محمد المقرن هو شاعر وقاضي بمجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية صدرت له العديد من المؤلفات الشعرية والدواوين، وشارك كذلك في عدة أنشطة شعرية وأدبية، تعرف على مسيرته الأدبية وأبرز المعلومات عنه في السطور التالية.
حياة محمد المقرن ونشأته
محمد بن عبد الرحمن بن سعد المقرن هو شاعر ومؤلف وقاضي سعودي ولد في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية في 7 يونيو عام 1978.
حصل المقرن على البكالوريوس في الفقه المقارن من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مدينة الرياض، وأكمل دراسته العليا في الجامعة نفسه، ونال الماجستير والدكتوراه في التخصص ذاته.
لا يتحدث المقرن عن حياته الشخصية، حيث يفضل إبقاء حياته بعيدًا عن أعين الإعلام والصحافة.
حياته المهنية والأدبية
عمل محمد المقرن بعد التخرج كقاضي في المحكمة العامة في مدينة الرياض، كما عمل كمستشار قضائي في المجلس الأعلى للقضاء، وهو الآن أستاذ جامعي متعاون في الدراسات والقانون ويقدم محضارات في عدد مختلف من الجامعات.
وبجانب عمله في السلك القضائي كانت له عدة أنشطة ومشاركات في مجال القضاء، فهو ممثل المجلس الأعلى للقضاء لدى هيئة الخبراء، ويعمل على صياغة عدد من الأنظمة ومراجعتها.
هو أيضًا مشارك في صياغة اللوائح المنظمة في المجلس الأعلى للقضاء، وشارك في عدد من الندوات الخارجية المتعلقة بالقضاء، كما شارك في عدد من القنوات الإعلامية، المقرن أيضًا عضو الجمعية القضائية السعودية.
أعماله الأدبية
لدى محمد المقرن العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية، وصدر للشاعر 3 دواوين مطبوعة فضلًا عن دواوين مسموعة، بالإضافة إلى أن لديه قصيدتين يتم تدرسيهما في منهج الأدب في مدارس المملكة العربية السعودية.
بالإضافة إلى ذلك فقد شارك في العديد من الأنشطة الأدبية والفكرية، وله عدة كتب في قضايا معاصرة، فكتابه "اختيارات الشيخ عبد الله بن حميد وآراؤه الفقهية في قضايا معاصرة" هي رسالة الدكتوراه التي قدمها في الجامعة.
من الدواوين التي نشرها المقرن ديوان "مليكة الطهر"، ويحوي الديوان مجموعة من القصائد المتنوعة، وإليك قصيدة مختارة من هذه الديوان:
سَـلِ القلوبَ التي لانَتْ لخالقِـها... وأشعلَتْ من سـنا الإيمانِ قنديـلا
سـل العيونَ التي فاضَتْ مدامعُـها... مـن خشيةِ اللهِ إشفاقًا وتبجـيلا
سـل النُّفوس التي بالأُنسِ يوقظُـها.. كتابُ ربِّي فتُحيِـي الليلَ ترتيـلا
سـل النُّفـوس الَّتي نَقَتْ سـرائرها... وفاضَ ناطقُـها ذكـرًا وتهليـلا
سـل المحاريبَ كم ضـجَّتْ بمبتهلٍ... وكم ترقـرق فيها الدَّمـعُ مسبولا
تاقت إلى الحـورِ والفردوسِ أنفسُـهم... فذلَّلـوا دربَهم للخُـلدِ تذليلا
تُذيقُنا المُـرَّ دنيـانا وقد وجـدوا... طعـمَ السَّعادةِ بالإيمـان معسـولا
قد أُدخِـلوا (جنَّة الدُّنيا) فوا لهفي... مِمَّن يُقاسـي لظى الحِرمانِ مغلولا
آهٍ على مُصـبحٍ باللَّهـوِ في سـفهٍ... يُمسي طريحًا على الأعناقِ محمـولا
ذاقَ المـرارةَ في دنيـاه محتمِـلاً... أوزاره عنـد محصيــها مثاقيـلا
واللهِ واللهِ أَيْمـانًا أصــيحُ بـها... لا والَّـذي نـزَّل القـرآنَ تنـزيلا
من لم ينَلْ (جنّةَ الدُّنيا) فحاجبُه... عن (جنَّة الخُلد) قلبٌ باتَ سـجِّيلا
قد قالَـها شيخُنا الحـبرُ (ابنُ تيميةٍ)... ولسـتُ أبلغَ مما قاله قيـلا!
أما ديوانه الثاني هو ديوان "أنشودة الخريف"، و"ديوان "أحدث الليل"، ومن أشهر القصائد في هذا الديوان قصيدة أصداء التي يقول في مطلعها:
أعالج الداء من شكواي بالداء
يا أيها الدهر أرجع ليِ أحبابي
مضوا وكنت أظن الوصل يمنعهم
ولم أزل واقفاً أرنو بإعياءِ
يدٌ سقتني معين الحب صادقة
ما بالها غرَزَتْ سيفاً بأحشائي
كانت تريني دروب النور مشرقة
ما بالها اليوم ترميني بظلماءِ
كانت زلالاً يُرَوّي بالهوى عطشي
فكيف تطرحني في وَسْطِ بَيْداءِ
يعتبر المقرن عمله في مجال القضاء بابًا لنشر العلم والإصلاح بين الناس، فهو يهدف بعمله إنصاف المظلوم، وإظهار الحق وتحقيق العدل، أما عمله في الأدب فهو يستخدمه للدفاع عن الإسلام وإعلاء القيم والمبادئ الإسلام.
تمكن المقرن من خلال أدبه تشخيص أمراض المجتمع العربي ومحاولة علاجها، وفي الوقت نفسه يستخدم في قصائده الكلمات الجميلة، فقد جمع بين جمال المعاني وحسن اختيار الألفاظ.
يعتبر المقرن الشعر الحديث هو تشويه للشعر العربي الأصيل، وهو الشعر الذي يعبر عن مشاعرنا، والتي من وجهة نظره لا يمكن للشعر الحديث أن يكون قادرًا على التعبير بنفس الشكل.