شيخ الممثلين وواحد من الفنانين الذي أعطوا ما يقرب من 75 عامًا من حياتهم للفن، إنه الفنان محمد توفيق صاحب الموهبة والكاريزما والعبقرية الفنية، والذي لم يأخذ حقه من الشهرة التي يستحقها، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
حياة محمد توفيق ونشأته
محمد حسن توفيق المنصوري العجيزي هو ممثل مصري ولد في 24 أكتوبر عام 1908 في مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية.
ولد توفيق في عائلة اسمها العجيزي وهي واحدة من أشهر العائلات وأعرقها في مصر، وقد عرفت بالحركة الوطنية المقاومة للاحتلال، وقد سميت منطقة كاملة في مدينة طنطا باسم عائلته، وهي منطقة العجيزي الشهيرة.
انتقل توفيق مع عائلته إلى حلوان، وقد بدأت موهبة الفنية منذ المرحلة الابتدائية، والتحق بمدرسة الأوقاف الملكية الثانوية، وكان من زملائه في الفصل الشقيقين مصطفى وعلي أمين اللذا يعدان من أهم الصحفيين والكتاب في مصر.
وبعد حصوله على الشهادة الثانوية درس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان طالبًا متفوقًا ومن أوائل دفعته في المعهد.
توفي في 27 مارس عام 2003 عن عمر 95 عامًا بعد صراع مع المرض، وقد عاش أيام حياته الأخيرة وحيدًا لا يتصل عليه أحد.
دراسته في إنجلترا
بعد تخرجه من المعهد التحق توفيق بفرقة جورج أبيض الفنية ومثّل معه في عدة مسرحيات، ولكنه قرر فيما بعد السفر إلى إنجلترا لإكمال دراسته في التمثيل وتتلمذ على يد الممثل العالمي لورانس أوليفيه.
بسبب الحرب العالمية الثانية لم يتمكن توفيق من العودة إلى مصر لذا قرر العمل مخرجًا في الإذاعة البريطانية في القسم العربي، ثم تمكن من العودة إلى مصر في مطلع الأربعينيات ليبدأ مسيرته الفنية في مصر.
زوجته عواطف
تزوج الفنان محمد توفيق من الإذاعي والإعلامية المصرية عواطف البدري وهي شقيقة الفنانة كريمة مختار، وبدأت مشوارها الإذاعي عام 1954، وعرفت ببرنامجها "إلى الآباء والأبناء" وقد قدمت هذا البرنامج لمدة 8 سنوات.
حصلت زوجته عواطف على وسام الاستحقاق للفنون والعلوم والآداب من الطبقة الأولى عام 1986، كما كرمتها نقابة الصحفيين.
انضمت زوجته عطيات إلى تنظيم الطليعي الذي أسسه جمال عبد الناصر، وهذا السبب الذي جعل الرئيس أنور السادات يستبعدها من الإذاعة عام 1971، ونقلت إلى وزارة الزراعة حيث عملت في المكتبو لمدة 4 سنوات وكتبت أعمالًا إذاعية مختلفة.
عادت عواطف إلى الإذاعة عام 1975 في عهد وزير الإعلام أحمد كمال أبو المجد، وقد توفيت الإذاعية عواطف بعد 44 يومًا من وفاة شقيقتها الفنانة الكبيرة كريمة مختار.
مشواره الفني
بدأ الفنان محمد توفيق مشواره الفني في مطلع الأربعينيات وشارك في بطولة العديد من الأعمال السينمائية، كما يعتبر رائد من رواد المسرح في مصر، وقدم أيضًا العديد من الأعمال التلفزيونية.
بدأت علاقة الفنانة محمد بالتمثيل حينما كان طالبصا في المدرسة، وقد كان من أوائل من التحق بمعهد التمثيل عند تأسيسه عام 1930، واحترف التمثيل مع فرقة جورج أبيض وعزيز عيد، وفرقة خليل مطران أيضًا.
شارك الفنان توفيق في أكثر من 200 عمل فني ما بين التلفزيون والمسرح والسينما والإذاعة، وعمل لفترة طويلة في الإخراج الإذاعي ورغم ذلك لم يكرم من بلده، وقال عن ذلك في أحد اللقاءاتك "لو قدمت هذه الأعمال في أمريكا لحصلت على جائزة الأوسكار".
حصل الفنان محمد على لقب شيخ الممثلين، وتميزت مسيرته الفنية بتنوع الأدوار التي يقدمها التي تقوم معقدة وذات تركيبات إنسانية صعبة، فأبدع في تقديم أدوار المدمن، والعبيط، والزوج الضعيف، والطيب والشرير.
عمله في السينما
سافر توفيق إلى إنجلترا ودرس التمثيل هناك عام 1937، ثم عاد عام 1941 إلى مصر ليقدم أول عمل سينمائي وهو فيلم "مصنع الزوجات" من بطولته وإخراج نيازي مصطفى.
بعد نجاح هذه التجربة توالت عليه العديد من الأعمال السينمائية، فقد شارك طوال مسيرته الفنية في أكثر من 100 عمل سينمائي، ومنها أفلام "الشريد"، و"ابن البلد"، و"حب من السماء"، و"من الجاني"، و"شهداء الغرام"، و"بين نارين"، و"السوق السوداء"، و"الجيل الجديد"، و"الجنس اللطيف".
في فترة الخمسينيات شارك في عدد كبير من الأعمال السينمائية، منها أفلام "بابا أمين"، و"أمير الانتقام"، و"إلهام"، و"المليونير"، و"من غير وداع"، و"لك يوم يا ظالم"، و"أولادي"، و"شم النسيم"، و"اللص الشريف"، و"الوحش"، و"الميعاد"، و"حياة غانية"، و"حبيبي الأسمر"، و"امرأة في الطريق"، وغيرها.
وفي الستينيات شارك أيضًا في أعمال سينمائية خالدة، منها ، و"خلخال حبيبي"، و"طريق الدموع"، و"طرد الفردوس"، و"خان الخليلي"، و"ثمن الحرية"، و"المتمردون"، وشارك كذلك في أعمال أجنبية، منها فيلم The Conqueror of Atlantis عام 1961.
في السبعينيات شارك في عدد من الأفلام منها "الحب الذي كان"، و"الشوارع الخلفية"، و"ابنتي والذئب"، وفي الثمانينات شارك في فيلم Death of a Princess وجسد فيه شخصية الأمير محمد بن عبد العزيز.
في الثمانينيات شارك في أفلام "لست شيطانًا ولا ملاكًا"، و"ريال فضة"، و"وصمة عار"، و"طالع النخل"، و"خطة بعيدة المدى"، و"شقة الأستاذ عليوة"، و"دقات على بابي".
وفي التسعينيات شارك في "شباب على كف عفريت"، و"سوبر ماركت"، و"اللق"، و"إسكندرية كمان وكمان"، وآخر فيلم سينمائي شارك فيه كان عام 2001، وهو فيلم "بدر" وكان آخر عمل فني شارك فيه قبل وفاته.
عمله في التلفزيون
لم يبدع الفنان محمد توفيق في السينما فقط، بل شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية التي زادت عن 80 مسلسل، ومنها "سنبل بعد المليون"، "رحمة"، و"قصر الشوق"، و"زهرة من بستان"، و"أحلام في الظهيرة"، و"بوجي وطمطم"، و"ألف ليلة وليلة" وغيرها".
أما آخر عمل فني شارك فيه كان عام 2001 وهو مسلسل تلال الغضب، وفي العام نفسه شارك في مسلسل "خالف تعرف" كضيف شرف.
عمله في المسرح
أبدع الفنان محمد توفيق في المسرح وقدم العديد من المسرحيات واهتم بالمسرح الغنائي كذلك، فأخرج مسرحية سيد درويش، وكان يُعرف بالالتزام، ففي أحد العروض المسرحية محمد محمد نجم انسحب من العمل بعد أن خرجت إحدى بطلات العمل عن النص بطريقة مبتذلة.
