تميزت روايات وقصص الروائي المصري محمد المنسي قنديل بالسلاسة والعمق في المضمون، حيث يحب دائما رسم صور عميقة للشخصيات في رواياته، وقد حققت العديد من أعماله الأدبية قبولًا جماهيريًا كبيرًا وتحولت بعض روايات إلى أعمال فنية، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو محمد المنسي قنديل؟
وهو روائي وقاص مصري ولد في عام 1949 في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر، ودرس في كلية طب المنصورة وتخرج فيها عام 1975. يعد المنسي من أهم الروائيين في مصر وحققت روايات نجاحات كبيرة.
كان من زملائه في المحلة الكبرى الناقد العربي جابر عصفور، والمفكر الإسلامي نصر أبو زيد والقصاص المصري سعيد الكفراوي، وغيرهم.
عمل المنسي بعد تخرجه في الريف بمحافظة المنيا لمدة عام ونصف، وخلال هذه الفترة تعرف على القرية المصرية عن قرب والتي كانت مصدر إلهام للعديد من أعماله الأدبية لاحقًا.
انشغل المنسي بالكتابة عن التراث، وكانت أحداث حياتية عديدة دافعًا وراء كتاباته الأدبية مثل هزيمة 67 المريرة التي لم تغادر ذاكرته الروائية مطلقًا. انتقل بعدها إلى القاهرة حيث عمل في التأمين الصحي، ولكنه اعتزل الطب بشكل نهائي ليتفرغ إلى الكتابة.
زوجة الروائي محمد المنسي قنديل
لا يوجد الكثير من المعلومات حول حياة محمد المنسي قنديل الشخصية، ولكنه متزوج من سيدة غير معروفة اسمها أماني منذ أكثر من 30 عامًا.
مسيرته الأدبية
بدأ الروائي محمد المنسي قنديل الكتابة منذ أن كان طالبًا في الكلية، ففي عام 1970 فاز بالجائزة الأولى في نادي القصة عن قصة "أغنية المشرحة الخالية" حينما كان طالبًا في الجامعة، وقد جسدت هذه القصة مشاعر طالب فقير يدرس في كلية الطب.
استمر بعدها في كتابة العديد من القصص في الجامعة ليصمها فيما بعد إلى كتابه "من قتل مريم الصافي" وهو الكتاب الذي حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1988، كما حصل على جائزة الثقافة الجماهيرية عن قصة "سعفان مات" التي تحكي قصصاً مأساوية عن عمال التراحيل.
تميزت أعمال محمد المنسي قنديل بالبحث عن جذور الشخصية العربية والتراث، فقد استخدم شخصيات تتطور في روايات، وقد نتجت أبحاثه في التراث العربي عن كتابة 3 كتب مختلفة.
تميزت شخصيات المنسي بأنها شخصيات حية موجودة في واقعنا، وقد ابتعد تمامًا عن الشخصيات الرمزية. أحب منسي أيضًا التاريخ بشدة وقد نسج العديد من الروايات المرتبطة بأحداث تاريخية هامة في مصر، ولعل أبرزها نكسة 67.
من المجموعات القصصية التي كتبها المنسي "الوداعة والرعب" والتي تحولت إلى فيلم سينمائي فيما بعد بعنوان "فتاة من إسرائيل"، وقد عمل المنسي كبير محرري مجلة العربي التي صدرت من الكويت.
روايات محمد المنسي قنديل
بدأ محمد المنسي قنديل في كتابة القصص القصيرة أولًا، وبعدها كتب أول رواية طويلة له بعنوان "انكسار الروح" والتي حكى فيها المشاهر الوطنية للجيل الذي عاش ثورة يوليو ثم ينكسر بعد هزية يوليو 1967.
كتب بعدها رواية "قمر على سمرقند" وهي واحدة من أشهر روايات المنسي قنديل وأنجحها على لإطلاق، وهي رحلة تاريخية يستكشف فيها أرض عجيبة ويتناول تحليلًا للماضي والحاضر كذلك.
فازت رواية "قمر على سمرقند" بجائزة مؤسسة نجيب ساويرس للأدب المصري عام 2006، وقد ترجمت إلى اللغة الإنجليزي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. من الروايات الأخرى الهامة للمنسي قنديل رواية "طبيب أرياف" التي تعد من أحدث رواياته والتي يتناول فيها الريف المصري وتحكي عن طبيب مصري شاب ذهب للعمل في إحدى القرى الريفية في صعيد مصر ويقع في غرام ممرضة.
رواية محمد المنسي قنديل "كتيبة سوداء" من الروايات التي ألقى فيها الضوء على الظلم والعبودية والاضطهاد وذلك عن طريق كتيبة من الجنود الذين أجبروا للحرب ضد عدو مجهول، ويسلط الضوء في هذه الرواية على مفاهيم الحرية والشجاعة.
أصدر كذلك رواية "يوم غائم في البر الغربي" وهي رواية تاريخية تحكي عن قصة فتاة اسمها عائشة تنتقل من الصعيد إلى القاهرة، ورواية "أنا عشقت" التي لم تلقَ قبولًا من الجمهور بسبب ما تحتويه من مضمون اعتبره الجمهور غير أخلاقي.
مؤلفات محمد المنسي قنديل التي تحولت إلى أعمال فنية
في عام 2009 أصدر محمد المنسي قنديل رواية "يوم غائم في البر الغربي" والتي تحولت إلى مسلسل مصري بعنوان "وادي الملوك" من إخراج حسني صالح وحوار عبد الرحمن الأبنودي. وقد ترشحت هذه الرواية إلى الجائزة العالمية للرواية العربية.
وقد شارك في بطولة هذا الفيلم المسلسل سمية الخشاب وصابرين ومجدي كامل وريهام عبد الغفور ونبيل الحلفاوي وسميرة عبد العزيز ولطفي لبيب وليلى طاهر وغيرهم. وبسبب هذا المسلسل أطلق عبد الرحمن الأبنودي على النجمة سمية الخشاب لقب شيخة العرب.
تحولت مجموعة القصصية "الوداعة والرعب" إلى فيلم سينمائي بعنوان "فتاة من إسرائيل"، ولكنه لم يحقق رواجًا مثل مسلسل "وادي الملوك".
كتب محمد المنسي قنديل
بجانب الروايات أصدر محمد المنسي قنديل العديد من الكتب والمجموعات القصصية، ومن المجموعات القصصية التي أصدرها "من قتل مريم الصافي"، و"بيع نفس بشرية" ،و"عشاء برفقة عائشة"، و"آدم من طين"، و"احتضار قط عجوز"، و"لحظة تاريخية: 30 حكاية من الزمن العربي".
أصدر أيضًا عددًا من الكتب المخصصة للأطفال والتي بلغ عددها 12 كتابًا تقريبًا، ولعل أبرزها "يهودي في بلاط النعامن"، و"رجل من قلبلة النساء"، و"رحلة إلى أرض الأفكار"، و"سندباد في جزيرة القرنبل"، و"حكايات صغيرة لريم" وغيرها.
اقتباسات محمد المنسي قنديل
أسوأ ما يمكن أن يحدث لك .. هو أن تُنتزع من طفولتك .. أن تستيقظ ذات صباح لتفاجأ أن كل خلايا البراءة في داخلك قد ماتت .. قد دمرت" من رواية "قمر على سمرقند".
"الدين لا يحدث فرقا بين الناس ...الغباء هو الفارق" من رواية يوم غائم في البر الغربي.
"أحيانا ما يكون الحبّ بالغ القسوة، يقتل جزءا من الروح فلا تشفى ولا تسلو ولا تعاود العشق". من رواية "أنا عشقت"
"ما إن رددت الآيات الأولى حتى أجهشت في البكاء، لقد غسلت المياه أطرافي، وكان لابد من الدموع حتى تغسل أعماق نفسي، كنت أهمهم بالقران بشكل آلي، أردد كل ما حفظت من آيات، ولكن حين وضعت جبهتي على الأرض، بدأت في الاسترخاء أخيرا، هبطت السكينة إلى قلبي وأنا أبتهل بأدعية الاستغفار". من رواية قمر على سمرقند.
