ما هي المشاكل التي تواجه البشرية بسبب تغير المناخ؟

  • تاريخ النشر: منذ ساعة
ما هي المشاكل التي تواجه البشرية بسبب تغير المناخ؟

في يوم الأرض، الذي يتم الاحتفال به في يوم 22 أبريل من كل العالم، تتجه أنظار العالم إلى كوكب الأرض، حيث نستحضر فيه مسؤوليتنا الجماعية لحماية كوكب الأرض من المخاطر التي تهدده، وأبرزها تغير المناخ الذي يعد من أبرز التحديات التي تواجه البشرية في العصر الحديث.

وفي الوقت الحالي، لم تعد قضية تغير المناخ مجرد نقاش عرضي، بل أصبح واقعًا ملموسًا من شأنه أن يؤثر على البشرية أجمع، حيث يمتد أثره إلى البيئة والاقتصاد، والصحة، والزراعة، وغيرها، وفي هذا المقال سنعرف ما هي المشاكل التي تواجه البشرية بسبب تغير المناخ، وسنحاول فهم أبعاد تلك المشاكل وتأثيرها على مستقبلنا..

ما هو يوم الأرض؟

يحيي العالم مناسبة يوم الأرض في يوم 22 أبريل من كل عالم، وهو حدث عالمي يعكس التزام البشرية بالحفاظ على البيئة. تم الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة في عام 1970، وخلال هذا اليوم، تنظم الفعاليات التي تقودها شبكة "يوم الأرض" في أكثر من 193 دولة، وهو ما يجعله من أكثر الأيام المدنية انتشارًا في العالم.

جاءت الفكرة الأصلية ليوم الأرض باقتراح من ناشط السلام جون مكنويل، الذي اقترح في مؤتمر اليونسكو عام 1969 في سان فرانسيسكو بإنشاء مبادرة لتخصيص يوم لتكريم الأرض وتعزيز مفهوم السلام العالمي.

قوبل اقتراحه بالترحيب، وبالفعل، تم الاحتفال باليوم لأول مرة في 21 مارس عام 1970، تزامنًا مع الاعتدال الربيعي في نصف الكرة الشمالي، يحمل اليوم دلالة رمزية على توازن الطبيعة.

نال اليوم فيما بعد شرعية عالمية، حيث تم التصديق عليه رسميًا، ووقعه الأمين العام للأمم المتحدة يو ثانت، وعرف باسم "يوم توازن الطبيعة".

تهتم الفعاليات والمؤتمرات التي تقام بمناسبة يوم الأرض بالعديد من القضايا البيئة، وأبرزها قضية تغير المناخ، التي أصبحت ظاهرة واضحة في السنوات القليلة الماضية، فما هي المشاكل التي تواجه البشرية بسبب تغير المناخ؟

ما هي المشكلات الناتجة عن التغير المناخي؟

لا يقتصر تأثير تغير المناخ على تغير طبيعة الطقس حول العالم فحسب، بل يمتد تأثيره ليشمل البنية التحتية، والمياه، والزراعة، والصحة، والبيئة كذلك، فما هي المشكلات الناتجة عن التغير المناخي؟

التأثير على المياه

من أبرز المشكلات التي تواجهها البشرية بسبب تغير المناخ هو التأثير الواضح والكبير على الموارد المائية حول العالم، حيث تغيرت أنماط وأماكن ومواعيد هطول الأمطار، بجانب ارتفاع درجات الحرارة. تشهد بعض المناطق هطول أمطار غزيرة، بينما تعاني مناطق أخرى من جفاف متزايد.

ولا يقتصر الأمر فحسب على كمية الأمطار ومواعيدها، بل أيضًا يمتد إلى الكوارث الطبيعية، حيث أصبحت الفيضانات مشكلة متزايدة مع تغير المناخ، كما أصبحت حوادث هطول أمطار قوية وشديدة وأكثر تواترًا منتشرة حول العالم بوضوح.

ومع زيادة درجة حرارة الأرض، أصبح الجفاف أكثر شيوعًا، وبالتالي زيادة استهلاك المياه بشكل أكبر، وخاصة في الزراعة، حيث يضطر المزارعون إلى ري محاصيلهم بكميات مياه أكبر لمواجهة الجفاف.

التأثير على إمدادات الطعام

يعتمد إمدادات البشر على الأغذية على المناخ والظروف الجوية، حيث تعد مشكلات ارتفاع درجات الحرارة والجفاف ونقص المياه والتقلبات الجوية المتطرفة تحديات كبيرة للمزارعين ومربي الماشية.

وعلى الرغم من قدرة المزارعين على مواجهة بعض هذه التحديات باستخدام تقنيات وأساليب جديدة ومبتكرة، ولكن هذا لا يعني تأثر إمدادات الطعام بشكل واضح.

صحة الإنسان

قد يتساءل البعض كيف يؤثر تغير المناخ على حياة الإنسان؟ في الحقيقة، يؤثر تغير المناخ على صحة الإنسان بشكل واضح، ويظهر ذلك في عدة صور، ومنها ارتفاع درجات الحرارة بشكل خطير يؤثر على صحة الإنسان وقدرته على التكيف في هذه الأجواء.

ومع ارتفاع درجات الحرارة، تصبح الأعاصير أكثر قوة، كما تؤدي الظروف الجافة إلى المزيد من حرائق الغابات، وهو ما يجلب مخاطر صحية على البشر. ومع زيادة الفيضانات، تزداد الأمراض المنقولة بالمياه، والمخاطر الكيميائية، فضلًا عن الإصابات والوفيات بسبب تلك الكوارث الطبيعية.

اقرأ أيضًا: أعراض الاحتباس الحراري على كوكب الأرض

مشكلات بيئية

يؤدي تغير المناخ إلى مشكلات بيئية، سواء على الكائنات الحية أو البيئة التي تعيش فيها تلك الكائنات. ويعد القطب الشمالي الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، حيث ترتفع درجة الحرارة بمعدل أسرع مرتين على الأقل من المتوسط العالمي.

وامتدت آثار احترار القطب الشمالي حول العالم، حيث ارتفع منسوب البحار بسبب ذوبان الصفائح والأنهار الجليدية، ومع ارتفاع منسوب مياه البحر، تزيد مخاطر التعرية والعواصف على المناطق الساحلية.

ليس هذا فحسب، يؤثر ارتفاع مستوى سطح البحر على الشعاب المرجانية التي تختنق بفعل الرواسب. ارتفاع درجات الحرارة كذلك يؤثر على كميات الشعاب المرجانية.

تواجه النظم البيئية للمحيطات تحديًا إضافية، ويتمثل في تحمض المحيطات، حيث تمتص المحيطات حوالي 30% من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي نتيجة حرق الوقود الأحفوري، وعندما تزداد حموضة المياه، تصبح الحياة البحرية مهددة.

اقرأ أيضًا: طبقات الأرض ... كيف نعرف عن طبقات الأرض

تأثر البنية التحتية

ونعني بالبنية التحتية الطرق والموانئ والإنترنت وشبكات الكهرباء، والجسور. وعلى الرغم من أن بناءها هذه الموارد مصممة للاستخدام لسنوات، إلا عند بنائها لم يتم مراعاة تغير المناخ.

وبسبب الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات أو الأمطار الغزيرة أو الرياح أو تغيرات في درجات الحرارة، قد لا تتمكن البنية التحتية القائمة من تحملها.

على سبيل المثال، مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، يزيد الطلب على التبريد الداخلي. كما أن هطول الأمطار الغزيرة بشكل مفاجئ قد يتجاوز قدرة تصريف مياه الأمطار؛ وبالتالي تغلق الطرق السريعة وخطوط النقل.

أما الأشد خطورة فهي البنية التحتية في المدن الساحلية، فهي معرضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر، وهذا يعني أن ملايين الأشخاص حول العالم قد يواجهون مخاطر شديدة في تلك المدن.

يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر أيضًا إلى تآكل السواحل، بل تنتشر تحذيرات بأن العديد من المدن الساحلية قد تختفي تمامًا بفعل تغير المناخ.

في الختام، لا يقتصر تأثير المناخ على الإنسان فحسب، بل تمتد آثاره لتشمل قطاعات ومجالات مختلفة، لذا من المهم أن يتحد العالم لإيجاد حلول فعالة من أجل إيقاف خطر تغير المناخ، وتقليل أضراره على البشرية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة