مايكل ديل.. العبقري الذي غيّر وجه صناعة الحاسوب

تحول شغف رجل الأعمال الأمريكي مايكل ديل من جمع الحواسيب في سن المراهقة، إلى صناعة وبناء إمبراطورية تكنولوجية عملاقة، وهي شركة "ديل" التي تعد واحدة من أهم شركات تصنيع الحواسيب في العالم، وقد ساهمت شركته في تحقيق ثورة في صناعة التكنولوجيا، تعرف على مسيرته وحياته في هذا المقال.

من هو مايكل ديل؟

مايكل سول ديل، هو رجل أعمال ومستثمر أمريكي، وهو المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة ديل تكنولوجيز، والتي تعد واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.

ولد ديل في 23 فبراير عام 1965 في هيوستن تكساس الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ شغفه بالتكنولوجيا منذ سن صغير، وطوّر هذا الشغف أثناء دراسته في جامعة تكساس.

بدأت رحلة ديل في عالم التكنولوجيا من غرفته في السكن الجامعي في جامعة تكساس، حيث بدأ بتجميع وبيع أجهزة الكمبيوتر، وواصل شغفه حتى أسس شركته الخاصة في أواخر الثمانينات، التي حققت نموًا كبيرًا، وأصبحت بحلول التسعينات واحدة من أكبر شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم.

تميز ديل بقدرته على القيادة والتميز، وأسلوبه الريادي المبتكر في الأعمال، والذي جمع فيه بين الفهم العميق للتكنولوجيا والقدرة على تكييف الأعمال مع التغيرات السوقية السريعة، فتحت قيادته توسعت الشركة، وشملت مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، وقد نجح في أن يصبح من بين أغنى الشخصيات في العالم ثروة تقدر بمليارات الدولارات.

ما هي ديانة مايكل ديل؟

ولد مايكل ديل في عائلة يهودية.

زوجة مايكل ديل

تزوج مايكل ديل من سوزان ليبرمان عام 1989، ويعيش مع زوجته في أوستن، وأنجبت له 4 أطفال. اشتهر الزوجان بالأعمال الخيرية، ففي عام 1999 أسس الزوجان مؤسسة "مايكل وسوزان ديل" الخيرية التي تركز على القضايا المتعلقة بالصحة والتعليم.

في عام 2023، تم تصنيف ديل وزوجته بأنهما أكبر مقدمي تبرعات خيرية، فقد بلغت قيمة تبرعاتهم 975 مليون دولار.

عقلية تجارية منذ الصغر

ولد مايكل ديل في هيوستن لعائلة يهودية. والدته كانت سمسارة بورصة، أما والده كان أخصائي تقويم أسنان. نشأ ديل محبًا للتجارة وعالم الأعمال، فقد امتلك منذ صغره عقلًا تجاريًا.

في سنوات المراهقة، عمل ديل في وظائف بدوام جزئي مختلفة، ولكنه كان مختلفًا عن أقرانه، فلم ينفق تلك الأموال من أجل رفاهيته، وإنما استثمر أرباحه من الوظائف التي عمل بها لشراء الأسهم والمعادن الثمينة.

أحب ديل الأجهزة التكنولوجية منذ صغره، فقد امتلك أول آلة حاسبة له في سن السابعة، كما امتلك آلة طباعة عن بعد في المدرسة الإعدادية، وحصل على أول جهاز كمبيوتر له في سن الخامسة عشر، وهو جهاز أبل 2، وهو الجهاز الذي فككه لمعرفة كيفية عمله.

التحق ديل بمدرسة ميموريال الثانوية في هيوستن، وفيها واصل محاولاته لصنع الأموال، فقد كان يبيع اشتراكات في صحيفة هيوستن بوست في الصيف، وامتلك عقلية قوية مكّنته من تحقيق مبيعات جيدة، فقد كان يدرس عملاءه جيدًا، وتعلم كيفية استهداف فئات معينة من السكان للحصول على اشتراكات مؤكدة للصحف.

توصل ديل أن المتزوجين حديثًا، والأشخاص الذين ينتقلون إلى منزل جديد هم أكثر قابلية للموافقة على الاشتراك في الصحف، لذا جمع معلومات الاتصال الخاصة بهذه الفئات، وتمكن من كسب 18 ألف دولار في عام واحد، بفضل أسلوبه وعقليته التجارية الفذة.

استثمر ديل هذه الأموال، وعيّن المزيد من الموظفين، وحقق ربحًا اقترب من 200 ألف دولار في عامه الأول من العمل. أرادت  عائلة ديل أن يدرس الطب، لذا التحق بجامعة تكساس عام 1983، إلا أنه ترك الجامعة في سن 19 عامًا بعدما حقق أرباحًا جيدة من مشروعه الأول.

تأسيس شركة ديل للتكنولوجيا

عندما كان مايكل ديل طالبًا في السنة الأولى في كلية الطب في جامعة تكساس، واصل أنشطته التجارية المختلفة، وقد بدأ نشاطه التجاري في التكنولوجيا من غرفة مسكنه في الجامعة.

عمل ديل على تجميع وبيع مجموعات ترقية لأجهزة الكمبيوتر الشخصية، وبعد مبيعات جيدة، تقدم بطلب للحصول على ترخيص بائع لتقديم عطاءات على العقود لولاية تكساس، وقد فاز به عدم قدرته على تحمل تكلفة افتتاح متجر للكمبيوتر.

في عام 1984، اكتشف ديل أن تأسيس شركة مصنعة لأجهزة الكمبيوتر له لها مزايا ضخمة، مقارنة ببيع الأجهزة بالتجزئة المباشرة التقليدية، لذا قرر تأسيس شركته باسم PC`S Limited، وكانت استراتيجيته في العمل هو بيع أجهزة الكمبيوتر للعملاء مباشرة من خلال تصنيعها بعد طلبها.

نجح ديل في أول عام من تحقيق 50 إلى 80 ألف دولار من خلال أجهزة الكمبيوتر الشخصية ومجموعات الترقية والمنتجات الأخرى، وكل هذه الأرباح حققها من خلال العمل في شقة سكنية متواضعة.

بعد النجاح الأولي، قرر ديل تحويل اسم الشركة إلى Dell Computer Corporation، وجعل مقرها في شمال أوستن، ووظف عدد قليل من الموظفين في البداية كمستقبلي للطلاب وتلبية الطلبات.

وعن البداية يقول ديل: "الشركة في البداية كانت تضم 3 رجال يحملون مفكات، ويجلسون على طاولات يبلغ ارتفاعها 6 أقدام". بلغت تكلفة رأس مال المشروع ألف دولار، بحلول عام 1992، أصبح ديل أصغر رئيس تنفيذي في شركة مصنفة في قائمة مجلة فورتشن لأفضل 500 شركة، وكان وقتها يبلغ من العمر 27 عامًا فقط.

توسيع أعمال الشركة

بحلول عام 1996، توسع مايكل ديل تجارته، وبدأ في بيع أجهزة الكمبيوتر عبر الويب، وهو نفس العام الذي أطلقت فيه الشركة أول خودامها، وبحلول العام التالي حققت الشركة مبيعات بلغت حوالي مليون دولار يوميًا.

بحلول عام 2001، وصلت الشركة إلى حصة سوقية عالمية بلغت 12.8%، وتجاوزت شركة "كومباك" لتصبح أكبر شركة تصنيع أجهزة كمبيوتر في العالم، كما نمت مبيعات الشركة بنسبة 34.3% في العالم، و30.7% في الولايات المتحدة.

في عام 2004، تنحى ديل عن منصبه كرئيس تنفيذي، ثم عاد إلى منصبه مرة أخرى عام 2007 بناء على طلب مجلس الإدارة، وفي عام 2013، باع شركة ديل إلى القطاع الخاص، حصل على حصة 75% في الشركة.

في عام 2015، استحوذت شركة ديل على شركة EMC Corporation المتخصصة في البرمجيات والتخزين للمؤسسات، وبلغت قيمة الصفقة 76 مليار دولار، وقد تم تصنيف هذه الصفقة بأنها أعلى عملية استحواذ في مجال التكنولوجيا.

ثروة مايكل ديل

في عام 2024، صنفت مجلة فوربس ثروة مايكل ديل بحوالي 96.9 مليار دولار أمريكي. في مارس 2024، تجاوزت القيمة الصافية لثروته 100 مليار دولار، وهو ما جعله في المرتبة 12 من بين أغنى الشخصيات في العالم.