يعد رجل الأعمال الأردني الأمريكي محمد حديد من أشهر رجال الأعمال والشخصيات العامة، ليس فقط لكونه من أهم المطورين العقارين، ولكن أيضًا لكونه والد أشهر عارضتي أزياء في العالم، وهما جيجي وبيلا حديد، تعرف على مسيرته في السطور التالية.
حياة محمد حديد ونشأته
محمد أنور حديد هو رجل أعمال ومطور عقاري أردني أمريكي ولد في 6 نوفمبر عام 1948 في مدينة الناصرة في فلسطين المحتلة لأسرة فلسطينية مسلمة، ووالده أنور توفي عام 1989، ووالدته خيرية توفيت عام 2008، ولديه شقيقان وخمسة أخوات.
يرجع نسب حديد إلى ظاهر العمر الزيداني هو الحاكم العربي المستقل لشمال فلسطين في منتصف القرن الثامن عشر حينما كانت المنطقة جزءًا من الإمبراطورية العثمانية.
درس والده أنور في كلية المعلمين في القدس، والتحق بعد ذلك بالجامعة في سوريا، حيث درس القانون، بعدها عمل في مستوطنات السلطات البريطانية، وقام بتدريس اللغة الإنجليزية في كلية المعلمين أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين.
بسبب الحرب على فلسطين هربت عائلته من فلسطين كجزء من هجرة الفلسطينيين في النكبة عام 1948، وأصبحت الأسرة لاجئة في سوريا، وفقدت منزلها في صفد، وقال حديد عن ذلك "أصبحنا لاجئين في سوريا وفقدنا منزلنا في صفد لعائلة يهودية التي آويناها".
بعد انتقال الأسرة إلى سوريا انضم والده للعمل في وكالة الإعلام الأمريكية وصوت أمريكا، وعاشت الأسرة في عدة دولة، منها دمشق، وتونس، واليونان، قبل الانتقال في النهاية إلى واشنطن العاصمة، حيث عمل الأب في مقر إذاعة صوت أمريكا هناك.
عندما انتقلت الأسرة إلى الولايات المتحدة كان حديد يبلغ من العمر 14 عامًا، وقضى بقية حياته المهنية هناك، والتحق بجامعة ولاية كارولينا الشمالية، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
زوجاته
تزوج محمد حديد أول مرة من ماري بتلر، وأنجب منها ابنتين، وهما ألانا حديد، ومارييل حديد، وانتهى زواجهما في عام 1992.
في عام 1994 تزوج حديد من عارضة الأزياء الهولندية الأمريكية يولندا حديد، وأنجب منها 3 أطفال، وأصبحوا جميعًا عارضي أزياء، وهم جيجي حديد التي ولدت عام 1995، وبيلا حديد التي ولدت عام 1996، وأنور حديد الذي ولد عام 1999.
انفصل الزوجان عام 2000، وفي عام 2014 كان مخطوبًا لعارضة الأزياء وسيدة الأعمال شيفا صفاي التي ولدت في إيران، وترعرعت في النرويج، وانتقلت إلى الولايات المتحدة في سن التاسعة عشرة، وكانت تصغره ب33 عامًا، وانفصل جديد وصفاي في ديسمبر عام 2019.
مشواره المهني
بدأ محمد حديد مشواره المهني بالعمل في شركة تصدر معدات إلى الشرق الأوسط، ثم انتقل إلى العمل في ترميم وإعادة بيع السيارات الكلاسيكية في حي جورج تاون في واشنطن العاصمة.
انتقل حديد بعد ذلك إلى اليونان وافتتح ملهى ليليًا هناك، وبعد زيادة أرباح مشروعه بدأ في في مشروع تطوير العقارات في الولايات المتحدة.
في الثمانينيات كان جزء كبير من نفوذه المالي من مؤسسة SAAR، وهي مؤسسة مقرها في هيردنون في الولايات المتحدة الأمريكية، ولها فروع في المملكة العربية السعودية، حيث كان شريك مؤسس بنسبة 50% في العديد من المشاريع.
في أواخر الثمانينات واجه حديد مشكلات مادية كبيرة، حيث واجه ما لا يقل عن 30 دعوى قضائية من الدائنين والبنوك بدعوى أنه لم يفِ بالتزاماته المالية في الوقت المحدد، ودفع 150 مليون دولار لفنادق ريتز كارلتون في واشنطن ونيويورك.
ولكي يحل أزمته المالية تلك حول أحد فنادق هيوستن إلى فندق ريتز كارلتون، ثم طور منتجع ريتز كارلتون في سكوتسديل في ولاية أريزونا، وتفوق على دونالد ترامت بتطوير المنتجع ليكون من 292 غرفة، ودفع 42.9 مليون دولار من أجل تطويره.
في عام 1992 توصل إلى تسوية بعد تخلف عن سداد ديون لبنك لرئيس بنك كولومبيا فيرست ميلفين لينكن، وبعد التسوية أغلق حديد مكتبه المحلي، وخسر منزله لصالح البنك، وغادر واشنطن.
انتقل بعد ذلك إلى لوس أنجلوس، وهناك طور قصر لي بيفيدير في منطقة بيل إير، وباعه ب50 مليون دولار في عام 2010، وفي عام 2012، طور قصر كارسينت بمساحة 48 ألف قدم بجانب فندق بيفرلي هيزل، وعرضه للبيع بمبلغ 58 مليون دولار أمريكي.
بجانب حياته المهنية في التطوير العقاري شارك حديد في رياضة التزحلق السريع في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1992، ومثّل دولة الأردن، وكان وقتها يبلغ من العمر 43 عامًا.
تشجع حديد للمشاركة في البطولة من قبل صديقه المتزلج الأولمبي النمساوي فرانز ويبر، وكان حديد العضو الوحيد في الوفد الأردني، ويبقى الشخص الوحيد الذي مثل الأردن في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
قضية طريق سترادا فيكيا
في عام 2014 حصل محمد حديد على الموافقة لبناء قصر في منطقة بيل إير في لوس أنجلوس، وبعد فترة من حصوله على الموافق تم تشكيل تحالف من ملاك المنازل في بيل إير برئاسة فريد روزين لمعارضته.
في يناير عام 2015 رفعت نانس والتون لوري وريثة ثروة وول مارت والتي تقيم في بيل إير، رفعت دعوى قضائية من خلال شركتها على حديد، واتهمته بإتلاف جذور شجرة أوكالبتوس في ممتلكاتها بجدار حاجز بناه بجوار منزلها.
في ديسمبر عام 2015 صوت مجلس مدينة لوس أنجلوس لمتابعة تهم جنائية بشأن انتهاك حديد قوانين تقسيم المناطق المحلية، حيث زعم المجلس أنه بنى منزله على عكس أوامر التخطيط في المنطقة، وجعله ضعف الحجم المسموح به.
في مايو عام 2017 لم يطعن حديد في التهم، ولم يحصل على موافقة المدينة لبناء قصره بسببها، حكم عليه بغرامة قدرها 3 آلاف ساعة، وأكثر من 14 ألف دولار تعويضات لمدينة لوس أنجلوس، و200 ساعة من خدمة المجتمع.
تم منحه فترة اختبار مدتها 3 سنوات لضمان امتثال العقار للوائح الحالية، وإلا سيواجه عقوبة بالسجن لمدة 180 يومًا.