ما تأثير فيلم "الرحمة العادلة"على التعاطف ومفاهيم العدالة في المجتمع؟

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: الجمعة، 25 أكتوبر 2024
ما تأثير فيلم "الرحمة العادلة"على التعاطف ومفاهيم العدالة في المجتمع؟

منذ ظهور أولى الصور المتحركة في تسعينيات القرن التاسع عشر، لعبت السينما دورًا مهمًا في تغيير تصورات الناس وتوجيه بوصلتهم الأخلاقية. واليوم، لا يزال الفيلم وسيلة قوية للتأثير على المواقف الاجتماعية والسياسية.

أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في 21 أكتوبر في مجلة PNAS، أن مشاهدة دراما وثائقية تسلط الضوء على رجل حُكم عليه بالإعدام ، قد زادت من تعاطف الجمهور مع السجناء ودعمت الدعوات لإصلاحات في نظام العدالة الجنائية الأمريكي.

قالت ماريان ريدان، عالمة الإدراك في جامعة ستانفورد والمشاركة في الدراسة، إن "دراستنا تشير إلى أن الفيلم جعل المشاركين إما أكثر استعدادًا أو أكثر قدرة على فهم إنسان آخر، على الرغم من الوصمات الاجتماعية المفروضة عليهم".

وأضافت أن هذا التأثير ليس مجرد شعور مؤقت، بل يمثل مهارة اجتماعية مكتسبة يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على مواقف الأفراد تجاه الآخرين.

الفيلم الوثائقي "الرحمة العادلة" يعزز التعاطف مع السجناء

في عام 1986، تم القبض على والتر ماكميليان، رجل أسود يبلغ من العمر 45 عامًا ويعمل في قطع الأشجار في ولاية ألاباما، بتهمة القتل. ورغم براءته - إذ كان حاضرًا في تجمع عائلي وقت وقوع الجريمة ، أُدين بناءً على شهادات كاذبة من شهود عيان.

أمضى ماكميليان ست سنوات في انتظار تنفيذ حكم الإعدام قبل أن تُلغى إدانته من قِبل المحكمة.

تحولت هذه القصة الحقيقية إلى فيلم سيرة ذاتية بعنوان "Just Mercy"، الذي صدر في عام 2019، ويضم الحائز على جائزة الأوسكار جيمي فوكس في دور ماكميليان.

أظهرت دراسة حديثة أن مشاهدة فيلم "Just Mercy" أدت إلى زيادة درجات التعاطف بين المشاركين تجاه الرجال المحتجزين. وقد وُجد أن هذا التأثير شمل المشاركين من جميع الأطياف السياسية، سواء اليسارية أو اليمينية.

وجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص الذين شاهدوا فيلم "Just Mercy" كانوا أكثر احتمالًا بنسبة 7.7% من المشاركين في المجموعة الضابطة للتوقيع على عريضة تدعم إصلاح العدالة الجنائية.

يعكس هذا التأثير قدرة الأفلام على تغيير المواقف وتعزيز التعاطف في قضايا العدالة الاجتماعية.

كيف يمكن أن تسهم السينما في تعزيز الاستقطاب بين الأفراد؟

قال خوسيه كاناس باجو، الباحث في العلوم المعرفية ودراسات الأفلام في جامعة جيفاسكيلا في فنلندا، والذي لم يشارك في الدراسة إن حداثة هذه الدراسة تكمن في كيفية تحديد تأثير الأفلام على تصورات المشاهدين وسلوكياتهم، وخاصة كيف يمكن لفيلم مثل "Just Mercy" أن يعمل كدعوة إلى العمل.

وقالت باجو أن صناع الأفلام يدركون أن الفيلم يمثل مساحة آمنةحيث يمكن للمشاهدين تجربة مشاعر لا يشعرون بها عادةً. ولهذا السبب، أن صناع الأفلام يتحملون مسؤولية تجاه مشاهديهم عند سرد القصص.

واضاف أن في هذه الدراسة، استخدم صناع فيلم "Just Mercy" مهاراتهم للتأثير على تعاطف المشاهدين تجاه رجل مسجون بتهمة ارتكاب جريمة لم يرتكبها.

وقد تم استخدام الفيلم كأداة للتغيير الاجتماعي في نظام العدالة الجنائية.

كم من الوقت يستمر التعاطف بعد مشاهدة الأفلام؟

قالت ريدان إن فريقها يجري حاليًا دراسة جديدة حول استمرارية هذه التأثيرات على مدى ثلاثة أشهر. وأضافت: "تشير الأدلة الأولية إلى أن بعض هذه التأثيرات قد تستمر لما لا يقل عن ثلاثة أشهر. كما نقوم بجمع بيانات التصوير العصبي لفهم كيفية تأثير الفيلم على المعالجة التعاطفية في الدماغ."

ومع ذلك، أشار باجو إلى أن التحدي يكمن في عزل تأثير فيلم واحد. فعندما نشاهد فيلمًا، نقارنه دائمًا بذكرياتنا وأفلام أخرى قد شاهدناها. لا يشترط أن تكون الأفلام من نفس المخرج لتتصل ببعضها عاطفيًا؛ هذا الربط يحدث في أذهان المشاهدين.

واختتمت ريدان بقولها: "لهذا السبب، يجب أن نكون حذرين بشأن نوع الوسائط التي نستهلكها."

أعدته للعربية: ندي فاروق

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة