"يا حلو صبح".. تلك الأغنية الشهيرة التي ارتبطت بها أسماع الجمهور في الإذاعة المصرية والتي يشدو بها الفنان المتألق محمد قنديل منذ سنوات، "قنديل" صاحب الصوت المميز الذي استطاع أن يحقق نجاحاً في مختلف ألوان الغناء التي قدمها وترك ما يزيد عن 800 أغنية إلى جانب عدد من الأفلام، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية..
نشأة محمد قنديل وحياته
ولد قنديل محمد حسن في حي شبرا بمدينة القاهرة يوم 11 مارس عام 1929، في عائلة محبة للفن والغناء، فكانت والدته تتمتع بصوت جميل ورثه "قنديل" عنها هذا إلى جانب إجادتها العزف على العود، كما كان والده يجيد العزف على العود والقانون.
وكانت جدته واحدة من أشهر مغنيات الأفراح في ذلك الوقت، كما ورث شقيقه الأكبر حلاوة الصوت أيضا واحترف الغناء قبله، وزوج عمته كان عبد اللطيف عمر المغني والموسيقار الشهير في ذلك الوقت.
منذ صغره بدأ "قنديل" يشدو بصوته العذب في المناسبات الاجتماعية وفي المدرسة. وكان مولعا في صغره بتربية العصافير، وجمع آلات العود، كما أنه مارس لفترة رياضة رفع الأثقال والمصارعة أيضا.
ذاع صيته بين أفراد العائلة وفي حي شبرا وكثيرا ما كان يطلبونه لإحياء الأفراح والمناسبات وهو ما يزال طفلاً صغيراً، بعد أن انتهى "قنديل" من الدراسة الثانوية التحق بمعهد الموسيقى العربية.
بدأ يغني "قنديل" في أثناء دراسته بالمعهد، بدأ بالغناء من داخل الملاهي الليلية وكانت البداية من داخل ملهى ليلي في منطقة إمبابة، وبدأ يحقق شهرة حتى وصلت لسيدة الغناء أم كلثوم والتي أعجبت بصوته واختارته للغناء معها في فيلم عايدة وقدموا سويا تابلوه "القطن" لفتت حلاوته صوته أنظار المخرجين وبدأ "قنديل" يدخل عالم السينما سواء للغناء أو التمثيل.
نجح "قنديل" في اختبار الإذاعة المصرية وفي عام 1946 قدم أول أغنية له بالإذاعة وهي يا ميت لطافة يا تمر حنة، وتألق بعدها في تقديم أكثر من 45 أغنية للإذاعة، وتنوعت أغانيه ما بين وطنية، شعبي، موشح، دور، موال، كما قدم أغاني مصورة للسينما وقدم في الإذاعة مجموعة من الصور الغنائية.
تعاون محمد قنديل مع كبار الملحنين ومنهم الموجي، والفنان محمد فوزي، ومحمود الشريف، كما تعاون من الملحن الشهير كمال الطويل في أغنيتن وهما بين شطين وميه وأغنية يا رايحين الغورية وقدمهم "قنديل" في عام 1948.
قدم "قنديل" خلال مشواره الفني أكثر من 800 أغنية، وشارك في بطولة 20 فيلما، ومن أشهر أغانيه الوطنية، أغنية الراية المصرية، أغنية يا ويل عدو الدار التي قدمها وقت العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، أغنية ع الدوار، أغنية وحدة ما يغلبها غلاب والتي قدمها بمناسبة الوحدة المصرية والسورية عام 1958.
أما عن زوجة محمد قنديل وأولاده، فتزوج "قنديل" مرتين، الأولى من رجاء توفيق وكانت راقصة تمتلك ملهى ليلى غنى فيه "قنديل" لفترة وكان يسمى "الكيت كات" نشأت بينهم قصة حب وتزوجوا وبعد الزواج طلب منها إغلاق الملهى الليلي واعتزال الرقص. وانفصل عنها بعد فترة وتزوج للمرة الثانية من خارج الوسط النفي وبقيت زوجته حتى رحيله يوم 9 يونيو عام 2004.
مسيرته الفنية
قدم محمد قنديل مجموعة من الأغاني المميزة ومنها، أغنية إن شا الله ما عدمك وهي من ألحان أحمد صدقي، كما تألق في أغنية أبو سمرة السكري وهي من ألحانه، وغنى أيضا أغنيته الشهيرة جميل وأسمر، أفنية سماح، أغنية يا حلو صبح، أغنية تلات سلامات، أغنية أهل إسكندرية، وأغنية يا رايحين الغورية.
ومن أشهر أغاني "قنديل" أيضا، مالي بيه، السوق، زي البحر غرامك. ومن الصور الغنائية التي قدمها للإذاعة، الصديق، العباسة، الموكب، المدمس، العين والعافية، وأم شناف.
غنى "قنديل" للشاشة في مجموعة من الأعمال الشهيرة، فقدم أول مرة أغنية فيلم الأحدب في عام 1946، وفي عام 1949 غنى في فيلم العيش والملح من بطولة الفنانة نعيمة عاكف، وفي عام 1951 اختاره المخرج حسن الإمام لغناء أغنية فيلم أنا بنت ناس، وفي العام التالي 1952 قام بالغناء في فيلم آمنت بالله من بطولة النجوم مديحة يسري وعزيزة أمير، فيلم الإيمان.
كما غنى في نفس العام في فيلم الأستاذة فاطمة مع النجمة فاتن حمامة، وفي عام 1953 غنى في فيلم مليون جنيه مع نعيمة عاكف، فيلم غرام بثينة في نفس العام، كما غنى في فيلم عبيد المال مع النجوم فاتن حمامة، عماد حمدي، وفريد شوقي.
في عام 1954 غنى في فيلم عفريتة إسماعيل يس، فيلم ارحم دموعي، وفي عام 1957 غنى في فيلم حياة غانية مع النجم كمال الشناوي، وفي العام التالي 1958 غنى في فيلم شاطئ الأسرار مع النجوم عمر الشريف، ماجدة الصباحي، وتحية كاريوكا، وفي عام 1963 غنى في فيلم القاهرة في الليل.
كما غنى في فيلم أمير الدهاء في عام 1964 من بطولة النجم فريد شوقي، فيلم عندما نحب في عام 1967، برنامج في نور الأسماء الحسنى في عام 1968، وغنى في مسلسل ولسه بحلم بيوم والذي عرض في عام 1981، ومسلسل الكعبة المشرفة في نفس العام، وغنى في مسلسل الأصدقاء في عام 2002 من بطولة النجوم فاروق الفيشاوي، صلاح السعدني، ومحمد وفيق والذي شهد آخر أعماله.
أما عن مشوار محمد قنديل في السينما كممثل، فشارك في 20 فيلماً، كانت البداية في عام 1946 من خلال فيلم الأحدب، فيلم بابا عريس في عام 1950، فيلم الأفوكاتو مديحة نفس العام، فيلم طيش شباب في عام 1951، وفيلم أنا بنت ناس في نفس العام.
وشارك أيضا بالتمثيل في أفلام، الإيمان، الأستاذة فاطمة، فيلم غرام بثينة، فيلم عبيد المال، فيلم عائشة، فيلم ابن ذوات، فيلم عزيزة، فيلم ارحم دموعي، فيلم في صحتك، فيلة حياة غانية، فيلم شاطئ الأسرار، فيلم صراع في النيل، فيلم رجل في حياتي، فيلم القاهرة في الليل، وآخر مشاركاته في عام 1963 في مسرحية العباسية.
