ما هي مشاريع ريادة الأعمال؟ وما الفرق بينها وبين المشاريع التقليدية؟

كثيرًا ما نقرأ عن مشاريع ريادة الأعمال يقوم بها رجال أعمال حول العالم، ولكن هل فكرت مسبقًا ما هي مشاريع ريادة الاعمال؟ وما الفرق بينها بين المشاريع التقليدية أو المشاريع الصغيرة؟

في الحقيقة هناك فرق كبير بين المشروع الريادي والمشروع الصغير في جوانب عدة منها المخاطر والأهداف والأيدولوجيات وطرق التنظيم وغيرها، وفي هذا المقال سنسلط الضوء أكثر على هذا الفرق وسنعطي لك أمثل عن أشهر الأعمال الريادية من حول العالم.

ما هي مشاريع ريادة الاعمال؟

تعرف مشاريع ريادة الأعمال بأنها المشاريع التي تستثمر في أفكار جديدة ومبتكرة وإيجاد حلول للمشكلات، وتتضمن هذه المشاريع نسبة كبيرة من المخاطر والابتكار من أجل إيجاد طرق لإضافة قيمة إلى سوق العمل، وتحمل قيمًا إضافية إلى جانب القيم الاقتصادية.

غالبًا ما تكون هذه المشاريع صغيرة في البداية ولكنها تتطور بمرور الوقت، كما أن المشروع الريادي هو عبارة عن شركة مؤقتة تبحث لإيجاد نماذج عمل قابلة للتكرار والتطوير والنمو في المستقبل.

يعتمد النموذج الأساسي لمشاريع ريادة الأعمال على تطوير فكرة إلى نموذج عمل ناجح، ويُشار إلى الأشخاص الذين يديرون هذه المشاريع باسم "رواد الأعمال".

تنطوي مشاريع ريادة الأعمال على مخاطر عالية لذا تواجه نسبة كبيرة من الشركات الناشئة في مشاريع إدارة الأعمال إلى التوقف عن العمل بسبب عدم وجود التميل أو بسبب السياسات الحكومية والأزمات الاقتصادية، أو ربما بسبب نقص الطلب من السوق، أو قد يكون مزيجًا من كل هذه الأمور معًا.

ويتم الإشارة إلى ريادة الأعمال في مجال الاقتصاد على أنه الكيان الذي يمكنه ترجمة التقنيات الجديدة والاختراعات إلى خدمات ومنتجات مربحة، لذا تجد الكثير من مشاريع ريادة الأعمال في المجال التكنولوجي.

وإليك بعض الجوانب الرئيسية التي تعتمد عليها مشاريع ريادة الاعمال:

الابتكار

يقدم رواد الأعمال أفكارًا جديدًا عن السوق، سواء كانت خدمة أو منتجًا أو نموذج عمل جديد، ولديهم أفكار جديدة دائمًا لتحسين الصناعة الحالية وتطوير سوق الأعمال.

تعتمد فكرة مشاريع ريادة الأعمال على الاستجابة لاحتياجات السوق ولكن بشكل مبتكر وجديد والبعد عن الأفكار والاستراتيجيات التقليدية.

المخاطرة

تتميز مشاريع ريادة الأعمال بنسبة أكبر من المخاطر، فلا يوجد ضمان للنجاح لذا يكون رواد الأعمال على استعداد لتحمل المخاطر المحسوبة والتعلم من إخفاقاتهم وتطوير أفكار جديدة من أجل مواجهة هذه المخاطر.

البحث عن فرص

في مشاريع ريادة الأعمال يحرص رواد الأعمال على اكتشاف الفرص المتاحة في السوق ودراسة السوق بشكل جيد ومعرفة ما إذا كانت هناك فجوة في العروض الحالية أو الاتجاهات الجديدة التي يمكنهم استغلالها والاستفادة منها في مشروعهم.

قلة التمويل

غالبًا ما يواجه رواد الأعمال مشكلات في قلة الموارد والتمويل، وذلك لأن مشاريعهم تكون محفوفة بالمخاطر ولا يمكن التنبؤ بنجاحها أو ضمان نجاحها، لذا يبحث رواد الأعمال عن طرق مبتكرة من أجل إيجاد التمويل وتحقيق أهدافهم من خلال البحث عن مصادر تمويل بديلة أو التفاوض على صفقات أو غيرها من الطرق.

بناء فريق عمل ناجح

غالبًا ما يبدأ رواد الأعمال مشاريعهم بعد بناء فريق عمل موهوب ومبتكر حيث يمكن مشاركة الأفكار والرؤية والمساعدة على تنفيذ الخطط معًا.

الفرق بين مشاريع ريادة الأعمال والمشاريع التقليدية

وفي الحقيقة هناك فرق كبير بين مشاريع ريادة الأعمال والمشاريع التقليدية أو الصغيرة من حيث الأهداف والابتكار والمخاطر والتمويل والجدول الزمني وغيرها.

ولكن بشكل عام تتضمن مشاريع ريادة الأعمال والمشاريع العادية على جوانب متشابهة مثل التخطيط والتنفيذ وتحقيق الأهداف، إلا أن هناك عدة اختلافات رئيسية بينهما، وهي كالتالي:

الأهداف

في المشاريع العادية يتم التركيز على تحقيق أهداف داخلية في منظمة موجودة بالفعل من أجل تلبية الاحتياجات العادية، ويتم قياس نجاح هذا المشروع مع تحقيق الأهداف المحددة مسبقًا والتي تم تنفيذها وفقًا لاستراتيجية شاملة ومنظمة.

أما في مشاريع ريادة الأعمال فإنها تهدف إلى إنشاء شيء جديد غير موجود في السوق، وغالبًا ما يكون نموذج عمل أو خدمة أو منتج جديد يلبي احتياجات السوق، ويحدث تغييرًا جذريًا فيه بعض طرحه في الأسواق.

المخاطر

غالبًا ما يتم تنفيذ المشاريع التقليدية وفقًا لنظام وإطار عمل محدد لتقليل المخاطر بأقل قدر ممكن، كما يكون لرجال الأعمال إمكانية للوصول إلى الموارد والحصول على التمويل بسهولة.

أما في مشاريع ريادة الاعمال فإن طبيعتها تعتمد على المخاطر العالية بسبب عدم وجود ضمان للنجاح في السوق بسبب حداثة فكرة المشروع، كما أن التمويل والموارد تكون محدودة.

الابتكار

في المشاريع العادية لا تحتاج إلى الكثير من الابتكار، لأنها تركز بشكل أساسي على إيجاد حلول حالية وتركز على الكفاءة والفعالية ضمن إطار محدد وخطة مسبقة.

أما مشاريع ريادة الأعمال فإنها تعتمد على خلق شيء جديد ومبتكر، وهذا يعني أن الابتكار عنصر أساسي لا يمكن أن ينشأ المشروع بدونه، كما أن الابتكار هو أهم أسباب نجاح هذه المشاريع، لأنهم غالبًا ما يتحدون النماذج الموجودة في السوق ويبتكرون شكلًا جديدًا.

التمويل

في المشاريع العادية يكون التمويل من ميزانيات منظمة أما في مشاريع ريادة الأعمال فإن جمع رأس المال غالبًا يكون من المستثمرين وكبار رواد الأعمال الآخرين، أو الاعتماد على التمويل الشخصي.

الجدول الزمني

في المشاريع التقليدية أو العادية عادة ما تعمل وفقًا لجدول زمني معيد ومواعيد محددة لها بداية ونهاية وتتماشى مع الدورات التنظيمية التقليدية.

أما في مشاريع ريادة الأعمال غالبًا ما تكون الجداول الزمنية فيها أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع ردود فعل السوق المختلفة.

فريق العمل

في المشاريع التقليدية غالبًا ما تتضمن فرقًا مدربة تتمتع بخبرة محددة حول مجال بعينه، أما في مشاريع ريادة الأعمال عادة ما تبدأ بفرق أصغر حجمًا ولكنها أكثر ديناميكية ويتمتع الأفراد فيها بمواهب ومهارات متنوعة وقدرة على التكيف وفهم احتياجات السوق بشكل أفضل.

لذا فإن الفرق بين المشروع الريادي والمشروع التقليدي بشكل عام أن المشرو العادي يساهم في استمرار السوق وتحسين المنظمة القائمة أما المشروع الريادي يهدف إلى خلق شيء جديد في السوق يساهم في نموه وتغير ملامحه.

اقرأ أيضًا:

ما هي ريادة الأعمال وما هي أنواعها؟

ماهي شروط ريادة الأعمال

ما هو الفرق بين ادارة الاعمال و ريادة الاعمال؟

ما هي ريادة الأعمال وما هي أنواعها؟

بعد أن ذكرنا لك ما هي مشاريع ريادة الاعمال سنذكر لك أنواعها، وكما ذكرنا سابقًا فإن مشاريع ريادة الأعمال هي مشاريع تنشأ من خلال خلق شيء جديد ومبتكر في السوق، ويواجه كل مشروع تحديات مختلفة وأهداف متنوعة أيضًا، وإليك بعض أنواع مشاريع ريادة الأعمال وأمثلة من الحياة الواقعية.

أفكار مشاريع ريادية صغيرة ناجحة

وهي مشاريع تجارية صغيرة مستقلة تلبي احتياجات السوق المحلي أو السوق المتخصصة ولكن بشكل مبتكر وبأفكار جديدة.

وأمثلة على مشاريع ريادة الأعمال موقع SHEIN وهو من أشهر مواقع بيع الملابس والمنتجات عبر الإنترنت وتعتمد فكرته على إنتاج منتجات شبيهة بالمنتجات العالمية ولكنها بأسعار أرخص.

أيضًا من الأمثلة على ذلك مقاهي الكلاب والقطط التي انتشرت مؤخرًا بشكل واسع أو فنادق للكلاب حيث يتم استضافة الكلاب عندما يكون أصحابهم مشغولين أو مسافرين.

مشاريع ريادة الأعمال القابلة للتطوير

وهو مشروع يعتمد على  تقديم خدمة مبتكرة تحدث تأثيرًا كبيرًا في السوق، ومن النماذج العملية مشروع Airbnb الذي بدأ كمنصة لتأجير الغرف ونمت لتصبح سوقًا عالمية في السكن.

من المشاريع الأخرى الرائدة هو مشروع UBER الذي بدأ كمنصة سيارات أجرة، وتطور فيما بعد ليصبح من أشهر وأنجح المشاريع التجارية في العالم.

من النماذج الأخرى شركة تسلا التي أحدث ثورة في صناعة السيارات الكهربائية والتي وفّرت تقنيات متطور وتكنولوجيا مبتكرة وبنية تحتية مختلفة.

أيضًا مشروع منصة Canva الذي أضفى ثورة في عالم التصميم الجرافيكي من خلال تقديم أدوات سهلة الاستخدام من أجل التصميم والإبداع في هذا لمجال.

مشاريع ريادة الأعمال الاجتماعية

يركز هذا النوع من المشاريع على معالجة قضايا مجتمعية أو بيئية من خلال تقديم حلول مستدامة ومبتكرة، ومن أمثلة مشاريع ريادة الأعمال الاجتماعية شركة TOMS للأحذية والذي تعتمد فكرته على التبرع بأحذية لطفل محتاج مقابل كل عملية شراء.

أيضًا من الأمثلة على هذه المشاريع مشروع بنك جرامين والذي يقدم قروضًا لتميكن المرأة ورواد الأعمال ذوي الدخل المنخفض في البلدان النامية والفقيرة.

ريادة الأعمال الداخلية

وفيه يتم التركيز على إنشاء مشروع جديد وابتكار فكرة جديدة داخل منظمة موجودة بالفعل، ومن أمثلة ذلك شركة جوجل التي تقدم ابتكارات جديدة ومشاريع جديدة كل يوم مثل جوجل بودكاست أو سيارات جوجل ذاتية القيادة أو نظارة جوجل.

من الأمثلة على ذلك أيضًا شركة Intuit، وهي شركة برمجيات أمريكية متخصصة في البرامج المالية، والتي أنشأت مشروع TurboTax وهو مشروع أحدث ثورة في عالم الضرائب في أمريكا.

مشاريع ريادة الأعمال المستقلة

وتعتمد هذه المشاريع على فرد واحد، وتتميز بالمرونة والاستقلال في الموقع، ومن أمثلة ذلك مدوني السفر الذين يستثمرون مغامراتهم من خلال صنع محتوى مميز، أو الكتاب المستقلين أو المصورين المستقلين.

مشاريع ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا

وهي المجال الأكثر شيوعا في مشاريع ريادة الأعمال، حيث يعد مجال التكنولوجيا أرضًا خصبًا لآلاف المشاريع الريادية المؤثرة حول العالم.

ولعل أهم الأمثلة حول مشاريع ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا هو الذكاء الاصطناعي AI الذي أحدث ثورة في العالم كله وكان له دور في تغيير نمط العمل في كل مجالات الحياة تقريبًا.

وقد تم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، منها تطوير روبوت للدردشة في خدمة العملاء والذي يكون متاحًا طوال أيام الأسبوع لتعزيز تجربة العملاء.

أو بناء منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل منصات صنع السير الذاتية أو منصات تعليم اللغات وغيرها.

أيضًا تقنيات الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR وهي من أنجح مشاريع الريادية في مجال التكنولوجيا حيث يتم تصميم محاكاة واقعية لمختلف الصناعات أو تطوير تطبيقات الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي من أجل التعليم أو الترفيه  أو كليهما معًا.

تحديات مشاريع ريادة الأعمال

بعد أن ذكرنا لك ما هي مشاريع ريادة الاعمال والفرق بينها وبين المشروع التقليدي سنتحدث عن التحديات التي تواجه مسار مشاريع ريادة الأعمال:

التمويل

وهو من أكثر التحديات مشروع ريادة أعمال ناجح شيوعًا والتي تحتاج إلى جهد كبير من رواد الأعمال من أجل تأمين التمويل الكافي لبدء مشروعهم أو الاستمرار فيه والحفاظ على استمرارية المشروع.

من أجل الحصول على التمويل الكافي يحتاج رواد الأعمال إلى البحث عن مستثمرين وعرض فكرتك عليهم بشكل مقنع والبدء بموارد محدودة في البداية ثم التوسع في طلب تمويل أكبر في حال تحقيق نجاح أولي.

تقبل السوق للمشروع الجديد

كما ذكرنا سابقًا فإن الفكرة الأساسية التي تعتمد عليها مشاريع ريادة الأعمال هو إنشاء مشروع جديد ومبتكر وفكرة جديدة غير موجودة في السوق، ولعل هذا السبب الذي يجعل مشاريع ريادة الأعمال تتضمن نسبة مخاطرة كبيرة.

في هذا النوع من المشاريع لا يمكن التنبؤ بتوقعات السوق للمشروع الجديد، ويتطلب من رواد الأعمال إجراء بحث شامل للسوق وإجراء اختبارات على المستخدمين وتكرار عرض المنتجات لمعرفة وجهات النظر السوق في حال عرض المنتج أو الخدمة الجديدة.

البحث عن فريق عمل مبتكر

تحتاج مشاريع ريادة الأعمال إلى فريق عمل مبتكر يتمتع بمهارات وخبرات متنوعة وقادر على فهم الفكرة الرئيسية لصاحب المشروع وتوجهاته. وقد يكون جذب المواهب وأصحاب الخبرات في بداية المشاريع الريادية أمرًا صعبًا.

الخبرة في تطوير المنتج أو الخدمة

في حال تقديم المنتج أو الخدمة في السوق على رواد الأعمال الاستمرار في تقديم أفكار مبتكرة لتطوير هذه الخدمة، وهذا يتطلب خبرة فنية وإدارة جيدة للموارد والقدرة على التكيف مع تغيرات السوق المتسارعة.

التسويق والمبيعات والمنافسة

من أجل جذب العملاء لشراء المنتج أو الخدمة الجديدة يجب أن يملك رواد الأعمال استراتيجيات تسويقية وتقنيات فعالة وجيدة، ويكون هذا أمرا صعبا وخاصة في سوق عالمي تنافسي وضخم.

إدارة أعباء العمل

يحتاج رواد الأعمال إلى عدد ساعات عمل أكثر والقيام بمهام متعددة في وقت واحد، لذا فإن أهم التحديات هو قدرة رائد الأعمال على الموازنة بين حياته الشخصية ومشروعه الريادي والقدرة على الإدارة الفعالة والانضباط الذاتي وتحديد الأولويات والقدرة على مواجهة أعباء ومشكلات العمل.

القدرة على التعامل مع مخاطر المشروع

مشروع ريادي يعني مخاطر كبيرة وعدم يقين من الأرباح والنجاح، والعمل في بيئة ديناميكية غير متوقعة تتطلب رائد أعمال مبتكر لديه قدرة على فهم السوق وتوقع المخاطر والتعلم من الإخفاقات مع الحفاظ على المرونة في مواجهة الأزمات للتمكن من النجاح.

شركة Open AI كمثال لمشروع ريادي ناجح

بعد أن ذكرنا لك ما هي مشاريع ريادة الاعمال سنذكر لك أفضل مثال للشركات الريادية في العالم وهي شركة أوبن إي آي للذكاء الاصطناعي.

تعد شركة Open AI الأمريكية واحدة من مشاريع ريادية ناجحة حول العالم، وقد لعب رائد الأعمال الشاب سام ألتمان دورًا رئيسيًا في تشكيل الشركة التي أصبحت رائدة في الذكاء الاصطناعي وتمكن من الحصول على تمويلات ضخمة من مستثمرين مهمين على رأسهم إيلون ماسك.

بدأت رحلة سام ألتمان مع شركة Open AI عام 2015 حينما شارك في تأسيس الشركة وقدم الدعم المالي بنفسه، حيث سبق أن عمل في شركات مختلفة منها شركة Y Combinator للخدمات التكنولوجية، وشارك في تأسيس شركة Tools For Humanity التي ساهمت في تطوير نظام التحقق من الهوية عبر قزحة العين لمواجهة الهويات المزيفة.

شارك ألتمان في المناقشات الأولى حول أهداف الشركة واتجاهاتها، ومن عام 2016 إلى عام 2019 قدم التوجيه الاستراتيجي واستفاد من شبكة علاقاته وخبراته من أجل توجيه الشراكات والتعاون والحصول على الدعم المالي.

في عام 2019 قرر ألتمان التنحي عن منصبه في شركة Y Combinator للتركيز أكثر على شركة أوبن إي آي.

في العام نفسه تمكن من الحصول على دعم مالي لشركته بمقدار مليار دولار أمريكي من مستثمرين ورجال أعمال رائدين منهم إيلون ماسك وجريج بروكمان وبيتر ثيل وجيسيكا ليفينغستون، وفي عام 2022 أعلنت الشركة عن الحصول على تمويل جديد لشركته بقيمة 1.25 مليار دولار.

ولكي يتمكن ألتمان وشركة Open AI من الحصول على هذا الدعم المالي الكبير استخدم العديد من الاستراتيجيات الرئيسية ولعل أهمها التالي:

• تسليط الضوء على فوائد وأهمية الذكاء الاصطناعي وإمكاناته الهائلة لتحقيق التقدم المجتمعي في مختلف المجالات.
• أكد ألتمان كذلك على استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للخير قادرة على تحسين حياة الناس وحال المشكلات.
• استهدف ألتمان المستثمرين المهتمين بمجال الذكاء الاصطناعي وعقد شراكات مع شركات لها مصالح متشابهة.
• أحاط ألتمان نفسه بعملاء وفريق عامل خبير وهو ما أدى إلى غرس الثقة في المستثمرين للاستثمار في هذا المشروع الضخم.

نجح ألتمان من استغلال التمويل بنجاح واستخدم نفوذه لربط شركته مع قادة التكنولوجويا حول العالم بهدف توسيع نطاق منظمته وشركته وتأثيرها في العالم، كما كان من أشد المدافعين عن تطوير الذكاء الاصطناعي والتأكد من أنه يفيد البشرية بطريقة أخلاقية.

واجه ألتمان العديد من التحديات ولعل أهمها إزالته من منصبه في نوفمبر عام 2023 لفترة وجيزة ثو عودته إلى المنصب مرة أخرى، ولا يزال ألتمان يقود عجلة تطور الذكاء الاصطناعي والمسؤول عن تسويقه وتأثيره على المجتمع.

تأثير مشاريع ريادة الأعمال على المجتمع

بعد أن ذكرنا لك ما هي مشاريع ريادة الاعمال سنركز على التأثيرات الإيجابية للمشاريع الريادة على المجتمع، حيث تلعب دورًا هامًا في تغير شكل المجتمعات وثقافتها تحولها في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال دفع عجلة النمو الاقتصادي وخلق المزيد من فرص العمل وتقديم منتجات وخدمة جديدة تفيد المجتمع وتساهم في تطويره.

النمو الاقتصادي

أحد أهم الجوانب الاجتماعية التي تؤثر عليها المشاريع الريادية هو الجانب الاقتصادي، حيث تعتمد مشاريع ريادة الأعمال على تحديد احتياجات السوق والبحث عن أفكار جديدة غير متواجدة واستغلالها وتطوير حلول مبتكرة لتقديم هذه الخدمات.

تساعد هذه الأمور على تحفيز النشاط الاقتصادي بجانب جذب الاستثمارات الأجنبية وتوليد فرص عمل وزيادة الإنتاجية، ولعل أفضل مثال على ذلك شركتا آبل ومايكروسوفت اللتان ساهمتا في نمو الاقتصاد وخلق المزيد من فرص العمل في القطاع التكنولوجي.

خلق المزيد من فرص العمل

كما ذكرنا سابقًا فإن المشاريع الريادية لها دور في في خلق المزيد من فرص العمل في كل أنحاء العالم وتقلل من معدلات البطالة كما تخفف من معدلات الفقر في الدول.

وتعمل العديد من مؤسسات التمويل على تمكين رواد الأعمال من أجل بدء مشاريعهم الريادية الخاصة وخلق فرص عمل لأنفسهم ولغيرهم.

التقدم التكنولوجي

يساهم التقدم التكنولوجي الناتج عن المشاريع الريادية في دفع عجلة الاقتصاد والتقدم في صناعات مختلفة، ومن الملاحظ أن أهم وأنجح مشاريع ريادة الأعمال في التقنيات والتكنولوجيا التي كان لهم دور كبير في تغيير شكل الحياة في العالم كله.

ومثال على ذلك شركة تيسلا التي أحدث ثورة في صناعة السيارات الكهربائية، وكان لها تأثير على البيئة وتحقق الاستدامة كذلك.

معالجة بعض القضايا المجتمعة

وكمثال ذكرنا في مقالتنا فإن بعض الشركات الريادية اتخذت من قضايا مجتمعية هدفًا لها خلال التأسيس ومنها شركة "تومز" للأحذية التي بنت استراتيجيتها على التبرع بأحذية للأطفال الفقراء مقابل كل عملية شراء تتم لديهم، وبهذا يتمكن من تحقيق الربح والفائدة الاجتماعية في الوقت نفسه.

تحول ثقافة المجتمع

لمشاريع ريادة الأعمال دور كبير في تغير ثقافة المجتمع وتحدي بعض الأعراض المجتمعية. ومثال على ذلك شركة Airbnb التي كان له دور في تغير عالم الضيافة والفندقة حول العالم من خلال السماح للناس بتأجير منازلهم للأفراد لاختبار ثقافات جديدة.

كيف ابدا في مجال ريادة الاعمال؟

بعد معرفة ما هي مشاريع ريادة الاعمال والفرق بينها وبين المشاريع التقليدية وكنت ترغب في البدء في مجال ريادة الأعمال فإليك أهم الخطوات لكي تصبح رائد أعمال ناجح:

استكشف ذات وأعدها للمغامرة

لكي تبدأ مشروعا رياديا  عليك أن تحدد المهارات التي لديك وشغفك الذي تريد تطويرها إلى مشروع ناجح. اكتشف الفرص التي أمامك وفكر في مهاراتك وخبراتك ونقاط القوة والضعف لديك.

اقرأ أكثر عن مشاريع ريادة الأعمال وأنواعها وقصص نجاح رواد الأعمال والشركات الناشئة وحدد الفروق فيها واعرف كيف يمكنك الاستفادة من هذه الأفكار.

اقرأ المزيد من الكتب والمدونات الصوتية وانغمس في حياة رواد الأعمال لكي تفهم عقليتهم وتتعلم كيف يفكرون ويخططون لمشاريعهم.

ابحث عن فكرة وادرسها جيدًا

تعتمد مشاريع ريادة الأعمال على فكرة جديدة ومبتكرة ليست موجودة في السوق، ودورك حاليًا أن تبحث عن فكرة ريادية قابلة للتطبيق من خلال البحث عن الخدمات أو المنتجات غير الملباة في مجتمعك أو في السوق وابحث عن طرق لتطوير هذه الأمور إلى فكرة مشروع مبتكر.

لا تنسى خلال تأكيد الفكر أن تجري بحثًا دقيقًا في السوق وتتحدث إلى العملاء المحتملين وتعمل استطلاعات رأي قد تفيدك في تحديد مدى فعالية فكرتك ونجاحها في السوق أم لا.

بعد تحديد المنتج حدد الجمهور المستهدف واصنع نموذجا للعمل حدد فيه استراتيجيات التسعير والتسويق والتوقعات المالية واحتمال الشراكات المستقبلية.

اكتسب المهارات والعلاقات

تعتمد ريادة الأعمال على اكتساب مهارات هامة منها مهارات الاتصال والتسويق وحل المشكلات والإقناع والتفويض، لذا تأكد من تطوير هذه المهارات لديك من خلال الدورات التدريبية أو من خلال الكتب والموارد عبر الإنترنت.

ابنِ كذلك شبكة علاقات جيدة وابحث عن فريق عمل جيد من محترفي المجال الذي قررت الخوض فيه من أجل الحصول على الدعم والتوجيه والتعاون المحتمل، وابحث عن موارد الدعم والتمويل التي يمكنها أن تمول مشروعك.

أطلق مشروعك

اصنع خارطة طريق لمشروعك وحدد الاستراتيجيات المالية وخطة التسويق والعمليات، واعرض مشروعك على الجمهور المستهدف واجمع التعليقات حوله وتكيف مع التحديات التي تواجهك.

وإليك نصائح خلال رحلتك في عالم ريادة الأعمال:

• تعلم المرونة فالمشاريع المبتكرة لا تحتاج إلى عقل تقليدي بل يحتاج إلى عقل مبتكر قادر على إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المختلفة.
• كن صلبًا، فالمشاريع الريادية تعني مخاطر عالية لذا كن  على استعداد لمواجهة الانتكاسات والتعلم من الأخطاء.
• اصنع فريقا داعما وماهر؛ لأن إحاطة نفسه بأفراد داعمين قادرين على توجيهك بشكل جيد.
• تعلم باستمرار، فلا يعني النجاح الأولي لفكرتك أن مشروعك سيستمر في النجاح، بل عليك تعلم تغيرات السوق واكتساب المهارات الجديدة للتأقلم مع التسارع في تطور السوق وتغيره وحسن من الاستراتيجيات لديك بناء على التعليقات وبيانات السوق.

في الختام، ذكرنا لك إجابة سؤال ما هي مشاريع ريادة الاعمال وما الفرق بينها وبين المشروع التقليدي وكيف يمكنك أن تبدأ مشروعك التجاري الريادي، كما ذكرنا لك أمثلة من الحياة الواقعية عن مشاريع ريادية ناجحة من حول العالم.