
وبعد اعتزاله التدريب في عام 2007، عاد إلى مصر وتولي منصب المستشار الفني للاتحاد المصري لكرة القدم حتى عام 2009، ثم تولي منصب مستشار الإتحاد الأردني لكرة القدم حتى وفاته في عام 2012.
في عام 1990 قرر الجنرال تطبيق نظام الاحتراف في كرة القدم المصرية وقام بتشجيع عدد من اللاعبين للسفر إلى أوروبا واللعب في أنديتها، وبالفعل احترف عدد من اللاعبين المميزين منهم هاني رمزي وأحمد حسن.
توفي الجنرال في الأردن يوم 3 سبتمبر في عام 2012 بعد صراع قصير مع المرض حيث تعرض لجلطة دماغية نتج عنها نزيف حاد بالمخ، وتم إقامة جنازة عسكرية له في الأردن شارك فيها الأمير على بن الحسين ونقل جثمانه إلى القاهرة في طائرة عسكرية ليدفن في مصر.